من العار أن يكون مثل مجرم الحرب هذا قائداً للشعب الليبي،وهذا يدلل على حجم البلاء الذي ابتليت به شعوبنا العربية بمثل هؤلاء القادة"المأفونين"،فهذا المجرم لا ينتمي إلى المدرسة الثورية أو الوطنية لا من قريب أو بعيد،بل هو من أحفاد المدرسة "النيرونية والهتلرية والموسولونية". شخص تعودنا على "تهابيله" و"شطحاته" وجنون عظمته،وفي خطابه الدموي بتاريخ 22/2/2011 ،خطاب الدم والجنون، أماط فيه اللثام عن وجه القبيح بشكل سافر،حيث أنه في سبيل مصالحه وتعطشه للحكم وبقاءه في السلطة،مستعد لجلب الخراب والدمار لليبيا والليبيين،وهو يعتبر أن ليبيا بجغرافيتها وثرواتها وشعبها،هي مزرعة وملك خاص له ولعائلته،والشعب الليبي مجرد رعاع خدام له ولعائلته،بل هو يتكرم على الليبيين لمجرد وجوده بينهم فهو يصور نفسه بأنه حالة فريدة في التاريخ والثورات وهو الحاكم بأمره والذي "لا ينطق عن الهوى" مع فارق التشبيه، وهو بمثابة "النبي" الذي على الشعب الليبي أن يقول له سمعاً وطاعة،وكل خروج على سلطته أو انتقاد لتصرفاته ومسلكيات عائلته هو بمثابة خيانة وتمرد وقلة وفاء وخدمة للأجندات والمصالح الخارجية والقوى الاستعمارية،فهو الذي" بنى ليبيا ووحدها وحررها من الاستعمار وجلب الخير والنعيم للشعب الليبي" وهو "الثوري والمناضل والقائد الوطني والأممي وملك ملوك أفريقيا ورئيس الجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية العظمى وسليل أسر الشهداء والمناضلين"،كيف يثور ويتمرد عليه الشعب الليبي؟،هذا الشعب الذي وصفه بأقذع ما حواه قاموس اللغة العربية من ألفاظ بذيئة وقذرة،تدلل على ما وصل إليه القذافي من انحطاط وهلوسة وجنون وتأزم،وهو كذلك ذلك كباقي من سبقوه من الزعماء العرب الذين أطاحت بهم الانتفاضات والثورات الشعبية العربية،استخدم التاريخ والنضال والشهداء لكي يستجدي الشعب،وكأن هذا التاريخ يبرر لهم فعل كل الموبقات والبطش والتنكيل بالشعوب،بل وحتى استعبادهم والقول عنهم بأنهم مجرد رعاع أو حثالات ومساطيل وجرذان وفئران.
إن خطاب القذافي هذا والذي اعتقد جازماً أنه خطاب ما قبل النهاية،والذي سيسدل ويطوي صفحة من تاريخه المظلم والدموي والإجرامي بحق الشعب الليبي،الذي أنجب واحد من أهم عمالقة النضال في التاريخ العربي والليبي المجاهد الكبير الشهيد عمر المختار والذي بفضله تحررت ليبيا من الاستعمار الايطالي.
هذا الخطاب المأزوم حوى الكثير من المعاني الخطيرة،فعدا أنه طعن الشعب الليبي في كرامته ووطنيته ووعيه،فهو تهديد للشعب الليبي بأنه لن يترك او يتخلى عن السلطة طواعية،بل في سبيلها مستعد لإغراق ليبيا في بحر من الدماء ودفعها للحرب الأهلية،وأيضاً دعوة الى تفتيت وحدة ليبيا من دولة الى كيانات قبلية متصارعة،أي نقل النموذج الصومالي إلى ليبيا،وأيضاً هناك دعوة صريحة للقوى الاستعمارية وعلى رأسها الولايات المتحدة لاحتلال ليبيا وإعادة استعمارها من أجل حماية مصالحها والمقصود هنا النفط الليبي. وكذلك تخويف الشعب الليبي بالقوى الظلامية والتكفيرية من خلال وصف قوى الثورة بأنها جماعات سلفية وتكفيرية تنتمي إلى جماعة بن لادن وبالتالي ستتحول ليبيا إلى إمارات إسلامية متعددة.
اننا ندرك أن قوى الثورة والشعب الليبي والمؤسسة العسكرية لديها الوعي الكافي لإفشال مخططات هذا المهووس،ونحن على ثقة بأن فئات الكتاب والصحفيين والمثقفين الليبيين ستلعب دوراً كبيراً في فضح وتعرية هذا النظام الدموي،ونحن هنا نسجل عظيم الفخر والاعتزاز بالعديد من سفراء الجماهيرية في العالم والذين استقالوا احتجاجاً على ما يرتكبه هذا النظام الدموي من مجازر بحق الشعب الليبي،وكذلك فقادة الثورة والانتفاضة الشعبية عليهم التوحد خلف شعار إسقاط النظام،والحفاظ على كل المنجزات والمكتسبات والثروات والممتلكات العامة،التي ملك للشعب الليبي بأكمله.
إن هذا النظام الدموي يترنح وفي طريقه إلى الأفول،فمهما بلغ من جبروت وطغيان وتعسف فهو غير قادر على الصمود والوقوف في طريق ووجه شعب ثائر بأكمله،فالنصر دائماً وأبداً حليف الشعوب.
أي رئيس هذا الذي يستحضر كل التاريخ الدموي والمجازر والجرائم التي ارتكبها طغاة ومحتلين بحق الشعوب من أجل إخافة وتوعد الشعبي الليبي بها؟، فهو يستحضر كل ذلك من أجل تطبيقه على الشعب الليبي، وأيضاً فجأة فطن الى الدستور الليبي الذي عطل العمل به،وشكل ما يسمى بلجانه الشعبية وكتابه "التافه" الأخضر كدستور بديل على الشعب الليبي أن يحفظه عن ظهر قلب ويطبقه.
هذا المجنون الذي يحضر لحمام دم بحق الشعب الليبي،نرى أن الولايات المتحدة وأوروبا الغربية المتشدقتين بحقوق الإنسان والديمقراطية والحرية،خرست ألسنتهم وأبواقهم ضد ما يرتكبه القذافي من مجازر بحق شعب أعزل مسالم يقصف بالطائرات والأسلحة الثقيلة،وهذا يعني أن الذي لا يفهم ويعود لتجريب المجرب عليه أن يعي ويدرك،أن أمريكا والغرب يعنيهم بالأساس أهدافهم ومصالحهم،فكل ما يتعارض معها مباح حتى لو كان على شكل جرائم ومجازر ضد الإنسانية والبشرية .
على قادة الانتفاضة الشعبية أن يكونوا متيقنين وواعين،أن هذا المجرم ب"هوجائيته" وجنون عظمته،قد يدفع بالأمور نحو إعطاء الفرصة للقوى الغربية وبالذات أمريكا للتدخل في الشأن الداخلي الليبي،تحت حجج وذرائع منع حمامات الدم وإنهاء حالة الفوضى،ولذلك عليهم تفويت الفرصة عليه ومعالجة الأمور بدرجة عالية من الحكمة،وعدم إعطاءه الحجج والذرائع والمبررات لذلك من خلال بعض التصرفات غير الموزونة والمحسوبة بدقة من قبل الجموع الثائرة،وأيضاً على قادة الثورة الشعبية الطلب من قادة الدول العربية والأمم المتحدة بضرورة التدخل من أجل منع وثني هذا المجرم عن تنفيذ جرائمه بحق الشعب الليبي،والممثليات والسفارات والبعثات الدبلوماسية والجاليات الليبية في مختلف دول العالم تتحمل قسطاً كبيراً في هذا الجانب،فعليها أن تقود حملة دبلوماسية واعتصامات وتظاهرات في كل أماكن تواجدها تفضح وتعري وتحتج على ما يقوم به القذافي ويرتكبه من مجازر بحق الشعب الليبي.
ونحن على ثقة بأن قطار الجماهير ورياح التغير العربية التي تهب على المنطقة العربية،تمضي قدماً إلى الأمام وستطيح بهذا الطاغية كما أطاحت بغيره ومن قبله من الطغاة العرب،ولكن الشيء المختلف هنا أن هذا الطاغية يجب أن يحاكم كمجرب حرب،واذا لم تتمكن قوى الثورة من قتله وفي حالة هروبه فعليها أن تلاحقه دولياً وقضائياً وفي أي مكان يذهب إليه،ولا يجوز أن يفلت هذا المجرم من العقاب هو وكل زمرته والدائرة المحيطة به من أعوانه وحاشيته ومرتزقته.
أن أفضل وأكثر ما حققه وأنجزه القذافي طوال مشواره وتاريخه الطويل وحكمه الديكتاتوري أنه استطاع أن يوحد الشعب الليبي بكل فئاته وقطاعاته وألوان طيفه السياسي ضد طغيانه وفاشيته والمطالبة برحيله غير المأسوف عليه.
القدس- فلسطين
23/2/2011
--
إتحاد المدونين العرب - Arab Bloggers Union
خطاب غير منشور للزعيم الليبي
ردحذفبقلم محسن الصفار
ايها الشعب الليبي العظيم وطبعا المقصود هو المؤيدين لي اما الباقين فلا عظماء ولا شي بل اولاد كلب, انتم تعرفوني وتعرفون ان حبي لكم مثل حب الذبابة للسكر ... والا اقولكم هذا مثل مش حلو خلوها مثل حب البعوضة للدم.... بلاش امثلة انتم عارفين حبي لكم واني احبكم لدرجة اني مستعد اذبحكم لاخر واحد ولا افارقكم .
انتم تتظاهرون ضدي مش لاني ظالم وديكتاتور لاسمح الله ... بل لانكم محششين ومسطولين وسكرانين والكبسولات اللي اعطوكم اياها تخليكم قاعد تقولون هذي الكبسولات تخلي الواحد منكم في نفسه يريد يقول يعيش القذافي ولكن يقول يسقط القذافي , وين اسقط ؟ ليش انا واقف على درج علشان اسقط منه ؟ انتم مجرد مجموعة فئران واذا ماقعدتم في مكانكم راح اجيب لكم توم يربيكم مثل ماربى جيري فاهمين ؟ انتوا حيوانات اليفة انا روضتها 40 سنة واليوم تقولون يسقط ؟ عيب ليش مين راح يجيب عارضات ازياء ايطاليات اذا سقطت انا ؟ راح تتزوجوا مين؟ نسوان شكلهم يخوف مثل بنتي عايشة ؟ الا يارجل ماقدرت ازوجها لاي واحد من الشعب الليبي كله ولا واحد رضي فيها ؟ ليش ؟ طيب تطالبوني بترك الحكم واولادي المساكين اللي كل واحد ماسك قطعة من ليبيا وين يروحون ؟ مافكرتوا ان قطع الارزاق اشد من قطع الاعناق ؟ طيب واذا قصفتكم بالطيارات ويش صار يعني ؟ شهالدلع ؟ شوية قنابل تسقط على رؤوس الفئران وين المشكلة ؟ مش عيب تشتموا قائد الثورة بسبب شوية قنابل ؟ والاعلام العربي يقول مقتل الالاف وعامل منها قضية انتو شدخلكم ؟ مش المصريين بيقولوا جوزي وانا حرة فيه ؟ طيب يا اخي شعبي وانا حر فيه اذبحه احرقه انتوا شدخلكم ؟ خليكم غادي عن الشعب الليبي فهو يحبني ولكن فقط مثل ماقلت حبوب الهلوسة هي اللي مأثرة عليه وهذي علاجها عند اطبائنا الثوريين طلقة في الرأس وكل شي يرجع طبيعي .
انتوا فاكريني مثل حسني مبارك اقتل 300 او 400 مصري وبعدين اهرب ؟ لا ياحبيبي انا لست رئيس جمهورية, انا سأقتل الشعب الليبي حتى اخر طفل ورضيع ومن ثم ساجلب عارضات ازياء ايطاليات واعيد بناء الشعب الليبي بشكل جيد ونسميه الشعب الايطاليبي مثل مقترحي العبقري بتأسيس دولة اسراطين .
انتم فاكرين الشعب حاجة مهمة للحاكم ؟ غلطانين , الشعب مجرد اكسسوار للحاكم يحب يحتفظ بيه او يحب يتخلص منه ويجيب شي احسن , وانا قررت اتخلص منكم ومثل ما قالوا اصدقائي المريخيين عندما اخذوني في جولة سياحية للمريخ وساعدوني في كتابة الكتاب الاخضر (لانهم كلهم لونهم اخضر ) انه انا عبقريتي تفوق مستوى العقل الارضي بما لايقل عن 500 سنة فاهمين يافئران ياجرذان يامهلوسين ؟ اسيادكم المريخيين هم اللي عارفين قدري , ويكون بمعلومكم الطيارات والدبابات هذي مش قوة نارية هذي مجرد تسلية واذا اقتضى الامر فالاشعة الكونية ووحوش الفضاء وغريندايزر جاهزين علشان يعملوكم كفتة وكباب .
راح اجيب لكم السوبرمان والباتمان يطلعوكم واحد واحد من جحوركم يافيران راح اجيب مصاصين الدماء يمصون دمكم .
والديبلوماسيين ينشقون واحد بعد الثاني وايش يعني ؟ ليش هو الديبلوماسي بيفهم شي ؟ كلهم حمير كنت رابطهم في اسطبلاتي وابعث كل فترة واحد للخارج يعلف ويرجع وكلامهم ولا اله اي قيمة عندي .
واخر كلامي الموت للشعوب ويحيا الحكام وتقبلوا حبي وقنابلي وكلكم مثل اولادي بعد ان اقتل كل اولادكم وتحيا الثورة وتحيا دور عرض الازياء الايطالية ويحيا برلسكوني .
* خطاب خيالي
صفحتي على الفيس بوك
http://www.facebook.com/pages/%D9%85%D8%AD%D8%B3%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%81%D8%A7%D8%B1/122659741080129
--
بقلم :عاصم ريحان
ردحذفسيقاتل حتى آخر طلقة وآخر جندي ، هكذا صرح "نجل العقيد" في تهديد صريح للشعب الليبي الثائر الذي خرج عن بكرة أبيه إلى الشوارع والميادين للمطالبة بحقوقه المشروعة في الحرية والعدالة وإسقاط الطاغية معمر القذافي .
من يستمع لهذا التصريح سيبدو له وكأن التهديد موجه لدولة عادية قد أعدت جيشاً مجهزاً بأعتى الوسائل القتالية للعدوان على ليبيا !،لا إلى شعب أعزل خرج إلى الشوارع والميادين بمسيرات ومظاهرات سلمية تطالب بتحقيق مطالبه بالحرية والعدالة .
تصريح أقل ما يمكن وصفه أنه دموي وخطير يخرج عن شخص لا يحمل أي صفة اعتبارية أو وزارية سوى أنه "نجل العقيد" !.
في إشارة واضحة إلى حالة اللانظام التي كانت تعيشها ليبيا طوال فترة حكم العقيد القذافي والتي تعدت الأربعين عاماً .
فلا يمكن وصف تلك الحالة حيث لا مؤسسات ولا منظمات أهليه ولا هيئات محلية سوى أنها حالة لم يسبق لها مثيل في التاريخ حيث تحولت الدولة ومؤسساتها إلى "عزبة" للعقيد وصبيان العقيد .
نعم طوال أكثر من أربعين عاماً والشباب الليبي المبدع من العلماء والمثقفين وطلاب الجامعات مغيبين عن ساحة العمل الوطني بكافة أشكاله السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية وفي كافة المجالات الأخرى ، في مقابل ظهور أنجال العقيد حيث الأمر والنهي والتبديل والتغيير بأيديهم فقط وعلى حسب أهوائهم و مزاجاتهم .
هكذا كانت ليبيا في عهد ثورة العقيد ، أما الشعب الليبي فهو في نظر العقيد وأنجاله مجرد مجموعة من العبيد لا حقوق لهم سوى التي يقررها الكتاب الأخضر ولا يحق لهم أن يعبرون عن آرائهم أمام صواب رأي العقيد الذي يبدو أنه قد نسي أن يخط في الكتاب الأخضر عبارة "أنا ربكم الأعلى " !.
أما الآن فالشعب الليبي قد عرف الطريق الصحيح لنيل الحرية وتحقيق العدالة والعيش بكرامة وها هو يسلكها بلا خوف أو وجل ، وعلى استعداد للتضحية بالآلاف من شهداء وجرحى ومفقودين في سبيل نيل هذه المطالب .
فالحرية لا توهب ولا تمنح بل تنتزع انتزاعاً ، فلقد تسلح الشعب الليبي بالإرادة والعزيمة ونصر بالشباب الليبي الثائر مستعينا بالمعنويات العالية التي منحها له أشقاءه في تونس ومصر .
والنصر صبر ساعة ، فلقد اقتربت ساعة الصفر لحكم العقيد وهو في الرمق الأخير ويلفظ أنفاسه الأخيرة وخير دليل على ذلك استعمال الطائرات في قصف المتظاهرين والثائرين من أحفاد عمر المختار في إشارة واضحة إلى عدم سيطرته على الشوارع والميادين والساحات العامة حيث تمكن الشعب بمساعدة بعض من رجال الجيش الشرفاء من السيطرة عليها .
هنيئاً للشعب الليبي بشهدائه البواسل فلقد اقترب النصر والتمكين بحول رب العالمين وكأني بالشعب الليبي يهتف الآن بصوت واحد :
أنا الشعب أنا الشعب .... لا أعرف المستحيل .
لثورة الليبية والمجازر الوحشية ..بقلم د. حاكم المطيري
ردحذف___________________________________________
فاجأت الثورة الليبية العالم كله في سرعة انتشارها، وقوة إعصارها، وكشفت عن مدى الهمجية والوحشية التي يمتاز بها هذا النظام، الذي أراد كسر شوكة الشعب الليبي بمليشياته الشعبية، ولجانه الثورية، فكسره الشعب بإرادته الحرة الأبية، وغيرته العربية، وحميته الإسلامية، كما أثبتت الثورة عن هشاشة النظام الليبي الذي استخف بالشعب وقدرته، فدفع ثمن استخفافه بشعبه، وثمن خيانته للأمة حين تظاهر بالوقوف ضد القوى الاستعمارية ومشروعها في المنطقة العربية، في الوقت الذي كان يتفاهم معهم على كل ما يريدونه منه، وينفذ لهم كل ما يطلبونه، من أجل بقائه في الحكم وبقاء أسرته!
لقد استمرأ هذا النظام رفع الشعارات القومية للاستهلاك المحلي، ففي الوقت الذي كان يتباكى على فلسطين والشعب الفلسطيني، وعلى العراق والشعب العراقي، ويندد بالاحتلال الأمريكي، كان يرفض عقد أي مؤتمر للمقاومة العراقية أو المقاومة الفلسطينية على أرضه، بل ويشارك في حصارها كما تريد الولايات المتحدة!
لقد كشفت الثورات العربية الثلاث عن مدى العداوة التي يضمرها الغرب والولايات المتحدة لشعوبنا، وكيف تتواطأ حكوماته على غض الطرف عن الجرائم التي تقوم بها الأنظمة الدكتاتورية في عالمنا العربي ضد شعوبها، وتجلى ذلك في أبشع صوره عن صمتهم عن الحرب التي يشنها النظام الليبي على شعبه، والتي ذهب ضحيتها مئات القتلى، وآلاف الجرحى، في الوقت الذي تقوم أوربا ولا تقعد من أجل معارض صيني أودع في السجن!
إننا نوجه اليوم نداء إلى العرب الأحرار، والشباب الثوار، في عالمنا العربي، خاصة في مصر وتونس، بأن يقفوا مع الشعب الليبي بكل إمكاناتهم المادية والمعنوية، فهو يتعرض إلى حرب إبادة جماعية، يشنها نظام إجرامي فقد شرعيته بإعلانه الحرب على شعبه.
كما نحيي الشعب الليبي البطل على هذه الثورة التاريخية، التي جددت ثورة عمر المختار، وشهداء ليبيا الأبرار، في مواجهة حقبة الاستعمار!
لقد امتازت الثورة الشعبية الليبية العظيمة عن سابقتيها التونسية المجيدة، والمصرية المباركة، بأمور منها:
1- أنها ثورة شعبية سلمية اضطرت إلى مواجهة نظام عسكري إجرامي استخدم معها كل أساليب الحرب المحرمة، وكان ضحايا الثورة في أول يوم فيها يعادل ضحايا الثورة التونسية في أسابيعها الأربعة، وإذا نجحت الثورة الليبية وهي قطعا ستنجح بإذن الله، فستكون ثورة فريدة من نوعها، إذ سيثبت للطغاة جميعا، أن الأمة قادرة على مواجهتهم سواء بالمظاهرات والثورات الشعبية السلمية، أو الثورات الشعبية المسلحة!
فليختر الطغاة أي الثورات يريدون، وأي المواجهات يختارون، فإن الأمة باتت جاهزة لكلتا الحالتين!
2- كما إنها ثورة شعب في مواجهة عصابة إجرامية، استخدمت الجيش والطيران في حرب ضد المتظاهرين العزل، بينما كانت الثورة المصرية والتونسية ضد دكتاتوريات مع وجود مؤسسات الدولة التي استطاعت ضمان عدم دخول الجيش في مواجهة الشعب، فأثبتت الثورة الليبية أن الطغاة لا يستطيعون الوقوف أمام إرادة الشعوب حتى لو استخدموا جيوشهم وطيرانهم!
3- كما أثبتت الثورة الليبية وقبلها التونسية والمصرية أن القبائل العربية هي كما قال الفاروق الملهم عمر بن الخطاب (أوصي بالأعراب خيرا فإنهم أصل العرب ومادة الإسلام)، فقد أشعلت أسرة البوعزيزي من قبيلة الهمامه من سليم شرارة الثورة في تونس، وكذا بدأت قبائل سيناء بالثورة على النظام المصري في العريش منذ البداية، وجاءت القبائل الليبية العربية والبربرية المتعربة، كمصراته، وكقبيلة زوية من قبائل سليم، وقبيلة بني وليد من ورفلة القبيلة الشهيرة، لتساهم كلها في الثورة وتحسمها لصالح الشعب الليبي، وهو ما يؤكد على دور القبيلة الوطني، وأنها مكون رئيسي لا يمكن تجاهل دوره في العالم العربي، الذي تمثل القبيلة والأسرة الأساس الاجتماعي فيه، كما إنها الضامن لوحدة مجتمعاتها كما جرى في العراق، إذ وقفت القبيلة العربية سدا منيعا في وجه المشروع الاستعماري، والمشروع الطائفي، وأفشلت مشروع التقسيم، حيث حافظت على وحدة النسيج الاجتماعي العراقي، ولم يقع في مناطقها أي صراع طائفي، في الوقت الذي نجح الطائفيون وأحزابهم في تحقيق أهدافهم في المدن!
إنها لحظات فرح وعيد، تعيشها الأمة اليوم، وهي تولد وتبعث من جديد، مهما خالطها من حزن أو ذهب فيها من شهيد، ولن تذهب دماء الشهداء الأبرار سدى، ولن تنسى الأمة تضحياتهم أبدا، بل ستخلد خلود المجد، في ذاكرة التاريخ .