صهيب الحسن/غزة
الإرادة الحرة لحركة حماس متمثلة في مبادرتها الجريئة بتحرير قطاع غزة من التسلط القمعي الجاثم على صدور الفلسطينيين انسحبت على الشعوب العربية في سابقة تاريخية فاجئت كافة التوقعات التي أربكت الحسابات الأميركية والصهيونية حين ألقت باللائمة اليوم على مخابراتها التي فشلت في توقع ثورات الشعوب العربية الأبية في تونس ومصر.
لقد كانت الأنظمة العربية طوال عقود طويلة تعمل على أسر الفكرة والجسد حيث يقبع الكيان الآدمي في غياهب التعذيب تحت وطأة الهتك لحقوق الإنسان بدون أدنى وازع بهدف الحفاظ على كيان يحفظ المصالح الغربية في الشرق الأوسط، من غير اكتراث لنداءات الضمير وحقوق الإنسان وبتجاهل غير مسبوق لكافة التقارير التي ترصد عديد من حالات القتل في أقبية التحقيق ، ناهيك عن التعذيب بحق القوى المعارضة للأنظمة الديكتاتورية الإستبدادية.
الشعوب العربية والإسلامية قاطبة كانت ترزح في سجون القهر الفكري والجسدي لهذه الأنظمة، حيث كانت تعمل على حجب الحقيقة باستثمار ترسانتها الإعلامية لتغييب وعيها عن قضاياها الجوهرية لكن نتائج هذا القهر جاء عبر التراكمات التي أحدثتها هذه الممارسات القمعية في ارتفاع حالات البطالة والفقر وتدني الإقتصاد وارتفاع نسبة المديونيات التي اثقلت كاهل المواطن وجيب السلطان الحاكم !
جاءت حماس تحاول التكيف مع الظروف التي أنتجتها هذه الانظمة الديكتاتورية حين تخلت عن القضية الفلسطينية، بعد أن كانت الأخيرة تتبنى منهج عملي لتحريرها تحولت إلى منهج شعاراتي يكتفي بالشجب والتنديد أمام الجرائم والإنتهاكات الصهيونية والاميركية اليومية بحق الشعب الفلسطيني والعراقي حيث راح ضحيتها ملايين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ.
فرضت هذه الحركة مواقفها الجريئة التي تنامت شيئًا فشيئًا في وعي المواطن الفلسطيني الذي انتخبها في صندوق الإقتراع لتفرز عنها منجزات سجلت علامات فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية لا يغفلها عاقل، شاركت فيها الأيادي المتوضئة لكتائب القسام بكل جرأة وشجاعة وإقدام وفي كل رصاصة كانت تطلق كان الموقف الريادي لهذه الحركة يزداد تأصيلًا وتشبثًا وصمودًا في وجه العواصف العاتية التي حاولت عرقلة وحرف مسار شراع هذه الحركة الإسلامية وفشلت في إسقاطها في دوامة التنازلات والمفاوضات تحت طائل المساومات !
وقفت مدافع سفينة حماس القسامية أمام أساطيل حربية ديكتاتورية إقليمية ودولية وتجاوزت الصعوبات بحنكة دبلوماسية ومرونة عالية تجاوبت مع المطالبات بطريقة ذكية أحرجت من خلالها العدو الإسرائيلي الذي فشل في إستئصالها في حربها الأخيرة وحصاره على قطاع غزة.
في خضم هذه التضحيات اقتنصت الأنظمة المتواطئة أحد أبرز المطلوبين لقوات الإحتلال منذ سنوات القائد المجاهد أيمن نوفل ، وزجت به في غياهب سجون أمن الدولة ليقبع تحت طائلة التعذيب دون اكتراث للمطالبات الرسمية والشعبية الداعية لإطلاق سراحه، واستمرت صفقات التفاوض مع حركة حماس لإطلاق سراح مجاهديها من السجون المصرية.
أخيرًا نجحت هذه الصفقة التي تكللت بإفراج حماس عن الإرادة الحرة حين أطلقت العنان للشعب التونسي لإزاحة الطاغية زين الدين بن علي، وكذلك الشعب المصري الذي انتفض عن بكرة أبيه بمظاهراته المليونية لإسقاط نظامه المتواطئ وحررت ملايين الأسرى الذين حجبتهم سجون الخوف والرهبة وقامت بمبادلة النظام بأسرى الإرادة واستجابت الشعوب بتحرير أسرى صانعي هذه الإرادة ليكملوا المسيرة ولينام هذا البطل الصنديد بين أهله وذويه قرير العين بعد إطمئنانه على قرب نهاية زوال هذه الأنظمة الديكتاتورية بإرادة شعوبها، التي لم يكن لها سوى الإنحناء صاغرة لتفرج عن المختطفين الفلسطينيين أيمن نوفل ومعتصم القوقا وحسن وشاح.
على سلطة فتح في الضفة أن تدرك أنها جاءت في وقت متأخر لتقمع شعبها وتسجن مقاوميه لأن الشعوب المقهورة اليوم تزيح الأنظمة الداعمة لهذه السلطة وتزيل الغطاء الشرعي عنها وتزلزل أركانها بشدة وتخلخل معاهدات السلام الهزيلة التي جلبت الإرتكاسات والهزائم، وعلى عباس أن يبادر بتحرير مئات المختطفين قبل أن يطاله هذا الطوفان الشعبي الهادر. وإن قرر الإستمرار في ظلمه على أبناء شعبه فلينتظر العقاب العسير وليجهز حقائب الرحيل تمامًا كالذليل.
الإرادة الحرة لحركة حماس متمثلة في مبادرتها الجريئة بتحرير قطاع غزة من التسلط القمعي الجاثم على صدور الفلسطينيين انسحبت على الشعوب العربية في سابقة تاريخية فاجئت كافة التوقعات التي أربكت الحسابات الأميركية والصهيونية حين ألقت باللائمة اليوم على مخابراتها التي فشلت في توقع ثورات الشعوب العربية الأبية في تونس ومصر.
لقد كانت الأنظمة العربية طوال عقود طويلة تعمل على أسر الفكرة والجسد حيث يقبع الكيان الآدمي في غياهب التعذيب تحت وطأة الهتك لحقوق الإنسان بدون أدنى وازع بهدف الحفاظ على كيان يحفظ المصالح الغربية في الشرق الأوسط، من غير اكتراث لنداءات الضمير وحقوق الإنسان وبتجاهل غير مسبوق لكافة التقارير التي ترصد عديد من حالات القتل في أقبية التحقيق ، ناهيك عن التعذيب بحق القوى المعارضة للأنظمة الديكتاتورية الإستبدادية.
الشعوب العربية والإسلامية قاطبة كانت ترزح في سجون القهر الفكري والجسدي لهذه الأنظمة، حيث كانت تعمل على حجب الحقيقة باستثمار ترسانتها الإعلامية لتغييب وعيها عن قضاياها الجوهرية لكن نتائج هذا القهر جاء عبر التراكمات التي أحدثتها هذه الممارسات القمعية في ارتفاع حالات البطالة والفقر وتدني الإقتصاد وارتفاع نسبة المديونيات التي اثقلت كاهل المواطن وجيب السلطان الحاكم !
جاءت حماس تحاول التكيف مع الظروف التي أنتجتها هذه الانظمة الديكتاتورية حين تخلت عن القضية الفلسطينية، بعد أن كانت الأخيرة تتبنى منهج عملي لتحريرها تحولت إلى منهج شعاراتي يكتفي بالشجب والتنديد أمام الجرائم والإنتهاكات الصهيونية والاميركية اليومية بحق الشعب الفلسطيني والعراقي حيث راح ضحيتها ملايين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ.
فرضت هذه الحركة مواقفها الجريئة التي تنامت شيئًا فشيئًا في وعي المواطن الفلسطيني الذي انتخبها في صندوق الإقتراع لتفرز عنها منجزات سجلت علامات فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية لا يغفلها عاقل، شاركت فيها الأيادي المتوضئة لكتائب القسام بكل جرأة وشجاعة وإقدام وفي كل رصاصة كانت تطلق كان الموقف الريادي لهذه الحركة يزداد تأصيلًا وتشبثًا وصمودًا في وجه العواصف العاتية التي حاولت عرقلة وحرف مسار شراع هذه الحركة الإسلامية وفشلت في إسقاطها في دوامة التنازلات والمفاوضات تحت طائل المساومات !
وقفت مدافع سفينة حماس القسامية أمام أساطيل حربية ديكتاتورية إقليمية ودولية وتجاوزت الصعوبات بحنكة دبلوماسية ومرونة عالية تجاوبت مع المطالبات بطريقة ذكية أحرجت من خلالها العدو الإسرائيلي الذي فشل في إستئصالها في حربها الأخيرة وحصاره على قطاع غزة.
في خضم هذه التضحيات اقتنصت الأنظمة المتواطئة أحد أبرز المطلوبين لقوات الإحتلال منذ سنوات القائد المجاهد أيمن نوفل ، وزجت به في غياهب سجون أمن الدولة ليقبع تحت طائلة التعذيب دون اكتراث للمطالبات الرسمية والشعبية الداعية لإطلاق سراحه، واستمرت صفقات التفاوض مع حركة حماس لإطلاق سراح مجاهديها من السجون المصرية.
أخيرًا نجحت هذه الصفقة التي تكللت بإفراج حماس عن الإرادة الحرة حين أطلقت العنان للشعب التونسي لإزاحة الطاغية زين الدين بن علي، وكذلك الشعب المصري الذي انتفض عن بكرة أبيه بمظاهراته المليونية لإسقاط نظامه المتواطئ وحررت ملايين الأسرى الذين حجبتهم سجون الخوف والرهبة وقامت بمبادلة النظام بأسرى الإرادة واستجابت الشعوب بتحرير أسرى صانعي هذه الإرادة ليكملوا المسيرة ولينام هذا البطل الصنديد بين أهله وذويه قرير العين بعد إطمئنانه على قرب نهاية زوال هذه الأنظمة الديكتاتورية بإرادة شعوبها، التي لم يكن لها سوى الإنحناء صاغرة لتفرج عن المختطفين الفلسطينيين أيمن نوفل ومعتصم القوقا وحسن وشاح.
على سلطة فتح في الضفة أن تدرك أنها جاءت في وقت متأخر لتقمع شعبها وتسجن مقاوميه لأن الشعوب المقهورة اليوم تزيح الأنظمة الداعمة لهذه السلطة وتزيل الغطاء الشرعي عنها وتزلزل أركانها بشدة وتخلخل معاهدات السلام الهزيلة التي جلبت الإرتكاسات والهزائم، وعلى عباس أن يبادر بتحرير مئات المختطفين قبل أن يطاله هذا الطوفان الشعبي الهادر. وإن قرر الإستمرار في ظلمه على أبناء شعبه فلينتظر العقاب العسير وليجهز حقائب الرحيل تمامًا كالذليل.
اجمل قصيدة قرأتها ---اهديها لأبطال ميدان التحرير -قفي يامصر
ردحذفحمساوي الأقصى
عذرا اخوتي لم أتوقع ان تكونو بتلك القوة قمتم بأفضل انواع الجهاد
كلمة حق في وجه سلطان جائر
و
قِفِي يا مِصْرُ
مهداة إلى شعب مصر الأبيّ الثّائر على الطّغيان والطّاغوت ... في هبّته التّي ابتدأت كالطّوفان يوم 25/1/2011 ولن تنتهي إلاّ إذا بتلعت الظّلم وأعوانه في طريقها ...
شعر: د. أيمن العتوم
قِفِي يا مِصْرُ رُمْحًا لَنْ يَلِينا
وَصاعِقةً تُبِيدُ الظّالِمينا
فَإِنّا قدْ عَهِدْنا فِيكِ عَزمًا
إِذا هُنّا تَعاظَمَ أَنْ يَهُونا
ولا تُعطِي اليَمِيْنَ (لِسامِرِيٍّ)
وَلَكِنْ قَطِّعِي مِنْهُ اليَمِينا
فَقَدْ أَشْفَى عَلى التّسعِينَ يَهْذِي
وَيَحْسَبُنا عَبِيدًا طائِعينا
وَيحسَبُ أنّنا إِنْ قالَ سُخفًا
نَكُونُ لِما يَقُولُ مُسخَّرِينا
ألا يا أيّها الطّاغوتُ وَلَّى
زَمانُ الخَوفِ والإذلالِ فِينا
أَجَعْتَ شَبابَ مِصْرَ ... وَرُحْتَ تَسْبي
وَتَسْرِقُ مِنْ جُيوبِ الكادِحينا
وَتَنْهَبُ خَيْرَها مِنْ دُونِ حقٍّ
تُمَلّكُها ذَوِيكَ الأَقْرَبِينا
وَتَشْبَعُ وَالجِياعُ تَئِنُّ حَسْرَى
تُصِمُّ إِذا سَمِعْتَ لَهُمْ أَنِينا
وَتَمْلأُ بَطْنَكَ المَأفُونَ سُحْتًا
وتُخْلِي مِنْ رَعِيَّتِكَ البُطُونا
وتُغْضِي عن نِداءاتِ اليَتامَى
وَقَدْ جَأَرَتْ لِرَبِّ العالَمِينا
طَحَنْتَ الشَّعْبَ عامًا بَعْدَ عامٍ
فَكانَ لِخُبْزِكَ الدَّامِي طَحِينا
إذًا فالآنَ ذُقْ كأسًا مَرِيرًا
سَقَيْتَ الشّعبَ عَلْقَمَها سِنِينا
وَلَسْتَ بِأَكْرَمِ الباقِينَ فِيهِمْ
وَلَمْ تَكُ مَرّةً في الأَكْرَمِينا
أَكُنْتَ تَظُنُّ أنّ اللهَ يُبْقِي
قُعودَكَ فوقَ أَضْلُعِهِمْ قُرونا؟!!
لعلّكَ رُحْتَ تَحْسَبُهُمْ رَعاعًا
تُسَبِّحُ: يا أميرَ المُؤمنينا!!
أغرّكَ أنّهمْ سَكَتُوا وصامُوا
عَنِ القَوْلِ المُكتَّمِ أَنْ يَبِينا
إذًا فالآنَ يَهْدُرُ صوتُ شعبٍ
يَسُوقُ لِحَتْفِكَ الخَبَرَ اليَقِينا
إِذا غَضِبَتْ شُعوبُ الأرضِ خَرَّتْ
لِغَضْبَتِها الجَبابِرُ سَاجِدِينا
ولا يُجْدِي مَعَ الغَضَبِ اعْتِذارٌ
إِذا ما جاءَ فِي المُتأَخِّرينا
هِيَ الأَقْدارُ تَقْهَرُ كُلَّ ظُلْمٍ
وَقَدْ قَصَمَتْ ظُهورَ الأَرْذَلِينا
أَرَى طاغُوتَ مِصْرَ اليومَ حانَتْ
مَنِيَّتُهُ بِيَمِّ الغاضِبينا
فَهذا قَبْلَه (فِرْعونُ) نادَى
وَصاحَ يُحَشْرِجُ النَّفَسَ الثّمِينا
وصارَعَ بِاليَدَيْنِ المَوجَ حتّى
أَحاطَ بهِ وَجرَّعهُ المَنُونا:
فَهِمْتُ الآنَ يا (مُوسَى) وَإِنّي
لِرَبِّ النّاسِ قد أَسلمْتُ دِينا
فَجاءَتْهُ المنايا رافِلاتٍ
بِأَثْوابِ المَهانَةِ أَجْمَعِينا
وَلَوْ قدْ قالَها مِنْ قَبْلُ كانتْ
لَهُ مِنْ ظُلْمِهِ حِصنًا حَصِينا
وَلَكنْ سُنّةُ الرَّحْمنِ تَمْضِي
وَمَا بَلَغَتْ عُقولَ الغافِلينا
طُغاةَ اليومِ هَلْ لَكُمُ اعْتِبارٌ
بِجبَّارِي القُرونِ الغابِرينا
أَقامُوا بِالحَدِيد لَهُمْ قُصُورًا
وَعَاشُوا بِالنّعيمِ مُمَتَّعِينا
وكانُوا يَمْلِكُونَ الأَرضَ طُرًّا
فَهَلْ كانُوا بِذاكَ مُخَلَّدِينا؟!
سَيَأْتِي يَوْمُهُمْ مَهْما تَناءَى
كَمَا قَدْ جاءَ يَوْمُ الأَوَّلِينا
ثَعالِبُ مِصْرَ عَنْ مِصْرٍ تُوَلِّي
إِذا اقْتَحَمَتْ ضَراغِمُها العَرِينا
تلك قصيده خطها الدكتور ايمن العتوم لكم مني هدية