السبت، 12 فبراير 2011

التغيير في مصر.. وتجارة الإخوة الأعداء





توقيع : ريماس2011




التغيير في مصر.. وتجارة الإخوة الأعداء!!



سبحان الله!! كيف يلتقي المتناقضون في خطابهم على موقف واحد من قضية مهمة وحساسة، مثل التغيير الذي يجري في مصر العزيزة، بوتيرة متسارعة.
فها هو الغرب الصليبي يعاني من صدمة قاسية ثانية، لا تفصلها عن الأولى، أي: الصدمة التي تلقاها على يد الشعب التونسي المسلم سوى ثلاثة أسابيع، وهي أبعد أثراً وأعمق غوراً من الصفعة التونسية بحكم موقع مصر الجغرافي وحجمها السكاني وتأثيرها الحيوي في العالم العربي.بيد أن الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية استفاد من الخطأ الفادح الذي ارتكبه في التعامل مع "ثورة الياسمين" التي خلعت صنيعته المستبد زين العابدين بن علي، ولذلك لم تتأخر ردة فعل واشنطن التي بادرت إلى إمساك العصا من منتصفها عند اندلاع شرارة التمرد الشعبي الواسع، ثم اضطرتها الأحداث المتلاحقة بسرعة غير متوقعة إلى ممارسة ضغوط فعلية على الرئيس المصري لكي يقدم تنازلات حقيقية للشباب المتظاهرين بلا أي عنف، وهم الذين أنجزوا مفاجأة أذهلت الجميع في الداخل-في الحكم والمعارضة على حد سواء-وكذلك في الخارج.

ولا أحد يجهل أن هذا الغزل النسبي الأمريكي مع التغيير وصانعيه ليس هياماً بزوال نظام من أبرز حلفاء العم سام منذ اتفاقات كامب ديفيد في عام 1978م، وإنما لتقليص حجم الخسارة الإستراتيجية الكبرى، وحرصاً على اجتناب مزيد من البغضاء للسياسة الأمريكية المكروهة أصلاً، مع بذل أقصى جهد مستطاع لسرقة الثورة ولو بصورة خفية وجزئية.

أما التغريبيون-ولا سيما الغلاة منهم-فقد صعقهم التغيير الجذري، الذي يبدو من ملامحه المبدئية، أنه لن يتيح لهم فرصة احتكار الإعلام والثقافة ، التي ظلت ممنوحة لهم في العقود الثلاثة الماضية بدرجة مستفزة-وإلا فإن هذا الاحتكار الإرهابي يعود إلى عهد الاحتلال الإنجليزي!! -.

واجتمع الخاسرون : الغرب و النظام القائم والمنتفعون منه مادياً وسلطوياً، فأخذوا يرددون أكذوبة أن الإسلاميين هم الذين سوف يسيطرون على البلاد إذا انهار نظام مبارك، وسعياً منهم إلى ترسيخ هذه الأسطورة راحوا يكيلون الاتهامات المختلقة للمظاهرات الحاشدة الضخمة في سائر المدن المصرية، بأنها ألعوبة في أيدي التيار الإسلامي الأكبر في مصر: الإخوان المسلمون، علماً بأن ما تنقله الفضائيات من القاهرة من صور وأقوال وشعارات، يقطع بما لا يدع للشك متنفساً، بأن الشباب انتفضوا ثم حاولت الأحزاب والتيارات المختلفة أن تلحق بحركتهم.

ولأن المجال هنا محدود، فإننا سوف نغض الطرف عن تهافت القضية من جذرها لأنها تصادر حق الإسلاميين دائماً وأبداً في الوصول إلى الحكم حتى من خلال السبل "الديموقراطية" التي يتشدق الغرب بها ويباهي الأمم!! لكن المضحك/المبكي في الأمر، أن النظام نفسه أسقط أكذوبته وأكذوبة شركائه في فترة لا تتجاوز بضعة أيام، حيث أعلن عمر سليمان -نائب رئيس الجمهورية الذي عُيّنَ حديثاً تحت وطأة الثورة السلمية-، أن النظام المأزوم سعى إلى إجراء حوار مع الجماعة المحظورة لكنها مترددة!! وكرر رئيس الحكومة المكلف-أحمد شفيق-الاعتراف ذاته، ثم جاء الرد المُحْرِج على لسان الإخوان الذين أكدوا أنهم ليسوا مترددين في محاورة النظام المتداعي بل إنهم رفضوها جملة وتفصيلاً.وإن كانوا قد ارتضوا الدخول في تفاوض مع النظام في وقت لاحق، مشترطين الاقتصار على جولة واحدة لاستطلاع نيات النظام!! فالمهم هو أن النظام الذي أصر على إقصاء الإسلاميين كافة على مدى نصف قرن ونيف اضطر إلى استجداء التفاوض معهم، وتناسى كذب رؤوسه وأبواقه قبل أيام فقط ضدهم وسعيه إلى تحريض الغرب عليهم تحريضاً إضافياً ثبت أنه لم يعد مجدياً.

وجاءت إلى هؤلاء الخاسرين جميعاً هدية ثمينة، من نظام الملالي في طهران، الذي أراد تسديد طعنة في الظَّهْر للثورة الشعبية المصرية، ولكن في ثوب زائف يحمل غلاف محبة مزعومة.
فهم تعمدوا صب الزيت على النار، من خلال ثنائهم الكاذب على حركة التغيير في مصر، وادعائهم أنها ثورة إسلامية!! وقد أسدوا بذلك خدمة مجانية مزدوجة ومهمة للغاية للغرب وأدواته من مناوئي التغيير الجذري والكبير، عبر تثبيت أكذوبة الهيمنة الإسلامية على الحركة، وأنها صنيعة إيرانية!!

صحيح أن ملالي قم يمقتون حسني مبارك ويتمنون زوال حكمه، لكن السبب يعود فقط إلى أنه تصدى لمشاريع تمددهم المجوسية في المنطقة، أما غرامهم المزعوم بالثائرين فإنه يعد بمثابة "قُبْلة موت" للتغيير غير المسبوق في أكبر بلد عربي.وما من ريب في أن الصفويين الجدد يدركون أن مصر إذا تمتعت بحريات حقيقية فإنها سوف تكون عائقاً أشد في مواجهة أطماع أحفاد أبي لؤلؤة المجوسي.

وقد تناسى هؤلاء الأفاقون أيضاً أنهم بطشوا بالمعارضة الإيرانية بوحشية وصلف، بالرغم من أنها لا تختلف معهم في الغايات والاعتقادات!! فليس قمع المعارضين حكراً على النظام المصري.

المهم أن الثائرين أنفسهم في ميدان التحرير قد فهموا اللعبة وسرعان ما هتفوا بقوة ضد النظام الإيراني، بل نكاية في الإيرانيين قالوا إنهم على اتصال بالثورة الخضراء الإيرانية ضد حكم الملالي التسلطي.



جزء من المقال:
سبحان الله!! كيف يلتقي المتناقضون في خطابهم على موقف واحد من قضية مهمة وحساسة، مثل التغيير الذي يجري في مصر العزيزة، بوتيرة متسارعة. فها هو الغرب الصليبي يعاني من صدمة قاسية ثانية، لا تفصلها عن الأولى، أي: الصدمة التي تلقاها على يد الشعب التونسي المسلم سوى ثلاثة أسابيع، وهي أبعد أثراً وأعمق غوراً من الصفعة التونسية بحكم موقع مصر الجغرافي وحجمها السكاني وتأثيرها...


الكاتب:
موقع المسلم

هناك 4 تعليقات:

  1. O S

    بالرغم من الصعوبات التي مر بها الشعب المصري

    إلا أنهم يملكون روح الفكاهه والنكته




    هندي في ميدان التحرير
    http://www.youtube.com/embed/v1fzMaRzehs

    ------



    متظاهر مصري خارج التغطيه

    http://www.safeshare.tv/v/AOKxBGhadYA

    ردحذف
  2. أستحلفكم من يستطيع إيصال هذه الرسالة الى مسؤول أن يوصلها الليلة
    ___________________________________________

    سالم المسالم

    لا حول ولا قوة الا بالله قبل قليل سمعت طاهر النونو يقول نطالب الحكومة المصرية الجديدة بفك الحصار
    يبدوا ان غزة لا تدرك قوة اللحظة التي تملكها إن سقوط الحصار مرتبط في وعي الجماهير بسقوط مبارك فلماذا تقوموا بضرب هذا الوعي من الطبيعي سقوط الحصار الآن فلا تفعلوا شئ سوى فرض امر واقع أرجوكم
    حتى لو افترضنا أن الجيش المصري قام بضربكم بالرصاص فلا يوجد مشكلة في هذه اللحظة لأن الملايين المحتفلة الآن وغدا إذا سمعت بأنه منعكم فلن يكون لها سوى هتاف واحد وهو الشعب يريد رفع الحصار
    أما إذا تأخرتم في إغتنام اللحظة فلن تخرج بعد ذلك ملايين من أجلكم بل مجرد مئة ألف على أحسن تقدير

    الملايين الآن وغدا فقط في الشوارع إغتنموا الفرصة قبل عودتهم للبيوت
    أرجوكم أقبل أيديكم أرجلكم الارض التي تسيروا فوقها افرضوا امر واقع الآن الآن الجميع يراقب التلفاز حتى ساعات الصباح سارعوا بالخطاب الذي طالبتكم به أرجوكم

    ردحذف
  3. كيف نخرج من مأزق عدم وجود قيادة ؟
    ___________________________________________


    توقيع : يافا قاسم


    لأول مرة نشهد ثورة من مطالبها تحقيق الحرية السياسية، وفي نفس الوقت تغالي في معاداة الأحزاب المعارضة التي ما فتئت تدفع ثمن معارضتها على مدار 50 عاماً أو أكثر..

    نجح النظام الدكتاتوري على مدى عقود في خلق حالة من الغياب التام للحياة الديموقراطية، فهمَّش الأحزاب، وحظر بعضها، وخلق أحزاباً أخرى كرتونية تُشرعن لوجود هذا النظام وتُوهم بالمسرحية الديموقراطية.
    وبينما النظام يدعم وجود النمط الكرتوني للأحزاب، كانت أدواته السياسية والإعلامية تشنّ حملة واسعة لتشويه صورة الأحزاب الحقيقية المحظور منها والمرخّص على مضض. وقد آتت هذه الحملات أكلها في تشويه صورة العمل الحزبي في الوعي الجمعي المصري، وفقدان الإيمان بدورها. كما أضعفت وبلا شك البنية الداخلية للأحزاب وأفرغتها من مضمونها، وجعلت مؤشر الخبرة لديها يقترب إلى الصفر.

    تراكمات العهد القديم ما قبل 25 يناير، شكّل السبب الرئيس لفقدان ثقة الشباب بالأحزاب، واتهامها اليوم بالوصولية وركوب موجة الثورة، فرجل الشارع يرى ألاّ معنى لوجود هذه الأحزاب التي لم تتخذ مبادرة التغيير الشامل، بل وترددت في المشاركة بتظاهرات 25 يناير أو تأخرت عنها.

    بينما الأحزاب ولذات السبب تفقد اليوم ثقتها بنفسها، وقدرتها على لعب أي دور قيادي في الثورة، خشية فقدانها لما تبقى من ثقة الشباب الغاضبين. فتخرج مواقفها متضاربة، ويظهر التناقض في تصريحات متحدثيها، وتفضّل – في آخر المطاف- أن تبقى تابعةً لموقف الشباب المتظاهرين، لا قائدة له أو مؤثرة فيه. مما يشكل مأزقاً وحالة غير مطمئنة في نظر كثيرٍ من المراقبين والمعنيين بنجاح ثورة مصر.

    مطلوب اليوم من الأحزاب أن تتحلى بقدر أكبر من الثقة والتجرّد من اللون الحزبي. وأن تزيح عن عنقها السيف الشعبي الرافض لدورها ووجودها. عن طريق ابتكار قيادات تفاعلية تخرج من رحم المتظاهرين.

    ردحذف
  4. كيف نخرج من مأزق عدم وجود قيادة ؟
    ___________________________________________


    توقيع : يافا قاسم


    فالكوادر الحزبية الشبابية هي جزء أصيل من الحراك الشعبي، منهم من لبّى نداء الثورة بدافع ذاتي منذ اليوم الأول، وحشد من أجلها الناس ضمن دائرة معارفه الشخصية، وساهم في تنظيم المظاهرات إما بالإعلان أو الحشد أو الإسعاف أو الهتاف أو تخطيط اللافتات أو إيصال الأكل والمعونات. فأصبح له مكانه البارز في زاوية من زوايا ميدان التحرير، يقصده الناس لغرض أو مساعدة فلا يردّهم. بمعنى آخر أصبح معروفاً ضمن دائرة من الناس هناك.

    مثل هذه القيادات التي برزت تلقائياً ودون تخطيط مسبق، يثق بها الشباب كثيراً وبصدقيّتها. ومثل هذه القيادات ستجمع ما بين الوعي السياسي النابع من خلفيتها الحزبية، وما بين الوعي والثقة الجماهيرية التي اكتسبتها في الميدان، فلن يتهمها أحد بالوصولية أو ركوب الموجة.

    فهل ستلتفت الأحزاب اليوم إلى استقطاب شبابها هؤلاء على قاعدة واحدة لا ثاني لها.. وهي "حمل مطالب شباب الثورة" بعيداً عن الايدلوجيا الخاصة بكل حزب.
    وذلك من أجل تحقيق مطلب ملح يتمثل في تشكيل (مجلس للانقاذ الوطني) من الشباب الحزبي الواعي سياسياً و العامل في الميدان بعيداً عن الصورة المترهّلة للقيادات الحزبية، الكهلة والبعيدة عن الجمهور.
    ليضمّ هذا المجلس جميع ألوان الطيف الحزبي بما فيه الحركات غير المؤطرة ككفاية و شباب 6 أبريل. ويكون مهمتهم جميعاً تنظيم جهود الشباب المخلص في ميدان التحرير وباقي المحافظات، الاستماع لمطالبهم، والتدارس الهادئ لأفضل تكتيكات الحِراك من أجل تحقيقها. ذلك حتى لا تبقى جهود الشباب دون قيادة "صف أول" تساعدهم على قطف ثمار هذه الجهود الجبّارة والمخلصة وتحفظها من الضياع.

    ردحذف