استقبال ساقع لبن علي ( اللاجيء السياسي ) !
يروي الصحافي العلمانى جمال خاشقجي. لم ينتظر أحد من قادة المملكة وأولياء العهد الرئيس الهارب بل موظفون صغار الشأن فقط.
'عندما دخل بن علي السيارة التي أخذته الى منزل الضيافة، نشأ انقلاب حاد لمكانته وأُعلن أنه لاجىء سياسي عندنا بلا ألقاب تكريم. وقد جعله موظفو القصر يوقع على سلسلة قواعد سلوك صارمة. اتكلوا علينا ألا يراه أحد قريبا،
- ولن تخرج زوجته ليلى للتجوال في مراكز الشراء كما تحب'.
ليس واضحا متى بالضبط وصلت ليلى الى السعودية
وهل وقعت على 'قواعد الضيافة' التي قررها القصر.
- تأمرها هذه القواعد من جملة ما تأمر بلبس النقاب
- وتمنعها من انتعال الحذاء العالي،
- وتمنعها من الخروج من القصر بغير مصاحبة وكيل محلي.
فاذا اشتهت الخروج من السعودية فسيكون عليها ان تعرض في المطار رسالة وقعها زوجها تُحل لها مغادرة الدولة.
ولا يجوز للزوجين بن علي ايضا مهاتفة تونس
ولا يجوز شرب الخمر
ولا 'يجوز اظهار سلوك تحدّ ٍ يخرج على سلوك الحشمة في المملكة التي تطبق أحكام الاسلام'.
لا شك في ان ليلى بن علي في مشكلة شديدة.
كيف قررت السيدة الاولى الهرب !
قالت صحيفة ان ليلى بن علي أدركت انه يجب عليها الانصراف. وكان ذلك قبل لحظة من اعلان موت محمد بوعزيزي.
واضافت الصحيفة قائلة:
في اليوم التالي للزيارة قامت سيدة مهندمة مرتبة المظهر في مكتب مدير المصرف الوطني التونسي. 'أريد شراء سبائك ذهبية بمبلغ كبير'، أعلنت بحسب صحيفة 'لو موند' الباريسية التي أبلغت عن الحادثة. وعندما ذكرت ليلى بن علي المبلغ الضخم 45 مليون يورو الذي أرادت استبدال سبائك ذهبية به، قرر مدير المصرف ألا يورط نفسه وهاتف ديوان الرئيس. في اللحظة الاولى
وكان الرئيس زين العابدين بن علي متفاجئا من تدبير زوجته الانفرادي، أمر مدير المصرف قائلا 'لا تبع'. نقرت زوجته بأصابع عصبية على طاولة المدير. وبعد ساعة جاء أمر جديد من القصر: 'أعطِ السيدة الاولى كل ما تطلب'. وفي غضون دقائق قليلة جُمعت سبائك ذهب من اربعة فروع المصرف ووضعت في أكياس قماش. تركت زوجة الرئيس المكان سريعا مع حراسها، وركبت طائرة وحطّت في امارة دبي في الخليج العربي، أقلعت على أثرها الى باريس ابنتها البكر نسرين ابنة الرابعة والعشرين التي كانت مع حمل متقدم؛ وزوجها وهو رجل الاعمال الكبير ساهر المطيري في الثلاثين؛ والابنة الثانية حليمة ابنة الواحدة والعشرين. نقلت قافلة سيارات أرسلتها سفارة تونس في عاصمة فرنسا الى المطار الهاربين والحراس والخادمين الى فندق 'ديزني لاند' الفخم، الى جناحين واسعين حُجزا سلفا (300 جنيه استرليني لليلة) والى طبقة حجرات كاملة استؤجرت من اجل الحاشية. 'لم يكن من الممكن عدم ملاحظة الضيوف الجدد في الفندق'، قالت احدى خادمات الغرف. 'خرجت بنتا الرئيس من الأجنحة تلبسان ملابس ثمينة مع حليّ ذهبية وألماسية. وانتظرت سيارات فخمة عند باب الفندق. استدعوا خدمات حجرات بأسعار فاضحة'.
خلت نسرين وحليمة الى السفير التونسي. 'يجب استكمال جميع الترتيبات قبل ان يأتي سائر أبناء العائلة'، قالتا. هاتف السفير قصر الاليزيه ووزارة الخارجية وأبلغ انه 'يلوح امكان ان يهبط الرئيس بن علي ومرافقوه في نهاية الاسبوع'. أعلنت ليلى بن علي من دبي قولها: 'سأنضم اليكم فورا بعد أن أُرتب مكان سكن. أتوقع أن ينظموا من اجلنا بيتا فخما في حي هادىء لكن مركزي في باريس'.
في يوم الجمعة الماضي، قبل منتصف الليل بقليل، هرب الرئيس من تونس ايضا. ركب طائرة حظيت بمصاحبة لصيقة من طائرتين حربيتين ليبيتين وبعد ساعتين هبطت في مدينة ليون في فرنسا وطُلب اليه ألا يخرج من الطائرة. فقد مال الرئيس ساركوزي في بداية الامر الى منح عائلة الرئيس الهاربة لجوءا سياسيا، بيد أن مستشاريه حذروا من انه 'لن تكون لنا لحظة هدوء' وأشاروا نحو مئات المواطنين التونسيين الذين كانوا قد أخذوا يتظاهرون في شوارع باريس. وقد حذروا صائحين: 'اذا جاء بن علي فسنطارده. واذا انضمت ليلى الزانية فلن نستريح حتى نقضي عليها'. آنئذ صدر اعلان من وزارة الخارجية أن فرنسا لن تمنح عائلة الرئيس لجوءا سياسيا، 'ونتوقع ألا يبقى أي واحد من أبناء العائلة على ارض فرنسا ايضا'.
بقيت البنتان في خلال ذلك في فرنسا لكن والدهما أقلع فورا من مطار ليون وحلقت طائرته في الجو مدة ست ساعات الى أن حصلت على إذن هبوط في جدة في السعودية. 'جاءنا رئيسا وأُدخل على عجل قاعة الرجال المهمين في المطار'
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق