وائل غنيم هل يزيد الثورة اشتعالًا ..؟

صهيب الحسن

الناشط السياسي وائل غنيم مدير صفحة كلنا خالد سعيد التي كان لها دور بارز في إشعال الثورة يوم 25 يناير، خرج بالأمس من سجون أمن الدولة بعد اعتقال دام 12 يومًا لم يرى فيها النور أو يسمع الإنتصارات المتتالية التي حققتها جهوده الإلكترونية على صفحات الفايسبوك، والتي قضى فيها أكثر من 350 قتيل وآلاف الجرحى، وقضى فيها أيضًا على الخوف في صدور المصريين ما حذى بالملايين للخروج في الساحات والميادين العامة بمطالب واضحة لا غضاضة فيها .

ظهر وائل غنيم في برنامج تلفزيوني وقد أبكى الملايين حينما تحدث بكل تواضع عن دوره في تنظيم وترتيب التظاهرات السلمية التي لم يكن لها أي لون أو صفة حزبية، إنما هي في جوهرها تدعو إلى تغيير النظام السياسي الذي هيمن على البلاد لمدة ثلاثين عامًا كرس فيها الظلم والضيم في روح المواطن المصري وخلق لديه القابلية للإستكانة والخنوع.

وائل غنيم الذي أكد على عدم تعرضه للتعذيب إنما الطريقة غير الشرعية التي تم اختطافه فيها تعكس تحطمًا في الهيكل النظامي لسياسة الحزب الوطني التي حاول الأخير فيها أن يركب موجة الفضل في الإفراج عن وائل غنيم، فضحه وائل حينما قال أنه لا يريد أن يرى هذا الحزب بعد اليوم لأنه ببساطة دمر مصر وشعبها!

المصريين اليوم بحاجة إلى رموز ليس لها توجه حزبي أو أيديولوجي، إنما هي بحاجة إلى من يخاطب روح الضمير الإنساني فيها ويستثير فيها الوازع للتغير كما أشعل الشاب التونسي بوعزيزي نفسه فداء لشعبه الذي انتفض غاضبًا على نظام قمعي ديكتاتوري أدت ثورته إلى إقتلاع زين العابدين وهروبه كالذليل يتسول في البلاد العربية ما غرسه في فترة رئاسته في شعبه طوال عقدين من الزمان.

وائل غنيم عقلية رائعة احسنت توظيف التكنولوجيا لخدمة بلده، وقد حان الوقت لاستنساخ نماذج فلسطينية تنهج خطى أولئك الذين تجاوزوا القيود السياسية والتنظيمة لكسر طوق القمع الفكري والجسدي على أبناء الضفة المحتلة بشكل خاص، واستنساخ عقليات عربية تفعل المثل في بلادها التي تتعرض لظروف مماثلة.

قد تطول معركة الثورة في مصر لأنها تستقي تجاربها من تونس وتعمل على تطويرها لتستطيع مواكبة التغييرات والتعامل مع الألاعيب مع نظام أيضًا يستقي العبر من تونس لكن بطريقة عكسية تتمثل في كيفية احتواء هذه العاصفة بما يضمن بقاء النظام السياسي المعمول به للحفاظ على مصالح خارجية والإبقاء على معاهدات ومكاسب تمت زراعتها منذ عقود طويلة. 

الشعب الفلسطيني يترقب بكل اهتمام ما ستؤول إليه الثورة المصرية لأنه على يقين بأن لها إنعكاسات إيجابية قد تفرض واقعًا يزيح عن كاهله سنوات من الشقاء والحصار والعناء، ويمهد لثورة مماثلة تزيح نظام قمعي في الضفة المحتلة، ليتسنى له التفرغ لمقارعة الإحتلال وتحقيق مطالبه