فتنة (سلق) القرآن
د. صنهات العتيبي
___________________________________________
لنبدأ بهذه القصة التاريخية:
((في صلاة عيد الأضحى المبارك خطب الأمير خالد بن عبد الله القسري (يرحمه الله) بالمصلين فقال “أيها المسلمون أذهبوا فضحوا أضحيتكم فاني مضحي بالجعد بن درهم الذي يزعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما” ثم نزل على الجعد وقطع رأسه)).
كان الأمير خالد يتوقع أنه بالسيف قطع دابر فتنة خلق القرآن التي أشعلها المعتزلة بعد أدخلوا الفلسفة وعلم الكلام في المعتقد والتفكير، ولكن هيهات!! كلها أزمان ثم عادت الفتنة أشد وأشرس بعد أن أوصلتها البطانة الفاسدة إلى عقل وتفكير الخليفة المأمون (بكبره)!! جنود المعتزلة تمكنوا من كل شيء القوة المالية والقوة الإعلامية وقوة السلطان فأشعلوا فتنة خلق القرآن من جديد وهيئ لهم انه النصر المؤزر على السلفية ولكن خابوا وخسروا ومعهم قوات الدعم الخارجي من فلول الفرس وبني قينقاع وغيرهم!! فقد تحطمت جهودهم بصمود رجل واحد بألف ألف رجل الأمام أحمد بن حنبل يرحمه الله.
لا ادري لماذا كثرت الفتن هذه الأيام وكلها تستهدف القرآن (كتاب الله العظيم)!! فهذا مجنون فلوريدا يريد أن يحرق القرآن وذاك شحرور العربية يتأول القرآن بدون خجل وهؤلاء “جند إبليس” في الصحافة الرسمية السعودية قد تمادوا وجاوزوا كل المدى في (سلق) القرآن سلقا، ولا حول ولا قوة إلا بالله!! الكتّاب المرتزقة في الحي الدبلوماسي، الذين في قلوبهم مرض، يمارسون في صحافتنا والصحافة المحسوبة علينا عملية (سلق) شنيعة لكلام الله عز وجل بشكل لم يسبق له مثيل حتى في زمن الجهم بن صفوان!! هاهم أفاكو الليبرالية التعساء -قبحهم الله- خرجوا علينا من جحر التغريب واخذوا يفتون ويفسرون في قرآننا العظيم ويجروننا إلى فتنة (سلق) مخيفة الهدف المعلن منها هو”التـنوير” وما يصاحبها من كلام أجوف مثل تمكين المرأة والإنسانية والحضارة والانفتاح وحرية الرأي والرقي والتطور (باقي بس يقولون “السعودية الفتاة”)!!
كل يوم تمطرنا الصحف الصفراء إن كتابةً أو رسماً أو خبراً ملفقاً بهجوم عنيف على كلام الله والعنوان المعلن للهجوم يقول بدعة (حرية الرأي!! وهي حرية غصت بكلام متحدثين أثنين في التلفزيون ذلك اليوم)!! ولكنها حرية تغض الطرف عن السخرية من شرع الله والاستهزاء بالعقيدة و(سلق) القرآن الكريم!! ثم جاءت معها بدعة السعودة التي تستهدف (خنق) القرآن الكريم في أرض القرآن، ولكن دون ذلك خرط القـتاد ورب الكعبة!!
يا ترى هل الهدف الخفي من كل ذلك يندرج تحت بند “تمكين” الأجندات الأمريكية الثـقافية المعروفة(!!) من النجاح – لا قدر الله- فنكون مثلهم (قرود شعرنا أبيض ثابت!! نطوف بالبيت الأبيض حفاة عراة نتلو تراتيل الليبرالية السخيفة)!! لا، ليس الأمر ثقافة وحراك اجتماعي ولكنه قسم بوش الصغير الذي قال “لن تضرب أمريكا على أرضها مرة أخرى” ثم قال له مستشاريه “القرآن هو سبب الضربة الأولى”!! فكانت الحرب الهجومية لأمريكا تستهدف حسب استراتيجياتهم المعلنة نزع القرآن من القلوب والعقول وحلقات التحفيظ, والقادم أدهى وأمر!! وليس هذا غريبا على التاريخ فقد صاح الكاهن البيزنطي الشهير في عسكر الحملات الصليبية وقال لهم “لن تهزموا المسلمين ولديهم القرآن”!! وقامت محاكم التفتيش بمحاربة تحفيظ القرآن بحجة الأسبنة!! فتمكنت من تـنصير مليون موريسيكي في خمسين عاما فقط وذلك بعد أن نشأ الجيل الأندلسي الصغير بعيدا عن حلقات التحفيظ (رحماك يا رب)!!
أمريكا وأدواتها في المنطقة ومن فوقهم الصهاينة لا يهابون المدرعات فليس لدينا مدرعات (ينقال عليها)!! ولا يخافون الطائرات فهي لدينا صدئة ولا يترددون بسبب القوة الاقتصادية وقرارات الاقتصاد عندهم في الدروج (أنشهد ..)!! هم فقط يقلقهم ويقض مضاجعهم آيات هذا الكتاب العظيم التي أنزلت من عند رب الكون الذي يعرف الكون ويدبر الكون ولن يخذل الحافظين. هم يريدون لنا أن نكون مثل قومنا “بني تـنوير” نبات في جحر مظلم (بدون تنوير) فرحين بأكبر سفرة تدخل بنا كتاب جينيس للأرقام القياسية ومنـتـشين حد الغيـبوبة بالميدالية البرنزية في الألعاب الأسيوية!! ونـنزع أول ما ننزع عقيدة الولاء والبراء ثم نمسح “قل يا أيها الكافرون، لا أعبد ما تعبدون.. الآية”، ثم نطمس آيات السيف!! ثم نتعجب من آيات الإعجاز العلمي أو الإعجاز الغيـبي في القرآن ثم نفتح الدار على مصراعيها للكاوبوي يفعل بنا الأعاجيب وقد فعلها في جيراننا ألف كيلومتر شمالاً من قبل، ولا عجب فهذا هو ديدن أعدائنا على مر التاريخ وهذا هو دور منافقينا على مر الصراعات، ولله الأمر من قبل ومن بعد!!
عملية سلق القرآن بدأت بالهجوم على النص ولن تنتهي إلا بتمزيق النص ثم تعال دور علينا في قوانتانامو الجديدة وقد تكون في ديرة قريبة!! خاصة وأن مركز المسبار اللعين هناك قد حشد العلماء (نص كم) والمفكرين (الصلعان) والمتحولين (مستشاري التاجر الصغير) ومعهم عرب اليسار الحقير ثم قال لهم “إنما هو نقد حداثي”!! “ما رأيك في هذا التراث”!! “لا أحد يملك حق تفسير كلام الله”!! “لماذا نضع بيننا وبين الله مطوع”!! “عقلي يقول لي هكذا”!! إلى أخر غثاءهم الممل شتت الله أمرهم وجعل تدبيرهم تدميرهم يا رب!! ثم جاءت مجموعة الحرامية (أم بي سي) صاحبة أكبر سرقة في عالم الفضائيات (مليار الكيبل العربي) وجمعت أموال اليانصيب الحرام وتسلحت بالفلوس القذرة من أمريكا نفسها مقابل بث برامج ضد الجهاد وبث إعلانات دعم الصحوات (جرذان أمريكا في أرض الرافدين)!! وأخذت تعبث بالقرآن وتسخر بالشريعة وتنكت على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ولم ترعوي ولم تكتفي بالخلاعة والدياثة ومحاربة الفضيلة حتى في شهر رمضان الفضيل!!
القرآن اليوم يوضع ببساطة على (طاولة النقاش) وتعمقت الجرأة على القرآن إلى حد أن واحد من الهبنقات الجدد!! أوغل في تفسير وتأويل القرآن في سلسلة مقالاته الطويلة بعنوان “الحنيفية كأصل عقدي مشترك” فأتى بالدواهي والطوام ولم يرف له جفن وكل ذلك مصداقا للمقولة الشهيرة “من تحدث في غير فنه أتي بالعجائب”!! ومشكلة الليبراليين أنهم يريدون الشهرة ولو كانت بـ (…) أكرمكم الله!! وهم يتوغلون في العلم الشرعي بدون أشرعة ويقهقهون بعدها ببرود (هو فيه أيه)!! ويمتدحون إنتاجهم الغث والسقيم فيقولون “هذا هو الفكر”، “هذه هي الفلسفة” ثم يرسلون أغيلمتهم (أين أنت يا أبا عزيز)!! يعقبون على المقالات بعبارات مثل “أحسنت” و”مقال رائع” و”عليك بالظلاميين..” (هزلت ورب الكعبة)!! وقد تطاول أحدهم في تعليق له منشور في موقع الجريدة الرسمية عندما كتب بالحرف الواحد “يا أستاذي الفاضل التطرف والإقصاء ونفي الآخر المختلف ليس وليد اليوم بل هو تاريخ نتشربه منذ عقود ومنذ غزوة بدر حينما بدأ أبناء العمومة بالتقاتل بسبب الخلاف الفكري والديني وما تلاها من قتل الابن لأبيه والأخ لأخيه والى الآن، أرني تاريخا ودينا لم يقم على الأشلاء والدماء لكي اعشقه”، للعلم هذا الكلام بنصه منشور في موقع جريدة الرياض الالكتروني!!
ثم يواصلون حملة سلق القرآن العظيم بطرح فتنة العقلانية والادعاء أن الدين ضد العقل وضد العلم وقد برع بليهان الشهير!! في هذا الشأن وكل عليه من زمانه فلسفة!! اليوم يتعلق كتّاب تيار (تنوير خان) السعودي كبارهم وصغارهم، رجالهم وحمالات الحطب منهم ب “العقلانية” و”الفلسفة” معتقدين أن الدين يتعارض مع العقل لأنه لا عقول لهم ولا يعقلون أو أن الفلسفة ستشككنا في إيماننا لأنه لا إيمان لديهم!! هم اليوم لا يتورعون عن إدخال العقل في الدين فيقع المحظور وتنقلب السفينة ويغرق الفكر في لجة الكفر ويكتمل (سلق) القرآن بسلق معجزاته!! على سبيل الألم، يشن العقلانيون حربهم القذرة على الإعجاز العلمي في القرآن من باب فصل العلم عن الدين وكأنهم يبثون الحياة في صراع الكنيسة مع العلم بتشبيه أن الأيمان ضد العلم وان الإسلام ضد العلم وهم واهمون، انظروا يا أحباب القرآن إلى ما يكتبه داشر العطايف وغيره من دشير الصحافة السعودية!! عن الإعجاز العلمي في القرآن وطريقتهم في السخرية من الجن (جعلهم الجني أبو عيون زرق) واللمز في الرقية والاستشفاء بالقرآن وكأنها صحافة الاتحاد السوفيتي المنقرض عادت من جديد!!
سلق القرآن مستمر حسب مزاج رويبضات هذا الزمن الصعب!! فهذه كاتبة مؤهلها أدب (فرنسي)!! تحاول لوي عنق الآية الشهيرة (وليس الذكر كالأنثى) لتتوافق مع مواقفهم الليبرالية السخيفة فأبانت أن الفهم السقيم ليس له دواء إلا الكي (وين المطرق)!! وأخرى ليس لها في العلم لا ناقة ولا جمل ولا قطة شيرازية!! تكتب في صحيفة بني راند المسماة زورا وبهتانا بالوطن وتخوض في كتاب الله كما لم يخض أحد من قبلها ولا من بعدها وذلك في محاولتها لتفسير الآية الكريمة التي تقول (زين للناس حب الشهوات.. الاية)، وغيرهن كثير يحمل الحطب ويلقيها في طريق السلفية، ولكن!! هذا مدخل شيطاني مستمر للاستهانة بالقرآن ومن ثم سلقة في قدر أمريكي مستورد ولكن دون ذلك خرط القتاد ورب الكعبة!!
يحدث هذا في صحفنا والصحف المحسوية علينا مع أن أبي بكر الصديق رضي الله عنه (وهو من هو الصاحب والصديق وثاني أثنين في الغار ..) معروف عنه هذه المقولة الشهيرة “أي أرض تقلني وأي سماء تظلني ؟ وأين أذهب ؟ وكيف أصنع إذا أنا قلت في كتاب الله بغير ما أراد الله به”!! رحماك يا رب!! والله إن جسد الواحد منا يقشعر عندما يقرأ الآية الكريمة التي تحذر من الجرأة على القرآن، قال الله تعالى: “وقد نزَّل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يُكفر بها ويُستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً”، رحماك يا رب إن السفينة تغرق في بحر ليبرالي لجي!! فلا حول ولا قوة إلا بالله..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق