المقاومة لازالت مستمرة
حصاد المقاومة يتحدى الصِعاب ويفرض توازن الُرعب
محمد الناصر
لقد مرّ قطاع غزة منذ سنوات الإحتلال وحتى يومنا هذا بالعديد من التغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية وغيرها الكثير وفى مجالات تختص بالبنية المجتمعية فى قطاع غزة والضفة الغربية على السواء رغم بعض الاختلافات البسيطة التى تخضع لأساليب الاحتلال الصهيونى لإخضاع شعبنا الفلسطينى المسلم والمسيحى على حد سواء .
لم يكن الاحتلال الصهيونى خلال سنوات احتلاله لقطاع غزة كجزء من مناطق ال 1967 سوى السيطرة على خط الدفاع الأول عن كيانه الغاصب وقد اتبع العدو فى ذلك :
- اسلوب ادارة معاركه خارج كيانه الغاصب المتمثل فى مناطق ال48 كافة بمافيها تل الزهور وحيفا وعكا ويافا وعلى امتداد السهل الساحلى وصولا لقطاع غزة والذى ساوى بينه وبين تل الزهور فى الأهمية للكيان
"تصريح شارون :نتساريم مثل تل ابيب"* .
- استخراج والانتفاع بثروات القطاع المائية وجودة التربة والاستفادة منها فى صناعاته المدنية والعسكرية (الرمال والمياه).
- اعتبار قطاع غزة كحلقة مركزية فى معاركه السياسية على الصعيدين الفلسطينى والعربى باعتبار الصراع عليها كاراضى خاضعة للتفاوض "67" وترك جوهر القضية "القدس واللاجئين والعودة للتعتيم والنسيان بقصد ، وبالتالى فإن انشاء الكيان لإدارة مدنية ومؤسسات كان لتحقيق هذا الهدف وحصر العمل المقاوم فى منطقة غزة البعيده عن عمق الكيان الصهيونى وتهديد أمنه .
-شكلت اتفاقيات كامب ديفيد رافعة للكيان للسيطرة الغير مباشرة على اراض الخصم "مصر" محققا بذلك حالة من الاستفراد الامنى السياسى والعسكرى بالشعب الفلسطينى ومقاومته التى واكب تطورها وصراعه معها مما اتاح للعدو قاعدة بيانات متكاملة عن قطاع غزة فى شتى المجالات طالما استخدمها ضد اى نهوض عملياتى عسكرى فى سنوات السبعينات وماتلاها ليجهضها فى مهدها الى ان كان التغيير الجذرى فى معادلة الصراع مع العدو الصهيونى بانظلاق الانتفاضة الاولى "انتفاضة المساجد" وما خلّفته من انقلاب فكرى سياسى عقائدى وعسكرى فى الواقع الفلسطينى وخاصة فى قطاع غزة .
هذا الواقع الجديد الذى بدأ بتشين النهوض الفكرى الإسلامى على أيدى ابناء المساجد ممن صاغوا البيان العسكرى الأول (الارشيف)، كان له اكبر الأثر فى اعادة بناء عقيدة المواجهة المباشرة مع العدو الصهيونى وماتفرضه من اساليب واعداد اختلف شكلا ومضمونا وشبّ على اثمان فاتورة جهادية غالية معمدة بمئآت الشهداء وآلاف الجرحى ومئآت آلاف المعتقلين من ابناء شعبنا ومن كافة الاتجاهات الفصائلية والعفوية العاطفية والاسلامية المؤسساتية التى اشتد عودها لتنطلق على ارض الميدان مباشرة بدافع عقائدى وبلطة وحجر تتصدى للمحتل المدجج عسكريا بالسلاح المتطور .
ان التطور التصاعدى للعمليات الجهادية من البسيط وصولا للعمل العسكرى المعقد اتخذ فترات سكون استغلتها المقاومة فى اعادة بناء صفوفها جراء ضربات العدو الأمنية لعناصرها من جهة اضافة لإعادة بناء المجموعات المقاومة وملائمتها لتطور اساليب العدو الصهيونى فى مواجهة ابطال الحجارة واعتقالهم وقتلهم حيث كان يسقط اكثر من 10 شهداء فى اليوم الواحد.
نحن هنا لسنا بصدد تناول تجربة الانتفاضة سواءالاولى او الثانية ، ولكننا نجد انفسنا مضطرين للوقوف فى بعض محطات تطور المقاومة الاسلامية الباسلة ونخص بالذكر كتائب عز الدين القسام وسرايا القدس مع انطلاقة فكر جهادى أسس لمانحن فيه اليوم من واقع منيع انتصر فى اقسى الحروب ضد حماس والجهاد الاسلامى ومعهما الألوية وكتائب ابو على مصطفى وآخرين بغض النظر عن مستوى الفعل فما يهمنا هو تلك المناعة الجهادية المقاومة التى لم يكن الوصول اليها سهلا لولا مسيرة الاعداد الطويلة التى قادتها كتائب الشهيد عز الدين القسام ومعها سرايا القدس على امتداد اكثر من عشرين عاما.
لقد بات واضحا للجميع من ابناء شعبنا وقياداته من جهة ، وللعدو الصهيونى من جهة اخرى أن هناك سلاح جديد دخل المعركة ولا يمكن الاستهتار بجدارته وفعاليته ، إنه العقيدة الجهادية التى امتلكتها حركة المقاومة الاسلامية حماس تعبويا ودعويا والتى وفرّت الإعداد ووسائله وعناصره المخلصة لتشق بذلك طريق الجهاد الطويل لتحرير كامل فلسطين والأقصى،
وحسب احصائية كتائب القسام لمرحلة الثمانينات ومابعدها نجد أن :
مستوى العمليات الجهادية تنوّع بين اطلاق النار على الصهاينة بالاسلحة الخفيفية وزرع العبوات البدائية وصولا الى بدايات عام 2001 حيث تطورت الذهنية العسكرية -للجناح العسكرى لحركة حماس- المستندة الى التخطيط وتحديد الاهداف ومايلزم ذلك من استطلاع يسبق التنفيذ ووضع كافة الاحتمالات ودراستها ، وقد كان كل ذلك مقدّمة للشروع فى بدء عمليات اقتحام المستوطنات الصهيونية بمجموعة من المجاهدين سواء فى غزة او الضفة الغربية مع مايرافق ذلك من :
- بدائية الاسلحة الفردية التى يتسلح بها المجاهدون.
- ضعف التدريب العسكرى
- صعوبة اقتحام المستوطنات المحروسة جيدا بوسائل الكترونية وعسكرية متطورة
هذه الصورة رغم بساطتها الاّ انها تتصف بخطورة كبيرة فى ذلك الوقت على المجاهدين الذين يعملون على ارض محتلة يتواجد عليها جنود الصهاينة ودورياتهم وطائراتهم وعيونهم المنتشرين من العملاء الذين يجمعون كل شىء عن المقاومة .
هذا يبين لنا استنتاج واحد رئيسى مفاده أن ظهر المجاهدين والمقاومة مكشوف للعدو بغض النظر من درجة العمل التنظيمى السرى حينها والذى كان يخطو مراحله الاولى على ارض الميدان.
وبالرغم من تلك الصورة المتواضعة كان قرار اقتحام المستوطنات عبقرى بمعنى الكلمة لأنه شكّل انتقال من مرحلة الدفاع السلبى الى بدء مرحلة الهجوم الموجّه ضد حلقة مركزية يستند اليها الكيان الصهيونى ألا وهى المستوطنات و جيش المستوطنين .
ومنذ بداية التسعينات وما واكبها من عمليات فى حافلات العدو واستشراس سلطة عرفات ضد حماس وقياداتها والجهاد الاسلامى وحتى نهايات عام 2001 وبدايات عام 2002 وماشهدته من أعلان كتائب القسام عن إطلاق صاروخٍ محلي الصنع من طراز “قسام1” باتجاه مغتصبة “سديروت” وهو أول صاروخ مصنّعٍ محلياً في تاريخ المقاومة الفلسطينية تحوّل العمل العسكرى الجهادى الى عمل منظم وباتت استراتيجية الضرب بعمق الكيان الصهيونى ومستوطناته عقيدة جهادية ثابتة نهضت بالمشروع الجهادى برمته فى قطاع غزة والضفة الغربية واتاحت بعبقرية الادارة والتخطيط والتعبئة الاسلامية الجهادية تطوير وسائل المقاومة بهدف تحقيق اختلال فى ميزان القوى العسكرى الذى يميل لصالح العدو من جهة و اعادة بوصلة المقاومة الفلسطينية الى وجهتها الصحيحة لتحقيق اهداف الشعب الفلسطينى بالجهاد والمقاومة وليس عن طريق التفاهمات والمفاوضات التى عقدتها حركة فتح عبر اطار منظمة التحرير باتفاقيات اوسلو اللعينة.
لم يتوقف الهجوم الجهادى عند اقتحام المستوطنات وايقاع الخسائر فى جنود العدو ومستوطنية ، بل امتد ليشمل العمق الصهيونى وتفجير حافلات الصهاينة التى تقل جنودهم الارهابيين ومستوطنيهم القابعين على ارضنا الفلسطينية فكان لها من التأثير ما جعل قيادات الصهاينة يتوسلون بعقد صفقة فك الحصار عن ياسر عرفات المُحاصَر بالمقاطعة فى رام الله مقابل وصف تلك العمليات الجهادية بالارهابية وبتصريح يدين المقاومة وحركة حماس ** (مطلوب تصريح عرفات ).
كان ذلك الموقف بمثابة طعن من الخلف للمقاومة وانجازاتها الى جانب ذلك الكم الهائل من التفاهمات الضارة بين عرفات والكيان الصهيونى والوسطاء الامريكيين والنظامين الاردنى والمصرى والسعودى والتى بمجملها باتت تعتبر المقاومة الفلسطينية إرهاباً بقيادة حماس والجهاد الاسلامى وكتائب ابو على وجناح من شهداء الاقصى ، ولم تتوقف الآلة الاعلامية عند ذلك الحد بل تجاوزتها لتفرض المشروع الأمنى الاوسلوى على المقاومة فى قطاع غزة وتمنع اى عمليات ضد الاحتلال الصهيونى عبر الاستشهاديين فى العمق المحتل وبدات من جديد حملات الاعتقال للمجاهدين فى الضفة الغربية كما فى قطاع غزة.
لم تستسلم حماس وكتائب القسام لتلك الاجراءات الامنية فعززت قدرتها الصاروخية لتتطال اسديروت والمستوطنات المحيطة بقطاع غزة واوقعت فيها خسائر معتَبرة مُفشلة فى ذلك خطط العدو وسلطة الحكم الذاتى المحدود بقيادة حركة فتح من تحجيم المقاومة .
باتت الحاجة ملحّة لتوجيه زخم العمل العسكرى للمستوطنات رغم الملاحقة والاعتقالات لمجاهدى حماس والجهاد الاسلامى على ايدى الصهاينة وعناصر الامن الوقائى الدحلانى والاستخبارات والمخابرات العامة والعملاء اضافة الى شبكات المراقبة والاستخبارات من اتباع النظام المصرى والاردنى على السواء ضد كل عمل جهادى مقاوم على ارض غزة والضفة الغربية الخ
لم يعدم المجاهدون من كتائب القسام وألوية الناصر صلاح الدين وسرايا القدس وغيرهم وسائل تفجير المستوطنات ،فكان الابتكار التاريخى لقيادات القسام فى حفر شبكة الانفاق لتطال اساسات مستوطنات العدو الصهيونى المنتشرة على ارض قطاع غزة ومايجثم عليها من نقاط عسكرية للعدو الصهيونى فكانت عملية النفق الأولى.. فجر مجاهدو القسام خلالها موقع “ترميد” العسكري الصهيوني الواقع على الحدود المصرية، وقد وضعت العبوة الناسفة داخل نفق تم حفره أسفل الموقع
حيث تم زرع تلك الانفاق بالمتفجرات التى أحالت تلك المستوطنات دماراً وجحيما وسرّعت تلك العمليات لهروب العدو الصهيونى من قطاع غزة جارّا ذيول الهزيمة وبقرار من الارهابى شارون حينها.
هى ارادة القتال اذن التى يتقنها المجاهدون فى مواجهة العدو الصهيونى مهما امتلك من اسلحة و تفوق بترسانته العسكرية ، ارادة حاملى عقيدة التوحيد ورافعى لواء الاسلام وراية لا إله إلاّ الله محمدا رسول الله.
انكشاف دور سلطة الحكم الذاتى المحدود كأداة أمنية ضد المقاومة الوطنية والاسلامية
لم تكن المقاومة طوال تلك الفترة بمراحلها المتعاقبة والتى اتتصفت بالنمو التصاعدى للعمل العسكرى ضد العدو الصهيونى ومستوطنيه مجرّد ردّة فعل على اوسلو فقط وما جلبته من مصائب ضد ثوابت شعبنا الفلسطينى و قضيته ،بل كانت امتدادا طبيعيا للمقاومة والصمود والدفاع عن الحق الفلسطينى الذى دافع عنه اسلافنا منذ بداية احتلال فلسطين وتدشين اولى مستوطنات الصهاينة بحماية بريطانية، ولم تكن مجازر الصهاينة ضد ابناء شعبنا الفلسطينى وتدمير قراه بإبادة شاملة سوى أحد مرتكزات الاستيطان الاحتلالى لفلسطين ،وعليه لايمكن وصف المقاومة الفلسطينية وقتالها العدو الصهيونى بالارهاب تحت اى ظرف من الظروف او الاقدام على التفريط بالحقوق وتشويه اهداف شعبنا وثوابت قضيته الوطنية بحجة متغيرات تكتيكية ضحلة الرؤية وعقيمة الجوهر .
جسم حركة حماس ومؤسساتها هو المُستّهدف
إن ما تعرضت له المقاومة الفلسطينية وعلى حركة حماس ومؤسساتها ومكاتب أعضائها فى المجلس التشريعى ، وحملات الإعتقال العشوائية والمخطط لها ضد مؤيديها وانصارها وكتائبها على ايدى الاحتلال الصهيونى وأجهزة سلطة فتح الدايتونية منذ اكثر من اربع سنوات وحتى هذا التاريخ فى الضفة الغربية يعكس حقائق كثيرة فى برامج سلطة فتح ووسائلها وعقيدتها السياسية والفكرية، فالكل بات يدرك حقيقة وطبيعة المخطط المعادى الذى تمارسه سلطة فتح دايتون وحكومة اللحدى فياض العميلة ضد المقاومة الإسلامية بجميع انواعها طالما ترفع شعار حماس وتنادى بنصرة المجاهدين حتى ولو كانت عبر المسيرات اثناء تشييع الشهداء فى الضفة الغربية .
وما تم رصده فى هذا المجال عشرات بل مئآت من جرائم أجهزة سلطة فتح الأمنية فى فترة قياسية تزيد عن الأربع سنوات وحتى يومنا هذا ومازالت مستمرة وتنوّعت طبيعتها شكلاً وجوهراً حيث تم رصدها كالتالى:
- عمليات قتل مجاهدين
- تنفيذ عمليات اعتقال ضد عناصر من حماس
- تنفيذ عمليات اعتقال ضد ابناء فصائل اخرى
- عمليات حرق مؤسسات
- عمليات اعتداء على مكاتب نواب حماس فى التشريعى
- عمليات اعتقال نواب من التشريعى لفترات متفاوتة
- عمليات تعذيب ابناء الحركة
- شلل لعناصر حماس تحت التعذيب واعاقة
- اعتقال بحق طلاب الكتلة الاسلامية من على مقاعد الدراسة فى الجامعات
- جمع معلومات عن حماس وكتائبها وتسليمها للعدو
- عمليات اعتقال بوصفها "الباب الدوّار" لأبناء حماس
- عمليات اعتقال للأسرى المحررين وممن امضوا عشرات السنين
وماتزال تلك الأساليب مستمرّة وتتطوّرضد المجاهدين فى الضفة الغربية الى يومنا هذا.
وجميع تلك الاحصائيات خارج نطاق ما أقدمت عليه سلطة فتح اوسلو سواء من تسليم الرجوب لخلية صوريف او اعتقال القائد سعدات او اعتقال قيادات من حماس والجهاد الاسلامى وما تبع ذلك وحتى يومنا هذا من تنسيق امنى كامل بين سلطة فتح واجهزتها العميلة وحكومة فيّاض اللحدية ولازالت الحملة لازالت مستمرة منذ توقيع اتفاقية أوسلو وحتى يومنا هذا،
غايتنا هنا رصد حصاد المقاومة الاسلامية والوطنية فى الضفة الغربية وفهم معانيها فى ضوء مستجدات الوضع السياسى والأمنى العسكرى هناك وتبؤ سلطة فتح بقيادة محمود عباس وقيادات الأجهزة الأمنية الدايتونية مكانة قوات الاحتلال ومهام حماية أمنه فى مقابل تصفية المجاهدين وقتلهم.
-29 عملية نوعية و19 شهيداً خلال 4 سنوات، على النحو الآتي ::
- 2007، 11 عملية
- 2008، 8 عمليات
- 2009، 4 عمليات
- 2010، 6 عمليات
حصدت هذه العمليات بمجموعها 20 قتيلًا صهيونيًا وقرابة 110 جريحًا صهيونيًا، و19 شهيدًا منهم مَن قضى استشهاديًا، ومنهم من اغتيل على أيدي الاحتلال مطاردًا، ومنهم مَن قامت أجهزة السُلطة بتصفيته.
"وتبقى هذه العمليات نموذجاً للعمليات التي تم الكشف عنها وتبينها رسمياً، فيما تبقى غيرها من العمليات محفوظة في سجل التاريخ، الذي أثبتت الأيام أنه يكشف مع مضي الوقت ما خفي من عمليات قسامية نوعية."جرائم سلطة فتح وأجهزتها الأمنية لازالت مستمرة
فى الضفة الغربية
إن مايعزوه البعض لتصرفات سلطة فتح واجرامها تجاه حماس والجهاد الاسلامى فى الضفة الغربية كنتاج وردّة فعل عما حصل فى قطاع غزة بعد الحسم العسكرى ضد الاجهزة الامنية الخائنة هو استنتاج سريع لايعكس سوى قشور الموقف السياسى والأمنى ،
الصحيح هو ان تلك الممارسات والمواقف تخضع لبرامج سياسية أمنية اقتصادية مرتبطة باتفاقيات أوسلو أشد الارتباط ومايتفرع عنها من خرائط طرق وأجندة مفاوضات لانهائية، معدومة الاستراتيجية والتكتيك ، وهى بالتالى تفرض فى كل الأحوال مواجهة حتمية مع حماس والمقاومة واجندتها الاسلامية الجهادية ، ومن يتعمّق فى التركيبة الشاملة لسلطة فتح الحالية بالضفة الغربية يجد أنها حكومة ذاتية إدارية ذات صلاحيات موسّعة تتبع الاحتلال من جهة وتخضع قراراتها للإدارة الامريكية من حيث الجندة الأمنية من ناحية اخرى ، و اما التمويل فيُخضِع تلك الادارة المدنية للرباعية وشروطها وتوجهاتها ...الخ
هذا الوضع العام فرض على حماس وكتائبها معادلات جديدة تختص احداها بسلطة فتح ومتابعتها والتصدى لها سياسيا واتباع التحذير على لسان كتائب القسام لقادة وعملاء تلك الاجهزة التابعة لسلطة فتح ، ومن جهة اخرى متابعة الإعداد العسكرى والجهادى والامنى ضد العدو الصهيونى ومشاريعه ومستوطنيه فى الضفة الغربية .
هذه السياسة جعلت من حماس هدفا استراتيجيا مزدوجا لسلطة فتح التابعة للصهاينة والامريكان من جهة و هدفا لقوات الاحتلال الصهيونى من جهة اخرى!!!
هذا الوضع لازال يطبع الواقع الفلسطينى مما يزيد القضية تعقيدا ويفرض حلولا جذرية وليست
لحظية
توقيع : محمد الناصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق