الاثنين، 7 مارس 2011

التحركات العسكرية الامريكية نتيجة خوف من سقوط المنطقة بخيار المقاومة





د. رزق: التحركات العسكرية الامريكية محاولة للسيطرة على تداعيات التحركات الشعبية




مدير عام الإستشارية للشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق إعتبر "إن ما تقوم به الولايات المتحدة من تحرّكات عسكرية في منطقة الحوض المتوسط والذي يترافق مع التحركات الشعبية في أكثر من منطقة عربية وبخاصة بعد نجاح ثورة الشباب في مصر هو خوف من سقوط المنطقة في أيدي خيار المقاومة".
وأضاف رزق في حديث له لموقع قناة المنار الإلكتروني "أن الولايات المتحدة إتخذت إستراتيجية إستباقية عسكرية في محاولة للسيطرة على تداعيات التحركات الشعبية وبخاصة في ليبيا والبحرين" .
وتابع"يعتقد أن موقع ليبيا الإستراتجية على الضفة الجنوبية للبحر المتوسط وتشكيله رأس حربة بين اوروبا وعمق أفريقيا هو الهدف الاساسي من عملية التغذية الإعلامية ومحاولة إستثمار هذه التحركات في ليبيا وتضخيم صورة المجازر والمواجهات ، وبخاصة بعد هذا الإهتمام الأطلسي الأوروبي بضرورة تنحي معمر القذافي والإيحاء أن هناك تنسيقا وتواصلا بين القذافي والرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز ، وتزامن هذا الموضوع مع تطمينات دبلوماسية أميركية للجانب الأوروبي من أي تدخل في ليبيا لن يكون إلا عبر تنسيق مشترك مع الجانب الأوروبي" .
ولفت رزق الى "ان أي توجه أطلسي باتجاه ليبيا يؤكد الخطوة الامريكية باتجاه تعزيز النفوذ على مداخل افريقيا الشمالية من المغرب حيث القاعدة الرئيسية لقوات التدخل العسكرية الامريكية، الى تونس حيث كانت تستخدم الموانئ للاسطول السادس في المتوسط، إلى مصر حيث جرى تدريب معظم الجيوش الأميركية على معارك الفلوجة في العراق ، والملاحظ انه منذ فرض عقوبات على ليبيا كان هناك محاولات أميركية لإخضاع ليبيا للمحور الغربي ، فتكون ليبيا قاعدة إقتصادية مالية للشركات الغربية وقاعدة عسكرية أمنية تربط البحر المتوسط بأفريقيا الوسطى ومنطقة تشاد ومحيطها الذي هو الخلفية الأخرى لتحقيق النفوذ الاميركي والإسرائيلي باتجاه السودان –دارفور ودلتا النيجر في نيجيريا ".
واعتبر رزق "أن عملية الإستثمار الإعلامي للحراك الجاري في ليبيا جزءا من الفوضى الخلاقة الأميركية لإعادة صياغة المنطقة الممتدة من المغرب حتى باكستان ، مع التركيز إلى أن كل التحركات التي تجري اليوم تبقى في الإطار المنضبط خاصة في الإتجاه الأمني كما هي الحال في اليمن والبحرين وسلطنة عمان التي هي جزء من الجزيرة العربية , بينما نرى الإنفلات الأمني والمواجهات العسكرية مستمرة وبوتيرة خطيرة في القارة الأفريقية تتمثل في منطقة شمال إفريقيا ( ليبيا –مصر – تونس) ومنطقة النيجر والسودان وساحل العاج" .
ولفت إلى ان "التركيز على أفريقيا وكأنه إشارة إلى أن هناك صراعا دوليا خلفيته الوصول الى المصادر الرئيسية للطاقة والموارد بين اوروبا والولايات المتحدة من جهة وبين روسيا والصين من جهة أخرى" .
وقال رزق ان "الولايات المتحدة كانت تعمل على إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية في ليبيا منذ أكثر من 10 سنوات واخرى برية" .
وأشار الى "ان ما يحدث اليوم في بنغازي حيث هناك حيثية في موضوع القبائل وكأنه هناك عملية تهديد بتفكيك ليبيا وتفكيك الجغرافيا السياسية اذا لم تستطع المفاوضات ان تأتي بنتيجة فكيف تذكرت اميركا القذافي بعد أن تغاضت عنه لاكثر من 20 سنة ".
ولفت رزق الى " أن الأمريكي يحاول ان يتحكم بالثورة بواسطة التضخيم الإعلامي وضخ عناصر التفكيك فنرى انه قدم خيارات في مصر حيث كان المطلب هو الانتقال السلس للسلطة للحفاظ على كامب دايفيد والسياسة الخارجية، وقدم مخرجا باستلام الجيش للسلطة ، ورأينا ذلك في تونس عندما قام الجيش ايضا بالتواصل مع بن علي وامهاله 24 ساعة لمغادرة البلادة ومن بعدها ذهابه الى السعودية أما في الموضوع الليبي فإنهم لا يقدمون أي خيار للقذافي أي انهم يريدون هذا النزع وهذه الفوضى ".

د. وزنة : أمريكا تحاول إحتواء الثورات والإستيلاء على 
الإنجازات 

الخبير بالشؤون الأمريكية الدكتور كامل وزنة ، أشار الى "أن السكوت الأمريكي منذ بداية الثورة كان عارا ومخزياً وهي بدأت تتحرك في اليوم التاسع من بدء الثورة ، ورأيناها تضع يدها منذ البداية على صندوق السيادة الليبي 30 مليار دولار اي يعني من يريد أن ياتي بعد القذافي يجب ان يتفاوض معهم على هذه الاموال في عملية ضغط وابتزاز واضحة" .
ولفت وزنة في حديث الى موقع قناة المنار الإلكتروني إلى "أن هناك علاقات بين الولايات المتحدة وبين ليبيا وخاصة علاقات أمنية وطيدة ، وهذا ما ظهر خلال زيارة مسؤول الامن القومي الليبي معتصم القذافي خلال زيارته الاخيرة للولايات المتحدة حين قال ان ما نتفق عليه اهم بكثير من خلافاتنا وتم الإتفاق يومئذ على مكافحة الإرهاب" .
واعتبر وزنة أن "الإدارة الأمريكية تحاول الان أن تستولي على انجازات ما بعد الثورة وخاصة على المستوى الإقتصادي الذي يعتبر أساسيا لها والاهم هو النفط الذي يؤثر على السوق الأمريكي بشكل مباشر، وتركز أمريكا على ان تكون كل الدول التي هي في الحاضنة الامريكية هي دول حليفة بالمضمون وتريد ان تخفف الخسائر قدر الإمكان".

وتابع "الولايات المتحدة شعرت بالتغيير الكبير في المنطقة وبدأت العمل على إحتواء هذه التغييرات وهي فوجئت بشكل كبير بالذي حصل حتى الآن لم تحسم هذه الثورات معظم إنجازاتها وهي مستمرة بعملية التغيير".
واضاف "ما نراه في مصر وفي تونس واستمرار المطالبة والحضور في الساحات شيء ايجابي و التغيير بحاجة الى وقت والإحتواء لم ينجح وعلى الشعوب ان تحفظ كل هذه الانجازات لهذه الثورات حتى لا تسلب وتستغل وعلى الشعب ان يبقى مستيقظا والتغيير ليس لمصلحة الامريكي والصهيوني والخسارة وقعت ويجب إعطاء وقت لهذه الثورة لتعطي النتائج المطلوبة".
مما لا شك فيه أنه يدور الآن صراعا قويا بين إرادة الشعوب بتحقيق تغييرات جوهرية في بلدانها وبين الولايات المتحدة التي تقود حربا شرسة بوجه ناعم يحاول ان يقطف كل ثمار الثورات ووضع اليد على الإنجازات للحفاظ على كل مصالحه الإقتصادية والسياسية وعلى الشعوب العربية أن تبقى متيقظة لما يخطط له في الكواليس والغرف السوداء .

هناك تعليق واحد:

  1. nur-eldin


    الشعوب العربية تعيش اليوم عصر الثورات المجيدة ، بدأت في تونس و أطاحت بزين المجرمين بن علي ونظامه الفاسد و انتقلت الى مصر و أطاحت بالفرعون و نظامه المتصهين واليوم في ليبيا واليمن و غدا
    في الجزائر والمغرب وبعدها سوف تشتعل بعون الله في سوريا للاطاحة بأفسد نظام عرفته سوريا في التاريخ .
    يكفيك تهريج وتضليل باستخدام مصطلحات المحاور الممانعة والاعتدال التي ابتكرها بوش ويتغنى بها الاعلام السوري والاخر الايراني وقناة المنار الذين لا يفهمون اِلاً لغة التضليل والتدجيل وسرد الأكاذيب
    وقلب الحقائق .
    نجاح الثورات في جميع الأقطار العربية وخاصة في سوريا سوف يقود الأمة لتحرير فلسطين والعراق والجولان من الاحتلال الصهيوني والامريكي والآخر الايراني ، وسوف تتوحد الأمة العربية تحت راية الاسلام العظيم .

    ردحذف