الجمعة، 18 مارس 2011

لقاء جريدة المصري اليوم مع الشيخ محمد ربيع الظواهري - حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم


لقاء جريدة المصري اليوم مع الشيخ محمد ربيع الظواهري - حفظه الله - قبل ساعات فقط من خروجه من سجن العقرب
كانت زيارة منطقة سجون طرة مجرد حلم، للتعرف على طبيعة الحياة داخل هذا السجن، الذى جمع بين جدرانه الكثير من المشاهير، فكثيراً ما كتبنا عن الحياة بداخله دون أن ندخله حتى أتيحت لنا الفرصة بعد طول عناء ومحاولا...ت سابقة، ولكن الحلم الحقيقى لم يكن فى زيارة منطقة السجون، ولكن فى زيارة سجن شديد الحراسة أو ما يعرف بالعقرب، الذى سجن فيه الآلاف من أعضاء جماعتى الجهاد والجماعة الإسلامية، وأغلقت بعض زنازينه 7 سنوات على أصحابها، فضلاً عن حجب الزيارة عنهم طيلة هذه الفترة.

«المصرى اليوم» أجرت حواراً مطولاً مع الشيخ محمد، شقيق أيمن الظواهرى، الرجل الثانى فى تنظيم القاعدة، بعدما اخترقت سجن العقرب، الذى كان يظن أنه لن يغادره إلا إلى حبل المشنقة نتيجة أفكاره التى رفض أن يراهن أو يساوم عليها فهو أحد المحكومين بالإعدام، كما قال لنا، رغم أنه لم يبلغ بالحكم ولم يوقع عليه ولم يكن يعرف أنه سيخرج من أشد السجون ضراوة بعد إجراء هذا الحوار بساعات قليلة.

■نريد أن تعطينا نبذة عنك وكيف قبض عليك، وما التهم الموجهة إليك؟

- اسمى محمد ربيع الظواهرى، مهندس معمارى، وكنت أعمل مدير إدارة بهيئة الإغاثة الإسلامية بالسعودية، وعمرى الآن 58 عاماً، وطوردت من كل الأجهزة الأمنية فى العالم بداية من أجهزة الأمن السعودية عام 1994 بإيعاز من الأمن المصرى، وهربت إلى اليمن ثم السودان ثم أذربيجان ثم الإمارات حتى قبض علىّ ولم يتم ترحيلى إلا بعد 4 أشهر بعد القبض علىّ فى الإمارات وظللت معزولاً عن العالم طيلة فترة الاستجواب، التى عذبت فيها عذاباً شديداً ثم سلمتنى الإمارات للأمن المصرى الذى صنع نفس الشىء، بعدها نقلت إلى المقر الرئيسى لجهاز أمن الدولة بمدينة نصر ومنه إلى سجن العقرب قبل سنوات.

■ما الضغوط التى تعرضت لها وما وضعك داخل السجن؟

- تعرضت لضغوط كثيرة ممثلة فى التعذيب الوحشى ومحاولة كسر الإرادة، من أجل التخلى عن معتقداتى، ففضلاً عن التعذيب كانت تأتينى التهديدات يوماً بعد الآخر، ومن التهديدات تنفيذ حكم الإعدام الصادر فى حقى، الذى لم أعلن به ولم أوقع عليه، فربما يكون قد صدر من محكمة عسكرية غيابياً، ولكنهم لا يريدون تنفيذ الحكم لغرض فى أنفسهم لا أعلمه، على كل الأحوال هم يحاولون إرهابى بهذا الحكم المزعوم، رغم أننى سألت أحد وكلاء النيابة عن موقفى فقال باستغراب شديد، هو أنت مش عارف موقفك؟!، فقت له نعم، فأخذ يقرأ فى ملف الأوراق الذى أمامه نصف ساعة ثم قال لى: أنت معتقل.

■هل وجهت إليك تهم بعينها؟

- لا، فمنذ تم القبض علىّ وأنا رهين أجهزة الأمن التى تمارس تعذيبها ضدى، ووجه لى تهديد من قبل جهاز أمن الدولة قبل أن يحل بأننى إذا انتقدت مبادرة الدكتور سيد إمام والداعية لوقف العنف، فسوف ينفذون حكم الإعدام الصادر فى حقى.

■هل لاقت مبادرة وقف العنف التى تبنتها قيادات جماعة الجهاد والجماعة الإسلامية قبولكم؟

- بالطبع لم تلق القبول، ففيها العديد من المخالفات الشرعية الكبيرة.

■ولكن كل من وافق على المبادرة خرج من السجن وحاول أن يعمل وفق أفكاره ومعتقداته،؟

- هذا الكلام غير صحيح، فهناك من وافقوا على مبادرة وقف العنف، ولكنهم لم يخرجوا من السجون، مثل عبود وطارق الزمر اللذين ظلا حبيسين بعد قضائهما فترة العقوبة 10 سنوات إضافية، فقد سجنا ثلاثة عقود كاملة، ولم يخرجا إلا قبل أيام، رغم أن المبادرة خرجت فى عام 1997.
وقيل لى من قبل أجهزة الأمن لو وافقت على المبادرة سوف تخرج من السجن، لكن عدم موافقتى عليها كان مرتبطاً بمبدأ ودين، فرفضى وقبولى أى شىء مرتبطان برؤية شرعية.

■هل هناك علاقة للقبض عليك بشقيقك؟

- طبعاً، ثبته الله وحفظه من كل سوء ومكروه، إذ تسربت شائعة بين الناس بأننى قتلت وذهبت جمجمتى لأمريكا، وأخذوا تحليل الـDNA للتعرف على شخصية شقيقى، لأنه بطبيعة الحال مرصود من قبل المخابرات الأمريكية، ودعنى أقل لك إننى الآن فى السجن بمثابة رهينة لدى أجهزة الأمن حتى يظهر الدكتور أيمن الظواهرى، وكانوا يحاولون الضغط على أخى حتى لا ينفذ عمليات أكثر.

■كيف ترى مصر بعد ثورة 25 يناير؟

- أرى الغمة أزيلت بزوال النظام، الذى كان يرهب الناس فى كل كبيرة وصغيرة، وإن كنا لا نؤيد التوجه العلمانى فى الثورة مع تأييدنا لها فى حد ذاتها، فالإسلاميون يأملون فى أن يأخذوا جانباً من الحرية حتى ينشروا فكرهم الصحيح، وبعض العلمانيين «راكبين الموجة»، والثورة بها رافد إسلامى لا يمكن تجاهله ويطالب بتطبيق الشريعة.

■ما ملاحظاتك على مبادرات وقف العنف؟

- ملاحظات شرعية، فنحن لا نضع أيدينا فى يد النظام العلمانى، ومن وافق على المبادرات هم إخوان سلفيون وجهاد وكلنا نصب فى رافد واحد، فكلنا أبناء حركة إسلامية واحدة، قد نختلف فى الاتجاهات لكننا لا نختلف فى الهدف، وتحفظاتنا نحافظ عليها فيما بيننا.

■كم شخصاً مقتنعاً بأفكارك داخل السجون؟

- كثيرون، والفكر السلفى الجهادى هو الغالب فى السجون ومؤيدوه تمتلئ بهم الزنازين الآن، وتحت الضغط هناك من يتخلى عن بعض أفكاره ومعتقداته، لكن دعنى أقل لك إن هناك سجوناً بأكملها ترفض المبادرات.

■ما هى؟

- سجن الاستقبال وسجن الوادى الجديد وسجن أبوزعبل وسجن وادى النطرون واحد، هدفنا وضابطنا فى كل هذا شرعى، ونحاول إزالة النظام الطاغوتى المتكبر، ونرفض أن يكون النظام العلمانى هو البديل، لأننا نرفضه أيضاً، فضابطنا شرع الله ولا شىء سواه.

■أين الدكتور أيمن الظواهرى؟

- لا أحد يعرف مكانه، ولا نملك سوى الدعاء له بالتثبيت، وأن يحفظه الله ويهديه وينصره، لأن أمريكا لو أمسكت خيطاً يؤدى إليه فلن تتركه.

■الكثير يرى أن ما يفعله الظواهرى وتنظيم القاعدة إرهاب.. فما رأيك؟

- الغرب يحاول تشويه صورتنا، لأنه يرانا بمنظور العدو، وقد دخلوا بلادنا واحتلوها، فطبيعى أن يصفونا بأننا إرهابيون، فضلاً عن انتهاكهم الأعراض، وما نعيشه الآن يسمى جهاد الدفع، وعلى المسلمين جميعاً أن يدفعوا هذا الضرر، ونحن مأمورون بإرهاب أعداء الله، الذين ينتهكون الأعراض، وقرار تنفيذ القاعدة عمليات داخل أمريكا جاء بعد أن قامت أمريكا بحربها ضد المسلمين، ونحن فقط أردنا دفع ضررها عنا.

■هل لأفكار «القاعدة» وجود فى مصر، وما أعداد من يعتقدونها؟

- هذه الأفكار موجودة فى العالم كله وليس فى مصر فقط، ولا أعرف أعداد من يعتقدونها فى مصر، فالفكر السلفى الجهادى يجتاح العالم بأكمله، وهؤلاء يدافعون عن حرمات وأعراض المسلمين وأراضيهم أيضاً.

■لكن هناك إسلاميين يطرحون منهجاً وسطاً بعيداً عن العنف؟

- نحترم هذا الفكر، وتاريخ الحركات الإسلامية فيه اجتهادات، وكلها تخدم الإسلام، وفى الوقت نفسه لا نقبل أن يهاجمنا أحد لأننا لا نهاجم أحداً، وجميعهم فى طريق الدعوة إلى الله.

■مع من سوف تعمل فى حال خروجك؟

- كلهم إخوانى.

■لكن لك رأياً فقهياً ربما يمنعك من العمل مع من تفاعلوا مع مبادرات وقف العنف؟

- كلنا واحد، فهناك من يتولى الدعوة وهناك من يتولى الجهاد.

■ولكنك مع الذين يتولون الجهاد؟

- الله أعلم، أرى أن الجهاد فى موضعه أمر شرعى واجب على المسلمين، كما أمر الله عز وجل، وأحد الأوجه الشرعية مواجهة أمريكا، التى تعتدى على ديار المسلمين كما ترى، أقصد الجهاد بكل صوره التى يأمرنا الله عز وجل بها.

■كيف تعيش فى السجن؟

- حاولت أجهزة الأمن الضغط علىّ لتغيير أفكارى وآرائى الشرعية، ولكننا والحمد لله صبرنا.

■ما الأشياء التى كانت أجهزة الأمن تساومك عليها؟

- أمور كثيرة، غير أنهم لا يمنعون عنى الدواء، فالأطباء طالبوا بضرورة عمل أشعة مقطعية وتحليل عينات وكان هناك اشتباه فى ورم وكان يستلزم متابعة، وقال لى ضابط فى أمن الدولة: إنت أخو أيمن الظواهرى يبقى مش هتخرج.

■وماذا كانت تريد منك أجهزة الأمن تحديداً؟

- أن أتعاون معها فى تقديم معلومات وغيره، وقد منعونى لنفس السبب من زيارة والدتى المريضة أو حضور جنازتها أو حتى عزائها والزيارات الأسرية ممنوعة عنى بطبيعة الحال.

■وماذا كان هدف الأجهزة الأمنية من وراء ذلك؟

- التخلى عن أفكارى واجتهاداتى الشخصية وآرائى الشرعية، حتى يقول هؤلاء الضباط إننا استطعنا بالفعل أن نغير من أفكار هؤلاء المتطرفين، وأتذكر عندما خرجت مبادرة الدكتور سيد إمام، وأخذت إلى مقر أمن الدولة بالمخالفة لقانون السجون، وحذرونى من التعليق عليها، وعذبونى بالصعق بالكهرباء فى أماكن حساسة.

■هل ترى أنه لابد لأى تيار إسلامى أن يكون له جناح عسكرى؟

- نعمل ما يأمرنا به الله، يأمرنا بالدعوة فندعو، ويأمرنا بأن نتعلم فنتعلم، ويأمرنا بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فنفعل، ويأمرنا بالجهاد فنجاهد، وإن لم نستطع فإننا نقول إن الجهاد واجب.

ختاماً أذكر الإخوة جميعاً بالدعاء لشيخنا الحبيب ولإخوانه الثابتين الذين من الله عليهم بالنجاة والفكاك من سجون الطاغوت بأن يثبتهم الله تعالى على دينه الحق وأن يحفظهم وأن ينفع بهم أمتهم ..
والله أكبر ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين

هناك تعليق واحد:

  1. aws annablsy


    تعليق صحفي

    الجيش المصري مطالب باللحاق بركب الأمة وتخطي حاجز الوهن

    عمد النظام المصري السابق إلى تأمين الحدود مع الكيان اليهودي المحتل على وجه جعل منه حليفاً استراتيجياً لهذا الكيان الغاصب، فمنع عن أهل غزة السلاح الخفيف وضرب بينهم وبين إخوتهم بسور في باطن الأرض، فمنع عنهم الغذاء والدواء بحجة منع السلاح، وأحكم عليهم الحصار.

    فهل كان وصول السلاح الخفيف إلى أهل غزة الذين يتعرضون لأعتى أنواع الأسلحة المدمرة والمحظورة دولياً جرماً أو يهدد -كما ادعى النظام السابق- الأمن القومي المصري؟!!!

    إن هذه الأكذوبة التي روج لها نظام "مبارك" ليس لها نصيب من الحقيقة وتتنافى مع علاقة الأخوة التي تربط أهل غزة بإخوانهم في مصر.

    واليوم يعيد التاريخ نفسه، وكأن شيئاً لم يكن، وكأن مصر بلا "مبارك" هي مصر "مبارك"، وكأن ميدان التحرير لم يصدح بشعار تحرير فلسطين ولم تصدح حناجر الملايين "عالقدس رايحيين شهداء بالملايين"، وكأن تآمر النظام على أهل غزة وخذلانهم وتركهم لقمة سائغة ليهود لم يكن سبباً رئيساً لانقضاض تلك الجماهير الثائرة على النظام المتفاني في التبعية.

    ففي مشهد متكرر، كما كنا نراه في العهد البائد،أعلنت قوات الأمن المصرية اليوم عن ضبط خمس شاحنات محملة بالأسلحة قيل أنها كانت متجهة من السودان صوب غزة.

    إن استمرار السياسة السابقة تجاه أهل غزة هو استمرار في خذلانهم، وإن استمرار السياسة السابقة تجاه كيان يهود المحتل هو استمرار في حفظ أمنه وحدوده وتحويل الجيش الرابض في سيناء ورفح إلى حرس حدود له، بالرغم من أن هذا الكيان المتغطرس لم يحفظ لحكام مصر الجدد عهداً ولا ذمة ولم يركن لتطمينات طنطاوي لوزير دفاعه باراك، ولم يطمئن لإعلان الجيش المصري إبقائه والتزامه باتفاقية كامب ديفيد ولا لترحيبه بزيارة عاموس جلعاد للقاهرة ولا استئنافه لضخ الغاز.

    وكتأكيد لسلوك هذا الكيان المتغطرس فقد أعلنت قوات الأمن المصرية –وفق موقع قضايا مركزية العبري- عن اعتقال خلية تجسس تتبع للموساد في القاهرة. وأضاف الموقع أن طبيعة عمل هذه الخلية كان متابعة خط الغاز المصري إلى "إسرائيل"، وكذلك التحركات العسكرية للجيش المصري بالإضافة إلى مواضيع إستراتيجية أخرى.

    إن واجب الجيش المصري تجاه أهله في غزة هو نصرتهم امتثالا لقول الله سبحانه (وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ)، لا أن يمدهم بالسلاح والعتاد فحسب، بل أن يتخطى الحواجز الوهمية كما تخطى خط "بارليف" من قبل ويذيق كيان يهود شر صنيعهم واعتدائهم على حرمات المسلمين ومقدساتهم واحتلالهم لأرضهم المباركة.

    إن الجيش المصري مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن يلحق بركب الجماهير الثائرة وأن يحقق تطلعاتها، وأن يكسر حاجز الوهن والخوف من القوى الغربية ويخيب آمالها فيه، فما عادت تلك القوى قادرة على الوقوف في وجه سيل الأمة الجارف، وأن يرفض أن تكون مصر بوابة للنفوذ الاستعماري في المنطقة وأن يتحرك لتحرير فلسطين ونصرة المسلمين في ليبيا وفي ذلك عز الدنيا ونعيم الآخرة لو كانوا يتدبرون.
    16-3-2011

    http://pal-tahrir.info/events-monitor/2857...6-16-22-11.html


    توقيع : aws annablsy

    ايها لمسلمون ان الله فرض عليكم اقامة الخلافة فهي تاج الفروض وبها تطبقون احكام الدين وتحملونه الى العالم اجمع بالجهاد فاين نحن من هذا الفرض العظيم فالله سائلنا يوم القيامة عنه يقول تعالى((يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱسْتَجِيبُوا۟ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ..

    ردحذف