كتاب جديد: غــزة فــــي ازمـة
____________________________________
"غزة في أزمة":كتاب جديد لنعوم تشومسكي وإيلان بابي عن ترويع الفلسطينيين
نيويورك- صدر مؤخرا كتاب جديد بعنوان "غزة في أزمة: تأملات في الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين"، وذلك عن دار النشر Haymarket Books الأمريكية، ويقع الكتاب في 240 صفحة من القطع المتوسط. الكتاب أعده وحرره فرانك بارات، وهو ناشط من أجل السلام يعيش في لندن، ومنسق محكمة رسل الدولية حول فلسطين، وعضو حملة التضامن مع فلسطين، واللجنة الإسرائيلية لمكافحة هدم البيوت.
هذا الكتاب عبارة عن مقابلات ومقالات لنعوم تشومسكي وإيلان بابي، وهما اثنان من أشهر وأهم المعلقين على الصراع الفلسطيني والعربي ـ الإسرائيلي، فالأول أحد كبار اللغويين في العالم، وأهم نقّاد السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، إلى حد أن صحيفة نيويورك تايمز وصفته بالظاهرة العالمية، أما الثاني فأحد أهم المؤرخين الجدد في إسرائيل، وهو صاحب كتاب التطهير العرقي لفلسطين، ويعمل في الوقت الحالي أستاذاً للتاريخ في جامعة إكستر البريطانية.
وعلى الرغم من حقيقة أن أغلب المواد التي يضمها الكتاب ظهرت قبل الهجوم الإسرائيلي على قافلة أسطول الحرية، إلا أنها تٌسهم في وضع ذلك الهجوم، وكذلك الاجتياح الإسرائيلي لغزة المسمى بعملية الرصاص المصبوب، في سياقهما التاريخي والسياسي.
وفي هذا الصدد يعود تشومسكي إلى تأكيد المواقف التي لم يكف عن تكرارها منذ أربعة عقود حول أصول الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وحول تواطؤ الإدارات الأمريكية المختلفة مع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة والساعية إلى تأبيد الاحتلال، ناهيك عن حماية إسرائيل في المحافل الدولية، واستخدام حق النقض في مجلس الأمن.
ويقول إن الصراع الفلسطيني والعربي - الإسرائيلي يبدو عصياً على الحل، وقد استهلك الكثير من الوقت والجهد والموارد، رغم أن الحل نفسه معروف، ويحظى بتأييد الغالبية العظمى من دول العالم.
ويضيف "الحل يقوم على انسحاب إسرائيل من المناطق المحتلة عام 1967 وإنشاء دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، مع تعديلات طفيفة على الحدود. وحتى الولايات المتحدة وإسرائيل لا تعترضان عليه في العلن. رغم ذلك، فإن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، وبدعم من الولايات المتحدة، لم تكف عن عرقلة هذا الحل، وعن افتعال الأزمات، وخلق العراقيل. وفي هذا السياق يمكن فهم المقصود من الهجوم على أسطول الحرية، وعملية الرصاص المصبوب بعد وضعهما في الإطار الصحيح".
فعلى الرغم من انسحاب إسرائيل من قطاع غزة، إلا أنها ترفض التخلي عن السيطرة الأمنية الكاملة عليه، إلى حد تحوّل معه القطاع إلى أكبر سجن مفتوح في العالم، وإلى مكان لا يصلح للعيش، حسب تعبير تشومسكي.
فاستمرار الحصار، ومنع دخول مواد ومعدات البناء إلى غزة، وتقليص حرية الحركة بطريقة تضع الفلسطينيين في غيتوهات مغلقة ومعزولة، كلها أشياء تستهدف ترويع وعقاب وإذلال الفلسطينيين.
أما إيلان بابي فيقدم تحليلاً للتحالف الأمريكي - الإسرائيلي، الذي "يجافي المنطق السليم، والمصالح المألوفة بين الدول"، ويركز بشكل خاص على الجذور الإنجيلية العميقة لموقف أمريكا من إسرائيل ومن العرب والفلسطينيين، كما يقدم تحليلاً
تاريخياً جديداً لميلاد الحركة الوطنية في فلسطين.
ردود : كتاب جديد: غــزة فــــي ازمـة
- بدلا من المناكفات السياسية والفصائلية اين الكتاب الفلسطينيين ليظهروا للعالم العربي أين هؤلاء الكتاب ودورهم بنصرة القضية الفلسطينية.......فلا يريد الشعب الفلسطيني الترحم على الاموات وبعد ما يموت الكاتب يبدءوا بعمل حفلات تأبين له ليقهروا هذا الشعب فوق قهره......يريد الشعب الفلسطيني التعرف على هؤلاء الكتاب كامثال فرانك
- نوعام تشومسكي كاتب معاد للصهيوني، وهو مفكر أمريكي يهودي يرفض حملة الجنسية الصهيونية، لكن منطلقاته يسارية ونظرته للحل هي دولة علمانية يعيش فيها الفلسطينيون والصهاينة بمساواة ودون اعتبارات دينية.
أما إيلان بابيه فهو باحث يهودي يعيش في الكيان الصهيوني بحكم مولده فيه، إلا أنه معاد للصهيونية وأظهر ذلك في كتابه "جريمة التطهير العرقي في فلسطين"، والتي أثبت فيه أن ما حصل في فلسطين عام 1948م هي جرائم تطهير عرقية ارتكبتها العصابات الصهيونية عن سبق اصرار وترصد، وهو بذلك أكثر مصداقية وصدقاً من باحثين كتاب يساريين أمثال ميرون بنفستي وعاموس عوز وعكيفا ألدار الذين يتنقدون الكيان إلا أنهم يحاولون إعطاء صبغة إنسانية للصهيونية، ويؤمنون بوجود جانب إنساني بالصهيونية.
فمثلاً الباحث ميرون بنفستي أقر بارتكاب جرائم على أيدي العصابات الصهيونية عام 1948م، لكنه حاول التخفيف من حجمها وتبيانها كأنه أمر طبيعي ضمن سياق المعارك وحاول تقسيم مسؤولية الجرائم بين العرب والصهاينة. أما إيلان بابيه فكان حاسماً بوصفه حرب عام 1948م بأنها جريمة تطهير عرقي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق