سفراء العار

سفراء العار..

كمال عبدالله

لم يتمكن ممثل دايتون المدعو فايد مصطفى ضابط ميليشيا الوقائي الأسبق وسفير عباس في موسكو، رغم سعيه الدؤوب ومحاولاته الحثيثة من التربع طويلا على عرش النذالة والفساد، ونافسه على لقبه المميز "سفير العار"، آخرون حرصوا أن يكونوا أكثر نذالة، وأشد تفريطا، وبادروا لتقديم خدماتهم في سوق الخيانة والتفريط، علّ ربتهم صهيون ترضى عنهم وتلقي إليهم ببعض الفتات ..

فهذا سفيرعباس في جنوب أفريقيا المدعو علي احمد حليمة يشارك في جامعة فَتسْ بجوهانسبرغ في حفل لأعتى الجمعيات الصهيونية الطلابية في جنوب أفريقيا وأشدها عداء وتطرفا، والمعروفة بتأييدها المطلق لسياسات الكيان الصهيوني بكل عنصريتها، وفاشيتها، مما أثار سخط وغضب واستهجان أنصار فلسطين في جنوب أفريقيا الذين أحبط حليمة مساعيهم لنزع الشرعية عن هذه الجمعية المتطرفة، وشكل خرقا لمساعي الأكادميين الداعين لمقاطعة "إسرائيل" في جنوب أفريقيا..علما أنهم كانوا قد بعثوا برسالة تناشد سفير عباس عدم المشاركة في التظاهرة الصهيونية لأن مجرد مشاركته سوف تستخدم سلاحاً ضد الناشطين المناصرين للقضية الفلسطينية في جنوب افريقيا.

إلا أن مساعيهم تلك ذهبت أدراج الرياح فلسفير عباس وسلطته أجندة أخرى، فهم مرتزقة الاحتلال المنافحين عنه في الداخل، ووكلاءه والمدافعين عنه في الخارج.

وهذا المدعو نبيل معروف سفير عباس في أنقرة يقوم بكل وقاحة وصلافة بتشويه تاريخنا ونضالنا وتلميع الاحتلال في محاضرة نظمت في جامعة اسطنبول للتضامن مع فلسطين، فإذا بسفير عباس يقلبها دفاعا عن الصهاينة وكيانهم المصطنع، ويتناسى آلام وجراح شعبنا، ولا يذكر القدس والأقصى مهوى الأفئدة وقبلة المسلمين الأولى، ولولا أن قام مدير الجلسة التركي بذكر القدس وأمنيودعاءه أن يراها محررة لما ذكرت القدس أصلا في محاضرة سفير عباس للطلبة الأتراك.

ولم يكتف نبيل معروف بذلك بل أصر على ابتذاله أمام أسياده الصهاينة حين وزع كتيبا مهره بشعار السفارة تمويها ولو قيل أن الخارجية الصهيونية برئاسة الفاشي المجرم ليبرمان هي التي أعدته لما استغرب أحد، وفيه يختزل السفير أرض فلسطين الحبيبة، كيلومترات قليلة في الضفة وغزة، مكررا في أكثر من موضع أن "إسرائيل" وفلسطين دولتان متجاورتان دون أي تفنيد للمزاعم الصهيونية بحق ديني وتاريخي بأرض فلسطين.. يبدو أن نبيل معروف يدرك مهمته جيدا في صرف اهتمام الأتراك عن التضامن مع فلسطين، وتلميع صورة العدو المغتصب للأرض والدار..ويا للعار.

وهذا المدعو سلمان الهرفي سفير عباس في تونس يحج إلى كنيس يهود في جزيرة جربة في الذكرى 62 لقيام كيانهم الغاشم على أنقاضنا، وخراب ديارنا، أي في الذكرى ال 62 للنكبة دون أن يهتز له رمش حياء من دماء الشهداء.. وأقتبس من الاستاذ سميح خلف وصفه لفعلة الهرفي الشنيعة:

"المحزن بالنسبة الينا كفلسطينيين وكعرب وكمسلمين بل وكآدميين , فهو ان سفير عباس بتونس ومستشاره للشؤون الافريقية " سلمان الهرفي " شد الرحال صحبة وفد من سفارته الى جربه ليشارك " شركاءه في السلام " مراسم حجهم الذي يواكب السنة احتفالهم بالذكرى ال 62 لتاسيس كيانهم على ارضنا المغتصبة , وليمارس معهم كافة طقوسهم : من ايقاد شموع, واقامة صلوات, وادعية وامنيات بالاجتماع في "ارض الميعاد" وبالنصر على الغووييم " - أي الغرباء, ونيل مباركة الحاخام.. وليختتم معهم حجهم بترنيم مزاميرهم القائل: " ان نسيتك يا اورشليم تنسى يميني. " بكل خشوع مرتديا "الكيباه "شعار الاصوليين اليهود والمستوطنين "...ويا للعار.

والمدعو إبراهيم خريشة سفيرعباس في مجلس حقوق الإنسان يكررتواطأه مع الصهاينة ويسعى بنذالة لتمكين العدو من الإفلات من العقاب، وللمرة الثانية يحول بخسة ودناءة دون اعتماد تقرير غولدستون في مجلس حقوق الإنسان الذي كان سيمكن ولأول مرة من إدانة الكيان وملاحقة قادته وضباطه بل وحتى جنوده..

كذلك كان سفير عباس في اليونسكو المدعو إلياس صنبر، قد عمل على إرجاء استصدار قرار بخصوص مدينة القدس المحتلة في المجلس التنفيذي باليونسكو، مما أثار موجة من الاستياء والغضب بين الوفود العربية في اليونسكو بعد تأجيل البت في خمسة قرارات لفلسطين يتصدرها قرار مدينة القدس المحتلة الثابت منذ ثلاثين عاماً على جدول أعمال المجلس التنفيذي.

وقبل ذلك قام المدعو رياض منصور الرمحي سفير عباس في الأمم المتحدة بتعطيل مشروع قرار قطري لإعمار غزة في مجلس الأمن الدولي بالتعاون علانية مع ممثل الكيان الصهيوني..حتى استحق لقب سفير الكيان الثاني بنذالة ..

وسفير عباس في البرازيل المدعو إبراهيم الزبن يحرض ضد اللاجئين الفلسطينيين المعتصمين أمام السفارة من العوائل اللاجئة المرحلة من العراق وينهال عليهم بالشتائم بدل أن يمد لهم يد العون والمساعدة بعد تشردهم في البلدان..ويا للعار.

والمدعو عاطف عودة سفير عباس فس طرابلس الغرب يتفق مع سفارة النظام المصري على اشتراط الحصول على تزكية من سفارته للراغبين بتجديد وثائقهم من الفلسطينيين المنكوبين بالوثيقة المصرية، ولدى مراجعة هؤلاء لسفارته يطلب منهم مبالغ عالية دون وجه حق (خاوة) ليثري من ابتزاز المساكين من أبناء شعبنا ..ويا للعار.

وما أصدق ما كتبه الأستاذ نضال حمد في وصف هؤلاء :

"بما أن منظمة التحرير الفلسطينية اصبحت عبارة عن خربة تغطيها الأتربة والرمال والكثبان والطحالب، وتعشش في مؤسساتها الأفاعي السامة والثعابين والعقارب، التي لا تفرق بين اعداء واقارب .. " إلا أنه " منذ جاء الى بلادنا المحتلة شخص يدعى الجنرال دايتون اصبحت تلك العقارب تفرق بين الأعداء والاقارب، فتحمي الأولين وتهاجم التاليين .."

ويا للعار ...