رئيس هيئة الدفاع البريطاني يؤكد:
أن الحرب في أفغانستان هدفها الحيلولة دون قيام دولة الخلافة
عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير
نشرت صحيفة (الصنداي تيليغراف) البريطانية في 14/11/2010م حواراً صحفياً مع رئيس هيئة الدفاع البريطاني الجنرال ديفيد ريتشاردز أكّد فيه أن الحرب في أفغانستان هي في الحقيقة حرب على الإسلام، وأعلن أن القوات الغربية قد تبقى في أفغانستان "30 سنة".
وقد كرر الجنرال المبررات الممجوجة بقوله "إن الأمن القومي للمملكة المتحدة ولحلفائنا هو -في تقديري- في خطر. ولذلك فنحن نخوض حربا عالمية ضد نوع خبيث من أشكال الأيديولوجيا المزيفة للأصولية الإسلامية. إن رجالنا ونساءنا في أفغانستان يقاتلون للحيلولة دون انتشاره".
وتعليقاً على هذه التصريحات نقول ما يلي:
لقد كرر الجنرال رتشاردز في العام الماضي المزاعم المزيفة ذاتها، محاولاً تبرير الاحتلال الغربي، الوحشي والفاشل، في أفغانستان. إن إدعاء الجنرال بأن الاحتلال هو ضرورة لإحلال الأمن في شوارع المملكة المتحدة لم يعد يجد القبول، حتى من قبل الكثيرين في المملكة المتحدة.
وإن السبب الحقيقي لبقاء الاحتلال في أفغانستان هو أنها جزء من منطقة استرايجية هامة، تتمتع بكمٍّ هائل من الثروات الطبيعية، ويطالب سكانها بالعيش في ظل الحكم الإسلامي.
إن أفغانستان وباكستان وآسيا الوسطى وإيران هي جزء محوري في منطقة أوراسيا. ولذا فإنه ليس مستغرباً أن تركّز الحكومات الأمريكية السابقة على استخدام أفغانستان وباكستان لتعزيز القوة الأمريكية وترسيخ الهيمنة الأمريكية في المنطقة. وبحكم أنها دولة رأسمالية تسير المملكة المتحدة مع أمريكا بغية الحصول على بعض المغانم.
وقد سعت أمريكا من خلال غزوها لأفغانستان عام 2001م لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، والتي تقوم على الآتي:
1- الحيلولة دون بروز سيطرة روسية أو صينية في منطقة أوراسيا.
2- الحيلولة دون قيام دولة الخلافة الإسلامية.
3- السيطرة على مصادر الطاقة في بحر قزوين والشرق الأوسط.
4- التحكم في طرق نقل المواد الهيدروكربونية من بحر قزوين والشرق الأوسط.
لقد جاءت تصريحات الجنرال ريتشاردز قبيل انعقاد قمة حلف شمال الأطلسي في لشبونة، لتمثل صدى لدعاة الحرب من أمثال توني بلير وجورج بوش وديفيد كاميرون ودونالد رمسفيلد، وهم جميعاً برروا الحرب على الإرهاب من خلال تشويه مطالب المسلمين لإقامة الخلافة الإسلامية، الأمر الذي يتمتع بتأييد عارم في العالم الإسلامي.
إن حديث الجنرال عن بقاء الاحتلال لمدة "30 سنة" هو انعكاس لما تفكر فيه الحكومة البريطانية من تهيئة الأجواء لحرب تكاد تكون أبدية ضد التطلعات السياسية للأمة الإسلامية، وفي مقدمتها وصول الإسلام إلى الحكم عبر إقامة الخلافة، وقلع النفوذ الغربي الاستعماري في بلاد المسلمين. إن إقرار الجنرال ريتشاردز بأنه لا يمكن هزيمة المقاومة الأفغانية هو مجرد مبرر لـ "الحرب الطويلة" التي أطلقتها الإدارة الأمريكية. وليس سراً أنه بعد زوال الاتحاد السوفياتي أدركت المجمعات الصناعية العسكرية في الغرب أنها بحاجة إلى عدو كمبرر لاستمرار آلة القتل التي تعتاش عليها. إن هذه التصريحات هي دعاية غوغائية ممتازة هدفها تغذية الرأي العام الغربي بمزيد من مشاعر الخوف من الإسلام.
عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق