"عبدالدولار" أين ذهبت الملايين التي تسلمتها لتطوير التلفزيون الفلسطيني؟
جابر الحرمي
رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية
2011-01-27
من يبيع منزل عائلته في يافا.. فانه مستعد لبيع فلسطين كلها
المتاجرة بقضية فلسطين من أجل الثراء وتحقيق مكاسب ومنافع شخصية
كيف بنى "عبد الدولار" أبراجا وناطحات سحاب في دول بالمنطقة؟
"اذا لم تستح فاصنع ما شئت".. هذا ما ينطبق بالضبط على عدد من رموز ما تسمى بـ "السلطة الوطنية الفلسطينية"، الفاقدة للشرعية، الفاقدة للوطنية، والمتآمرة على قضية الوطن والشعب الفلسطيني والعربي، دون حياء أو خجل، والمرتمية في حضن العدو بكل وقاحة.
لم تكن الوثائق التي نشرتها "الجزيرة" طوال الايام الماضية بالأمر الجديد لمن يعرف خبايا وتحركات هذه الرموز "المشبوهة" طوال السنوات الماضية، منذ اوسلو وربما قبل ذلك ومرورا بكل المحطات التي دخلتها القضية الفلسطينية بقيادة هذا الفريق، الذي "باع" القضية، وتنازل عن الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني والعربي والاسلامي في فلسطين، هذه الارض التي هي ليست ملكا لهؤلاء الافراد حتى يتاجروا بها، ويتقاضوا عليها اموالا ومراكز ومناصب، على حساب هذه الامة.
وثائق "الجزيرة" عرّت هؤلاء الاقزام، ووجهت لطمة لهم، افقدتهم الوعي، وهو ما ظهر جليا في التصريحات المتضاربة التي صدرت من قبل هذه الزمرة المتسلطة على القرار الفلسطيني، وبدلا من ان تقوم بتفنيد هذه الجريمة التي كشفت عنها "الجزيرة" هذا العملاق الاعلامي، قامت هذه الزمرة بمحاولة إثارة غبار هنا وهناك، ظنا منها ان المواطن العربي يمكن ان يخدع بالمصطلحات التي يحاول فريق اوسلو من خلالها تبرير جرائمه بحق الامة.
أحد هؤلاء الاقزام الذي تصدر فريق اوسلو لقذف قطر وقيادتها هو المدعو ياسر عبدربه، هو اسم على غير مسمى تماما.. هو ليس عبدا لربه بل هو عبدا للدولار والشيكل.. تاريخه مزيج من العبثية والفشل والانتهازية وسرقة المال العام الذي كان يأتيه من اجل تعزيز ما تعرف بمؤسسات السلطة، فكانت تذهب هذه الملايين من الدولارات الى رصيده الشخصي، وهو ما مكنه من بناء أبراج وناطحات سحاب في دول بالمنطقة.
لم يستطع هذا "القزم" ورفاقه تفنيد ما جاءت به "الجزيرة" وما عرضته من وثائق دامغة بتآمر السلطة، وارتمائها باحضان العدو، وتسليمه ارض فلسطين طواعية، سوى تحويل القضية الى قطر وقيادتها، والحديث عن شفافية قطر، ولم يعرف هذا الغبي ان قطر لم تتفاوض في السر عند اتفاقها مع امريكا لاستضافة القاعدة العسكرية، بل وقعت الاتفاقية على الملأ، وحضرت مختلف وسائل الاعلام ذلك، فهذه الاتفاقية محددة المدة والمهام، ولكن ماذا عن اتفاقياتكم انتم مع العدو الاسرائيلي؟!.. ماذا يعرف عنها الشعب الفلسطيني، ولماذا انزعجتم كل هذا الانزعاج، واصابكم كل هذا الارتباك، اذا لم تكونوا قد اجرمتم بحق هذا الشعب الفلسطيني العظيم، الذي ذاق مرارة القهر والاجرام مرتين؛ مرة على يد اليهود، والثانية على ايديكم يا من تسميتم بـ "المناضلين"، وسرقتم قوت الشعب، وبنيتم ابراجا، وفتحتم حسابات بعملات العالم المختلفة، في دول الشرق والغرب؟!
يتحدث "عبد الدولار" عن الشفافية، ويا ليته يخبرنا، بل يخبر الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره، اين ذهبت الملايين من الدولارات التي تسلمها من احدى الدول العربية لتطوير هيئة التلفزيون الفلسطيني، ويا ليته يخبر الشعب الفلسطيني بحساباته المصرفية وكيف استطاع تجميع تلك الملايين من الدولارات الموجودة في بنوك خليجية وعربية وعالمية، وهو اليساري الذي لم يعرف عنه يوما انه ورث اموالا او عقارات، اللهم إلا البيت الذي ولد فيه، في مدينة يافا الفلسطينية، وهو بيت عائلته، الذي باعه لليهود، وتم تحويله الى مدرسة دينية يهودية، وادعى انهم استولوا عليه، الا انه رفض حتى رفع دعوى ولو شكلية عليهم، وقال في حوار مع قناة "العربية" التي استضافته للتعليق على ذلك: "ليس من الوارد على الاطلاق رفع قضية لاسترجاع البيت"، ونقول له: لماذا ايها "المناضل" من الفنادق لا ترفع دعوى على اليهود لاسترجاع منزل العائلة، مادمت تقول انهم قد استولوا عليه؟، الحقيقة انك تسلمت الشيك، وقبضت المبلغ، وأودعته في رصيدك، ولا تجرؤ على قول كلمة وليس رفع دعوى بحق اليهود.
اذا كان "عبد الدولار" يبيع بيته وبيت عائلته، اليس مستعدا لبيع فلسطين، وهل يمكن لمن باع بيته ان يدافع عن ارض فلسطين او حقوق ابنائها وشعبها؟!.
"عبد الدولار" هو نفسه الذي وقع اتفاق "وثيقة جنيف" مع صديقه الحميم يوسي بيلين، والتي من ابرز ما جاء بها، تجاهل حق العودة للشعب الفلسطيني، فكيف نلومه اليوم على ما جاء بالوثائق التي كشفت عنها عملاق الاعلام الحر والنزيه "الجزيرة"؟!.
"عبد الدولار" نفسه سبق ان اعلن "ان الجانب الفلسطيني لا يوجد لديه مانع من الاعتراف بيهودية دولة اسرائيل"، فمن يعرف تاريخ هذا الشخص، ومواقفه غير الوطنية، لا يستغرب من كل الوثائق التي تعرض "صفقاته" المشبوهة مع العدو الاسرائيلي.
ما عرضته " الجزيرة " طوال الايام الاربعة من وثائق تعري فريق اوسلو، وتظهر تآمره على فلسطين ارضا وشعبا، سواء فيما يتعلق بالقدس او اللاجئين او التنسيق الامني او العدوان على غزة، لهو امر صادم بالفعل للمواطن العربي، الذي ربما كان الاغلبية منهم على قناعة بان فريق التفاوض، ليس مخلصا للقضية، وباع فلسطين لليهود، لكنه لم يكن يملك الدليل على ذلك، لكن بهذا العمل الذي قامت به " الجزيرة " فانها قد كشفت المستور، وقدمت الدليل على تآمر " حفنة " من " اللاوطنيين " مع العدو من اجل مصالح شخصية، والمتاجرة بالقضية الفلسطينية من اجل الثراء والحصول على مناصب ومكاسب ومنافع شخصية، فهؤلاء ليسوا بأمينين على القضية، حتى وان كانت مسمياتهم " امين " كما هو الحال مع " عبد الدولار " الذي يتولى منصب امين سر منظمة التحرير الفلسطينية.
لن يغفر التاريخ، ولن تغفر الشعوب، طال الزمان او قصر، للمتاجرين بقضية فلسطين، فهؤلاء مصيرهم جميعا " مزبلة " التاريخ، ولن يذكروا الا مع الخونة، الذين ساروا في ركب المحتل، فكانوا جزءا منه.
اما القدس وفلسطين، فلها الله، ولها الشرفاء في هذه الامة، ولن يستمر اليهود في العلو في الارض، حتى وان كانوا اليوم يصولون ويجولون في ارض وسماء فلسطين، فان مصيرهم الى زوال، فقد سبقهم الصليبيون، الذين احتلوا القدس قرابة 100 عام، لكن تم اخراجهم، وتطهير القدس وارض فلسطين من دنسهم، وعادوا خائبين، لكن ما ميّز الامة في تلك الفترة أنه على الرغم من وجود خونة لم يكن هناك من يجرؤ على بيع ارض فلسطين، على الرغم من حالة التردي والتراجع والضعف الذي كانت تعيشه الامة، فقد ظلت تقاوم الى ان جاء صلاح الدين ليحررها، ورفض السلطان عبدالحميد من ان يبيع ولو شبرا واحدا لليهود، في وقت كان احوج ما يكون للمال لانقاذ الدولة من الانهيار، الا انه اصر ان ارض فلسطين هي وقف للامة كلها، ولا يجوز التفريط بها، او بيع جزء منها.
الا اننا نشاهد اليوم من يتسابق لبيع فلسطين كلها، وليس جزءا منها، وعندما تكتشف المؤامرة لا يحاول نفيها عبر الادلة والبراهين، انما يسعى الى اثارة الغبار، والصياح، والشتم، والتهريج..، الا يكفي التهريج فيما يعرف بالمفاوضات، الا يكفي الضحك على الشعب الفلسطيني والعربي طوال السنوات الماضية من عمر ما تسمى بعملية السلام، التي هي في حقيقة الامر مجرد سراب.
لا نستغرب من " نعوق " " عبد الدولار "، وحالة الهستيريا التي اصابته وفريقه المناضل في قصور رام الله، عندما افتضح امرهم، وكشفت سوءاتهم، وتمت تعريتهم امام الرأي العام الفلسطيني والعربي، من خلال الوثائق التي بثتها " الجزيرة "، التي اظهرت كيف لهذه الفئة باعت الاوطان، وتآمرت مع العدو على تصفية القضية الفلسطينية، وضحكت على الدول والشعوب العربية بالقول انها في الصفوف الاولى للدفاع عن فلسطين، واذا بها اول البائعين لفلسطين ارضا وشعبا ومقدسات...
يكفي خداعا وكذبا يا فريق اوسلو على الشعب الفلسطيني في الداخل وفي الشتات.. آن الأوان للشعب الفلسطيني ان يختار قيادته الشريفة المدافعة عن حقوقه المشروعة، المخلصة لقضاياه الوطنية.. آن للشعب الفلسطيني ان يلفظ الخونة من بين ظهرانيه، ويعيد توحيد وترتيب صفوفه..، فهل حان الوقت لذلك، ام ان هناك فصولا جديدة من الخيانة سوف نشهدها خلال الايام المقبلة؟.
المتاجرة بقضية فلسطين من أجل الثراء وتحقيق مكاسب ومنافع شخصية
كيف بنى "عبد الدولار" أبراجا وناطحات سحاب في دول بالمنطقة؟
"اذا لم تستح فاصنع ما شئت".. هذا ما ينطبق بالضبط على عدد من رموز ما تسمى بـ "السلطة الوطنية الفلسطينية"، الفاقدة للشرعية، الفاقدة للوطنية، والمتآمرة على قضية الوطن والشعب الفلسطيني والعربي، دون حياء أو خجل، والمرتمية في حضن العدو بكل وقاحة.
لم تكن الوثائق التي نشرتها "الجزيرة" طوال الايام الماضية بالأمر الجديد لمن يعرف خبايا وتحركات هذه الرموز "المشبوهة" طوال السنوات الماضية، منذ اوسلو وربما قبل ذلك ومرورا بكل المحطات التي دخلتها القضية الفلسطينية بقيادة هذا الفريق، الذي "باع" القضية، وتنازل عن الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني والعربي والاسلامي في فلسطين، هذه الارض التي هي ليست ملكا لهؤلاء الافراد حتى يتاجروا بها، ويتقاضوا عليها اموالا ومراكز ومناصب، على حساب هذه الامة.
وثائق "الجزيرة" عرّت هؤلاء الاقزام، ووجهت لطمة لهم، افقدتهم الوعي، وهو ما ظهر جليا في التصريحات المتضاربة التي صدرت من قبل هذه الزمرة المتسلطة على القرار الفلسطيني، وبدلا من ان تقوم بتفنيد هذه الجريمة التي كشفت عنها "الجزيرة" هذا العملاق الاعلامي، قامت هذه الزمرة بمحاولة إثارة غبار هنا وهناك، ظنا منها ان المواطن العربي يمكن ان يخدع بالمصطلحات التي يحاول فريق اوسلو من خلالها تبرير جرائمه بحق الامة.
أحد هؤلاء الاقزام الذي تصدر فريق اوسلو لقذف قطر وقيادتها هو المدعو ياسر عبدربه، هو اسم على غير مسمى تماما.. هو ليس عبدا لربه بل هو عبدا للدولار والشيكل.. تاريخه مزيج من العبثية والفشل والانتهازية وسرقة المال العام الذي كان يأتيه من اجل تعزيز ما تعرف بمؤسسات السلطة، فكانت تذهب هذه الملايين من الدولارات الى رصيده الشخصي، وهو ما مكنه من بناء أبراج وناطحات سحاب في دول بالمنطقة.
لم يستطع هذا "القزم" ورفاقه تفنيد ما جاءت به "الجزيرة" وما عرضته من وثائق دامغة بتآمر السلطة، وارتمائها باحضان العدو، وتسليمه ارض فلسطين طواعية، سوى تحويل القضية الى قطر وقيادتها، والحديث عن شفافية قطر، ولم يعرف هذا الغبي ان قطر لم تتفاوض في السر عند اتفاقها مع امريكا لاستضافة القاعدة العسكرية، بل وقعت الاتفاقية على الملأ، وحضرت مختلف وسائل الاعلام ذلك، فهذه الاتفاقية محددة المدة والمهام، ولكن ماذا عن اتفاقياتكم انتم مع العدو الاسرائيلي؟!.. ماذا يعرف عنها الشعب الفلسطيني، ولماذا انزعجتم كل هذا الانزعاج، واصابكم كل هذا الارتباك، اذا لم تكونوا قد اجرمتم بحق هذا الشعب الفلسطيني العظيم، الذي ذاق مرارة القهر والاجرام مرتين؛ مرة على يد اليهود، والثانية على ايديكم يا من تسميتم بـ "المناضلين"، وسرقتم قوت الشعب، وبنيتم ابراجا، وفتحتم حسابات بعملات العالم المختلفة، في دول الشرق والغرب؟!
يتحدث "عبد الدولار" عن الشفافية، ويا ليته يخبرنا، بل يخبر الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره، اين ذهبت الملايين من الدولارات التي تسلمها من احدى الدول العربية لتطوير هيئة التلفزيون الفلسطيني، ويا ليته يخبر الشعب الفلسطيني بحساباته المصرفية وكيف استطاع تجميع تلك الملايين من الدولارات الموجودة في بنوك خليجية وعربية وعالمية، وهو اليساري الذي لم يعرف عنه يوما انه ورث اموالا او عقارات، اللهم إلا البيت الذي ولد فيه، في مدينة يافا الفلسطينية، وهو بيت عائلته، الذي باعه لليهود، وتم تحويله الى مدرسة دينية يهودية، وادعى انهم استولوا عليه، الا انه رفض حتى رفع دعوى ولو شكلية عليهم، وقال في حوار مع قناة "العربية" التي استضافته للتعليق على ذلك: "ليس من الوارد على الاطلاق رفع قضية لاسترجاع البيت"، ونقول له: لماذا ايها "المناضل" من الفنادق لا ترفع دعوى على اليهود لاسترجاع منزل العائلة، مادمت تقول انهم قد استولوا عليه؟، الحقيقة انك تسلمت الشيك، وقبضت المبلغ، وأودعته في رصيدك، ولا تجرؤ على قول كلمة وليس رفع دعوى بحق اليهود.
اذا كان "عبد الدولار" يبيع بيته وبيت عائلته، اليس مستعدا لبيع فلسطين، وهل يمكن لمن باع بيته ان يدافع عن ارض فلسطين او حقوق ابنائها وشعبها؟!.
"عبد الدولار" هو نفسه الذي وقع اتفاق "وثيقة جنيف" مع صديقه الحميم يوسي بيلين، والتي من ابرز ما جاء بها، تجاهل حق العودة للشعب الفلسطيني، فكيف نلومه اليوم على ما جاء بالوثائق التي كشفت عنها عملاق الاعلام الحر والنزيه "الجزيرة"؟!.
"عبد الدولار" نفسه سبق ان اعلن "ان الجانب الفلسطيني لا يوجد لديه مانع من الاعتراف بيهودية دولة اسرائيل"، فمن يعرف تاريخ هذا الشخص، ومواقفه غير الوطنية، لا يستغرب من كل الوثائق التي تعرض "صفقاته" المشبوهة مع العدو الاسرائيلي.
ما عرضته " الجزيرة " طوال الايام الاربعة من وثائق تعري فريق اوسلو، وتظهر تآمره على فلسطين ارضا وشعبا، سواء فيما يتعلق بالقدس او اللاجئين او التنسيق الامني او العدوان على غزة، لهو امر صادم بالفعل للمواطن العربي، الذي ربما كان الاغلبية منهم على قناعة بان فريق التفاوض، ليس مخلصا للقضية، وباع فلسطين لليهود، لكنه لم يكن يملك الدليل على ذلك، لكن بهذا العمل الذي قامت به " الجزيرة " فانها قد كشفت المستور، وقدمت الدليل على تآمر " حفنة " من " اللاوطنيين " مع العدو من اجل مصالح شخصية، والمتاجرة بالقضية الفلسطينية من اجل الثراء والحصول على مناصب ومكاسب ومنافع شخصية، فهؤلاء ليسوا بأمينين على القضية، حتى وان كانت مسمياتهم " امين " كما هو الحال مع " عبد الدولار " الذي يتولى منصب امين سر منظمة التحرير الفلسطينية.
لن يغفر التاريخ، ولن تغفر الشعوب، طال الزمان او قصر، للمتاجرين بقضية فلسطين، فهؤلاء مصيرهم جميعا " مزبلة " التاريخ، ولن يذكروا الا مع الخونة، الذين ساروا في ركب المحتل، فكانوا جزءا منه.
اما القدس وفلسطين، فلها الله، ولها الشرفاء في هذه الامة، ولن يستمر اليهود في العلو في الارض، حتى وان كانوا اليوم يصولون ويجولون في ارض وسماء فلسطين، فان مصيرهم الى زوال، فقد سبقهم الصليبيون، الذين احتلوا القدس قرابة 100 عام، لكن تم اخراجهم، وتطهير القدس وارض فلسطين من دنسهم، وعادوا خائبين، لكن ما ميّز الامة في تلك الفترة أنه على الرغم من وجود خونة لم يكن هناك من يجرؤ على بيع ارض فلسطين، على الرغم من حالة التردي والتراجع والضعف الذي كانت تعيشه الامة، فقد ظلت تقاوم الى ان جاء صلاح الدين ليحررها، ورفض السلطان عبدالحميد من ان يبيع ولو شبرا واحدا لليهود، في وقت كان احوج ما يكون للمال لانقاذ الدولة من الانهيار، الا انه اصر ان ارض فلسطين هي وقف للامة كلها، ولا يجوز التفريط بها، او بيع جزء منها.
الا اننا نشاهد اليوم من يتسابق لبيع فلسطين كلها، وليس جزءا منها، وعندما تكتشف المؤامرة لا يحاول نفيها عبر الادلة والبراهين، انما يسعى الى اثارة الغبار، والصياح، والشتم، والتهريج..، الا يكفي التهريج فيما يعرف بالمفاوضات، الا يكفي الضحك على الشعب الفلسطيني والعربي طوال السنوات الماضية من عمر ما تسمى بعملية السلام، التي هي في حقيقة الامر مجرد سراب.
لا نستغرب من " نعوق " " عبد الدولار "، وحالة الهستيريا التي اصابته وفريقه المناضل في قصور رام الله، عندما افتضح امرهم، وكشفت سوءاتهم، وتمت تعريتهم امام الرأي العام الفلسطيني والعربي، من خلال الوثائق التي بثتها " الجزيرة "، التي اظهرت كيف لهذه الفئة باعت الاوطان، وتآمرت مع العدو على تصفية القضية الفلسطينية، وضحكت على الدول والشعوب العربية بالقول انها في الصفوف الاولى للدفاع عن فلسطين، واذا بها اول البائعين لفلسطين ارضا وشعبا ومقدسات...
يكفي خداعا وكذبا يا فريق اوسلو على الشعب الفلسطيني في الداخل وفي الشتات.. آن الأوان للشعب الفلسطيني ان يختار قيادته الشريفة المدافعة عن حقوقه المشروعة، المخلصة لقضاياه الوطنية.. آن للشعب الفلسطيني ان يلفظ الخونة من بين ظهرانيه، ويعيد توحيد وترتيب صفوفه..، فهل حان الوقت لذلك، ام ان هناك فصولا جديدة من الخيانة سوف نشهدها خلال الايام المقبلة؟.
وثائق "الجزيرة" بعيون ضفاوية
ردحذف--------------------------------------------------------------------------------
حاتم المحتسب - الضفة الغربية
مجتمعنا الفلسطيني مجتمعٌ واعٍ لما يحيط به ، ويعلم أن "السلطة الفلسطينية" قطعت شوطاً لا بأس به في وحل "الخيانة" و"العمالة الممنهجة" ، حقيقةٌ يعرفها الكثيرون حتى الصغار منهم ، ولا ينكرها إلا كل مخدوع ساذج ، ولن أستخدم عبارة أكثر من ذلك . فجأة كشفت قناة الجزيرة الفضائية الأمر على حقيقته ، وجعلت بيوتنا شاهداً على ما كان يحدث في جلسات المفاوضات "العبثية" ! .
جاءت الوثائق المنشورة "فاضحة" لفريق المفاوضات ، و"صادمة" للعالم العربي والإسلامي ، ونزلت كـ"الصاعقة" على رموز "السلطة اللاوطنية" ، وهنا يجب علينا أن نسجل عجبنا ودهشتنا من حجم الغباء الذي تحلّى به "المفرطون" في جلسات المفاوضات ، كان "المفاوض" يأتي بخرائط ووأفكار لمناقشتها و"يتسول" من الإسرائيليين "تفهمه" ، وفي المقابل نجد أن "الإسرائيلي" ينسف الآخر ، ويهدم ما بناه المفاوض "الفلسطيني" -"ولو كان على باطل"- حينما تسمح الأحداث بذلك رغم التنازلات اللامعقولة التي يقدمها فريق منظمة "التحرير" أو منظمة "التفاوض" الفلسطينية!.
وثائق الجزيرة بعيون ضفاوية ، تحكي وبمرارة عن عمالة وخيانة وتواطئ مع العدو الصهيوني من أجل استمرار "احتكار" القرار الفلسطيني من قبل فئة لا تملك قرارها ، فالضفة اليوم شطبت من قاموسها "السلطة الوطنية الفلسطينية" بشكلها الحالي ، وأضحت تسمى في منطوق ومفهوم الضفاويين "السلطة اللاوطنية اللافلسطينية" ، أما عن الأجهزة الأمنية فهي وكما جاءت به وثائق التنسيق الأمني "أجهزة حماية العدو" ، أما "القيادة" التي صَرَعَ فريق "البهاليل" رأسنا بها ، فهي عبارة عن مجموعة "خون" و"جواسيس" منعدمي الضمير ، لا يربطهم بالقضية الفلسطينية سوى المصلحة ، والمصلحة الشخصية وفي أحسن الأحوال الفئوية الضيقة !.
الضفاويون عندما ينظرون لحال فريق "التفريط" اليوم وبعد انكشاف سوأتهم على الملأ ، يشعرون بالغثيان ، عندما يرون حجم القدرة على "التدليس" و "الكذب" التي يتمتع بها هذا الفريق ، وصدق الدكتور ابراهيم حمامي عندما قال : " إنهم -أي فريق السلطة- يكذبون كما يتنفسون " ، "فتح" فقدت توازنها بشكل دراماتكي ، نرى ذلك على وسائل الإذاعة المحلية والتي تستضيف كذابين صغار برتبة "ناطقيين إعلاميين" ، و نرى ذلك عندما تتوسل "فتح" إم الجماهير من "شعبنا" النزول للشوراع من أجل تجديد "الثقة" بالقيادة العميلة ، أو عندما يقوم منفلتو "فتح" بمهاجمة مراكز إعلامية بسبب نشرها الحقيقة التي يسعى فريق المقاطعة لسترها عن شعبنا .
في الضفة "وثائق الجزيرة" حديث الكل ، توجهت اليوم لمركز مدينة الخليل ، ركبت السيارة فإذ بالسائق يسب السلطة "المفرطة" ويقول : " أنا لاجئ ، أريد أن أرجع إلى بلدي الأصلية ، ولا أريد أن يتحكم بي أناس لا يتقون الله في شعبهم" ، وكل من في "التاكسي" أدلوا بدلوهم وأشفوا غليلهم بموشح السباب والأدعية على فريق المقاطعة ، وطبعاً حدث كل ذلك وأنا صامت جاعلاً نفسي حاكماً على ما أسمع ، ذهبت لصديق عزيز محسوب على "المستقلين" ، الذي ابتدأني بالكلام عن "فضيحة" السلطة المدوية ، ثم مشيت في الشارع ، فسمعت أحد الأشخاص يتكلم مع آخر بنبرة مزاح : " والله لأفضحك كما تفعل الجزيرة مع السلطة" ، فرد عليه الآخر : " لن تستطيع ، فأنا لست عميل ، وأنت لست الجزيرة" ، حتى أن وثائق الجزيرة غدت حديث الأطفال ، أحد أبناء عمومتي قال لي : " عمو ، أبو مازن كلب ، صح ؟" ، قلت له : " لا ، يا حبيبي ، ابو مازن وجماعته عملاء خون" ، فرد عليّ الطفل قائلاً : " نعم ، يعني الكلب أحسن من أبو مازن" ! .
لقد صدق جمال نزال وهو كذوب !
ردحذف--------------------------------------------------------------------------------
كمال جابر
كاتب
الصدق قيمة عليا تلازم ذوي الإحترام والفضل ، والكذب وهدة دنيا تستوطن النفوس الدنية ، إنهما نقيضان ، فالكاذب لا يكون صادقا فكيف بالكذوب إذا ! ، وإذا كان الصدق يكشف عن مخبوء النفس ويعكس مزاياها الحسنة ، انتقل من كونه قيمة سلوكية عليا إلى كونه قيمة معيارية نستكشف من خلالها شخصية المتكلم ، والأمر ينسحب على الكذب فيما يتعلق بتشخيص حال من يمارسه .
لكن كيف صدق جمال نزال على ضوء ما تقدم ؟ وكيف يكون صادقا وهو كذوب ؟ لقد كان (صادقا) وناجحا في تمثيل حال فتح وتجسيدها في شخصه امام كاميرا البث الفضائي الذي يشاهده الملايين ، وإذا كان يعتقد بأنه من أفضل من ينافح عن فتح ويدافع عن سياساتها وسلوكها ، فإنه يغيب عن إدراكه بأنه بحركاته وخفته وكذبه وتضليلة يعكس فتح ويعريها امام من بقي لم يعرفها حتى اللحظة ، ويمنح المتابع فرصة ثمينة ليرى فتح بالصوت والصورة وبالبث المباشر ، وانه إذا كانت فتح (طنجرة ) فإنه يليق بجمال أن يكون (غطاها) .
لقد بدا منتشيا امام الكاميرا ومستغلا لحظة تركيزها عليه للقيام بحركات تدل على تأكيده أنني هنا ، المسؤول في فتح ، الأمر الذي يؤكد بأن الحضور الإعلامي هو هدف شخصي أسمى يتقدم كثيرا على أية قضية اخرى على أفتراض وجود قضية معتبرة يحملها مثل هؤلاء ، وهذا السلوك للغطاء يعكس التشبث المحموم للطنجرة للبقاء في واجهة المشهد السياسي مع إدراكها بأن تيار الأحداث ما فتيء يتجاوزها مرة بعد اخرى ، حتى وقعت في المحظور وهو تسليم القياد للعدو المحتل في محاولة مجنونة للبقاء في الواجهة أمام الناظرين.
كان يتعين على (الغطا) في تلك الليلة أن يجيب عن التساؤلات المتعلقة بسر الإنحدار المريع للطنجرة في حمأة التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني وأسبابه وأهدافه ، لكنه راوغ وزاغ في إجاباته ، بل انكر وجود التنسيق أصلا ، غير أنه نسي أن تلصلصه لعين الكاميرا المتكرر ، والإيحاء للمصور لتركيز الصورة عليه يعطي إجابة واضحة تقول ، إذا كان التنسيق والإنخراط في المشروع الامني الصهيوني هو الضامن لبقاء الطنجرة وغطاها في بؤرة الحدث ، فلم لا يكون واحدا من مركبات المشروع الوطني الفلسطيني !
وفي الجهة المقابلة جلس النقيض لما تقدم الدكتور المجاهد (في المنافقين والخونة والعملاء) ، لا يعنيه الظهور او التزلف لعدسات التصوير بقدر ما يعنيه إيضاح الحقيقة كما هي ، وما يدل عليها من وثائق وأدلة وقرائن ، أولى وثانية وعاشرة ، بيد أن هذه الحقائق لا تساوي شيئا في ميزان كل من شن وطبق ، لأن الحقائق تناقض الأمجاد والمصالح الشخصية ، لذا كان لا بد من محاولة للتشويش على سيل الحقائق ، وإبطال مفاعيلها بذات الطريقة ولكن بصورة إستعراضية فاقعة ، فكانت كراتين أبو العريف الصفراء تملأ الشاشة ، محاولة اقتحام وعي المشاهد والتأثير في قناعاته .
هذا النشاط الكرتوني للغطا ليس بدعة من السلوك الفتحاوي ، بل هو امتداد لسلوك الطنجرة الذي أبدعت فيه ، وأجادت استخدامه كسلاح ، فعندما علا صوت القسام في فلسطين بداية التسعينيات المنصرمة ، عمدت فتح لإصدار مطبوعة تشبه كراتين جمال نزال ، تستعرض فيها جموع طخيخة فتح ، في محاولة لصرف الأنظار عن القسام ورجاله ، أما لعبة الأرقام فحدث ولا حرج ، فقد اكتشفها جمال ووجدها في النت ، كما اكتشف ذلك العالم سرا علميا فصاح من معمله وجدتها وجدتها ، لا بل إن سفيان أبو زايدة قد نبهه إليها ، ولا ادري لمن سيسجل قصب السبق في هذا الإكتشاف المذهل ؟
وهل كان ذكر جمال لإسم سفيان على الهواء شرطا لعدم اعتراض الثاني على حديث الاول عن هذا الإكتشاف ، من يدري ؟ فإنه يترتب على كل اكتشاف حقوق ومكاسب ، تلك التي لا يزهد فيها طلاب الشهرة والتميز ، لكن ما يهمنا هنا ان نقول ، من الذي اوصل أصحاب تلك النضالات الممهورة بالأرقام (بغض النظر عن صحتها أو عدمها) لموقع التبعية المطلقة للإحتلال ، وهل كل التضحيات والجهود المقدمة ، كان يهدف باذلوها للوصول لحالة التنسيق الأمني الذليل الذي تمارسه سلطة فتح مع المحتل الغاصب ؟ وهل النتائج والمآلات التي يدافع عنها جمال بحرارة تعكس حجم النضالات التي يتغنى بها ؟
ماهية الوثائق
ردحذف