الإيمان القوي الراسخ هو الذي يصمد في ساعة العسر..
أما الإيمان السقيم العليل فسرعان ما تكشفه المحن وتصدعه.. وصدق الله العظيم حيث يقول:{وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ..}.
والثبات في وقت الشدة مظهر من مظاهر عمق الإيمان ودليل رسوخه: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ }2{وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ }3
والثبات في وقت الشدة مظهر من مظاهر عمق الإيمان ودليل رسوخه: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ }2{وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ }3
*وكلما تشتد المحنة في حياة الدعوة، وعلا الطغيــان، واشتد التضييق والأذى على المؤمنين حتى يسامون سوء العذاب، فيقتلون، وترمل نساءهم،وتصادر أموالهم، وينزل بهم كل منكر.. كان حقًّا على الدعاة أن يدفعوا الثمن غاليًا وبسخاء من أموال ودماء ونفوس وشهداء.
يقول الإمام الشهيد حسن البنا :
وأريد بالثبات: "أن يظل الأخ عاملاً مجاهدًا في سبيل غايته مهما بعدت المدة وتطاولت السنوات والأعوام، حتى يلقى الله على ذلك وقد فاز بإحدى الحسنيين، فإما الغايةوإما الشهادة في النهاية، .. {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَاعَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْيَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} (الأحزاب:23)،
والوقت عندنا جزء من العلاج، والطريق طويلة المدى بعيدة المراحل كثيرة العقبات، ولكنها وحدها التي تؤدي إلى المقصود مع عظيم الأجر وجميل المثوبة.
وذلك أن كل وسيلة من وسائلنا الستة تحتاج إلى حسن الإعداد وتحين الفرص ودقة الإنفاذ، وكل ذلك مرهون بوقته {وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا}الإسراء:51
وذلك أن كل وسيلة من وسائلنا الستة تحتاج إلى حسن الإعداد وتحين الفرص ودقة الإنفاذ، وكل ذلك مرهون بوقته {وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا}الإسراء:51
أهمية الموضوع تكمن في أمور منها:
*كثرةالمحن والابتلاءات التي تتعرض لها الدعوات من بعض المغرضين والمنتفعين والمتحاملين وتنوع أساليبها وطرائقها سواء من المسلمين أو من غيرهم.
*كثرةالمحن والابتلاءات التي تتعرض لها الدعوات من بعض المغرضين والمنتفعين والمتحاملين وتنوع أساليبها وطرائقها سواء من المسلمين أو من غيرهم.
*كما أن وضع المجتمعات الحالية، وأنواع الفتن والمغريات التي بنارها يكتوون،وأصناف الشهوات والشبهات التي بسببها أضحى الدين غريبًا، فنال المتمسكون به مثلاً عجيبًا "القابض على دينه كالقابض على الجمر".
ولا شك عند كل ذيلُب أن حاجة المسلم اليوم للثبات أعظم من حاجة أخيه أيام السلف والجهد المطلوب لتحقيقه أكبر.
وارتباط الموضوع بالقلبي علي من شأنه، فيقول النبي- صلى الله عليه وسلم- في شأنه: "لَقلب ابن آدم أشد انقلابًا من القِدْر إذا استجمعت غليانًا".
**يقول الشهيد سيد قطب: فأماالثبات فهو بدء الطريق إلى النصر. فأثبت الفريقين أغلبهما. وما يدري الذين آمنوا أن عدوهم يعاني أشد مما يعانون؛ وأنه يألم كما يألمون، ولكنه لايرجو من الله ما يرجون؛ فلا مدد له من رجاء في الله يثبت أقدامه وقلبه!وأنهم لو ثبتوا لحظة أخرى فسينخذل عدوهم وينهار؛ وما الذي يزلزل أقدام الذين آمنوا وهم واثقون من إحدى الحسنين: الشهادة أو النصر؟ بينما عدوهم لا يريد إلا الحياة الدنيا؛ وهو حريص على هذه الحياة التي لا أمل له وراءها ولا حياة له بعدها، ولا حياة له سواها؟!
والمحن هي التي تكشف معادن الناس ويصبحوا معها على أصناف:
فمنهم: الصابر الصامد المحتسب، وهم الذين عناهم الله تعالى بقوله: (آلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)
ومنهم: المهزوز المنهزم الذي لا يلبث أن يسقط وينسحب من ساحة الصراع،
وهم الذين ينطبق عليهم قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ..) العنكبوت:10.
وهم الذين ينطبق عليهم قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ..) العنكبوت:10.
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعرض هو وأصحابه في مكة لألوان من الأذى والمحن، فكان يوصي أصحابه بالصبر والثبات، ويبشرهم بالجنة والنصر والتمكين ،, والذين ثبتوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن أصابهم من الضر ما أصابهم هم من كانوا قادة الفتوحات، وحملة الدعوة، والأئمة الهداة بعد ذلك .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين) .
فعلينا أن نستفيد من المحن والأزمات في تربية أنفسنا على الصبر بأنواعه (لله ، وبالله ، وفي الله)
وعلى حقيقة الصلاة ؛ لأن الله عز وجل أمرنا أن نستعين بالصبر والصلاة بقوله جل وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)
وعلى حقيقة الصلاة ؛ لأن الله عز وجل أمرنا أن نستعين بالصبر والصلاة بقوله جل وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)
وإنما أوصانا الله بهما لما لهما من الأثر العظيم في ثبات النفوس واستقرارها وقوتها وحسن تدبيرها للأمور
-وما أحوجنا لذلك في ظل ما نمر به من ظروف- وقد كان قدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، وكذلك كان أصحابه يفزعون إذا فزعوا إلى الصلاة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق