سامحكم الله ايها التونسيون ..فقد أوجعتم قلوبنا
عدنان الروسان
لماذا كل هذا التيه العربي الذي صارمعه التيه اليهودي نزهة في يوم ربيعي مشمس ، ولماذا كل هذا الصمت الرسمي العربي الذي يشبه صمت القبور أمام معاناة الشعوب وفقرها وقهرها وضعفها وذلها ومهانتها وضياع اوطانها وتقسيم حاراتها واستئساد ارانبها وتنمر يهود المحرقة المزعومة عليها ، وضياع مساجدها وكنائسها ، وسواد النظام الرسمي العربي عليها سواد الذئاب على القطيع .
سامح الله التونسيين وغفر لهم ، اما كان الأولى بكم ان تبقوا قاعدين مع القاعدين ، أما كان الأولى ان تبقوا متضامنين مع الوحدة العربية من المحيط الى الخليج ،وحدة في الذل ،وحدة في الجوع والقهر ، وحدة في الهزائم لماذا هذه الثورة ، أحرقتم قلوبنا وأدميتم مآقينا لا ندري أنبكي أم نضحك، لا ندري أن نبارك لكم أم نعزي فيكم ، فنحن متعودون على الذل ، متعودون على الا نملك مايكفي لآخر الشهر ، نحن متعودون على حكومة تأتي وحكومة تذهب ونقول للزعيم ما أخذ وللزعيم ما أعطى ولا حول ولا قوة الا بالزعيم الأوحد الأعلى الأمجد الذي لولا أنه يلد و يولد لكان عند سدرة المنتهى !!، ونتابع المسير الى المجهول ، نتابع المسير الى حيث لا ندري ويتابع الزعيم طريقه الى المستقبل الذي يؤمن أولاده وأولاد أولاده وأولاد الحاشية وأولاد أولاد الحاشية ونبقى نحن نصدق التلفزيون الذي لا ينام ولا يدع أحدا ينام وهو يرجز لنا الأراجيز ويهزج لنا الأهازيج ، يعلمنا الوطنية من خلال تلطف المحافظ بأصلاح ماسورة ماء ام العبد المكسورة في الشارع ، و تمنن رئيس البلدية برفع يده ليقول لنا أبشرو يا إخوان أوأبشري يازرقاء او ياحمراء وحينما يغادرنا ننتبه الى أننا قد تركنا على الحديدة وترك الزرقاء خاوية على عروشها .
سامح الله التونسيين فتحوا لنا جروحا كانت قد التأمت ، وتعودنا على الذل حتى عندما تنقص جرعة الذل نبحث عنها في الأسواق لنأخذها مع أقراص الفلافل التي صغرت ومع أوجاعنا التي كبرت ، نتناولها مع السكر الذي لم يعد يفعل شيئا ليزيل المرارة التي علقت في حلوقنا ، نتناولها مع الشرطي الذي يخالفنا كل يوم لأننا اسرعنا قليلا ولا نستطيع أن نخالفه في اي يوم لأنه لم يعبد لنا الشارع ولم يصلح الحفر المنتشرة في جسم الوطن ولأنه أدخلنا في سباق مع الزمن كله بعدد المطبات التي وزعها على كل مواطن ، نتناولها ، أي جرعة الذل مع رئيس الحكومة الذي لايكف عن الإبتسام والضحك ونحن لا نكف عن العبوس والبكاء ،وكلما ازدادت اوجاعنا وبكائنا ازداد ضحكه وقهقهته .
سامح الله التونسيين الذي اعادوا الى أذهاننا ان الأوطان لا تبنى بالتمنيات ولا بالذل والعبودية ولا بالأغاني والأهازيج الشعبية ، ولا بالنفاق والكذب ، ولا بالبيارق والأعلام الملونة ،ولا بالألقاب التي توزع على "اللي بسوى واللي مابسوى " الأوطان تبنى بالعرق وبالجهد ، بالنصح والأرشاد ولكن غاب عن أذهاننا أنها تحتاج أحيانا الى عربايات خضرة لتصادر وبياعي خضار يحملون الدكتوراة ليحرقوا أنفسهم ، وتحتاج الى حناجر لا طناجر ، والى أصوات ترتفع بالتكبيروالتهليل ، وتصدح بحب الوطن بصدور عارية وقلوب مطمأنة .
قرفنا من أنفسنا اليوم ، أقسم بالله العظيم أنني بكيت اليوم على حال الوطن كما لم أبكي في حياتي كلها ثم توقفت عن البكاء بصعوبة وعاتبت نفسي كثيرا على هذا الضعف وبدأت أبحث عن سبب للبكاء غير الوطن والعروبة والأمة ، ووجدت أنني لا أعاني من شيء ، لقد كانت صحوة ضمير أو رثاء لحالي وحال هذا الشعب العظيم الذي تنهشه كلاب الفساد من كل جهة ، هذا الشعب العظيم الذي يعاني بصمت ، ويجوع بصمت ويبكي بصمت ويصلي بصمت بينما الفاسدون يسرقون على الملأ وينهبون في وضح النهار وبينما عصابات اللصوص تبحث في دفاترها فتسرق من الماضي والحاضر بعد أن سرقت المستقبل ، قرفنا من الوعود التي لا تنتهي ، ومن اللجان التي لا تجتمع ولا تخرج بتوصيات ، قرفنا من مصطلحات غد مشرق سعيد ، والإنسان أغلى مانملك ، ولنعلي البناء ونحمي الوطن بينما الجيوشتموت من الجوع ويسرق على ظهرها وبسبب سلاحها وذخيرتها مؤتمر القمة العربي كله .
قرفت اليوم لأول مرة من نفسي ومن وطني ومن أهلي ومن أولادي وفاضلت بين الحياة والموت فلقيت في الموت الف ميزة وميزة تفضل الحياة ، أي حياة هذه التي يحصل فيها الرئيس على مائة وأحد عشر صوتا مزورا من الثقة التي لا تمثل الشعب ، أي حياة هذه التي تكذب فيها الحكومة على الشعب بأنها نزلت الأسعار فإذا بالتنزيل ثلاثة قروش ، ياعيب الشوم ، ثلاثة قروش ، اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه ...ثلاثة قروش ، يا ألله ماأهون هذا الشعب العظيم على الحكومة ، يا الله ما أرخص هذا الإنسان على الرئيس ...
سامح الله التونسيين فقد آذونا اذى كثيرا بثورتهم، واحتجاجاتهم، كنا مبسوطين نغني بلاد العرب أوطاني ، ونحن نعلم أنها كذبة ، وأننا لا نقدر ان نخطو خطوة واحدة من حد الى حد قبل أن نقبل بساطير الجنود هناك وهنا ، وكنا نغني الأردن أولا ، وكلنا الأردن فإذا اللصوص ينعمون بخيرات الوطن تحت سمع الحكومة وبصرها ، ونحن ننتظر الآتي ولا يأتي ، ونعيش على قارعة الطريق بينما اللصوص يعيشون في صياصي عالية حتى أسمائها غير أسماء حاراتنا وعباراتنا وزققنا الممتلئة بالقاذورات والحاويات التي تبز ماتحويه من قمامة بالقذارة .
ألم تعلموننا في المدارس أن نكون عربا ، وأن نحب الوطن ، لماذا علمتمونا قصة عمر بن الخطاب والإعرابية والحصى ، وقصة عمر بن عبد العزيز وفاطمة وبيت مال المسلمين ، لماذا لم تقولوا لنا أن كل المناهج لم تكن الا كذبة كبرى وأن العالم العربي كذبة كبرى ، وأن المستقبل لا يخبيء لنا الا لصوصا يكونون مدراء شركات طيران ومدراء شركات اتصالات ومدراء كازينوهات ، لماذا لم تقولوا لنا أن شركة أمنية شركة وطنية أهميتها بأهمية المسجد الأقصى وأن سرقاتها وسرقات الشركات الأخرى تصب في خانة الوطنية ، لماذا لم تعلموننا أن نكون لصوصا حتى نكون على مستوى " القعدة " وعلى مستوى المرحلة وحتى لا ندمر مستقبل أبنائنا بتعليمهم أن السرقة حرام وأن عمل الأردنيات في النوادي الليلية حرام وأن سرقة المال العام حرام ، وأن مخالفة النظام حرام وأن الكذب حرام ، وأن دفع الف واربعمائة مليون دينار لزعران الكازينوحلال ، وأن رخصة أمنية أم الأربعة التي انقلبت الى اربعمائة مليون عمل وطني .
لماذا لم تقولوا لنا أن تأديب السياسي يمكن أن يكون بسبب كعكعة في مخبز ، وأن اغتيالات عملاء الموساد لمواطنين يمكن ان تصبح "طوشة بين شفيرية " ، لماذا لم تقولوا لنا أن الصوت الواحد سوف يكون الحكم الفيصل في الإنتخابات وأن من يسقط في الإنتخابات ان كان له ظهر صار وزيرا ، وإن كان له بطن صار أشعبا ، وإن لم يكن هذا ولا ذاك ضاع في متاهات النسيان ، لماذا لم تقولوا لنا أن ننتسب الى قيس او يمن أو الغساسنة اوالمناذرة لنساعد الروم او الفرس ، أولنكون في سلة ولي نعمتنا الأمريكان ايد او الأمريكان سي أي ايه أو الأمريكان عمنا سام ، لماذا افهمتمونا أنه علينا أن نكون أردنيين حتى النخاع ، عربا حد الثمالة وطنيون حتى حدود اللاعقل ثم لما صدقناكم صرتم تحاسبوننا على كل ذلك وصرنا جلايب على هوامش الوطن بينما اللصوص صاروا هم السادة ولهم الريادة والسقاية والرفادة.
سامحكم الله ايها التونسيون ، فقد ايقظتمونا من سبات عميق كنا نتوسد فيه الجوع ونلتحف فيه الذل ونتقلب فيه على أصوات الأغاني والأهازيج التي تملأ أحلامنا ، ونقبل أيادي الأسياد والسلاطين وكلاب الأسيادوالسلاطين ، ولصوص الأسيادوالسلاطين ، فقلبتم حالنا وسبحان من يغير ولا يتغير ، سبحانه ... " مابين رمشة عين واستعادتها يغير الله من حال الى حال " .
عدنان الروسان
لماذا كل هذا التيه العربي الذي صارمعه التيه اليهودي نزهة في يوم ربيعي مشمس ، ولماذا كل هذا الصمت الرسمي العربي الذي يشبه صمت القبور أمام معاناة الشعوب وفقرها وقهرها وضعفها وذلها ومهانتها وضياع اوطانها وتقسيم حاراتها واستئساد ارانبها وتنمر يهود المحرقة المزعومة عليها ، وضياع مساجدها وكنائسها ، وسواد النظام الرسمي العربي عليها سواد الذئاب على القطيع .
سامح الله التونسيين وغفر لهم ، اما كان الأولى بكم ان تبقوا قاعدين مع القاعدين ، أما كان الأولى ان تبقوا متضامنين مع الوحدة العربية من المحيط الى الخليج ،وحدة في الذل ،وحدة في الجوع والقهر ، وحدة في الهزائم لماذا هذه الثورة ، أحرقتم قلوبنا وأدميتم مآقينا لا ندري أنبكي أم نضحك، لا ندري أن نبارك لكم أم نعزي فيكم ، فنحن متعودون على الذل ، متعودون على الا نملك مايكفي لآخر الشهر ، نحن متعودون على حكومة تأتي وحكومة تذهب ونقول للزعيم ما أخذ وللزعيم ما أعطى ولا حول ولا قوة الا بالزعيم الأوحد الأعلى الأمجد الذي لولا أنه يلد و يولد لكان عند سدرة المنتهى !!، ونتابع المسير الى المجهول ، نتابع المسير الى حيث لا ندري ويتابع الزعيم طريقه الى المستقبل الذي يؤمن أولاده وأولاد أولاده وأولاد الحاشية وأولاد أولاد الحاشية ونبقى نحن نصدق التلفزيون الذي لا ينام ولا يدع أحدا ينام وهو يرجز لنا الأراجيز ويهزج لنا الأهازيج ، يعلمنا الوطنية من خلال تلطف المحافظ بأصلاح ماسورة ماء ام العبد المكسورة في الشارع ، و تمنن رئيس البلدية برفع يده ليقول لنا أبشرو يا إخوان أوأبشري يازرقاء او ياحمراء وحينما يغادرنا ننتبه الى أننا قد تركنا على الحديدة وترك الزرقاء خاوية على عروشها .
سامح الله التونسيين فتحوا لنا جروحا كانت قد التأمت ، وتعودنا على الذل حتى عندما تنقص جرعة الذل نبحث عنها في الأسواق لنأخذها مع أقراص الفلافل التي صغرت ومع أوجاعنا التي كبرت ، نتناولها مع السكر الذي لم يعد يفعل شيئا ليزيل المرارة التي علقت في حلوقنا ، نتناولها مع الشرطي الذي يخالفنا كل يوم لأننا اسرعنا قليلا ولا نستطيع أن نخالفه في اي يوم لأنه لم يعبد لنا الشارع ولم يصلح الحفر المنتشرة في جسم الوطن ولأنه أدخلنا في سباق مع الزمن كله بعدد المطبات التي وزعها على كل مواطن ، نتناولها ، أي جرعة الذل مع رئيس الحكومة الذي لايكف عن الإبتسام والضحك ونحن لا نكف عن العبوس والبكاء ،وكلما ازدادت اوجاعنا وبكائنا ازداد ضحكه وقهقهته .
سامح الله التونسيين الذي اعادوا الى أذهاننا ان الأوطان لا تبنى بالتمنيات ولا بالذل والعبودية ولا بالأغاني والأهازيج الشعبية ، ولا بالنفاق والكذب ، ولا بالبيارق والأعلام الملونة ،ولا بالألقاب التي توزع على "اللي بسوى واللي مابسوى " الأوطان تبنى بالعرق وبالجهد ، بالنصح والأرشاد ولكن غاب عن أذهاننا أنها تحتاج أحيانا الى عربايات خضرة لتصادر وبياعي خضار يحملون الدكتوراة ليحرقوا أنفسهم ، وتحتاج الى حناجر لا طناجر ، والى أصوات ترتفع بالتكبيروالتهليل ، وتصدح بحب الوطن بصدور عارية وقلوب مطمأنة .
قرفنا من أنفسنا اليوم ، أقسم بالله العظيم أنني بكيت اليوم على حال الوطن كما لم أبكي في حياتي كلها ثم توقفت عن البكاء بصعوبة وعاتبت نفسي كثيرا على هذا الضعف وبدأت أبحث عن سبب للبكاء غير الوطن والعروبة والأمة ، ووجدت أنني لا أعاني من شيء ، لقد كانت صحوة ضمير أو رثاء لحالي وحال هذا الشعب العظيم الذي تنهشه كلاب الفساد من كل جهة ، هذا الشعب العظيم الذي يعاني بصمت ، ويجوع بصمت ويبكي بصمت ويصلي بصمت بينما الفاسدون يسرقون على الملأ وينهبون في وضح النهار وبينما عصابات اللصوص تبحث في دفاترها فتسرق من الماضي والحاضر بعد أن سرقت المستقبل ، قرفنا من الوعود التي لا تنتهي ، ومن اللجان التي لا تجتمع ولا تخرج بتوصيات ، قرفنا من مصطلحات غد مشرق سعيد ، والإنسان أغلى مانملك ، ولنعلي البناء ونحمي الوطن بينما الجيوشتموت من الجوع ويسرق على ظهرها وبسبب سلاحها وذخيرتها مؤتمر القمة العربي كله .
قرفت اليوم لأول مرة من نفسي ومن وطني ومن أهلي ومن أولادي وفاضلت بين الحياة والموت فلقيت في الموت الف ميزة وميزة تفضل الحياة ، أي حياة هذه التي يحصل فيها الرئيس على مائة وأحد عشر صوتا مزورا من الثقة التي لا تمثل الشعب ، أي حياة هذه التي تكذب فيها الحكومة على الشعب بأنها نزلت الأسعار فإذا بالتنزيل ثلاثة قروش ، ياعيب الشوم ، ثلاثة قروش ، اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه ...ثلاثة قروش ، يا ألله ماأهون هذا الشعب العظيم على الحكومة ، يا الله ما أرخص هذا الإنسان على الرئيس ...
سامح الله التونسيين فقد آذونا اذى كثيرا بثورتهم، واحتجاجاتهم، كنا مبسوطين نغني بلاد العرب أوطاني ، ونحن نعلم أنها كذبة ، وأننا لا نقدر ان نخطو خطوة واحدة من حد الى حد قبل أن نقبل بساطير الجنود هناك وهنا ، وكنا نغني الأردن أولا ، وكلنا الأردن فإذا اللصوص ينعمون بخيرات الوطن تحت سمع الحكومة وبصرها ، ونحن ننتظر الآتي ولا يأتي ، ونعيش على قارعة الطريق بينما اللصوص يعيشون في صياصي عالية حتى أسمائها غير أسماء حاراتنا وعباراتنا وزققنا الممتلئة بالقاذورات والحاويات التي تبز ماتحويه من قمامة بالقذارة .
ألم تعلموننا في المدارس أن نكون عربا ، وأن نحب الوطن ، لماذا علمتمونا قصة عمر بن الخطاب والإعرابية والحصى ، وقصة عمر بن عبد العزيز وفاطمة وبيت مال المسلمين ، لماذا لم تقولوا لنا أن كل المناهج لم تكن الا كذبة كبرى وأن العالم العربي كذبة كبرى ، وأن المستقبل لا يخبيء لنا الا لصوصا يكونون مدراء شركات طيران ومدراء شركات اتصالات ومدراء كازينوهات ، لماذا لم تقولوا لنا أن شركة أمنية شركة وطنية أهميتها بأهمية المسجد الأقصى وأن سرقاتها وسرقات الشركات الأخرى تصب في خانة الوطنية ، لماذا لم تعلموننا أن نكون لصوصا حتى نكون على مستوى " القعدة " وعلى مستوى المرحلة وحتى لا ندمر مستقبل أبنائنا بتعليمهم أن السرقة حرام وأن عمل الأردنيات في النوادي الليلية حرام وأن سرقة المال العام حرام ، وأن مخالفة النظام حرام وأن الكذب حرام ، وأن دفع الف واربعمائة مليون دينار لزعران الكازينوحلال ، وأن رخصة أمنية أم الأربعة التي انقلبت الى اربعمائة مليون عمل وطني .
لماذا لم تقولوا لنا أن تأديب السياسي يمكن أن يكون بسبب كعكعة في مخبز ، وأن اغتيالات عملاء الموساد لمواطنين يمكن ان تصبح "طوشة بين شفيرية " ، لماذا لم تقولوا لنا أن الصوت الواحد سوف يكون الحكم الفيصل في الإنتخابات وأن من يسقط في الإنتخابات ان كان له ظهر صار وزيرا ، وإن كان له بطن صار أشعبا ، وإن لم يكن هذا ولا ذاك ضاع في متاهات النسيان ، لماذا لم تقولوا لنا أن ننتسب الى قيس او يمن أو الغساسنة اوالمناذرة لنساعد الروم او الفرس ، أولنكون في سلة ولي نعمتنا الأمريكان ايد او الأمريكان سي أي ايه أو الأمريكان عمنا سام ، لماذا افهمتمونا أنه علينا أن نكون أردنيين حتى النخاع ، عربا حد الثمالة وطنيون حتى حدود اللاعقل ثم لما صدقناكم صرتم تحاسبوننا على كل ذلك وصرنا جلايب على هوامش الوطن بينما اللصوص صاروا هم السادة ولهم الريادة والسقاية والرفادة.
سامحكم الله ايها التونسيون ، فقد ايقظتمونا من سبات عميق كنا نتوسد فيه الجوع ونلتحف فيه الذل ونتقلب فيه على أصوات الأغاني والأهازيج التي تملأ أحلامنا ، ونقبل أيادي الأسياد والسلاطين وكلاب الأسيادوالسلاطين ، ولصوص الأسيادوالسلاطين ، فقلبتم حالنا وسبحان من يغير ولا يتغير ، سبحانه ... " مابين رمشة عين واستعادتها يغير الله من حال الى حال " .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق