محمد فايز الإفرنجي
تونس الخضراء منها بدأت شرارة الحرية ضد كل طاغية في أوطاننا العربية, خَلَعَ الشعب التونسي عباءة الخوف وتجاوز الرصاص فخلع الرئيس ليفر وعائلته خارج البلاد, هذا ما آل إليه الوضع في تونس الخضراء ببساطة.
كنا قد فقدنا الأمل بثورة الشعوب العربية التي وصفناها بالميتة, والنائمة والغافلة .
كثيرةٌ هي الصفات التي نعتناها بها إلا أن الشعب التونسي حطم كل الكلمات, وخلق نوعا جديداً من الثورات الشعبية, ففي أسابيع خلع من قبع بالحكم عقود.
الطاغية مهما كان وكيفما تمكن من الشعوب بأجهزته الأمنية, بقوانين الطوارئ, بالقمع والتجويع, بالاعتقال والتعذيب, بكل وحشية ابتدعها لضمان استمرار حكمه للشعب كما حُكِم العبيد تماماً.
لم يفهم طغاة هذا الزمان وكل زمان بأن الشعوب هي من يصنع التاريخ إن أرادت, فهبت شرارة الحرية ملتهبة من بين شوارع وأزقة تونس ليهرب الطاغية مخلفاً وراءه شعب حر سيحكم نفسه كيفما شاء وسيختار رئيساً له في ظل ديمقراطية أرادها كما أراد الحياة.
هل ستتوقف هذه الشرارة عند بوابات تونس الخضراء ؟ أم هي بداية لنيران ستأكل كل طواغيت الوطن العربي واحداً تلو الآخر ليكون بذلك للشعب التونسي السبق في تحرير نفسه ولسنا نعلم من التالي ؟
هذه الشعوب التي ستتحرر بلا شك, فعجلة الحرية لن تتوقف وسقوط الطواغيت لن يهدأ وما "بن علي" إلا أوائل الساقطين المخلوعين المطرودين في هذا القرن, من كنف الشعوب التي تحملت وصبرت وعايشت الظلم والطغيان, وحلمت بأمس تشرق فيه شمس الحرية لتكون شعوباً صاحبة قرار, لتعيد إلي نفسها المجد والكرامة والعزة التي فقدتها منذ عقود بل وأكثر على أيدي أنظمة بائدة سيكون مصيرها إلي زوال.
لم يعد الشعب العربي يخشى هراوات أنظمة القمع العربية, ولا رصاصات الظلم الخارقة لأجساد الأبرياء من أبناء امتنا, لم يعد الشعب العربي يخشى القمع, والقتل والتعذيب, في سبيل نيل حريته فهو يدفع ثمناً اكبر من ذلك بكثير بصمته على الظلم, يدفع أروحاً ودماءً وحياة بلا كرامة ولا عزة, ليتمتع طواغيت العرب بالثراء والأمن والهناء هم وأسرهم ومن هم مقربين لهم.
ليس بعد اليوم فلن يتوقف الشعب العربي لتدوم عجلة الظلم والطغيان, يُسلمها طاغية لآخر, يورثها لابن أو لظالم اشد عنفاً وقمعاً وطغياناً.
هي الحرية إذاً, سندفع ثمنها لنحصل على ريحها فنعيش في كنفها غير آبهين بجبروت أنظمةٍ متعفنة سقط قناعها وبانت سوءتها.
سيقلع الشعب العربي شوكته بيده لن يحتاج إلي جيوش الغرب, ولا دبابات الديمقراطية الكاذبة, التي تحدث عنها الاستعمار لتكون مدخلاً لنهب بلادنا, وتعيين طغاة اشد إيلاماً على نفوسنا ممن سبقوهم.
سنحرر أنفسنا بأنفسنا ولن تهدأ العاصفة حتى زوال أخر طاغية يحكم بلاد العرب, حتى نفرغ لبناء الذات وتحرير الأوطان من كل محتل فإلى الأمام يا شعوبنا العربية سننتظر غداً شروق شمس الحرية على بقعة أرض عربية جديدة ليعود للوطن عزه ومجده وللإنسان العربي كرامته وحريته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق