الاثنين، 7 فبراير 2011

ميدان التحرير بوابة الاتفاق الوطني الفلسطيني


بقلم/د. مصطفى يوسف اللداوي
عيوننا جميعاً تتطلع إلى ميدان التحرير في القاهرة، وأعناقنا تشرئب إلى مئات آلاف المصريين المجتمعين في ميدان التحرير، وكل ميادين مصر، وقلوبنا تدعو للجماهير المصرية المحتشدة وهي تهتف بعالي صوتها ضد النظام الذي كبل مصر، وعطل طاقاتها، وهدر مقدراتها، وبدد جهودها، وأضاع مستقبل أبناءها، وقامر بحياة مواطنيها، ورهن تاريخ مصر العظيم إلى أعداءها، تطالبه بالرحيل مع أركان نظامه الأمني والسياسي والاقتصادي، فكلهم شركاء فيما أصاب مصر من خرابٍ وضياعٍ وفساد، فهم بين مستفيدٍ أو متآمر، بعضهم يعمل لحسابه ومصلحته، وبعضهم يعمل أجيراً لدى غيره، ينفذ سياسته، ويطبق منهجه، ويحقق أهدافه، ولا يبالي بمصالح مصر، وتاريخ ودور مصر، ولكن سيدهم الذي ارتضى لهم العبودية والتبعية واحد، وإن تعددت الأزلام وتنوعت الوجوه، فإن كبيرهم الذي علمهم السحر واحد، وهو الذي يجب عليه أن يجمع سحرته وأعوانه ويرحل عن مصر، التي جثم على صدرها -وهي الحرة- عقوداً طويلة من الزمن، ولكنه مهما عاند وكابر واستعصى، وبدا أنه غير آيلٍ للسقوط، فإنه سيخضع وستخور قواه وسيركع، أمام إرادة رجالٍ عيونهم في الشمس، وأصواتهم كهدير البحر، وغاية آمالهم صفحة السماء الزرقاء.
آمال العرب كما آمال كل المصريين منوطةٌ بالثائرين المصريين في مصر، أن يحققوا أهدافهم، ويسقطوا نظامهم الذي سامهم سوء العذاب، ويجبروا رئيس النظام على الرحيل، ولكن آمال الفلسطينيين لا تقل عن آمال المصريين بل قد تضاهيهم، فالفلسطينيون يتطلعون إلى سقوط نظام حسني مبارك، ونهاية عهد أجهزته الأمنية، وخاصةً جهاز أمن الدولة الذي ضيق الخناق على الفلسطينيين من أبناء قطاع غزة، ومنعهم من دخول مصر، أو العبور فيها من القطاع وإليه، فلم يكن أمن الدولة المصري وبالاً على المصريين فحسب، بل كان أشد وبالاً على أبناء قطاع غزة، وكان يتفنن في تعذيبهم خلال فترات الاعتقال، التي كانت تطول لأشهرٍ عدة، وكان يحاول أن يملي شروطه على الفلسطينيين، وأن يضغط عليهم، ويمارس معهم سياسة العصا والجزرة، مستخدماً بوابة رفح الحدودية وسيلةً في الضغط والتأثير على سكان قطاع غزة، الذين كانوا وما زالوا في حاجةٍ ماسة إلى معبر رفح، الذي يشكل شريان الحياة بالنسبة لهم.
عندما يسقط النظام المصري ويرحل رئيسه محمد حسني مبارك، تسقط الورقة المصرية، التي كانت دوماً الشرط المعطل لأي إتفاقٍ فلسطيني، وتسقط كل الاشتراطات الأمريكية والإسرائيلية المعطلة، ولا يعود هناك فيتو أو شروطٌ خارجية، ويصبح الفلسطينيون أحراراً في مناقشة قضاياهم، وبحث مشاكلهم، ووضع الحلول المناسبة لكل المشاكل التي يواجهونها، وتتوقف الضغوط التي تمارسها الأجهزة الأمنية المصرية على الأطراف الفلسطينية، وتتوقف المحاولات الأمنية المصرية لاستمالة طرفٍ فلسطيني على حساب آخر، ويصبح من المتعذر على الإسرائيليين استخدام مصر كساعي بريد بينهم وبين الفلسطينيين، وتتوقف الإدارة المصرية عن نقل الرسائل الإسرائيلية إلى قطاع غزة، وتفقد إسرائيل لسانها المهدد بالحرب والثبور وعظائم الأمور، إذ كانت تسخر مصر دوماً للقيام بتحذير الفلسطينيين وتخويفهم، من مغبة جر إسرائيل إلى حربٍ جديدة ضد قطاع غزة، وكانت القيادة المصرية حريصة على بث الرعب في صفوف المقاومة الفلسطينية وإخافتها من مغبة الاستمرار في منهج المقاومة، التي قد تدفع إسرائيل إلى إعلان الحرب عليها من جديد.
بسقوط النظام المصري ورئيسه حسني مبارك وأركان أجهزته الأمنية، أمن الدولة والمخابرات العامة، تتداخل الأوراق، وتتغير الاستراتيجيات، وتكمم الأفواه المنافقة، وتصفد الشياطين المفسدة لأي إتفاق، وتصفو النفوس من ضغائنها، وتسمو على خلافاتها، وتصبح مصر الجديدة راعيةً أمينة للحوار الوطني الفلسطيني، وتصبح وسيطاً نزيهاً حريصاً على مصلحة الشعب الفلسطيني، وتتحرر من الضغوط الأمريكية، ومن شروط الرباعية الدولية، وتنأى بنفسها عن القيام بالأدوار الإسرائيلية، وتبدأ في توجيه النصح الأخوي العربي إلى الفرقاء الفلسطينيين، فتستضيفهم على أرضها، وترعى حوارهم في عاصمتها، وتقدم لهم النصح والتوجيه، ويلقى منها كل الأطراف ذات الرعاية والاهتمام، وتتيح على أرضها وجود كل القوى الفلسطينية، بما لا يتهمها بمحاباة طرفٍ واستعداء آخر، وتصبح معاييرها واحدة، ومقاييسها منصفة، ورؤيتها للأمور تقوم على أساسٍ من المصالح الوطنية والقومية، وتتوقف مصر بقيادتها الجديدة عن عرقلة أي جهود عربيةٍ أو إقليمية لتسهيل المصالحة الوطنية الفلسطينية، بل قد ترى في هذه الجهود استكمالاً لجهودها، واستمراراً لرعايتها، ولا يصبح المكان شرطاً للاتفاق، ولا الورقة المقترحة أساساً للحوار دون غيرها.
الانتفاضة المصرية، والثائرون المعتصمون في ميدان التحرير من الرجال والنساء والولدان، من كل أطياف الشعب المصري، هم الذين يرسمون للشعب الفلسطيني خارطة طريقٍ جديدة، خارطةَ طريقٍ وطنية صادقة، نابعة من مصالح الفلسطينيين، وقائمة على حقوق الشعب الفلسطيني، وهي خارطةٌ مستقلة، لا شروطَ لأحدٍ عليها، ولا ضغوط تمارس على أطرافها، ولن يستطيع أحدٌ مهما بلغت قوته أن يعترض عليها، أو أن يفسد مخططاتها، أو أن يملي شروطه من جديدٍ على الفلسطينيين، ولعل المخابرات العامة ورئيسها السابق، يدرك أن العودة إلى لعبة الشروط السابقة قد انتهت، وأن ميدان التحرير الذي أسقط ربان مركبهم، لن يسمح لهم بالعودة من جديد إلى الملف الفلسطيني، للعب نفس الدور، وأداء نفس السياسة، التي أفضت إلى مزيدٍ من الفرقة والانقسام والتشرذم بين أبناء الشعب الفلسطيني، وهي التي باعدت كثيراً بينهم وبين فرص الاتفاق والتفاهم واللقاء.
في اليوم الذي تنتصر فيه ثورة شباب مصر، ويعتلي الوطنيون فيها سدة الحكم، ويرسون قواعد وطنية مصرية جديدة، تعود بمصر إلى أصالتها، لتعلب أدوارها القومية التاريخية في تحقيق الحرية لشعوب الدول العربية، كما كانت مع الجزائر وتونس وليبيا وسوريا ولبنان، عندها تصبح الطريق إلى الوحدة الفلسطينية معبدة، ويصبح الاتفاق الفلسطيني ميسراً وسهلاً، وتتلاشى العقبات، وتذوب الصعاب، وتختفي الخلافات، ويعود البريق إلى القضية الفلسطينية، بعد أن تتحد قواها، وتتفق فصائلها، وتتآلف جهودها، فيكون ميدان التحرير بصدقٍ هو بوابة الاتفاق الوطني الفلسطيني المنشود
.

هناك تعليق واحد:

  1. مخططات أمريكا ...لإحتلال مصر سنة 2015

    توماس : "دارفور" مخطط أعدته "C.I.A" والدفاع لحصار( مـصـر ) " صور" !

    حاطب نهار /الساحات

    ا\لدكتور سفر الحوالي حفظه الله له كلام قبل حرب الخليج الثانية من أن أمريكا تسعى لوضع قواعد لها في الخليج وفي المنطقة العربية حتى يتسنى لها بسط نفوذها وبالتالي

    هيمنتها على المنطقة إقتصادياً وسياسياً ..وفرض النظم التغريبية في المجتمعات من خلال صناعة رموز في الإعلام يتحدثون بها بين قومهم وبلسانهم !!

    كل هذه الأمـــور ستجعل المسلم العربي خادماً وتابعاً للرجل الأبيض يقوم بخدمته :

    بعدما يتم إشغاله بالفقر و غسل دماغه بأفكار تغريبية يكون بعيداً عن دينه الذي يعطيه المناعة تجاه هؤلاء المستعمرون !!

    وهذا الموضوع يتكلم عن السيناريو المشابه لسيناريو احتلال العراق الذي احتلوه بدعوى تملك العراق لسلاح الدمار الشامل .. أما السودان فبدعوى حماية حقوق الإنسان في دار فور

    والذي ستحميه أكبر دولة أجرمت بحقوق الإنسان وهي أمريكا المكروهة من شعوب العالم قاطبة بسبب ماترتكبه من جرائم ومجازر بحق الصغير والكبير!!


    وضعت حدًا زمنيًا لتنفيذ خطتها بحلول 2015.. واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية في دارفور وغزة بهدف حصار مصر عسكريًا


    أكد الباحث الاسكتلندي توماس براون المهتم بشئون الشرق الأوسط، أن وكالة الاستخبارات الأمريكية "C.I.A" ووزارة الدفاع "البنتاجون" أعدتا خطة بعيدة المدى بهدف التهام مصر وحصارها عسكريًا.
    وجاء في مقال نشرته صحيفة "جلاسكو هيرالد" الاسكتلندية أمس الأول،إن هناك مخططًا يستهدف مصر بدأت الولايات المتحدة تنفيذه منذ ثلاثة أعوام من خلال سعيها لاحتلال إقليم دارفور (غربي السودان) دوليًا وعسكريًا عبر نشر قوات أمريكية بريطانية مدعومة بقوات من الأمم المتحدة حليفة لواشنطن.
    وقال إن هذا المخطط يستهدف تحويل إقليم دارفور إلى قاعدة عسكرية أمريكية تنتشر بها صورايخ بعيدة ومتوسطة المدى موجهة ناحية مصر ودول الشمال الأفريقي ومنطقة الخليج وإيران.
    وأشار إلى أن الولايات المتحدة تهدف من ضغوطها الحالية على المجتمع الدولي وخاصة الدول الحليفة لها مثل بريطانيا وفرنسا- بعد تولي نيكولاس ساركوزي رئاستها- وألمانيا وإيطاليا لتكثيف الضغوط على الحكومة السودانية بنشر قوات دولية بالإقليم، على أن يتم لاحقًا نشر قوات يبلغ قوامها ما بين 100 إلى 200 ألف جندي يتخذون من الإقليم قاعدة عسكرية.
    وأوضح أن المؤتمر الدولي الأخير الذي استضافته فرنسا حول دارفور برعاية الرئيس ساركوزي واستضاف 15 دولة أجمع غالبية المشاركين فيه على نشر قوات دولية بالإقليم وهو ما أكدته وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب المؤتمر.
    من جهة أخرى، أشار الباحث إلى أن المخطط الأمريكي يتجه نحو فلسطين وإثارة الفوضى في مناطق الحكم الذاتي هناك والضغط على محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، حتى يعلن أنه بحاجة لنشر قوات دولية بقطاع غزة الموازي للحدود المصرية بهدف حماية السلطة الشرعية من حركة "حماس"، بدعوى أنها تريد فرض سيطرتها على المؤسسات الحكومية ووضع يدها على الضفة والقطاع.
    وقال إن هذا المخطط يهدف إلى الإتيان بقوات الأمريكية بدعم من المجتمع الدولي ورئيس السلطة الفلسطينية لكي ترابط في القطاع وتتخذ من أطرافه قاعدة عسكرية جديدة تنصب بها صواريخ ومدافع "هاوتزر" بقصد تطويق الدولة المصرية التي يعتبرها الأمريكيون الدولة العربية التي يجب الحذر منها وتطويقها تحسبًا لأي طارئ يحدث في العلاقات المصرية الأمريكية أو المصرية الإسرائيلية.
    وأوضح أن الولايات المتحدة أعدت قائمة كاملة بأنواع الأسلحة الملائمة لطبيعة المواقع التي ستستغلها كقواعد عسكرية جديدة في دارفور وغزة، وأهمها صواريخ "bunkers busters" توجه بالأقمار الصناعية والليزر تتمتع بدقة عالية جدًا في تدمير الأهداف، وكذلك قذائف من النوع "gbu-28" وهي قذائف ذكية مضادة للتحصينات يمكن أن تحمل رؤوسًا من اليورانيوم, يمكنها أن تحمل مادة "التنجستين" وتزن هذه القاذفة 2 طن، ويمكن إطلاقها من طائرات "f15"، بالإضافة إلى عربات هامر وميركافا الإسرائيلية.
    وأكد براون أن الولايات المتحدة تخطط لتنفيذ مخططها في إطار زمني لن يتجاوز عام 2015م من داخل مصر من خلال افتعال أزمات سياسية ودينية وعرقية بما يؤدي كله إلى انقسام الصف المصري ويجعل من النظام فريسة وعرضة لانتقاد المجتمع الدولي.
    قال : * صلى الله عليه و سلم *
    عن أبي هريرةرضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((منعت العراق درهمها وقفيزها. ومنعت الشام مديها ودينارها. ومنعت مصر إردبها ودينارها. وعدتم من حيث بدأتم. وعدتم من حيث بدأتم. وعدتم من حيث بدأتم))شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه))
    هذا الموضوع موجود على شبكة النت من بداية 2010

    ردحذف