الخميس، 24 مارس 2011

هل يشعل الجمل نار الفتنة في مصر ؟ / شريف عبد العزيز‏



الدكتور يحيي الجمل

ربنا يفرجها علينا ..........


النكرة والمعرفة عمادا اللغة العربية وعليهما مدار الكلام من حيث المعني والعموم والخصوص والتعدي والاقتصار، والنكرة : كل اسم يدلّ على شيء غير معيّن، مثل : رجل، قلم، بلد، أما المعرفة : كل اسم يدلّ على شيء متعيّن، مثل : الرجل، القلم، بلد الخيرِ، وهكذا، والأصل في الأسماء التنكير, ثم تعرّف بأدوات التعريف كأل و الإضافة, ومثال ذلك اشتريت كتابا، (كتاب) اسم نكرة لأنه غير معروف أو متعين لدى المتكلم والسامع أي نوع من الكتب اشتُرِيَت، أما لو قلت: (اشتريت الكتاب), فإنه يفهم من الجملة أنالمتحدِّث أراد كتابا بعينه وليس أي كتاب ، كذلك (اشتريت كتاب نحو) فإن المتحدث هنا خصّص الكتاب بذكر نوعه وهو النحو, وأصبحت كلمة كتاب هنا معرفة بسبب إضافتها إلى اسم بعدها أفادها التخصيص وبالتالي التعيين.

معركة الألف واللام من فلسطين إلى مصر

ــ هذه المقدمة اللغوية لا يماري فيها أحد من العقلاء، فالنكرة عديمة الدلالة، إذ أنها تفيد العموم، أما المعرفة فهي التعيين والوضوح والخصوص الذي لا يقبل التطرق إلي الاحتمالات، والخلط بين النكرة والمعرفة، يميع القضية وينقلها من الخصوص إلى العموم، ومن التعين إلى التعميم، ومن الوضوح إلى التعتيم، وهو تماما ما جري مع القضية الفلسطينية في أعقاب حرب سنة 67 والتي انتهت بكارثة للعالم العربي والإسلامي، إذ احتل الصهاينة الضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء والجولان والقدس، ولما اجتمع مجلس الأمن في 2 نوفمبر لبحث القضية، انتهي المجلس لإصدار قرار صارم ولكنه بصيغة النكرة وهو : وجوب خروج إسرائيل من أراضي احتلتها، هكذا ولم يصدر بوجوب الخروج من الأراضي التي احتلتها، فما أفادت صرامة القرار في شيء، وصارت معركة العرب من يومها إلى يومنا في أروقة الأمم المتحدة وعلى المسارات الدبلوماسية ممثلة في إضافة الألف واللام علي لفظ أراضي، وسميت معركة الألف واللام، وهي لم تحل حتى الآن .

ـ واليوم وبعد 44 سنة يأتي الدكتور يحيي الجمل نائب رئيس الوزراء المصري في الحكومة المؤقتة ليشعل نار نفس الحرب التي عانى العرب والمسلمون لقرابة نصف قرن من الزمان، فقد أعلن الدكتور يحيى الجمل، أنه اتفق مع البابا شنودة بطريرك الأقباط الأرثوذكس خلال لقائه به يوم الاثنين على عدم المساس بالمادة الثانية من الدستور، التي تنص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيس للتشريع في مصر، لكنه أشار في تصريحات لقناة "نايل لايف" الحكومية إلى إمكانية إجراء تعديل على المادة المذكورة في الإعلان الدستوري المزمع إعلانه في غضون أيام، بإزالة حرف الألف واللام، بحيث تصبح المادة كالتالي "الإسلام مصدر رئيسي للتشريع"، وتضاف إليه المادة الخاصة بأن لكل أقلية الأحقية في الاحتفاظ بشريعتها، وأخرى لها علاقة بالأحوال الشخصية لأصحاب الديانات الأخرى، لتدخل مصر مرحلة الحرب الكلامية التي شهدها العرب من قبل، ولكنها لن تكون حربا كلامية هذه المرة، بل فتنة طائفية تأكل الأخضر واليابس .

الجمل والحصافة السياسية

ـ لا يماري أحد في المكانة العلمية للدكتور الجمل البالغ من العمر 81 سنة، فهو أحد أساطين القانون الدستوري في مصر والعالم العربي، واشترك بالفعل في كتابة وصياغة الدساتير في عدة دول عربية، وتبوء الكثير من المناصب العلمية، ومعلوم للجميع ميوله اليسارية القوية، فهو من أقطاب العلمانية في مصر، وله أنشطة عديدة مع نوادي الروتاري في مصر وهو ضيف مفضل عندها، وآخر لقاءاته كانت في نادي روتاري كايرو رويال منذ أيام، وقد شكل مؤخرا بالتعاون مع بعض الشخصيات المصرية مثل الدكتور أسامة الغزالي حرب حزب الجبهة الديمقراطية، وتولى هو قيادة الحزب، والدكتور لا يخفي عدائه للتيار الإسلامي في مصر والعالم العربي، ودائم الانتقاص من التجارب السياسية للتيار الإسلامي، مثل تجربة حماس في فلسطين، وتجربة السلفيين في الكويت، ودائما ما يقول أن الإسلاميين لا يؤمنون بالديمقراطية إلا لمرة واحدة، وهي المرة التي توصلهم لدفة الحكم، بعدها ينقلبون عليها حتى أنه وصف الدولة الدينية بأنها أسوأ من الدولة البوليسية، ويقصد بالدولة الدينية هنا بالدولة التي تطبق الشريعة، لا دولة الكهنوت في أوروبا كما هو الحال في القرون الوسطى .

ــ ولكن الأداء السياسي للدكتور الجمل خاصة في شقه الإعلامي والتفاوضي شابه كثير من القصور وقلة الحصافة السياسية، فالدكتور الذي يعذره الكثيرون بكبر سنه ونزقه الشديد، قد وقع في الكثير من الأخطاء والزلات السياسية والتفاوضية التي قد تكلفه منصبه سريعا كما يتوقع ذلك الكثير من المراقبين، فالدكتور الجمل يتبوأ منصبا حكوميا يحتم عليه أن يتعامل بحيادية مع جميع مكونات الشعب المصري خاصة الأغلبية الساحقة من هذا المكون، فالدكتور الجمل لا يستطيع أن يخفي علمانيته وخلفيته الثقافية التي أصبحت مثل الداء الذي يعل على صاحبه ويجعله يتأوه منه مرة بعد مرة .

ــ الدكتور الجمل معروف بتصريحات المثيرة للجدل، فقد صرح يوم خروج أحمد شفيق أخر رؤساء الوزارة في حكومة العهد البائد قائلا : أن أحمد شفيق هو أخلص رجال مصر، متحديا بذلك مشاعر جماهير الثورة وملايين المتظاهرين الذين أصروا على رحيل شفيق صنيعة مبارك، ومتجاهلا في نفس الوقت الدور المريب والخطير الذي لعبه شفيق في حماية جهاز أمن الدولة، وهو الجهاز الخطير الذي كان يدير ثورة مضادة لإجهاض ثورة 25 يناير، أيضا الدكتور الجمل صرح في مناسبات عديدة أن يريد تغيير المادة الثانية الدستور المصري والتي تنص على هوية ومرجعية الشريعة الإسلامية في تشريعاتها، وما إن تبوأ الدكتور الجمل منصبه الجديد كنائب رئيس الوزراء لشئون الحوار، حتى أخذت عجلة التصريحات المتسرعة في الدوران، والرجل يتكلم على السجية ولا يبالي بحسابات الساسة وضوابط التعامل مع وسائل الإعلام، وهو يتكلم أكثر مما يسمع، بل هو لا يصبر على السماع أصلا ، فراح يصنف الناس، فيرفع أقواما هم بالطبع بني خلفيته الثقافية من العلمانيين واليساريين والليبراليين، ويضع آخرين من خصومه السياسيين والفكريين من أصحاب التيارات الإسلامية، حتى وصل الأمر في إحدى تجلياته الإعلامية لأن ينال من مقام رب البرية بقوله : ( لو ربنا أخذ في الانتخابات 70% يحمد ربنا ) وهي كلمة لو تدبر ما فيها ومعناها، ما أقدم عليها مطلقا، وما تورط في الولوج إلى هذه الحضرة العلوية والمقام الأسمى، ثم أخذت تصريحاته تتطاير مثل المدافع الرشاشة من تكفير إلى تجهيل إلي تشنيع وهكذا حتى أصبح كابوسا وعبئا ثقيلا على الجميع بمن فيهم مسئولي الحكومة الحالية خاصة رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف الذي يمتاز بحسن الاستماع والصبر عليه وقلة الكلام والتركيز على العمل، وهو ما دفع العديد من خبراء العمل السياسي والدبلوماسي للقول أن الإطاحة بالدكتور الجمل باتت مسألة وقت لا غير .

مع من يتحاور الدكتور الجمل؟

ــ تصريح الدكتور الجمل الأخير والذي أراد به أن يلتف حول اختيار الشعب المصري وتصويته بنعم للتعديلات الدستورية والتي ضمنت عدم المساس بالمادة الثانية بالدستور، جاء بمثابة الصدمة العنيفة للأوساط السياسية في مصر، ولا أكون مجازفا إذا قلت أن هذا التصريح المتعجل ربما كان سببا للإطاحة بالدكتور العجوز من منصبه، لأنه بمثابة إعلان حرب أهلية في مصر ونذير فتنة طائفية لا يعلم مداها إلا الله عز وجل .

ـ فالمادة الثانية بمثابة أغلبية الشعب المصري هي مسألة حياة أو موت، بمثابة الخط الأحمر الذي لا يجرؤ أحد مهما كان أن يقترب منه، وقد عبر عن هذا الاتجاه شيخ الأزهر في حوار أجراه مع قناة العربية في 15 فبراير بقوله : ( أن المادة الثانية غير مطروحة للتغيير أو التحديث، والاقتراب منها محاولة لنشر الفتنة، فالمادة الثانية من الدستور هي من ثوابت الدولة والأمة والحديث في تلك المادة هو مصادرة للديمقراطية التي نأمل الوصول إليها ومصادرة على الحريات )، حتى أن مبارك بكل ما أوتي من طغيان واستبداد لم يجرؤ على أن يقترب من هذه المادة، وأن يمسها بتعديل أو تغيير .

ــ أي أن الشعب بكل طوائفه لن يقبل المساس بهذه المادة بأي سبيل، ومن هنا حاول الدكتور الجمل الالتفاف حول مطالب الشعب ونتائج الاستفتاء والتي كانت بمثابة الاستفتاء على هذه المادة تحديدا، بخديعة من جنس الخدع الصهيونية مع العرب في القضية الفلسطينية، فنقل المادة من حالة التعريف لحالة التنكير يضيعها ويميعها ويجعلها بلا خطام ولا زمام، ويفقدها أثرها ودورها وأهميتها في سلم التشريع، والأدهى من ذلك أن الدكتور الجمل قد اختار أسوأ توقيت وأسوأ مناسبة للإعلان عن فكرته الجديدة تجاه تعديل المادة الثانية، فقد اختارها في أعقاب الاكتساح الانتخابي للموافقين على التعديلات الدستورية والذين كانوا يدافعون عن المادة الثانية أشد الدفاع، وما وافقوا على التعديلات إلا من أجل الحفاظ عليها وصيانتها من مخططات العلمانيين والكنيسة، والذين رأوا في نتيجة الاستفتاء نصرا حاسما أراح خواطرهم تجاه العبث بهذه المادة، والذي زاد الطين بلة كما يقولون أن الدكتور المسن قد اختار الإعلان عن هذا التصريح الخطير على خلفية اجتماعه مع البابا شنودة الذي لم يطالب أساسا بتعديل أو حذف المادة الثانية من الدستور، وفي هذا تحدي كبير لمشاعر الأغلبية المسلمة في مصر والتي من حقها أن تتسائل : ما دخل وشأن البابا شنودة بهذه المسألة ؟ ومع من يتحاور الدكتور الجمل بهذا الشأن ؟ وهل هي من خصوصيات دينه حتى تطرح عليه للمناقشة والتعديل ؟ ثم كيف تطرح للنقاش وقد حسمت صناديق الانتخاب هذه المسألة ؟ ثم إن الجماهير ستستدعي من ذاكرة الأحداث المصرية مواقف شنودة الصارمة والرافضة تجاه تنفيذ أحكام القضاء في عدة قضايا هامة مثل قضية الزواج مرة أخرى وقضية الطلاق، وغيرها من الأحكام القضائية التي رفض شنودة تنفيذها والالتزام بها بحجة مخالفتها لدينه وعقيدته، ولم يجرؤ أحد على إلزام شنودة ولا أتباعه بهذه الأحكام النهائية من القضاء الدستوري، كما ستعتبر أن البابا شنودة والأقلية المسيحية في مصر هي التي تقف خلف هذا المطلب، وستعتبر أن الموافقة عليه بمثابة الخضوع للتهديدات الكنسية، وهو ما سيؤدي حتما لإيقاد نار فتنة طائفية، يجتهد العقلاء والعلماء والدعاة في إطفاء نيرانها منذ زمن بعيد، فهل عقل الدكتور الجمل كل هذه المخاطر عندما أقدم على هذا التصريح الخطير ؟ وهل علم أن مثل هذه التصريحات الخطيرة تضيع مكتسبات الثورة وتنشر الفوضى وتسمح بالعودة لأجواء العهد البائد الذي كان يحيك المؤامرات من أجل إشعال الفتن الطائفية، ليتناحر عنصري الشعب، وينشغلوا ببعضهم البعض عن المطالب العادلة والمشروعة لكلا الطرفين .

أغلب الظن أن الدكتور الجمل سيتراجع عن تصريحه المثير هذا لأن الثمن حال استمراره على عناده وتحديه لمشاعر الشعب المصري هو الفتنة التي ستأكل الجميع، نسأل الله السلامة للوطن وأبنائه أجمعين .

المصدر:مفكرة الاسلام


إستفسار الرجل الذي قال لمبارك: اتق الله دفع ثمنها 15 عاما بالسجن "على مختار عبدالعال القطان"

هناك 8 تعليقات:

  1. شيخ الأزهر يصر على الاستقالة.. ويؤكد الأزهر ملئ بـ"الفساد المالي" و"العفن"‏

    ربنا يفرجها علينا ..........


    رفض المجلس الأعلى للقوات المسلحة الاستقالة التي تقدّم بها الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف عقب قيام موظفي مشيخة الأزهر بالقاهرة، بِمَنْعه من دخول مقر مكتبه.
    وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" أنّ الموظفين أغلقوا باب المشيخة أمام الدكتور الطيب الذي ظلّ واقفًا لبعض الوقت دون أن يتمكن من الدخول، ، مطالبين برحيله وإقالة جميع المستشارين الذين تَمّ تعيينهم في عهده.

    وفي عقب ذلك تَوجّه الطيب إلى مقر القوات المسلحة، لمقابلة المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي تولّى إدارة البلاد عقب تنحِّي الرئيس مبارك، وتقدّم باستقالته، إلا أنّ المشير رفض الاستقالة مبررًا ذلك بأن البلاد تمرّ بمرحلة صعبة وطالب شيخ الأزهر بالصبر.

    وقالت مصادر مُقرّبة من شيخ الأزهر: إنّ هذه هي المرة الثانية التي يتقدّم فيها الدكتور الطيب باستقالته منذ اندلاع ثورة 25 يناير ولكنّها رفضت أيضًا من قبل رئيس المجلس العسكري.

    وأوْضَحت المصادر أنّ شيخ الأزهر أعرب أكثر من مرة عن استعداده إلى تقديم استقالته، لكنه خَشِي من حدوث فوضى في مؤسسة الأزهر واتهامه بالخيانة.

    وكان مئات من العاملين في مشيخة الأزهر قد تظاهروا في يوم 22 مارس أمام مقر المشيخة، ومنعوا جميع مستشارِي شيخ الأزهر من الدخول، مطالبين برحيل شيخ الأزهر وجميع المستشارين، وكل من هو على بند المعاش، ورحيل العسكريين من المشيخة، مؤكدين أنّ المستشارين "يتقاضون آلاف الجنيهات دون عمل حقيقي" واتهموهم "بالاستيلاء على أموال الزكاة والصدقات".

    من جانبه أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أنه لن يتقاضى راتبه من مشيخة الأزهر، المقدر بـ2600 جنيه شهرياً وإنه رفض الحصول على المكافآت والبدلات المخصصة له والمقدرة بـ70 ألف جنيه شهرياً، لوجود مخصصات بها وصفها بأنها غير منطقية وغير مبررة، لدرجة أن هناك مكافأة لـ«فتح الكراتين»، كما رفض الحصول على مخصصات شيخ الأزهر القانونية التى توازى مخصصات رئيس مجلس الوزراء.

    وأنه قرر إعادة الأموال التى تقاضاها من المشيخة منذ تعيينه فى مارس 2010، معلناً عن استعداده لتقديم استقالته، وأنه لا يتمنى أن يظل فى منصبه عاماً آخر، فى ظل ما سماه «الضغوط والإهانات التى تعرض لها من بعض العاملين فى المشيخة»، مشيراً إلى أنه لا يوجد قانون فى الدولة حالياً، والفوضى هى السائدة.

    وتابع في تصريحات لجريدة المصري اليوم: أنه يتعرض لحرب حالياً من جانب بعض الموظفين، بسبب «إغلاقه حنفية الأموال» بعد أن وصل الفساد إلى ذروته خلال الفترة الماضية، وهو ما تؤكده التقارير الرقابية التى تلقاها، لافتاً إلى أن سلفه الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوى لم يكن على علم بذلك ولم يكن يقبل مليماً حراماً، إلا أن الفاسدين تربحوا دون علمه.

    وتساءل شيخ الأزهر: «إذا كان الأزهر، وهو قلعة الإسلام، بهذا الوضع (العفن)، فكيف يكون وضع مصر؟»، مشيراً إلى أنه استعان ببعض المستشارين من أهل الخبرة والثقة دون مقابل لتطوير الأزهر.

    المصدر: أنباؤكم

    ردحذف
  2. الرجل الذي قال لمبارك: اتق الله دفع ثمنها 15 عاما بالسجن
    ___________________________________________

    الرجل هو علي مختار عبد العال القطان


    بعد 15 سنة قضاها خلف القضبان، انتقلت قصته إلى الأوساط الإعلامية والحقوقية، فتقرر الإفراج عنه في ديسمبر/كانون الأول عام 2007. وبعد سقوط نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك ثار التساؤل عن حقيقة الرجل الذي قال لمبارك "اتق الله"، فسجنه تلك المدة.

    الرجل هو "علي مختار عبد العال القطان"، مصري يبلغ من العمر 64 عاما، يروي للجزيرة نت أنه في 27 رمضان 1413 هجرية الموافق 21 مارس/آذار1993 كان مقيما بالمدينة المنورة، وكان ضمن من ينتظرون نفحات ليلة القدر بالحرم النبوي، فأخذ مكانه في الصف الأول، وقرابة الفجر ذهب ليجدد وضوءه، ولدى عودته وجد الحراس يمنعون الدخول.

    كان الزائر هو حسني مبارك، وكانت الإجراءات الأمنية مشددة، لكن وجه القطان كان مألوفا لقائد التشريفة السعودي، الذي رآه فتبسم، ومن ثم مكّنه من الدخول، حيث أدى مع الحاضرين صلاة الصبح.

    يقول القطان: "بمجرد انتهاء الصلاة وجدت مبارك أمامي، يرتدي جلبابا، ويبدو أنه أتم عمرة بمكة، ثم جاء لزيارة المسجد.. فقلت له بشكل عفوي "يا ريس اتق الله، واحكم بما أنزل الله"، فأخذته رعدة، وتلفت مرتبكا، وأسرع الحراس إليه، وانطلقوا به إلى خارج المسجد.

    يضيف "بعد خروجهم بدقائق فوجئت بعربة كبيرة، حملوني إليها حافي القدمين، وسألني أحدهم متوجسا: "فين السلاح؟"، رددت بابتسامة فأخذوا يفتشون جيوبي، ويتحسسون جسدي، فلم يجدوا سوى متعلقاتي: منديل ومسواك وزجاجة عطر وبضع ريالات وأوراق إقامة".

    شهادة توضح حبس القطان "احتياطيا"
    (الجزيرة نت)
    إحراج للسعودية
    قال له ضابط سعودي "أحرجتنا.. لماذا قلت له ذلك؟"، أجاب: "هذا هو الطبيعي بهذا المكان". نقلوه إلى مبنى أمن الدولة في جدة، وسألوه فأجاب: "أنا مقيم منذ 13 سنة، ولم يصدر مني أي تجاوز، وهذا سلطان قلت له نصيحة لم تخرج عن الشرع".

    ويتابع القطان أن ضباطا مصريين قدموا لاستلامه وأخذوه إلى مطار القاهرة ومنه إلى سجن طرة، ثم إلى مقر أمن الدولة في "لاظوغلي"، حيث فوجئ باللواء محمد عبد الحليم موسى (خامس وزير داخلية في عهد مبارك)، يقول له: "لماذا قلت ذلك؟ فأجاب: "وما الذي يمنع أن يقولها أي واحد منكم لمصلحة البلد؟".

    ولما كان عام 1993 قد شهد عددا من أحداث العنف المنسوبة لإسلاميين، منها محاولات اغتيال لوزراء ومسؤولين، وحوادث اعتداء على السياح، فقد سأل وزير الداخلية القطان عن الجهة التي حرضته على ما فعله فأجاب قائلا "كلمتي نصيحة بآية، فالقرآن يقول "ولقد وصينا الذين أوتوا الكتب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله"، ويقول "وأن احكم بينهم بما أنزل الله".

    خط أحمر
    ويواصل القطان رواية ما جرى له فيقول إنه عندما عاد إلى السجن كان المسؤولون هناك يقولون له إنه لا يوجد عليه أي دليل إدانة لكن مشكلته مع الرئيس حيث إنهم يقررون الإفراج عنه لكن ضوءا أحمر يأتيهم من مكتب زكريا عزمي رئيس الديوان الرئاسي.

    ويختتم الرجل حديثه بالتأكيد على أن ضباط السجن طلبوا منه كتابة التماس للإفراج عنه لكنه رفض، ويقول إنه ظل دائما يدعو على مبارك "اللهم أزل دولته، وأبدلنا خيرا منه"، إلى أن أطلقوا سراحه يوم 17 ديسمبر/ كانون الأول 2007.

    القطان بلغ درجة نقيب في الجيش المصري(الجزيرة نت)
    سيرة ذاتية
    يذكر أن علي القطان من مواليد 29 أبريل/نيسان عام 1947، وهو حاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية عام 1969، وخدم بالجيش المصري بين عامي 1969 و1975، حيث شارك في حربي الاستنزاف و1973، حتى بلغ درجة نقيب بسلاح المشاة.

    وفي عام 1976 توجه إلى فرنسا لدراسة علم الاجتماع، وهناك التقى بالمستشرق الشهير جاك بيرك، ثم توجه إلى السعودية عام 1980 للعمل باحثا اجتماعيا، كما زار 50 دولة، ويقول إنه يهوى الترحال.

    ويرى القطان أن النصيحة أصل في الدين، وأن الحاكم يجب أن يكون بينه وبين شعبه جسر من الثقة، والود الاجتماعي، وأن هذا لا يتحقق إلا بالعدل.

    ويبقى أن جذور الرجل تعود إلى محافظة المنوفية التي ولد فيها مبارك، ويذكر أن والده كان يعرف والد الرئيس المخلوع جيدا لأنه كان يعمل سكرتيرا لنيابة أشمون وكان والد مبارك يعمل حاجبا لمحكمة أشمون نفسها في خمسينيات القرن الماضي.
    المصدر: الجزيرة

    ردحذف
  3. دعوة السلف


    واذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد

    ردحذف
  4. قساميه التفاح



    لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مئواهم جهنم وبئس المهاد

    ردحذف
  5. قساميه التفاح


    والله بعد خروجي من الموضوع تذكرت قصه عن عمر بن الخطاب قال له رجل وقد مر من امامه يا امير المؤمنين اتق الله

    فتفاجىء الصحابه وقاموا

    فقال لهم عمر دعوه لا خير فيكم ان لم تقولوهااا

    ولا خير فينا ان لم نقبلهاااا

    حسبي الله عى الظالم اينما كان

    بوركتم

    ردحذف
  6. العصبة الحمراء

    أين عمر بن الخطاب الذي رد على أحد المسلمين عندما ناداه ياعمر إتق الله
    ماذا قال عمر

    قال
    لا خير فيه إن لم يقلها
    ولاخير فينا إن لم نسمعها








    توقيع : العصبة الحمراء

    رياح التغيير أول مابدأت

    بدأت من غزة

    فمتى ضفة الآساد تزأر

    ردحذف
  7. دعوة السلف


    لا خير فيكم ان لم تقولوها ولا خير فينا ان لم نقبلها

    ردحذف
  8. احذروا الفتنة

    http://www.youtube.com/watch?v=aT1OgjqkGCo

    ردحذف