يا شعبَ تونسَ تنتشي الأشعارُ
-------------------------- وتهيمُ من شغفٍٍ بك الأقمارُ
أعطيتَ للزمنِ الضياءَ كرامة ً
----------------------------- فأتاكَ نصراً تاجهُ الأنوارُ
وأتاكَ عشقاً حافلاً بزهوره ِ
-------------------------- وأتاك في حبّ الشموخِ فخارُ
هيَ تونسُ المجد الذي لا ينتهي
------------------------------- بحرٌ وفي عليائها الإبحارُ
هي تونسُ العشـّاق يكتبها الندى
------------------------------- وقصيدةٌ أبياتها الثوارُ
يا شعبَ تونس والبلادُ تلاحمٌ
------------------------------ نحو العلا يتسابقُ الأحرارُ
يا قبلة الروح النديـّة والمنى
------------------------------ فيكَ الهوى وقلوبنا الزوارُ
هي تونسُ الروح الحياةُ نشيدها
------------------------------ فاشمخْ بها حتى الشموخُ يغارُ
قبلتُ يا أحلى البلاد قصيدتي
------------------------------ حين ارتوتْ من حبك الأفكارُ
--
إتحاد المدونين العرب - Arab Bloggers Union
كم كنا مخطئين!!!
ردحذفتامر الشريف
أظهرت الثورات الأخيرة في تونس ومصر وليبيا حقيقة واصالة الشعوب العربية، ومدى فعاليتها والقوة الكامنة بداخلها، وروح الكرامة والنخوة والأنفة التي اتصفت وتميزت بها عن غيرها، فقد شوه الإعلام حقيقتها ، وحط من قدرها و رسم لنا صورة مغلوطة مشوهة عنها ، وعن الشباب العربي واهتماماته وثقافته وميوله، فظظننا به سوءا وترحمنا عليه وقال قائلنا لقد تودع منهم ولا خير من ورائهم..
وعندما دقت ساعة الحسم الحقيقة، وآن أوان الثورة وغضبة المعذبين...علا صوت الجماهير وانتفضت من سباتها قائلة لا صوت يعلو فوق صوت الحق والعدل والحربة.. فَتَحتَ الرماد يشتعل الجمر ويحمرُّ غضبا على غضب ويتميز غيظا على غيظ ..
خرجت الجماهير من كل حدب وصوب ، ومن كل فج عميق ..أتوا أولي القوة والبأس من جيوش الحكام والقادة وأصحاب المعالي بقوة سكنت داخلهم عشرات السنين..تتهيأ وتستعد ليوم الفصل وتنتظر شرارة الانطلاق وصافرة البداية لمباراة لن يهزموا فيها فقد ولى عصر هزائم الشعوب وانتصار المستبدين...
خرجوا منتزعين عن قلوبهم خوفا لزمهم طويلا، لا يملكون غير أجسادهم العارية وحقوقهم المنزوعة ومقدراتهم المهدرة وأوجاع معتقليهم، خرجوا وقد خلعوا عن انفسهم رداء الدعة والجبن إلا من قوة حقهم وكرامتهم.
مزقوا صحائف الاستسلام للواقع وهم يرون خير بلادهم يذهب لغيرهم، واموالهم توزع على أبناء الزعماء المحصنين و المبرئين من الحساب والعقاب، ونفطهم وغازهم يذهب إلى حيث يتمتع به الغرب.
كم كنا مخطئين حين ظننا أن الشباب العربي لا تخرجه سوى مباريات كرة القدم، وحفلات المغنين الراقصة، وتجمعات الأفلام السينمائية ومهرجانات التسوق وليالي اللهو والطرب ، كم كنا مخطئين حين ظننا ان الجماهير لا تعرف الاصطفاف إلا للحصول على رغيف الخبز، ولا تعرف حناجرها الترديد غير عاش الملك ..عاش الزعيم، كم كنا مخطئين حين أقنعنا انفسنا ان خروج الشمس من المغرب أهون من خروج الشعوب على قادتها ومطالبتهم بالتنحي أو نيل حقوقهم.
ولنا نحن أهل فلسطين وسكان غزة في ذلك العذر ، فكم من مجازر ارتكبت ضدنا ثارت من أجلها الجماهير العربية في مظاهرات غصت بها الشوارع وانتفضت هادرة في كل ميدان ثم سرعان ما خمدت جذوتها وهدأت غضبتها، كم كان اهل غزة يستجيرون ويستغيثون باخوانهم فينجدونهم بمسيرات التنديد والشجب والاستنكار ثم يكملون تفاصيل المشهد عبر القنوات الفضائية يذرفون دموعهم وتتفطر قلوبهم ثم!!! يذهبون بعدها إلى فراشهم وكأن شيئا لم يحدث، كنا نظن انهم لا يملكون غير الدعاء وشيئ من المال يرسلونه إلينا وبعضا من سيارات الاسعاف تنقذ جرحانا سريعا قبل فوات الاوان!!
ولأن هذه القوة ظلت كامنة عقودا من الزمن ولم نشعر بما يوحي أنها بدأت تتململ في قمقمها ..لم نتوقع يوما أن تخرج هذه القوة وتلقي بحممها في بداية طريقها بوجه الأنظمة التي استعبدتها وسرقت مقدراتها, وكانت قبل ايام تهتف باسمها!!
كنا مخطئين حين اعتقدنا أن عمر هذه الأنظمة القصير قد طغى على عمر الشعوب فغدت قدرا لا انفكاك عنه، وانهاؤه ضرب من المستحيل والخيال.
فجأة!! وبدون مقدمات ... أزالت الشعوب العربية غبار اليأس والخوف والعجز عنها ، وبدأت تكتب مصيرها في صفحة جديدة مضيئة بعد ان حطمت كل القواعد والتنبؤات مظهرة حقيقتها وأصالتها المعهودة على مر التاريخ.
وكما قال احدهم: دقت ساعة الحسم..لكنها هذه المرة ساعة الحسم الخاصة بالشعوب وليست للانظمة والقادة.... جولتهم قد انتهت واخذوا منها نصيبهم ثم جاءت جولة الحق ودقت ساعة الحسم والثورة وبدأ عهد جديد لن ينته إلا بنهاية الظلم ..وما زال الطريق في أوله.