الأربعاء، 9 فبراير 2011

الثورة المصرية... رؤية تاريخية عقلانية



زيـدان


عندما نزلت الجماهير المصرية إلى الشوارع تطالب باجتثاث نظام حسني وعائلته وأعوانهم، فإنه سرعان ما التفت الجماهير العربية حولها، وكأنها كانت تتطلع إلى تباشير أمل بالخروج من حقبة هي بكل المقاييس من أشد حقب التاريخ الإسلامي-العربي ظلاما وبؤسا، تسيدت فيها أنظمة حكم إرهابية صنعها اليهود، وأمدوها بكل أسباب الديمومة واالبقاء والنماء، لا تتكلم مع شعوبها إلا بلغة الدم والسجون والمعتقلات وغرف التعذيب، ولا هدف لها في الحكم سوى نشر الخراب والدمار والفقر والمرض والجوع في المجتمعات العربية.

هذه الثورة المصرية التي باتت أمل الجماهير العربية، تحفها العديد من المخاطر، قد تذهب بكل مكاسبها أدراج الرياح، ومن ثم، العودة بالشعب المصري إلى نقطة الصفر، وفي التاريخ شواهد على هذه الحقيقة...

الثورة الجزائرية، دفعت مليون قتيل في سبيل تحررها من الإستعمار الفرنسي، وخرج المستعمر الفرنسي وعلى وجهه إبتسامة خبيثة، عبر عن حقيقتها وزير خارجية فرنسا آنذاك بقوله: "سنرى من هو المنتصر الحقيقي، نحن أم الجزائريين"، وما هي إلا سنوات قليلة، حتى دخلت الجزائر حقبة تاريخية أشد إظلاما ومهانة وبؤسا من حقبة الإستعمار الفرنسي، وذلك بعد أن تسلم مقاليد السلطة فيها الخونة والعملاء المرتبطين سرا بدوائر الإستخبارات الأجنبية، دفع فيها الشعب الجزائري من دمه وثرواته على يد هؤلاء العملاء ولا يزال، أضعاف ما دفعه في سبيل تحرير وطنه من الإستعمار الفرنسي.

وقل مثل ذلك بالنسبة للشعب التونسي، والذي ما إن خرج منتصرا في جهاده ضد المستعمر الفرنسي، حتى تسلم مقاليد السلطة في البلاد عضو فعال في التنظيم الماسوني، ومن أشد أعضائه إخلاصا وولاءا للماسونية، وهو الهالك بورقيبة، والذي أحدث دمارا واسع الننطاق في المجتمع التونسي لا تزال آثاره باقية حتى اليوم، وما إن هلك، حتى تبعه في الحكم تلميذه الماسوني النجيب "بن علي"، فسار على خطاه في تدمير تونس أرضا وشعبا.

والثورة الفسطينية، انطلقت هي الأخرى من داخل جماهير المخيمات ومن بين صفوف فقراء الشتات، وأخذت طريقها نحو تحرير فلسطين، لتنتهي بأن تسلم زمام قيادتها والقرار فيها الخونة والعملاء، الذين بصموا في أوسلو على بيع فلسطين وشعبها، ثم استداروا إلى الشعب الفلسطيني، فحكموه لحساب اليهود حكما استخباراتيا، فنشروا السجون والمعتقلات وغرف التعذيب لكل من يشكوا بعدم ولائه لهم، ولكل من يشكوا بأنه معاد لليهود ولنظام حكمهم.

ولا يبدو أن الثورة المصرية ستكون أفضل حالا ممن سبقها من ثورات العالم العربي...

إن أولى محاولات اليهود تسليم مقاليد الثورة المصرية لعملائهم، هي ظهور أسماء مشبوهة على شاشة الأحداث في الساحة المصرية، محسوبة على أنها في صف الجماهير، فأول إسم ظهر هو "محمد البرادعي"، وهو الذي عاش حياته كلها خارج مصر متنقلا بين أمريكا وأوروبا، متشربا لثقافة الإزدراء والإحتقار لكل ما هو إسلامي وعربي، رضعها من اليهود، وقد أدخله اليهود إلى مصر بعد أن بدأت بوادر التململ الجماهيري من نظام مبارك وعائلته. فكانت أولى المؤشرات الدالة على عمالته، هو إطلاقه لتصريح طمأن فيها أمريكا وإسرائيل بأن لا خوف على مصالحهم السياسية والإقتصادية في مصر حتى بعد نجاح الثورة.

أما الإسم الثاني الذي ظهر على شاشة الأحداث في مصر، فهو "عمرو موسى"، وهذا الشخص
من أشد المؤيدين لنظام حسني ولاتفاقية "كامب ديفيد" المهينة، ولم يكن اليهود أغبياء ليسلموه
عندما سلموا إدارة منظمتهم المسماة "الجامعة العربية" ليديرها لحسابهم، وليجعلها تجري وفقا لرياح مصالحهم لو لم يكونوا يعرفون من هو "عمرو موسى" وما هي حقيقته.

هذين الإسمين، هما من طرحهما اليهود الآن والثورة المصرية لا تزال في مهدها، ليتولى أحدهما حرف الثورة عن مسارها على نحو تدريجي نحو الأهداف التي رسمها اليهود، وذلك من وراء ستار نظام حكم ديمقراطي جديد، على أن يتوالى ظهور العملاء في أروقة الحكم فيما بعد تدريجيا، لينتهي الأمر بأن يحكم العملاء سيطرتهم بالكامل على مقاليد السلطة، فتعود مصر إلى ذات نظام حسني وعائلته، ولكن بثوب خداع جديد، وشعارات مزيفة.

التحدي الحقيقي للشعب المصري ليس هو إسقاط نظام حسني، بل، فيما بعد مرحلة إسقاط النظام، في تحرير مصر من الإحتلال اليهودي والتحرر من الهيمنة الأمريكية اليهودية.

التحدي الحقيقي هو في أن يكون القرار في مصر قرارا مصريا صميما يراعي مصالح مصر والأمة العربية أولا، وليس قرار تجمع من الخونة والعملاء والجواسيس تمليه عليهم أمريكا وإسرائيل.

هناك تعليقان (2):

  1. آلاء الشاطئ

    أخي الكريم عمرو موسى والبرادعي هم طرحوا أنفسهم وليس إسرائيل من طرحت أسمائهم
    الإسم الذي تحاول إسرائيل أن تفرضه هو عمر سليمان , فهي تحاول تبيض صورته لإبقاءه
    وأعتقده أخطر من البرادعي فهو لديه علم كافي بمصر ومايجرى خلف الكواليس ويكفي أنه رجل المخابرات الأول , وأمريكا لا تريد
    من جديد تعليم طالب من الصفر من أجل تشغيله في مصر , فلديها طالب مدرب يعلم السياسات على أصولها
    وأعتقده وللأسف هو قائد المرحلة الإنتقالية إن رضي شباب التحرير بسقوط مبارك فحسب ولكن إن شاء الله يكونوا على وعى كافى بما هو مُعد لهم ويسقطوا النظام بكل فروعه

    ردحذف
  2. ياسر شومان /
    نداء عاجل -------- انقذوا مصرنا
    نداء عاجل ------- أنقذوا مصرنا
    إلى كل المصريين العاملين في الخارج---- مصر ترجوا منكم أن تقوموا بتحويل رواتبكم هذا الشهر إلى الجنية المصري حتى يزيد الطلب على الجنيه المصري ويرتفع مقابل باقي العملات

    إلى كل شباب مصر في التحرير وخارجها وفي كل محافظات مصر ---- عليكم بشراء أسهم البورصة من خلال البنوك حتى لا تنهار البورصة المصرية ومعها الشركات المصرية كما يخطط اليهود والأمريكان وحتى تعود الشركات إلى الشعب المصري ويصبح هو المالك الفعلي لهذه الشركات.

    إلى حكومة أحمد شفيق ----- علينا بمصادرة أموال رجال الأعمال والوزراء السابقين و استخدامها في تغطية عجز الموازنة وعمل مشروعات جديدة لاستيعاب العاطلين.

    إلى شعب ممصر العظيم----- تكاتفوا وترابطوا والتفوا حول قيادتكم حتى نعبر بمصر إلى بر ألأمان فالفوضى إن لم تحدث الآن وفقاً لمخططات اليهود الشيطانية فلن تحدث أبداً.

    إلى شباب مصر العظيم رواد الفيس بوك والتويتر واليوتيوب --------- أرجو منكم نشر هذا النداء العاجل على مواقعكم وإلى كل مصري يعشق تراب هذا الوطن فهذا دوركم تجاه وطنكم التي هى مصرنا.

    إلى شعب مصر العظيم------ أرجو التحرك بسرعة شديدة لتفيذ هذا النداء قبل انهيار البورصة والشركات والجنيه المصري.

    ردحذف