حاتم المحتسب - الضفة الغربية
لا أدري كيف سرت في بدني القشعريرة وأنا أقرأ قصة تحول "محمد البوعزيزي" التونسيّ إلى قنبلة دمرت النظام "الأكثر ديكتاتورية في المغرب العربي" كما يرى مراقبون ، فجأة صحيت على وجوه "بوعزيزية" شربت وما زالت تشرب من نفس الكأس الذي أرغم التونسيّ على "الاشتعال" بكل ما تحمله الكلمة من معنى ضد "الفاسد والديكتاتور" ، "البوعزيزي" لم يكن وحيداً في وطننا العربي "المُسَخْمَط" ، ولكنه تحلى بالشجاعة الكافية ليقول بلسان الحال والمقال :"كفى ...نريد التغيير!" ، ما أحوج شعوبنا العربية لأن تتمسك بحقها في اختيار ممثليها بكل وسيلة وطريقة حتى لو كانت وسيلة غير ناعمة على غرار "انتفاضة التغيير التوانسية" !! ، التي أسقطت "بن علي" الذي جاء من علٍ وبـ"البراشوت" الانقلابي عام 1987م ، فلم يخدم شعبه ولم يعش يوماً معهم ، ضيّق الحريات ، وضاق ذرعاً بالصرخات -"كما يفعل حاكم الضفة بالضبط" - فماذا كانت النتيجة ؟! ، "ارحموا عزيز قوم ذل" ، أوَ ليس كذلك !.
رأيتُ "البوعزيزي" في الضفة المحتلة مراراً ، ولست أكذب في دعواي ، فإن كان "البوعزيزي" بائعاً للخضار ، قد كسّر الأمن عربة رزقه ، فإني رأيت في الضفة "بوعزيزياً" يفيق كل يوم من السادسة صباحاً ، يجهز عربة صغيرة ، يضع عليها خضاراً وفواكه خفيفة الوزن ، و"يدلل" في شوارع الخليل كل صباح على بضاعته ، رأيته وهو يمشي تحت شمس لاهبة في قيظ الصيف وحره ، وهو معروف بأنه "مسكين" ويعاني من "مشاكل عقلية" ، لكنه يحب أن يأكل بكدّ يده ، فجأة تعب من دفع العربة والصياح ، ركنها جانباً ، وإذ بأفراد من الشرطة الفلسطينية ، يقومون بقلب عربته في الشارع ، ليس هذا فقط ، بل أخذوا العربة معهم ، والمسكين يصيح بأعلى صوته : " رزقي ، مالي ، ارحموني ، حرام عليكم ..." ، لم تحرك دموع هذا "الدرويش" قلبهم ، رغم أني رأيت عيوناً بكت رحمة وإشفاقاً لهذا "البوعزيزي" الذي اكتفى بـ"الحَسْبَنة" عليهم بشكل عفوي محشو بالبراءة الإنسانية المحضة !!! .
ولئن كان "محمد بوعزيزي" تونس ، قد حُرم الوظيفة رغم درجته الجامعية ، فإني أرى وكل يوم ، ثلة من المتفوقين في دراستهم الجامعية ، وبعضهم كان الأول على دفعته ، مفصول من عمله ، أو محروم من وظيفة هو أحق الناس بها ، بدعوى الانتماء السياسي لحركة "حماس" ، أو مجرد الالتزام الديني ! ، فأيُّ ظلم يا ديكتاتور "الضفة" أكبر من ذلك ؟! ، أوَ ما يجنّد هذا الفعل الظالم جيشاً من القنابل "البوعزيزية"؟!.
ولئن مات "البوعزيزي" أو انتحر أو قتل قهراً - صِف نهايته بأي كلمة كانت- و هو على سريره في مستشفيات تونس وكان ولا شك ضحية "ظلم" ، فأشعل بموته أوار انتفاضة ما وقفت إلا برحيل "طاغية المغرب العربي" ، فإن الضفة التي سقط خيرة شبابها في أقبية سجون السلطة الفلسطينية شهداء أوْلى بالانتفاضة والثورة ضد أعداء الحرية والمقاومة ، فالتشابهات بين طاغية "تونس" وطاغية "الضفة" كثيرة ، ولعل آخر العلامات التي تشير لحجم التشابه أن آخر اتصال تلقاه "بن علي" كان من "بن رضا" ، فكلا الرجلين يكنان العداء لحركات الإسلام السياسي ، وأجهزة الاثنين الأمنية تضيق الخناق على مراكز الصحوة مثل المساجد والجامعات ، و هُما هُما لا يجدان حرجاً في الترويج لثقافة الانحلال الأخلاقي ، كما نرى في رام الله وأريحا في الضفة ، و"بن علي" يشاطر "بن رضا" في خاصية أن جماعتيهما أوغلتا في الفساد وأكل مال الشعوب بطراً ودون وجه حق ، وآخر تشابه أن محمود عباس تجمعه علاقة طيبة مع الإسرائيلين على الأقل "حزب كاديما الإرهابي " قاتل أطفال غزة ، وكذا الأمر "بن علي" الذي أبدت إسرائيل أسفها لرحيله !!.
الضفة الغربية ، ملئية بالقهر والظلم والفساد ، وهذه مكونات وصفة "تونس" لخلع الظالمين ، وصدقوني أن الضفة التي أعيش نبض شعبها ، أولى المناطق بالانتفاضة على الظلم الصهيوني -الفتحاوي الواقع عليها ، فنحن في الضفة محاصرون في أرزاقنا ، ملاحقون في مقاومتنا وجهادنا ، مستهدفون في مقدساتنا وأرضنا ، ونتعرض لاعتداءات المستوطنين التي يستقبلها "بن رضا" بالتشبث بالتنسيق الأمني الذي أفرز نوعية عمال عملاء لعدونا بالمحصلة النهائية ، فما معنى العمل كمرشدي طرق للجنود الصهاينة التائهين ؟ ، ونواطير لمغتصبات الضفة الغربية ؟ . في الضفة الكرامة والحرية وأن يعيش "المسؤول" مع شعبه بحق في آلامه وآماله ممنوعة ، بل "المسؤول" هنا هو الذي "ينسق" مع عدونا لذبحنا واعتقالنا ، ودهس كرامتنا بلا أدنى حرج في ذلك ، إذن فليخرس عضو المجلس الثوري الملقب "بالمهرج" عندما يتوسل من أهل غزة "الثورة" على نهج المقاومة والجهاد ، فإن كان خبز "الأكل" لا يصل "غزة" فإنها تُصدّر للعالم العربي خبز العزة والكرامة الذي لا يعرف طعمه أشكال "المهرج" لأنهم وببساطة تعودوا على الذل والركوع أمام العدو تحت أي يافطة كانت
لا أدري كيف سرت في بدني القشعريرة وأنا أقرأ قصة تحول "محمد البوعزيزي" التونسيّ إلى قنبلة دمرت النظام "الأكثر ديكتاتورية في المغرب العربي" كما يرى مراقبون ، فجأة صحيت على وجوه "بوعزيزية" شربت وما زالت تشرب من نفس الكأس الذي أرغم التونسيّ على "الاشتعال" بكل ما تحمله الكلمة من معنى ضد "الفاسد والديكتاتور" ، "البوعزيزي" لم يكن وحيداً في وطننا العربي "المُسَخْمَط" ، ولكنه تحلى بالشجاعة الكافية ليقول بلسان الحال والمقال :"كفى ...نريد التغيير!" ، ما أحوج شعوبنا العربية لأن تتمسك بحقها في اختيار ممثليها بكل وسيلة وطريقة حتى لو كانت وسيلة غير ناعمة على غرار "انتفاضة التغيير التوانسية" !! ، التي أسقطت "بن علي" الذي جاء من علٍ وبـ"البراشوت" الانقلابي عام 1987م ، فلم يخدم شعبه ولم يعش يوماً معهم ، ضيّق الحريات ، وضاق ذرعاً بالصرخات -"كما يفعل حاكم الضفة بالضبط" - فماذا كانت النتيجة ؟! ، "ارحموا عزيز قوم ذل" ، أوَ ليس كذلك !.
رأيتُ "البوعزيزي" في الضفة المحتلة مراراً ، ولست أكذب في دعواي ، فإن كان "البوعزيزي" بائعاً للخضار ، قد كسّر الأمن عربة رزقه ، فإني رأيت في الضفة "بوعزيزياً" يفيق كل يوم من السادسة صباحاً ، يجهز عربة صغيرة ، يضع عليها خضاراً وفواكه خفيفة الوزن ، و"يدلل" في شوارع الخليل كل صباح على بضاعته ، رأيته وهو يمشي تحت شمس لاهبة في قيظ الصيف وحره ، وهو معروف بأنه "مسكين" ويعاني من "مشاكل عقلية" ، لكنه يحب أن يأكل بكدّ يده ، فجأة تعب من دفع العربة والصياح ، ركنها جانباً ، وإذ بأفراد من الشرطة الفلسطينية ، يقومون بقلب عربته في الشارع ، ليس هذا فقط ، بل أخذوا العربة معهم ، والمسكين يصيح بأعلى صوته : " رزقي ، مالي ، ارحموني ، حرام عليكم ..." ، لم تحرك دموع هذا "الدرويش" قلبهم ، رغم أني رأيت عيوناً بكت رحمة وإشفاقاً لهذا "البوعزيزي" الذي اكتفى بـ"الحَسْبَنة" عليهم بشكل عفوي محشو بالبراءة الإنسانية المحضة !!! .
ولئن كان "محمد بوعزيزي" تونس ، قد حُرم الوظيفة رغم درجته الجامعية ، فإني أرى وكل يوم ، ثلة من المتفوقين في دراستهم الجامعية ، وبعضهم كان الأول على دفعته ، مفصول من عمله ، أو محروم من وظيفة هو أحق الناس بها ، بدعوى الانتماء السياسي لحركة "حماس" ، أو مجرد الالتزام الديني ! ، فأيُّ ظلم يا ديكتاتور "الضفة" أكبر من ذلك ؟! ، أوَ ما يجنّد هذا الفعل الظالم جيشاً من القنابل "البوعزيزية"؟!.
ولئن مات "البوعزيزي" أو انتحر أو قتل قهراً - صِف نهايته بأي كلمة كانت- و هو على سريره في مستشفيات تونس وكان ولا شك ضحية "ظلم" ، فأشعل بموته أوار انتفاضة ما وقفت إلا برحيل "طاغية المغرب العربي" ، فإن الضفة التي سقط خيرة شبابها في أقبية سجون السلطة الفلسطينية شهداء أوْلى بالانتفاضة والثورة ضد أعداء الحرية والمقاومة ، فالتشابهات بين طاغية "تونس" وطاغية "الضفة" كثيرة ، ولعل آخر العلامات التي تشير لحجم التشابه أن آخر اتصال تلقاه "بن علي" كان من "بن رضا" ، فكلا الرجلين يكنان العداء لحركات الإسلام السياسي ، وأجهزة الاثنين الأمنية تضيق الخناق على مراكز الصحوة مثل المساجد والجامعات ، و هُما هُما لا يجدان حرجاً في الترويج لثقافة الانحلال الأخلاقي ، كما نرى في رام الله وأريحا في الضفة ، و"بن علي" يشاطر "بن رضا" في خاصية أن جماعتيهما أوغلتا في الفساد وأكل مال الشعوب بطراً ودون وجه حق ، وآخر تشابه أن محمود عباس تجمعه علاقة طيبة مع الإسرائيلين على الأقل "حزب كاديما الإرهابي " قاتل أطفال غزة ، وكذا الأمر "بن علي" الذي أبدت إسرائيل أسفها لرحيله !!.
الضفة الغربية ، ملئية بالقهر والظلم والفساد ، وهذه مكونات وصفة "تونس" لخلع الظالمين ، وصدقوني أن الضفة التي أعيش نبض شعبها ، أولى المناطق بالانتفاضة على الظلم الصهيوني -الفتحاوي الواقع عليها ، فنحن في الضفة محاصرون في أرزاقنا ، ملاحقون في مقاومتنا وجهادنا ، مستهدفون في مقدساتنا وأرضنا ، ونتعرض لاعتداءات المستوطنين التي يستقبلها "بن رضا" بالتشبث بالتنسيق الأمني الذي أفرز نوعية عمال عملاء لعدونا بالمحصلة النهائية ، فما معنى العمل كمرشدي طرق للجنود الصهاينة التائهين ؟ ، ونواطير لمغتصبات الضفة الغربية ؟ . في الضفة الكرامة والحرية وأن يعيش "المسؤول" مع شعبه بحق في آلامه وآماله ممنوعة ، بل "المسؤول" هنا هو الذي "ينسق" مع عدونا لذبحنا واعتقالنا ، ودهس كرامتنا بلا أدنى حرج في ذلك ، إذن فليخرس عضو المجلس الثوري الملقب "بالمهرج" عندما يتوسل من أهل غزة "الثورة" على نهج المقاومة والجهاد ، فإن كان خبز "الأكل" لا يصل "غزة" فإنها تُصدّر للعالم العربي خبز العزة والكرامة الذي لا يعرف طعمه أشكال "المهرج" لأنهم وببساطة تعودوا على الذل والركوع أمام العدو تحت أي يافطة كانت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق