الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010

إغلاق فتح لإذاعة القرآن الكريم



إغلاق فتح لإذاعة القرآن الكريم بنابلس إعلان حرب على الله

بقلم جمال عبد الله

أعلنت حركة فتح المحتلة للضفة الغربية الحرب على الله جل في علاه وبشكل واضح وصريح بعد إقدامها وفي وضح النهار على اقتحام مقر إذاعة القرآن الكريم في مدينة نابلس وإخراجها الموظفين وإغلاق البث القرآني الذي كان يصدح وقتها عبر أثير فلسطين وبعض الدول المجاورة .

وقف الموظفون وقد انتابتهم حالة من الذهول من طلب قائد قوات فتح والذي قال لهم معكم فقط خمس دقائق حتى تكونوا خارج المكان ولا أريد أن أسمع كلمة فنحن معنا قرار من النائب العام ، وبدأ يهز بعصاه في وجه الموظفين وقام بإنزال أمّان الكهرباء وقطع صوت القرآن ودخلت على الموجة القرآنية التي توقفت موجة تتحدث باللغة العبرية .

توجه الموظفون للباب من أجل الخروج وكان من بين من خرجوا الشيخ رضا ملحس الرجل القرآني ومدير الإذاعة والذي أمضى أكثر من ستة شهور في سجون فتح .. فقط لأنه رئيس لجنة تحفيظ القرآن الكريم .. خرج ومعه الموظفون يرددون قوله تعالى ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها ) قال له الضابط : من دون كلام أظلم والا أسخم سكر وروح على بيتكم .

وصل الموظفون مدخل العمارة وهذه العمارة على دوار المدينة وكان هناك عشرات الجنود الفتحاويين المدججين بالأسلحة الإسرائيلية بالإضافة إلى عشرات السيارات وجمع كثير من الناس وقف ينظر .. خرج أصحاب اللحى وعيونهم تملأها الدموع يجرّون أنفسهم جراً فقد أُخرجوا من بيتهم إذاعة القرآن الكريم .

إذاعة القرآن الكريم إذاعة أثيرها يبث منذ عشرة أعوام تستضيف كبار القراء بأندى الأصوات تنشر الفضيلة .. تحارب الفجور تنادي بمكارم الأخلاق .

إذاعة القرآن الكريم في نابلس قبلة أصحاب السيارات العمومية ومحط إعجاب واستحسان أصحاب المحلات ... ومع الصباح الباكر تكون نابلس ورام الله والخليل وكل مدن الضفة قد ضبطت الراديو على موجة إذاعة القرآن الكريم التي تبث الفضيلة .

إذاعة القران الكريم صاحبة شعار ( الصوت القريب للقلوب ) قد أغلقت وقد علق بثها وانقطع أثيرها وهي الإذاعة التي لا تتطرق للسياسة ... لها هدف واحد ووجه واحد بث القرآن طوال اليوم ... تستضيف الشيخ محمد راتب النابلسي والدكتور طارق السويدان والكثير من العلماء.

موظفو الإذاعة على الإطلاق تعرضوا للاختطاف على يد قوات فتح وساموهم سوء العذاب وطلبوا منهم إغلاق هذه الإذاعة فرفضوا وتحملوا الأذى والإيذاء والضرب والشبح ... واليوم بعد أن فشلوا في تيئيس أصحابها أغلقوها بالقوة ووسط النهار وأمام الناس ولم يخجلوا من أحد ولم يحسبوا حساباً لأحد .

تأتي هذه الخطوة ضمن سلسة الخطوات التي شرعت حركة فتح بها في حربها المعلنة على حماس وجند حماس ومؤسسات حماس وأخيراً على كل ما هو إسلامي وكل ما هو نقي نظيف يدعو إلى الفضيلة .

تأتي هذه الخطوة بعد أن اعتقلوا الرجال وعذبوهم في زنازينهم وساموهم العذاب ألواناً وأشكالاً ومنعوهم النوم وحرموهم من الغطاء ... فصادروا أموال الأسرى وأموال الشهداء وتحدثوا عن أعراضهم وأوقفوهم عن العمل وأغلقوا مؤسساتهم ... حرب على كل ما هو أخضر .

هي الحرب .... هي الحرب ... هي الحرب ... وهل نجد مصطلحاً أخف من هذا المصطلح لنصف به حال الضفة المحتلة من قبل فتح وأجهزتها الأمنية .

حرب على الدين الحنيف وإنها لطويلة ما طالت الأيام ... حرب تُشنّ ونحن وقودها ... نُضرَب ونُهان ولكن عزائمنا ما هانت ولا لانت .

فيا رب الأرباب يا رب السماء والأرض ... منع صوت القرآن في الضفة المحتلة من قبل هذه الثلة ... فيا منتقم انتقم ممن منع ذكرك ... يا جبار أرنا فيهم عجائب قدرتك ... يا غيّاث المستغيثين ارحم ضراً مس إخواننا في سجونهم يحرمون النوم يفترشون البلاط في هذا الجو العاصف ... مضربون عن الطعام في سجن أريحا مشبوحون لا ذنب لهم إلا أن رفعوا لواء الحق والفضيلة فيا منتقم انتقم لنا فإننا مغلبون فانتصر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق