السبت، 20 نوفمبر 2010

عيد المصالحة أم مصالحة العيد

عيد المصالحة أم مصالحة العيد...
بقلم/ حسام الدجني

يطل علينا عيد الأضحى المبارك هذا العام والمصالحة الوطنية بين الأشقاء لم تكتمل فصولها بعد، ولقاءات دمشق أعادت عجلة الزمان إلى الوراء ليعود وفد حركة فتح بفتح ملفات تم التوافق عليها مسبقاً، في مؤشر لمتغير جديد طرأ في الساعات أو الأيام القليلة الماضية.

فعلى الرغم من التوافق على ملفات الانتخابات والحكومة الانتقالية في جلسات الحوار السابقة، عاد الطرح من جديد حولهما، وبدل من أن تنصب الجهود حول تشكيل اللجنة العليا للأمن التي من المقرر أن تعمل على وضع التصورات والهيكليات اللازمة لبناء أجهزة أمنية وطنية، حملت حركة فتح معها رؤية مخالفة لما تم التوافق عليه مسبقاً مفادها هو بناء أجهزة أمنية وفقاً لقانون الخدمة العسكرية، ووفقاً لرؤية قائد القوات المسلحة السيد الرئيس محمود عباس، وفي قطاع غزة فقط.
وبذلك نستطيع القول، أن جلسات دمشق تقدمت خطوة، وتراجعت بعد ذلك خطوتين، وهذا يدلل بما لا يدع مجالاً للشك أن المصالحة الفلسطينية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمصالح الحزبية وبالتداخلات والتدخلات الإقليمية والدولية.

ولكن هنا نطرح سؤالاً حول ماهية المتغير الجديد الذي دفع حركة فتح ووفدها المحاور لتغيير مواقفه؟
لا يستطيع أحد التكهن أو التنبؤ في سبب هذا التراجع، ولكننا كمراقبين ومتابعين للشأن الفلسطيني، نؤكد ما ذكرناه مسبقاً في أكثر من مقال بأن مسألة الانقسام لا يمكن حلها في ظل أزمة الثقة الحاضرة بين حركتي فتح وحماس، وفي ظل ترهل وتبعية النظام السياسي الفلسطيني وارتباطه الوثيق بالمال السياسي والاقتصاد الإسرائيلي، وفي ظل ضعف وانقسام وتشرذم النظام الإقليمي العربي، وبذلك أصبحت المصالحة مادة إعلامية للتسويق المحلي، ونحن أمام مشهد قد يمتد لسنوات طويلة، أو أمام مصالحة تراعي النظام الفدرالي في النظم السياسية المعاصرة، كأن تحكم حماس أمنياً قطاع غزة، وتحكم حركة فتح أمنياً الضفة الغربية، وتتم المصالحة في القضايا السياسية الأخرى التي تقبل القسمة على اثنين أو ثلاثة أو كما قال السيد محمود عباس...
لذلك نستطيع الجزم بأن هذا العيد سينضم لقافلة أعياد الانقسام، ونتمنى أن يكون العيد القادم عيد الوحدة الوطنية.

ولكن إذا فشلت جهود فصائلنا في استعادة الوحدة هذا العيد، ويكون عيد المصالحة، فينبغي أن تنجح جهودهم في مصالحة العيد، من خلال العمل على تبيض السجون الفلسطينية، وإدخال البسمة لدى عائلات المعتقلين السياسيين، فلا يعقل أن يفرح هذا الطفل مع والده في العيد، وغيره يبكي على والده الذي تحتجزه ظلمات غرفة كتب على جدرانها مقولة (ثمن الانقسام)، وتبعد أمتار قليلة عن بسمة هذا الطفل، ويحرسها فلسطيني عربي مسلم!!!

وفي الختام أوجه مناشدتي للمسؤولين الفلسطينيين في كل مكان للعمل على منح كل نزيل أو معتقل سياسي إفراجاً أو عفواً أو إجازة بكفالة، لتكون خطوة عملية نحو دفع عجلة وقطار المصالحة للأمام، وكذلك لنرسم معاً بسمة العيد على شفاه كل المحرومين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق