اختطاف المجاهدة تمام أبو السعود وموت الحمية في نابلس
بقلم جمال عبد الله
لليوم الرابع على التوالي وحتى كتابة هذه الكلمات تقبع المجاهدة تمام أبو السعود في سجون الأجهزة الأمنية يحقق معها في سجن الجنيد بطريقة إنسانية وحضارية من دون تجريح أو إيذاء أو لا سمح الله أي استحقار ... يراعون أوقات صلاتها ويقدمون لها الطعام بوقته ... وكل ضابط يجلس معها يقول لها عيد سعيد وكل عام وأنت بخير .
قدم لها الجنود الحلويات بمناسبة العيد واعتذروا لها لاضطرارهم اختطفاها يوم الوقفة وقالوا لها اضررنا لهذا العمل حتى نحافظ على أمن الوطن وبإذن الله لن يطول اعتقالك ونتمنى عليك أن تتجاوبي معنا وتعطينا كل ما نريد من معلومات.
شكرتهم الخالة تمام على حسن الضيافة وقالت لهم كرم فتحاوي أصيل فهكذا ابن البلد يعامل جيرانه وأهله وأخواته ... وعبرت عن أسفها لطريقة اقتحام منزلها فقاطعها الضابط الفتحاوي وقال نحن نعتذر يا أماه فهذا ليس طبعنا وكل ما حدث خلل عند جندي صغير سيتم عقابه.
بعد اعتقال الخالة تمام وبذات الليلة اختطف الاحتلال ومن دون علم الأجهزة ومن دون أن يكون قد تم بين الطرفين أي تنسيق أمني ابن الخالة تمام محمود واقتادوه إلى أحد مراكز التحقيق ... جُنّ الضابط الفتحاوي وأخبر الخالة تمام وقال لها سنذهب لنعتقل ابنك خضر ليس من أجل الضغط عليك أو من أجل تقديم اعتراف فقط من أجل أن نحميه من الكلاب الإسرائيلية التي تعتقل المجاهدين وبالفعل هذا ما كان اعتقل النجل الثاني خضر وتم أخذه إلى زنزانة قريبة من زنزانة أمه.
وهناك في زنازين الأمن الوقائي جلست الأم وجلس الابن الذي تلوع قلبه من حال أمه وتحرك قلب الأم التي خافت أن يصيب ابنها أي مكروه ... وسألته بلهفة عن حاله وحال أخيه وشقيقاته فقاطعها الضابط الفتحاوي بكل أدب وذوق واحترام وقال لها : يا اماه اسأليه عن معمول العيد هل بقي منه شيء أم تم أكله بالكامل وقهقه بصوت عالٍ حتى يضفي جواً من المرح على المكان الذي لطالما بكى فيه الرجال الذين علت أقدام ضباط الأمن الوقائي والمخابرات على رؤوسهم وهم ساجدون .
ليلة اختطاف تمام تم إحضار الطالب في جامعة النجاح حمزة فتحي قرعاوي إلى بيت تمام وكان محمولاً على الأكتاف والدم يقطر من كل جسمه وبحالة صعبة لم يقل إلا أمراً واحداً فقط أريد الأمانة وكانت الأمانة عبارة عن كيس به 100 دينار بالتمام والكمال.
ليست هذه المرة الأولى التي يتم اختطاف مجاهدة فلسطينية وليست هذه المرة الأولى التي تمضيها سيدة فلسطينية ليلة العيد في سجون السلطة ولن تكون الأخيرة ، وكيف ستكون الأخيرة وقد هنـّا على أنفسنا وسمحنا للبغاة بأن يستأسدوا.
لم أسمع أي تصريح من قائد أو فصيل فلسطيني أو حتى من أي شخص من حماس أو غيرها... وطبعاً لن أتحدث عن أصحاب المقامات الرفيعة نوابنا الكرام فهم أكبر من أن تطالهم أقلامنا المستعارة فقد تعرضوا لأذى شديد واعتقالات وهم ملاحقون ولديهم أعمال خفية لا يعلم بها أمثالنا من الصف الثاني عشر.
يغضب مني البعض حينما أتحدث بانفعال واقوم بتوصيف الأمور ، ويعذرني قسم آخر ويقول إنها حرقة وشعور بالظلم وثالث يتهمني بأني متحامل وأحمل المسؤولين فوق طاقتهم .
وأكون كاذباً إن قلت أني لا أبالي بذلك أو ذاك وكم تألمت وأنا أسمع كلامي ومقالاتي تفسر بطريقة خطأ وعذرت البعض ولم أعذر البعض ، وأكثر ما آلمني اتهامي أني متحامل على النواب وهذا والله يشهد ليس من طباعي ولا خصالي وليس هذا حال قلمي.
أريد فقط من مسؤول واحد في حماس أن يفسر لي عدم إصدار بيان استنكاري حتى اللحظة وما هو سبب التقصير ، آسف أعود وأقدم اعتذاري فليس من حقي أن اسأل وليس من حقنا أن نعلم أو نعرف فهناك اتصالات على أعلى المستويات لابد أنها حدثت ولكنا قوم لا نعذر بعضنا البعض .
باختصار قلبي يعتصره الألم ومقتنع أننا هنـّا على أنفسنا بشكل كبير وأن مشكلتنا تتلخص بعدم وجود قادة وقيادة حقيقية لنا في الضفة تنبض بنبض المختطفين وتتحدث بحالهم وهو حال الحروب التي تشن على الدعوات تدمر كل شيء .
وإلى أن تضع هذه الحرب أوزارها أقول هي الحرب يا رجال هي الحرب يقاد شباب الحماس ونساء الحماس وشيوخ الحماس لها من دون أن يكون لها بوصلة أو قادة يوجهون الجموع المظلومة المغلوبة على أمرها .
ستبقين في أسرك تمام وسيبقى أولادك وستعتقلين مرات ومرات وستحرمين من حسن السير والسلوك يا صاحبة الفضل والفضيلة حتى يغير الله القوم الظالمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق