الاثنين، 7 فبراير 2011

علّميهم يا مصر حامد بن عبدالله العلي


مزلزل الحصون

علّميهم يا مصر


حامد بن عبدالله العلي

يا أيّها الناس ضُرب مثل في مصر فتعلَّموا منه.. إنّنـا نشهـد تحوّلاً هائـلاً في تاريخ أمـّتنا ، ومفصـلاً من مفاصل التاريخ البشري.
.
إنـّه شعب بأسره يزحف لنيل حقوقه ، وبكلّ فخـر وإعـتزاز ، يسمّى الذين سقطوا في طريق ثورتـه شهـداء .
.
الحمد لله الذي أفسد على الغرب المتصهين فرحته بتقسيم السودان ، بما أصلح من أحوال أمتنا في تونس ، ومصر ، و( إنّ الله بالغ أمره ) .

إنَّ أعظـم إنجاز للثورة المصرية ، إشاعة ثقافة جديدة على المشهـد العربي بأسره ، أحسبها ستقود المرحلة القادمة من نهضة الأمّـة ، وقـد صارت هذه الثقافة الجديـدة بمثابة إعـلان فوق كلِّ باب أسـرة من أمّـتنا ، وشارة على صدر كـلِّ رجل ، وامرأة ، كبير، وصغيـر .

إنها ثقافـة : إنَّ الكرامة أوّلا ، وتحرير الشعوب من الطغيان ولو بثـورة الدمـاء غاية عظمى ، وإعادة السلطة إلى الأمـّة ، ورفض حيـاة الإذعـان للإستبداد هدف أسـمى.

لقد أخـذ الشعب المصري يكـرِّر هذا الدرس كلَّ يوم ، ثـم يعيده درسا خصوصيا مجانيـّا في كلِّ بيت من بيوت الأمـّة ،

وقـد خـَطَّ حروفه بدمائه ، ورسـم لوحـته بتضحيـات نظر إليها التاريخ ، فأحنـى لها جبهـته تقديراً وإعجـابـا

نعم إنّ ما يجري هذه الأيام ، ماهو إلاّ دروس تلقيها مصر أقدم حضارة في التاريخ ، وعلى الهـواء مباشـرة على العالـم ، حيث يجلس في الصفوف الأولى في مدرستها الشعوب العربية ، ثـمَّ الشعوب الإسلامية ، ثم شعوب العالم أجمـع .

وهذا هو برنامج مدرستها العظيمة :

أولا طابور الصباح .. الهتاف : تحيا الشعوب الحرّة ، يحيا العدل ، تحيا الكرامة ، يسقط الطغاة ، تسقط الأنظمة المستبدة .

ثانيا.. نشيد الطابور :

إنّا لمَِـنْ مصرَ الأبيّة ، لن يرَى ** منّا الطغاةُ سوى الصوارمِ والقنا
أَوَ ما أُمرْنا في شَريعةِ ربِّنــا ** بالسَّيفِ نضْربُ من يجورُ ليذْعنا
تبّا لمن يرضى المهانةَ خانِعــاً ** للظَّالمـينَ الخائنيـنَ الموْطنــا

ثالثا .. الحصّة الأولى : درس في أنه لاقيمة للشعب إن رضي بالذلّ للطغاة ، ولا يستحقّ الحيـاة ، ولاميزة له عن القطعان السائمة ، ولا فرق بينه وبين البهائــم .

وأنَّ الشعوب الحـرّة أقـوى من الطغيـان بإذن الله تعالى ، وفي هذه الحصـّة تعلـّم مصـر ، أنَّ الشعوب قادرة على أن تصنع أروع أحداث التاريخ إذا تخلَّصت من قيود الـرقِّ ، وأنها مهما طال عليها أمـد الإستبداد ، فستبقى جذوة عشـق الحرية متّقدة فيها ، ومع أول نسمة من رياح التغيير ستشتعـل ، فتثور ، لتحول عهود الإستبداد هشيـما تذروه الريـاح.

وفي أثنـاء هذا الدرس تعلّـم مصـر العالم كيف أنّ الشعوب قادرة أيضا على أن تأخذ زمام المبادرة بنفسها ، فتصنع الأحداث العالمية ، لتترك ردّات الفعل على غيرهـا ، وتجبـر حتّى القوى العظمـى كأمريكا على أن تجري خلفها لاهثة خائفة مما ستصنعه ، وبذلك تسقط ذلك الوهـم الذي يسيطر على روع الشعوب العربيـّة ، أن الغرب هو المهيمن على كلِّ شيء ، الذي لايمكن لأحد أن يتجاوز إرادتـه !

وتختم مصر هذا الدرس بأن لايمكن فهمـه إلاّ عمليـَّا ، وتأملوا كيف أنَّ كلَّ تلك المؤلفات ، والخطب ، والتنظيـرات ، لم تفعل ما فعلته الثورة التونسية من إشعال جذوة الشعـوب في أيـّام معدودات .

رابعا .. الحصّة الثانية : درس في أنّ عروش الطغاة هشّـة كبيت العنكبوت ، ما أن يأذن الله تعالى للشعب ليتحرَّك بروح الثورة العاصفـة ،حتى يفاجأ الناس بأنَّ تلك الأنظمة لم تـكن سوى نمـورٍ من ورق ، إنمـا تقتات على تخويف الشعوب ، وإرهابها فحسـب ، زاعمـة أنهـا تستطيع أن تسحق من أمامها في لمح البصر ، حتَّى إذا جاء إعصار الحق ، تهاوت عروشها متحطمـّة ، كأمس الذاهب .

سكت الدهـر زمانا عنهـم ** ثـمَّ أبكاهـم دمـاً حين نطـق

وتأمّلـوا كيف أنّ نظام الطاغية اللامبارك أرتبك بأسرع مما توقع جميع المراقبين ، وتعطّلت أجهزة نظامـه كلمحِ البصـر ، وأخذ يتخبـّط كالأعمـى لايدري أين المخرج ، واستطاعت الجماهير الغاضبة أن تضطرُّه إلى مضايق بـدا فيها كالفأر المذعـور يسرع خطا الهرب متراجعا فلا يبصر الطريـق ، حتى أخذت الجماهير ، تلاحقـه وتشير إليه نحـو مخـرج الفــرار !
.
وسبحان الذي أتاه من حيث لم يحتسب ! فقد كانوا يراقبون اللِّحى ، ويلاحقون المنقبات ، ويعذِّبون المصلّين ، ويضيِّقون على هؤلاء بكلِّ سبيل ، خوفا من أن يأتي الأمر منهم ، فخرج عليهم من شباب مصر ، من حيث لايشعرون ، من ليس لهم ملفات أمن ، ولا يُعرف من أين أتـوا ! فخرجت في إثرهم الأمواج البشرية ، رافضة الطغيان ، حتى زلزلوا الأرض تحت نظام الطاغية ، فسبحان الذي لايعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ، وهو العزيز العليـم .
.
خامسا .. الحصّة الثالثة : درس في خباثة الغرب ، وخبث نواياه ، وكذب دعاواه ، ونفاق خطابه ، فهاهو لم ينطق ببنت شفة في شجب ما كانَ يصنعه النظام من جرائم طيلة أكثـر من ثلاثة عقـود ، جرائم تعجز الكلمات عن وصف بشاعتها ، وتتأبّى الحروف أن تجتمع لتكتب نعتها من شناعتها ،وقد ذكرنا طرفا منها في البيان الذي نشرناه عشية الثورة المصرية ،

ورأى العالم أجمـع سـوء جرائمه عندما كانت مدرّعاته تدهس المتظاهرين سلميّا في هذه الثـورة العظيـمة ، ويقذف الماء الحار على المصلّين وهم في صلاتهـم خاشعـون ، ويطلق رصاص القنّاصة على الشعب الأعـزل ، ويقتـل الأبرياء بغيـر حـقّ ، وما هذا سوى اليسير جـداً من فظائع كانت ترتكب طيلة فترة الطوارىء الذي امتدت ثلاثة عقـود ، تُغتصـب فيها الأعراض ، وتُسفك الدماء ، وتُعـذب الأجسـاد أشـدّ التعذيب ، وتـُذلّ النفوس ، وتُسرق الأمـوال، وتصادر الحقــوق .

ثم لما انتفضت الجماهير المظلومة تطلب خلاصها ، جاء الغرب يتنصّل مما هو عـار يلوح على جبينه ، لايمكنه إخفاؤه ، لاتمحوه الدهور ، ولاتغسله البحـور .

والحقيقة أنّ التغيير في مصر جاء من حيث لم يحتسـبوا أيضا ، ولهذا هرعوا خائفين على نظام لايحمي المشروع الصليبي الإستعماري الصهيوني في المنطقـة العربية إلاّ هـو ، ولا يعتمـد الغرب أكثـر من إعتماده عليه في تمريـر مخططاته .

وهم يعلمون أنه إن سقط هذا النظام ، ومُنحـت مصر حرية الإختيار ، سيقرر الشعب المصري أن يضطلع بدوره القياديّ في الأمّـة ، فتسقط معاهدة السلام المصرية الصهيونية ، ويصبح غاز مصر ، وثروة مصر لشعبها ، وخبزهـا من أرضها ، وسترجع مصر دولة إقليمية لا يجرؤ أحـد أن يقف في وجهـها .

ولهذا السبب وحده ، سيحاولون إنقاذ هذا النظام ،

ووالله الذي لا إله إلا هو ، لولا أنّ ما يجري في مصر مرئيُّ جـدا في العالم ، لسمحوا للنّظام المصري أن يبيد الشعب المصـري ، ولا تتغيـّر السياسة المصرية القائمة على إرضاء الحلف الصهيوغربي.

ولكن نسأل الله تعالى أن يخيـّب ظنونهـم ، ويردَّهم على إعقابهم خاسرين.

سادسا .. الحصّة الرابعة : درس في أنَّ التغيير للإطاحة بالمستبدِّين ، يبدأ من كسر حاجز الخـوف ، وأنّه ما إن ينكسر حتَّى يتبين كم كان ذلك أيسـر مما تهوَّلته النفوس، ثـم إنه إذا إنكسر فلا تسل بعد ذلك عما يمكن تحقيقه من الإنجازات السياسية السامية ، والأهداف الحضارية العالية .

وهو لاينكسر إلاّ مع التضحيات ، ولكنها ما أن تبذل ، وتسقط أولُ قطرة دم على أرض الثورة ، حتى تتحـول إلى مفاخر يتسابق إليها المتسابقون ، وشرف يسارع فيه المسارعـون ، ولـذّة غامرة يلتـذّ بها المضحُّـون .

سابعا .. الحصّة الخامسة : درس في أنَّ التغيــير للإصلاح يبدأ ببث الوعي السياسي السليم ، بأنّ الأمـّة هي صاحبة السلطة ، وهي معقد الحكم ، وهي صاحبة القرار النهائي في مصيرهـا .

وإزالة ما على عقول الشعوب من الأغطية التي يضعها الطغاة ، ويجددها علماء السوء ، بأنّ مقاليد أموركم كلَّها بيد الطاغيـة ومن يسبّح بحمده ، وإنما أنتم عبيدٌ له !

كما يبـدأ بتعليمهم أنهم هم السلطة الحقيقية ، وأنهم هم الوطـن ، وهم الدولة ، وهم النظـام ، وأنهـم هم وحدهـم الذين يحدّدون خيارهـم السياسي كلَّه ، وأنه ليس ثمـة مخـلوق ، له الحـقّ أن يسلب إرادتهـم الحرّة ، في إختيار من يوكّلونه سلطة خادمـةً لمصالحهم ، حارسـةً على حقوقهم ، ثم محاسبتها على عجزها عن الكفايـة ، فعزلها عن منصب الولاية.

ثامنا .. الحصّة السادسة : درسٌ في ضرورة الإستفادة من وسائل العصر ، وآخـر ما توصلت إليه البشريـّة من ثقافة التطويـر السياسيّ التي تنال بها حريتها ، وتنتزع حقوقها ، وتفرض الضمانات التي تحـول بين الأمّة وأن تقع فريسة للطغيان .

وأهم هذه الوسائل هو الإعلام ، فقد تبيّن بوضوح ، أنَّ الإعلام هو السلاح الأمضى في إحداث التغيير في تونس ، ومصر .

وأنّ قناة فضائية واحدة هي قناة الجزيرة _ تتمتـّع بقدر كبير من الحرية _ عملت ما عجـز عن فعله ملايين الخطباء ، فنقلت الثورتين التونسية ، و المصرية ، نقلات سريعة في عدة أيام من درجة إلى أرقى ، تنيـر لها الطريق ، وتدلهُّـا على فخاخ الطغيان ، وتحذّرها من شِراكـِه ، وتجمع جهود الثورتين ، وتركزهما نحـو الهدف حتى استقرتا على الجوديّ ، وهو إسقاط الطغيان ، وتحطيم أغلالـه.

هذه قناة عربية واحـدة ، فكيف لو كانت كلّ قنواتـنا الإعلاميّة حـرَّة ؟!!

تاسـعا .. الحصّة السابـعة : درس في أنّ المشاريع الحضارية الكبرى ، لا ترتقي إلى أهدافها إلاّ على _ بالإضافة إلى مافي الحصة السادسة _ سلَّم سياسة المراحـل ، وفي مدرج إرادة الشعوب ، ولهذا فشلت كلّ مشاريع التغيير التي فقدت أحد هذين ، فإنتهت المشاريع التي لم تقنع الجماهير إلى العزلـة ، واستقرت مشاريع التوثـُّب المستعجـل ، والحماس المتعجـّل ، إلى المحرقـة .

وقد كتبت في عدة مواضـع ، وفتاوى سابقة ، محذّرا من مشاريع التغيير السياسي التي تفتقد لمقوّمات النجاح منتهجةً العنـف ، وأنها في حيـّز المحرمات في شريعتنا ، إذ هي تعقب كوارث على المشروع الإسلامي ، طالما أرجعته القهقرى ، فأضاع من المكاسب مالايحصى عدده ،

على العكس تماما من التغيير الذي تتبنّـاه وتقوده الشعـوب ، وتندمج معها النّخـب ، وتمتـزج بتطلُّعـات الجماهيـر .

فإن كانت هذه الجماهير مسلمة ، فإنَّ نجاح ثورتها العامـة التي لاتحسب على حزبٍ بعينـه ، إن لم يدفع بالمشروع الإسلامي إلى المقدمة ، فلن يُعدم منه هذا المشروع المبارك خيرا ، مع هذا التطوُّر السريع الذي تفجر فيه وعي الشعوب بحقوقها ، وضعفت السيطرة عليها .

لن يُعدم خيرا حتى لو نقلهم من الأسوء إلى السيّء فـي أقـلّ تقديـر ، مع أنَّ النقلة لن تكون بهذه الصورة السوداء إن شاء الله ، في ظلّ ما يُنتشر في العالم من مناخ الحريات التي بعثتها ثورة الإتصالات والمعلومات ، فالحرية التي تطلقها هذه المشاريع وحدها كفيلة بأن تقفز بالمشروع الإسلامي خطوات ، إن لم توصله إلى المقدمـة ، كما ذكرنـا .

وقديمـا كنـّا نقـرأ ، ونحن صغار ، ما قاله جلال العالم في ذلك الكتاب البديع ( قادة الغرب يقولون : دمـّروا الإسلام ، أبيدوا أهله ) ، عندما كان الفكر الإسلامي نقيـَّا من جرثومـة الإنبطاح لمن يسمُّونهم ( ولاة الأمور ) ، بريئا من لوثـة مشايخ ( الملاحق الدينية للإستخبارات ) ، الذين أفسدوا الدين ، والعلم ، والغيرة الإسلامية .

كنا نقرأ ما نقله عن المستشرق الأمريكي و.ك. سميث : ( إذا أعطي المسلمون الحريّة في العالم الإسلامي ..وعاشوا في ظلّ هذه الأنظمـة ، فإنَّ الإسلام ينتصر في هذه البلاد ، وبالدكتاتوريات وحدها يمكن الحيلولة بين الشعـوب الإسلامية ودينها ) .

وبعد إنتهاء الحصص السبع ، خرجت الشعوب العربية من مدرسة مصـر العظيمـة ، تبني لها صروح التغيير ، وتشقُّ طريق الخلاص من الطغاة ، وتنشـر أجواء الإصـلاح .

لتبعث هذه الأمّة من جديد ، أمـةً تكفـر بالطغـاة ، وتدين لله تعالى وحده بالعبودية ، أمـّة أبيـّة على الطغـيان ، تختار من يحكمها بإرادتها الحـرّة ، وترسم علاقتها بغيـرها وفق مصالحها هـي ، وتبعث رسالتها الحضاريـّة ، التي تقوم على ( كنتم خير أمّة أخرجت للناس ) ( وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين ) ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكـر والبغي )

وبعـد :

فإنَّ الشَّعب المصري البطل ، في هذه الثورة العظيمة ، لم يدّخـر شيئا تضحّي به الشعوب الحيـّة ، إلاّ وقد بذله رخيصا في سبيل خلاص أمـّته .

لأنه يعلم قدر مـا أُلـقي على عاتقه ، ويقـدِّر عظـم المكانة التي يتبوأ بهـا في العالم العربيّ ، وفي الأمّة الإسلاميّة ، وأنه إن نهض نهضـت الأمّة معه ، وإن تقاعس فعليه تقع المسؤولية العُظمـى.

وقد أعطى دروسه بإخلاص ، وصدق ، وتفانٍ ، يندر مثله في التاريخ ، وقدم دماءه ، وأجسـاد أبنائه ، وجازف بكلِّ مايملك .

من أجـل أن يضع أمّتـه على سبيل النهضة الشامـلة ..

وأما ما يحدث في المستقبل ، وما تحمله الأيـام ، فعلمه عند ربي في كتاب ، لايضلّ ربي ولاينسى .

ولاريب أنّ ثمة خططا بالغة المكر تعـد لإجهاض الثورة ، وسرقة جهودها ، وتحويـر أهدافها ، وتخريـب مشروعها .

لكن هذا لايمنع أنَّ الشعب المصري قد أدى الذي عليه ، وقام بمـا أُوكل إليه ، غيـر هـيّاب ، ولا وجـل ، فأستحق ما قلناه.

فيا أيتها الشُّعـوب قفوا جميعا اليوم فحيـُّوا هذا الشعب الخارق .

ثم امضـوا إلى مثـل ما مضـى فيه ..

ثـم ..أخـتم هذا المقال بتوقــُّع ، ونـداء..

أما التوقع _ والله أعلـم _ فهو أن يتعـمَّم _ ولو على مدى سنوات _ النموذج التركي في البلاد العربية ، أعني أنظمة سياسية فيها مزيد من الحريـّة السياسية ، وإحترام الحقوق ، وتقييد السلطة ، مطعَّمـة بثقافة إسلامية مقاربـة _ وخيـرٌ فيه دخـن ، أهـون من هذه الشرور التي نراهـا اليوم _ لكن دون النظام الإسلامي النموذج ، وسيكون في ذلك خيرٌ كثيـر للأمـة بإذن الله تعالى ، يسلك بها إلى فضاء أرحب ، تكون فيه إلى الوحدة الإسلامية العظمى بإذن الله أقـرب .


أمـّا النداء فهو إلى الحالة الثقافية في السعودية والخليـج ، حيث الثقل الإقتصادي للأمـّة الذي يوازي في أثره ، الثقـل الثقافي ، والسياسي لمصر ، والذي به مع التغيير في مصـر ، تتـم الإستدارة الحضارية الكبـرى للأمـّة بإذن الله تعالى.

نداءٌ لإحـداث نقلة كبيرة في التغيير الإصلاحي السياسي الذي يتجنَّب عثرات التجارب السابقة ، وينهض بالحالة المزرية البائسـة التي تعيشها شعـوب المنطقـة بأسـرها ، من مهبـط الوحـي ، إلى أطراف جزيرة العروبة الأصيلة ، ومحضـن الإسلام العظيـم .

حيــث _ في مناخ يملؤه النفـاق السياسي ، ويعصف به إعصار الفساد ، وتهيـمن عليه ثقافـة المهانـة ، وأخلاق ( التسـوُّل الجماعـي للشعوب ) مقبّلي الأيدي ، والأكـتاف ! وحالة ( اللاّوجود واللاّعدم ) و( اللاّبشـر واللاّبهَـم ) ! _ يُهـدر من مقدَّرات الأمـّة ، ما عُشر معشاره كفيـلٌ بأن يغيـر خارطة العالـم بأسـره .

وتُغيـَّب إرادة الشُّعوب بالكليـّة ، وتُنتهك الحقوق بلا رحمـة ، وتهان العقول ، ويُستهان بكلِّ القيم الإنسانية بلا كرامـة ، وتُسلَّم ثروات وكنوز أمّـتنا إلى التحالف الصهيوغربي ، ليستمر في طغيانه العالمي ، وفي إستبداده الذي ضاقت به البشرية ذرعـا ، وساقها إلى المهالـك .

فعليكم أيها المثقفون الشرفاء ، وعلماء الشريعة ، تقع مسؤولية عظيمة ، ومهـمة جسيـمة ، وقد بدأت أعناق شعوب الأمـّة تلتفـت متطلعـةً لكـم ، وعيونهـم تنظـر إليكـم ، وتنتظـر منكـم دوركـم في التغييـر المنشهـود .

فمـا أنـتم صانعـون ، ومتى يسمع صوتكم ، ويُرى حراكُكم ؟!!

والله المستعان ، وعليه وحده التوكـّل ، هو حسبنا ، ونعـم الوكيـل ، نعم المولى ، ونعـم النصيــر

هناك 5 تعليقات:

  1. الحل في محاصره الثوار لقصر العروبه ومبني ماسبيرو

    ابو مالك الطيب

    السلام عليكم ورحمه الله

    ها هو اليوم الثاني عشر من أيام الثوره المصريه العظيمه التي سيخلدها التاريخ
    هذه الثوره التي غيرت وجه مصر أمام العالم
    هذه الثوره التي استرد عن طريقها المصري كرامته أمام العالم
    وها هي المسيره تنهي أسبوعها الثاني بدون أي تجاوب من النظام الفرعوني المصري
    هذا النظام الذي حكم العباد والبلاد بالحديد والنار
    هذا النظام الذي حاصر المسلمين وكان سببا في تجويعهم وفقرهم واحتياجهم
    هذا النظام الذي أفسد في الأرض أكثر مما أصلح
    هذا النظام الطاغوتي الذي يحاول الالتفاف علي مطالب الملايين من أبناء الشعب

    إن أساليب المكر التي يتخذها النظام المصري مع الشعب المصري الثائر لهو من أعظم أساليب المكر التي تتخذها الحكومات الدكتاتوريه في السيطره علي شعوبها،وباذن الله ستفشل هذا الخطط كما فشلت غيرها.

    الورقه الأخيره الان أمام النظام هوة اللعب علي عامل الوقت، والحل فيه ليس الجلوس والتقوقع في التحرير، بل المطلوب الان هذه الأفعال:

    1-السيطره علي ميدان التحرير عبر عشرات الالاف من الثوار.
    2-تحرك باقي الثوار أمام قصر العروبه(قصر الرئاسه)والإعتصام أمامه إلي حين رحيل الطاغيه.
    3-تحرك باقي الثوار أمام ماسبيرو ومحاصرته والقضاء علي آخر أمل أمام النظام لغسل دماغ الجهال والسفهاء، كي يبقي علي شعره أمل لعودته للحياه السياسيه مره أخري.

    النتائج المتوقعه:

    1-ضغط رهيب علي النظام وتفكك حلقاته الواحده تلو الأخري.
    2-إحتمال تدخل الجيش والحرس الجمهوري، ولتفادي ذلك هو الوقوف علي مسافه آمنه تعطي نتيجه بالمحاصره عبر ملايين الثوار وهو ما سيجعل مواجهتهم أمرا مستحيلا.

    -من المتوقع أن يكون مبارك في شرم الشيخ وليس في قصر العروبه، ولكن هذا لا يهم، لأن محاصره قصر العروبه هو بمثابه محاصره لرمز النظام وليس لشخص النظام، وهذا في حد ذاته نصرا كبيرا، أيضا إذا ما اكتشف الشعب المصري بأن مبارك في شرم الشيخ وليس في القاهره سيكون ذلك نصرا عظيما مما يمهد لنظريه هروب الرئيس من القاهره، مما سيضعف الروح المعنويه لأركان النظام..

    وأخيرا نسأل الله أن يتم النصر ويحق الحق بكلماته ولوكره الظالمون....

    للنشر

    ردحذف
  2. مواطن ناصح

    تشابه البلطجيات في عالم الانتفاضات


    بقلم خليل الفائزي

    في عالم الدول التي شهدت و ستشهد انتفاضات وثورات شعبية عارمة نلاحظ هناك تشابه كامل بين الأنظمة المستبدة والدكتاتورية حيت جهز الطغاة أنفسهم بقوى مسلحة و عناصر مدربة لحماية أنظمتهم من غضب الجماهير و سخط المواطنين و ليس لمحاربة الأجانب و الدفاع عن الأوطان كما يزعمون وبالرغم من اختلاف أسماء وعناوين القوى و العناصر المدافعة عن الأنظمة المستبدة الا انها على مستوى و شاكلة واحدة و لا فرق بينها في التعامل و الأسلوب لقمع المواطنين المعترضين وانتهاك الحقوق و القوانين. ففي مصر أطلق على القوى المدافعة عن نظام حسني مبارك المستبد بالبلطجية و في دول عربية و إسلامية أخرى يسمى هذا النوع من العناصر المدافعة عن الأنظمة المستبدة بالحرس الجمهوري او حملة الهراوات و الفيلق الرئاسي و القوات الخاصة و فدائيو فلان بن فلان و حتى ان بعض هذه العناصر المرتزقة تحمل عناوين وأسماء براقة و مخادعة كالدفاع عن الوطن او التضحية من اجل البلاد او هذا الملك او ذاك الزعيم الفرعوني المعروق بنظام انا ربكم الأعلى



    و تتشابه الأنظمة الدكتاتورية و المحتكرة للسلطة في مجال توريث الحكم و نقل السلطة على رقاب الناس من الأب الى الابن خاصة في الأنظمة الجمهورية المزعومة التي تدعي ان شرعيتها مستمدة من إرادة الجماهير، وقد كرست هذه الأنظمة استبدادها و نظام التوريث منذ عدة عقود و حتى وقت قريب الا ان معظم هذه الأنظمة أصيبت بالهلع و ارتعدت خوفا لاشتعال أول شرارة من غضب الشعوب عليها فسارع الزعماء المستبدون بالنفي انهم كانوا ينون البقاء في السلطة او ان لديهم خطة لتوريث أنجالهم في حين ان جميع هؤلاء استبدوا في الحكم لحوالي 30 عاما متتالية او اكثر و انهم اجبروا ما تسمى المجالس التشريعية بتغيير بنود الدستور لكي تكون مهيأة و جاهزة لتوريث الحكم و فرضه قسرا على رقاب الجماهير التي كانت لا حول و لا قوة لها قبل عدة اشهر



    و يمكن تقسيم و وصف ركائز و أعمدة الأنظمة المستبدة إضافة الى البلطجية و حملة الخناجر و الهراوات، الى عدة أطياف و مجموعات منها قادة الفيالق و الألوية الجمهورية و كبار المسئولين الأمنيين و قادة الحرس الجمهوري الذين هم بالأساس من البلطجية و ناهبي أموال الدولة و الشعب وإن معظم هؤلاء من المجرمين الواقعيين ومن الذين ارتكبوا جرائم الاغتصاب و القمع و القتل شخصيا ضد الأخيار و الثوار من أبناء الشعب ودهس المواطنين بسيارات الأمن و الشرطة و يمكن وصف هؤلاء بأنهم جناة متمرسون ارتكبوا الجرائم البشعة ضد الإنسانية و من الضروري محاسبة و معاقبة هؤلاء اشد عقاب بعد انتصار الثورة في كل بلد فيه نظام طاغي ومستبد. وهناك مجرمون تافهون بيدهم أجهزة الإعلام خاصة الإذاعة و التلفزيون و الصحف و منابر مخاطبة الناس مباشرة، وهؤلاء في الواقع يصفقون لاي حاكم مستبد و يرقصون بأقلامهم و يهلهلون بألسنتهم لمن يدفع اكثر و يحقق لهم مصالحهم الشخصية و المادية و نحن لدينا وثائق دامغة تكشف و تؤكد من ان بعض هؤلاء الذين هم من التافهين و الحاقدين على إرادة الجماهير كانوا في السابق و لازالوا مسئولين عن تعذيب السجناء السياسيين و يمارسون الان كغطاء لأنظمتهم المستبدة لادارة صحف و مؤسسة الإذاعة و التلفزيون و هم بالأساس لا يستطيعون كتابة مقال بسيط و لا يفقهون ذرة من حرية القلم و مهنية الإعلام وكل ما يعرفونه في حياتهم هو إسالة دماء الأبرياء و التفوه دوما بالسب و الشتم و كيل التهم الجوفاء لمنافسيهم وإهانة الناس و الدعوة لقتل المواطنين والمطالبة بإعدام رموز المعترضين بذريعة انهم عملاء للأجانب والمناوئين او يخططون لقلب النظام الشرعي المزعوم بالرغم من انهم يمثلون رسميا سلطة الزعماء المستبدين و أنظمة انا ربكم الأعلى التي هي قطعا أنظمة غير شرعية و مرتبطة علانية او سرا بالقوى الأجنبية و الناهبة لخيرات الشعوب

    ردحذف
  3. تكملة مواطن ناصح


    وهناك تشابه آخر بين الأنظمة المستبدة و حتى تلك التي تدعي تطبيق النظام الجمهوري والثوري أحيانا فهذه الأنظمة تهتز خوفا من إرادة الشعب و تعمد دوما مواصلة احتكار السلطة من خلال تزوير الانتخابات و إنزال البلطجية و حملة الهراوات و المنتفعين ماديا من النظام الى الشوارع في كل مناسبة وتستغل المناسبات الوطنية و غير الوطنية لتحقيق مكاسب و نوايا سياسية لها، وتتشابه الأنظمة الدكتاتورية والمحتكرة للسلطة في مجال الوقوف ضد العلم و المدنية و التقدم و تقطع او تقلص الإنترنت و تحرم شعوبها من التقنية العلمية والنضج الفكري وتخشى من أخبار و تقارير القنوات الفضائية الإخبارية كما فعل نظام مبارك مؤخرا من خلال الإسراع بقطع بث قناة الجزيرة من النيل سات ومنع المشاركة في مواقع عالمية معروفة في الإنترنت و فرض الفلترة حتى على المواقع العلمية و الجامعية و التقنية والثقافية و ممارسة أساليب أسوأ من الأساليب التي مارستها جماعة طالبان المنحطة و المتخلفة عقليا في أفغانستان و باكستان، وتتشابه الأنظمة الدكتاتورية في التسلط الكامل و المستبد على كافة أركان النظام و الحكومة من خلال فرض سلطة الشخص المستبد او الحزب الواحد و مثل هذا الوضع لم تطبقه اي من الأنظمة الدكتاتورية على مدى التاريخ ولا حتى النظام النازي و لا نظام فرعون في بلاد مصر القديمة لانه على الأقل سمح للنبي موسى (ع) ببيان وجهة نظره علانية أمامه و لعدة مرات و أعطاه الفرصة للتسابق و التنافس مع سحرة البلاط الفرعوني لايضاح من هو الذي يقول الحقيقة و له قدرة الإثبات و الدليل المنطقي، في حين ان الأنظمة الدكتاتورية الحالية المتواجدة في عالمنا العربي و غير العربي لا تسمح لاي زعيم للمعارضة حتى بطرح وجهة نظرة الناقدة للسلطة وتكيل عليه الاتهامات المختلفة و بالأطنان و تتهمه انه عميل و أبوه جاسوس و منحرف و أمه كانت فاجرة و لكن اذا أطاع هذا المعارض شروط النظام و وقع على ورقة الاستسلام و الانبطاح للنظام فانه يصبح من وجهة نظر إعلام النظام بانه وحي منزل و بوله و بزاق فمه (التفله) اطهر من ماء زمزم و ان كل من ينتقده و يقف ضده إنما ينتقد و يعارض الأولياء و الأوصياء و الأكثر من ذلك فان الأنظمة المستبدة تعتقد من إنها قادرة الاستمرار باحتكار السلطة دون وجود معارضة واقعية الا ان هذا الاعتقاد خاطئ جدا و يؤدي الى الاستبداد و الدكتاتورية و قد تنبهت لذلك معظم الدول الغربية منذ عدة عقود حيث بادرت لتطبيق خطة مدروسة و ممارسة لعبة سياسية ذكية من خلال تبادل الأدوار و تغيير شكل الأنظمة بين كل فترة و أخرى و تحويل النظام من جمهوري الى ديمقراطي او من نظام الحكومي الملل الى الشعبي المنفتح و بالعكس ربما لارضاء الرأي العام وربما لفسح المجال للطرف المنافس المشاركة في الحكم لفترة من الزمن دون تحمل مسئولية تخريب الاقتصاد او احتكار السلطة السياسية لمدة طويلة خلافا للكثير من أنظمتنا في المنطقة التي تحتكر السلطة لعدة عقود و تصر على هذا الإجراء غير الشرعي و غير القانوني حتى لقرون من الزمن دون رضاء للأغلبية او إرادة واقعية من الجماهير لان جميع أساليب هذه الأنظمة غير قانونية و الانتخابات التي جرت و تجري فيها مزورة مئة بالمئة في حين ان انه لا يجوز شرعا و قانونا إجراء انتخابات في بلد او دولة لا تستطيع فيها المعارضة امتلاك أجهزة إعلام واقعية خاصة التلفزيون و الصحف و مراكز انتخاباتية و منابر حرة لبيان المواقف السياسية و المناهج الفكرية للمعارضة و ان الحكومة التي تشرف على الانتخابات بيدها غالبا مصير جميع الأوراق الانتخابية و أساليب التزوير و هي طرف منتفع و غير محايد و غير نزيه في كل انتخابات

    ردحذف
  4. تكملة مواطن ناصح



    و تتشابه الأنظمة المستبدة أيضا في الأساليب عندما يسقط نظام مستبد على شاكلته فيبادر النظام المتبقي بانتقاد النظام المستبد المشرف على السقوط و الزعم من ان ذاك النظام كان يقمع شعبه و يمارس سياسة توريث الحكم و ان شعبه انتفض ضده لانه كان لا يستمع لارادة شعبه كما فعل مؤخرا نظام علي عبدالله صالح الهمجي وغير الشرعي في اليمن في حين ان جميع الأنظمة المستبدة تتشابه في الجوهر و الأساليب و ان الشعوب الثائرة قطعا لن تنخدع بمزاعم الحكام المستبدين و ان المواطنين سوف يقودون الانتفاضات حتى نهاية المطاف دون وقفة ليتحقق لهم هدفهم النبيل بإسقاط الأنظمة المستبدة و ان غيرت من سلوكها بشكل مؤقت او أنها عمدت لممارسة خطة لخدع الرأي العالم بانها صارت أنظمة قابلة للإصلاح و انها تمارس خطة التغيير لارضاء الجماهير مؤقتا او اعتقال و محاكمة بعض المسئولين السابقين ومن الذين يتم وصفهم بالزيت المحروق او أوراق المراحيض

    من الضروري الإيضاح هنا ان جميع الانتفاضات و الثورات التي حدثت و تحدث ضد الأنظمة المستبدة تختلف في المحتوى و الشكل و الجوهر و المنهج من بلد الى اخر و ليس هناك تأثير واقعي و مباشر بين هذه الانتفاضات لان ظروف و حالات كل بلد و كل شعب تختلف بين بلدان المنطقة و العالم و يجب التحذير هنا من مزاعم بعض الأنظمة التي تحاول استغلال ثورات الشعوب لصالحها او من خلال الزعم من انها كانت وراء إشعال نار الانتفاضة هذا او ذاك الشعب او ان الثورات التي تقع الان مقتبسة و منسوخة من ثورات أخرى و ذلك للحقائق التالية: ان اي ثورة نجحت حتى الان ربما قد استلهمت الدروس و العبر من ثورات و انتفاضات أخرى و عليه لا يمكن الزعم من ان ثورة فلان بلد كانت الدافع الأساسي وراء الثورات الجديدة التي نشهدها الان في دول عربية. و لا يمكن الزعم من ان القائد الفلاني كان وراء اندلاع الانتفاضات الجديدة او انه تنبأ بها منذ عقود خلت و قطعا ان من هذه المزاعم جوفاء و تدعو الى السخرية لان التكهن يمكن ان يكون لشهر او عام على اكثر تقدير و ليس لعقود و مثل هذا القول كقولي انا العبد الفقير من اني سوف أتكهن بسقوط أنظمة في المنطقة او خروج أمريكا من العراق و أفغانستان في النهاية او إجراء تعديل حكومي في دول المنطقة و حدوث اضطرابات او زلازل و سيول مدمرة في دول أخرى و قطعا ان مثل هذا الأمور سوف تحدث لاحقا و لا يمكن ان أوصف لاحقا بأنني قد تكهنت بحق بمثل هذه الأحداث او ان لي حس خارق العادة يفوق قدرة البشر! و أيضا ان الادعاء من تأثير ثورة على ثورة أخرى في اي بلد يعد من وجهة نظر الكثيرين من المستقلين والأحرار تدخلا سافرا في شئون الشعوب الثائرة و لا يمكن بتاتا القبول بمثل هذه التدخلات و استغلال التطورات بشكل فردي و فئوي و سياسي خاصة و ان الطارحين لمثل هذه المزاعم يعيشون في أنظمة ليست نموذجية لا من الناحية الثورية و من الناحية الاجتماعية و لا من ناحية احترام حقوق الإنسان ولا حقوق ونشاط المعارضة السياسية، وعلى هذا الأساس على أجهزة إعلام مثل هذه الأنظمة الصمت و التريث و الانتظار لان الشعوب الثائرة من حقها فقط تعيين مصيرها بنفسها و لا يحق لأمريكا و لا لأوروبا و لا لاي دولة مهما كانت منزلتها و موقفها ان تعين نفسها وصية على الثورة في تونس او في مصر و من غير المقبول باي تدخل من جانب هذه الدول و الأنظمة التي طالما أثبتت فشلها بإعطاء نماذج عن الأنظمة الفاضلة و المجتمعات المتحررة و ان هذه الدول تبحث فقط و فقط عن مصالحها الفئوية و السياسية و الإعلامية و نراها نحن مؤيدو المجتمعات المدنية انها أنظمة قمعية لشعوبها و ناهبة لخيرات الشعوب الأخرى كما فعلت وتفعل هذه الأنظمة الآن في دولة كان من المفترض و البديهي ان تكون على الأقل دولة مستقلة و لا وصاية عليها و ذات سيادة مثل العراق

    ردحذف
  5. تكملة مواطن ناصح


    ان جميع الأنظمة التي تستغل الثورات و الانتفاضات التي نشهدها الان عليها ان تدرك من ان مثل انتفاضتي تونس ومصر سوف تندلع قريبا جدا في جميع الدول التي تحكمها أنظمة مستبدة او ليست فيها معارضة واقعية او انها تنتهك حقوق الإنسان و تقمع الاقليات الدينية و القومية و ليس هناك استثناء بين هذه الأنظمة حتى و ان سارعت تلك الأنظمة بتعديل او تغيير سياستها لإظهارها انها صارت تنفذ إرادة المواطنين او تلبي جزءا من إرادة الجماهير لان الشعوب و المجتمعات تكدست فيها الان حالات الغضب والحقد و الانتفاضة ضد الأنظمة المستبدة التي احتكرت السلطة حتى ولو لاكثر من 10 أعوام و لابد من إسقاط هذه الأنظمة غير القانونية بكافة الطرق و السبل المتاحة لدى الجماهير



    ان من واجبنا كإعلاميين وسياسيين ان نقف دوما الى جانب الانتفاضات الشعبية والثورات الجماهيرية خاصة تلك التي اندلعت في تونس و من ثم مصر و ان نؤيدها قدر المستطاع و لكن ليس من حقنا و لا من حق اي دولة او نظام او شخص غير تونسي و غير مصري التدخل في شئون هاتين الثورتين او اقتراح او تعيين نوع الحكم و النظام الجديد فيهما لان مثل هذه الأمور هي من حق التونسيين و المصريين فقط و هذان الشعبان هما اللذان يقرران نوع النظام و شكل الحكومة و المؤسسات المدنية و كيفية اختيار المسئولين و كتابة الدستور والتعايش الاجتماعي بشكل حضاري و نشاط الأحزاب السياسية و الاقليات الدينية و القومية و تعيين السياسة الخارجية و كيفية التعامل مع الدول الأخرى، و كل من يعارض رأينا هذا و لا يتفق مع رأي معظم الإعلاميين الأحرار و السياسيين المستقلين بهذا الشان نقولها صراحة اما انه أحمق و مغرور و مستبد برأيه او انه لا يفقه ألفباء السياسة و المعنى الواقعي لانتفاضة و إرادة الشعوب الحرة و نقترح عليه ابسط الحلول و هو ان ينطح رأسه سريعا في الحائط ربما ليفيق من غباوته و غفلته و استبداده

    ردحذف