بقلم/ أيمن تيسير دلول
مع استمرار سقوط كراسٍ عربية جثمت على صدور شعوبها لعقود من الزمن وأذاقتها الذل والهوان، ومع استمرار الارتدادات الزلزالية التي تضرب العديد من العواصم العربية، كان المشهد الفلسطيني على مع تطورات ميدانية جديدة جاءت بعد صمت أصحاب القبود من أولئك الذين ارتموا في أحضان هذا وذاك بعيدا عن إرادة شعوبهم، ويمكن الحديث عن ثلاث قضايا أساسية تدور رحاها في الساحة الفلسطينية هذه الأيام، وتتمثل في التالي:
1- الحديث عن انتفاضة أو مسيرات الكرامة في غزة، وهي دعوة كان عنوانها المعلن "إنهاء الإنقسام" ومغزاها الخلفي هو الثورة على حماس وحكومتها في غزة، فقام الناشطون لذلك بإزكام أنوفنا بالدعوة لها، وجاء يوم الجمعة المقرر، فكانت الكرامة.. ولكنها خرجت من القاهرة، فرغم الدعوات لهذه الثورة فلم نراها تخرج إلى شوارع غزة، والسبب يكمن في أن القائمين على هذا الأمر يتغافلوا أمرين اثنين، أولهما يتمثل أن غزة هي التي علمت العالم والعرب كيف يرفضوا السكوت على حكامهم الظلمة، وثانيهما أن الداعي لهذه الثورة هو الذي كُشف سوءته بالدليل القاطع قبل أيام، فكيف سيجدوا المصداقية عند الناس ليخرجوا معهم، وإني أنصح هذه الفئة بأمر واحد، ومفاده أن الإنسان إن أراد التغيير فليقف مع نفسه قبل النزول إلى الشارع، ويسألها جيدا: هل أنتِ مقتنعة لما أقوم به؟؟ فإن كان ردها إيجابا فليمضي على بركة الله، وإن كان غير ذلك فلا يضيع وقته فلن يجد الشهرة في وسائل الإعلام كثوار مصر وتونس، فموضوعهم يختلف كثيرا عنكم يا دعاة الكرامة!!.
2- حدثٌ آخر مهم خلال هذه الأيام، تمثل في استقالة صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في "منظمة التحرير الفلسطينية"، وهذه الاستقالة لم تأتِ ترفا، وإنما في الوقت المناسب لها، وليس صحيحا أنها جاءت عقب وثائق الجزيرة وإن كان هذا الأمر أحد الأسباب، غير أن السبب الرئيس هو سقوط نظام حسني مبارك، وهو النظام الذي كانت تحتمي به السلطة الفلسطينية للتغطية على جرائمها ومخازيها بحق الشعب الفلسطيني، فعريقات أراد بهذه الاستقالة تبرئة نفسه أمام زلزال التغيير الذي سيضرب الضفة أسوة بباقي العواصم العربية عما قريب، فزوال مبارك ورحيله سيسهل سقوط الكثير من الأنظمة، فهو للعرب تماما كما كان "الأمن الوقائي" بالنسبة لأجهزة الأمن الدايتونية في غزة، سقط الوقائي فتهاوت تلك الأجهزة مباشرة وبدون مقدمات.
3- مُزاح عباس قبل أيام وحديثه أن "الدور ربما يكون عليهم"، أقصد إزاحتهم من قبل المواطنين، هذا ليس مُزاحا وإن كان هكذا حاول أن يظهره عباس إعلاميا، وحالة الصمت التي سيطرت عليهم "أهل المقاطعة" عقب سقوط مبارك لأيام طويلة دليلا، ثم مهاتفة عباس لأحمد أبو الغيط دليلا آخر، فالقلق هو سيد الموقف عليهم، وحديث أبناء فتح وخشيتهم وهذا في مجالسهم ومنتدياتهم وغيرها، عن الوضع المقبل في مصر وأن السلطة تترنح عقب زوال حليفها الإستراتيجي "مبارك" يدلل بما لا يدع مجالا للشك على صحة ما نقول.
4- وأمام هذا وذاك تستمر أجهزة عباس في تقاطع الأدوار مع العدو الصهيوني من خلال مطاردة وملاحقة المقاومين والمجاهدين وتعذيب المحررين أو المسنين، غير معتبرة مما يجري.
وأدعو تلك الأجهزة بضرورة تشديد قبضتها وملاحقتها للمقاومين في الضفة، بل أدعوها أن تقتل منهم وتقطع الأطراف وتصلبهم، وتصب جام غضبها عليهم، فأنا على قناعة تامة بأنها كلما زادت من وتيرة تعذيبها فهي تُعجل من لحظة زوالها هذا من جانب، ومن جانب آخر وحين يُكسر القيد عن المعذبين عما قريب بإذن الله، فكلما زاد تعذيب أجهزة فتح، فهذا يجعل من الصعب جدا العفو عنهم من هؤلاء المقهورين أبطال المستقبل.
صبرا يا أهل الضفة، فشعاع الشمس بدأ يشتد لهيبهُ، وأنتم السباقين في التحدي والصمود، وأدرك أن ما يعتمل في صدوركم من غضب قادرٌ بإرادة الله أن يُزيل طُغاة كعلو الجبال أو أكثر، ولكن أسألكم حينما تأتي تلك اللحظة فماذا أنتم فاعلين بعباس ومن رافقه، بن علي هرب، ومبارك طريح فراش المرض، فماذا ستفلعون بخادم الاحتلال الأمين "محمود عباس"؟؟ أنا في انتظار تلك الخطوة.
صحفي من غزة
Ayman.dalloul@hotmail.com
Ayman.dalloul@hotmail.com
دينا
ردحذفإن شاء الله نهايتهم قريبة ,,, وبقاؤهم لن يدوم طويلاً ,,, والدور عليهم
الاء
ردحذفوليس صحيحا أنها جاءت عقب وثائق الجزيرة وإن كان هذا الأمر أحد الأسباب،
هو الراجل كان متردد بين الإستقالة والإستمرار بالوقاحة الإعلامية ولكن جاءت الرياح المصرية بما لا تشتهي السفن
العباسية , فاستقال , فوثائق الجزيرة كانت طامة كبري والأكبر منها سقوط حسني مبارك .
لا شك أن ثورة الكرامة الفاشلة أو كما أسمها البعض الناقصة من الكرامة كانت فارغة من الأهداف
وإن كان لابد من ثورة فالثورة يجب أن تكون بالضفة التي تُعاني الأمرين من النظام السلطوي هناك.
مــاذا عن الإنتخابات يبدو أنك مش شايلها من أرضها هالفكرة ..؟!!
الصامدة
ردحذفيعطيك العافية أخي ايمن \ أضف الى ذلك محاولة استجداء غضب امريكا بالذهاب الي مجلس الامن لاصدار قرار يدين الاستيطان ما هو الا لعبة لانهم قبل سقوط مبارك قالوا سبب سقوط مبارك هو عدم موافقة مبارك على انشاء قواعد امريكية في مصر ومن احدث الثورة في مصر هم من زراعة امريكيا وبالتالي لو اشتعلت الضفة تحت ارجل عباس وزمرته سيقولون انه ذهب لمجلس الامن رغم انف امريكا واحرج اوباما ومن قام بالثورة عليه هم من مرتزقة امريكا وذلك عطاء لما قد يقوموا به من قمع المظاهرات.
ثائر
ردحذفبحييك يابو تيسير لكن هناك امر انت قد نسيته في مقالاتك
السلطة لم تكن تتقوى بمصر فقط , بل بكل دول الاعتدال العربي , مثل الاردن والسعودية ومصر كانت احدى الدول التي كانت تساند السلطة
يعني اعتقد ان السلطة لديها اوراق رابحة كثيرة ممكن ان تستخدمها