الأربعاء، 9 فبراير 2011

كل يغني على ليلاه يامصر


تفائلي نظراتي
 
كل يغني على ليلاه يا مصر بقلم هنادي 

انتفضت مصر بكل فئاتها شباباً ونساءً رجالاً و أطفالاً خرجت بكل أطيافها لتسقط النظام المصري الفاسد الذي قبض على أحلامهم أكثر من ثلاثين عاماً ، خرج الشعب المصري بمسلميه ومسيحيه وأقباطه ليقولوا لمبارك كفاك تجبراً وتسلطاً كفاك فساداً ونهباً في أموالنا وثروات بلادنا .

لكن ماذا بعد هذا الخروج يا رجال مصر يا خير جنود الأرض منذ 12 يوم لم نر ما يشفي غليل الصدور .

الدعاة لازال ظهورهم خجلاً على وسائل الإعلام لم نر منهم موقفاً واضحاً ومؤيداً لما قام به الشعب المصري ، أين دعاة الشباب مصطفى حسني وسالم أبو الفتوح وعمرو خالد الذي جمع حوله الآلاف بل الملايين من شباب صناع الحياة كان خروجه ضعيفاً ومحمد حسان كان خروجه مثبطًاً للشباب ، مفتي السعودية الذي تحدث لوسائل الإعلام قائلاً ( ما يحدث في مصر خطة لإسقاط الأمة ) أين الدعاة الذين التف حولهم الشباب المصري بل والعربي عذراً لا زال الدعاة يغنون ليلاهم .

أين لاعبي الكورة في مصر أبو تريكة ، ومتعب والحضري وحسام وإبراهيم حسن ، الشعب المصري كان يتجمع بالآلاف لحضور مباراة بين الأهلي والزمالك لم نراهم على القنوات الفضائية ليقولوا للشباب نحن معكم وبينكم اثبتوا فالنصر قادم لا محال ، لم نر سوى المثبطين منهم أمثال خالد الغندور اللاعب الزملكاوي الذي خشي على ليلاه فنعق مع الناعقين ضد الشعب المصري ، لم نسمع صوتاً لهم لأنهم لا زالوا يغنون على ليلاهم .

الممثلين والمغنيين المصريين الذين يحيون حفلاتهم بحضور الآلاف من المصريين لم نسمع منهم موقفاً جريئاً سوى من بعض الذين رأيناهم على شاشات التلفزة منهم تيسير فهمي وخالد النبوي الذي قال ( إن الشعب المصري سطر ملحمة تفوق بناء الأهرامات ) في معرض تأييده للشباب المصري ، وحمادة هلال الذي غنَّى للشباب المصري ( ليا الشرف إني مصري وهفضل مصري مهما حصل ، بصرخ وأنادي بأعلى حس وأعلى صوت الناس بتموت ومفيش أمان جوا البيوت ) فمتى تنتهي ليلاك يا مبارك ليعود الأمان لمصر وبيوتها ونيلها .

حدث ولا حرج عن الأسماء اللامعة من الممثلين الذين آثروا الصمت أو ناصروا الرئيس مبارك مثل عمرو دياب صاحب العلاقات الشخصية مع أبنائه .

حتى إسرائيل تغني ليلاها فهي تخشى على ضخ الغاز الذي يأتيها من مصر ، بل إنها تدرس سيناريوهات ما بعد مبارك إذّ أنه الحامي لعملية السلام في الشرق الأوسط كما قال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس، بل وأكثر من ذلك فقد أدانت الموقف الأمريكي تجاه حسني مبارك واعتبرته خذلاناً ، حيث أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما دعا الرئيس المصري بعد عدة اتصالات مرة يطلب منه أن يستمع لمطالب شعبه ومرة بتغيير الحكومة وأخرى بانتقال سلمي للحكومة وأخيرة بتنحيه ، وأخيرا أجاب مبارك إجابة شافية لبيرس ( لن أرحل حتى لو فني الشعب المصري ) .

الإعلام العربي المضلِّل لا علاقة له مما يحدث في مصر سأذكر فضائيتين فقط وهما قناة العربية الموالية للنظام المصري بل الصهيوني والذي لا تُظهر سوى المؤيدين لمبارك. التلفزيون الفلسطيني الذي لا علاقة له بالشعوب العربية فكثيراً ما كنا نشاهده يغني ليلاه في أشد ساعات الليل حلكة على الشعب الفلسطيني ، الإعلام العربي بكُليَِّته يخشى أن يعرض أو يحلل ما يحدث في مصر خوفاً من انتقال عدوى الثورة لديهم فهم لا زالوا يغنون على ليلى سلاطينهم .

تأخر الحسم كثيرا يامصر والسبب يكمن في ضعف الخطابة على المنابر .

تأخر الحسم يا مصر لأنك لازلت تفتقري إلى الطفل الذي كان يحمل بندقيته و سأله الإمام البنا وهو في أرض المعركة ما اسمك يافتى قال قيس فقال البنا مداعباً له وأين ليلاك قال ليلاي في الجنة فسر الإمام منه .

___________________________________

كتب عمر بن الخطاب إلى بعض عماله: (حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة، فإن من حاسب نفسه في الرخاء قبل حساب الشدة، عاد أمره إلى الرضا والغبطة، ومن ألهته حياته، وشغلته أهواؤه عاد أمره إلى الندامة والخسارة).

هناك تعليق واحد:

  1. Last Braeth

    المطلوب هو التصعيد فقط .!
    بالتصعيد فقط ثار الشعب وكسر حاجز الخوف وانتفض.
    وبالتصعيد واجه الشعب عاري الصدر رصاص الخونة وسيوف البلطجية .
    وبالتصعيد ترك مبارك رئاسة الحزب الوطني ورحل علاء وجمال .!
    وبالتصعيد توحد الشعب وواجه نظام الطاغية أعزلاً .
    بالتصعيد برز دور الإعلام جلياً وبان الصادق من الكاذب .
    وبالتصعيد وحده هرب الخونة والطغاة ومصاصي دماء الشعب وما أكثر الأمثلة.
    وبالتصعيد تدوم الثورة وتلتهب .
    وبالتصعيد تحرق الثورة كل من يمسها بسوء .
    وبالتصعيد تُخلق كرامة المواطن المصري ويصنع عزه وشرفه .
    وبالتصعيد أيضاً هُزَّ نظام مبارك وأُحِيل إلى التقاعد .
    بالتصعيد وحده وليس غير التصعيد سينتصر الشعب وينال مطالبه .
    بالتصعيد توحد المسلم والمسيحي .
    بالتصعيد سيعزل المتسلقون ويحشرون في الزاوية .
    لا سبيل لتحقيق مطالب الشعب المصري إلا بالتصعيد
    خصيصاً بعد فترة الركود النسبي هذه .
    هذا أثر التصعيد وحده فكيف إن خالط التصعيد دماء الشعب الغاضب ..!
    التصعيد مارد ضخم عصي على الكسر أو الانحناء، إلا أن الحوار هو السبيل الوحيد للقضاء عليه .!!



    الوقت الحالي حرج لأن النظام استوعب الهبة الأولى والتقط أنفاسه واعتاد على اعتصام الناس وخروجهم إلى الشارع، والخوف كل الخوف أن تسنح الفرصة للنظام أن يجهض هذه الثورة المشهودة وبعدها ستدور الدائرة على كل المعارضين ولن تقوم للمصريين قائمة إلى يوم الدين.!

    رسالتي إلى الشعب المصري الآن وفوراً .. أنجزتم الكثير ولم يبق إلا القليل .. لا مجال للتقهقر أو التراجع أو حتى البقاء على هذا الحال دون تصعيد .. فكل الأطراف تراهن على الوقت مع انحياز هذا العامل _ للأسف _ للنظام أكثر .

    محمد أبو شمالة



    الثلاثاء 8/2/2011

    ردحذف