السبت، 20 نوفمبر 2010

شتان بين عباس وعمر المختار

مفاوضات عباس ومفاوضات عمر المختار
بقلم/ سميح خلف

بداية يشدني الحنين والرهبة لهذا القائد الشيخ عمر المختار وهو رائد من رواد الجهاد والمقاومة العربية،يأخذني الحنين الى موقع الصمود العربي لشخصيات وقيادات عربية سجل لها التاريخ والامة النقاء والصلابة امام كل الظواهر التي استهدفت كرامة ووجود امتنا العربية على ارضها.
ليبيا الارض العربية التي انجبت القائد الشيخ عمر المختار الذي قاد حركة النضال الوطني العربي على ارضها ضد الاستعمار الايطالي والمتعاونين معه،هذا الاستعمار الجاهل البغيض الغير متحضر الذي استهدف ليبيا وشعبها بكل مظاهر التخلف والهمجية العدوانية التي مارستها القوات الايطالية على الارض الليبية.
قام عمر المختار بحركته الجهادية مع اخوته من الشعب العربي الليبي بصناعة المستحيل في عصره وفي ظروفه،لقد صنع عمر المختار ارهاصات الفجر الجديد للشعب العربي الليبي بل الشعوب العربية،لقد كان عمر المختار وثورته الجهادية هو المعلم لمن بعده.
نتيجة الضربات القاسية والحاسمة التي قادتها الثورة الليبية بقيادة المجاهد الكبير عمر المختار،قامت ايطاليا بالتوجه الى المفاوضات كوسيلة لاخماد الثورة وشعلتها واحباط عزيمة الثوار والمجاهدين،لم يرفض القائد عمر المختار مبدأ التفاوض على ارضه لأجل تحريرها وذهب عمر المختار الى خيمة التفاوض لكي يفاوض اعدائه وقتلة الشعب الليبي متوشحاً ثوب العزة والكبرياء والثورة،ذهب عمر المختار للتفاوض مع اعدائه وانفه للسماء وبندقيته شامخة في شرق الارض الليبية ومغربها ووسطها،وعندما عرض عليه الطليان بين سياسة الترغيب والترهيب والشراء بالمال قال لهم عمر المختار"اخرجوا من ارضنا فهذه الارض عربية لاجدادنا ولابنائنا ولا وجود لمستعمر عليها "هكذا قال عمر المختار لاعدائه الطليان المتعمقين في ممارسة القتل والتبشيع في الشعب العربي الليبي.
خرج عمر المختار من خيمة التفاوض ليخوض اعنف المواجهات في شرق ليبيا ضد قوات الطليان والمتعاونين معها ايضاً ،لقد سطر عمر المختار ملحمة من الشجاعة والصمود بعد ان حاصرته القوات الايطالية وحوصر في الامكانيات والعتاد امام دولة باغية.
قابل عمر المختار حكم الاعدام بمحكمة صورية عبرت عن رغبات الحكم الايطالي باعدام الشيخ المجاهد قبل البدء في التحقيق والمحاكمة، كان يعتقد الايطاليون ان ليبيا هي قطعة من ايطاليا بمؤسساتهم ورغباتهم وآمالهم لأن تكون ليبيا خنجرا ً في المغرب العربي امام طموحات قادمة للقومية العربية والوحدة العربية التي رعى منطقها قائد الثورة الليبية العربية المجاهد والقائد معمر القذافي فيما بعد،حيث اكمل مشوار العزة والكرامة للشعب العربي الليبي عندما اعتذرت ايطاليا عن فترة استعمارها للارض العربية الليبية واعتذرت لحفيد عمر المختار .

عندما ذهب عمر المختار للتفاوض مع اعدائه في خيمة في الصحراء لم يكن فيها تبادل للوسكي والمكيفات ولم يكن امامها حمامات سباحة ولم يكن محيط بها فنادق الخمس نجوم والسبع نجوم،ذهب عمر المختار للتفاوض واثناء جلسات التفاوض كانت الصلابة وكانت الجسارة والشجاعة في طرح متطلبات التصور لليبيا خالية من الاستعمار الايطالي،لم يكن فيها ابتسامات ولا عناق وكان للوفد المفاوض الليبي رؤيا بأن كل الحكومة الايطالية هي مشتركة في ذبح الشعب الليبي ولم تكن تأمل في الحزب هذا او ذاك في ايطاليا ليخلص ليبيا من الاستعمار بل كان في تصوره ان كل القطاعات والاحزاب الايطالية هي مشاركة في ذبح ليبيا بعكس عواطف عباس ومواقف عباس في المفاوضات التي لها ابواب خلفية من التنسيق الامني اذلت البندقية الفلسطينية واهانت تاريخها واهانت شهدائها
مفاوضات عباس التي لا تنطلق الا في اجواء الوسكي وحمامات السباحة والمكيفات لا يمكن ان تحرر وطن ولا يمكن ان تكون استمرارية ودعم لاستمرار ثورة،هذا هو الفارق بين مفاوضات الشهيد القائد عمر المختار الذي حافظ على التاريخ العربي من الشجاعة والشهامة والارادة وبين من فاوض المحتلين والمغتصبين للأرض الفلسطينية على قاعدة الابتسامات والقبلات التي لا تحرر وطن ولا ترد كرامة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق