الأربعاء، 9 فبراير 2011

د. محمد سعد أبو العزم / عنواني الجديد.. ميدان التحرير

ألف مبروك لكل مصري، في انتظار تعليقك وملاحظاتك على
 
مقالي الأسبوعي من خلال الرابط

http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=49124

عنواني الجديد.. ميدان التحرير




د. محمد سعد أبو العزم

أيها الإخوة والأخوات.. أكتب إليكم هذه الكلمات على الهواء مباشرة من ميدان التحرير، وما أدراك ما ميدان التحرير، هذا المكان الذي أصبح رمزًا للأمل والمستقبل، من لم يزر ميدان التحرير بدءًا من يوم 25 يناير، فكأنه لم يتعرف على مستقبل مصر في السنوات القادمة.

كثيرًا ما كنت أكتب وأتحدث عن صناعة الأمل، وعن تجارب النجاح في المجتمع المصري، وفي دول أخرى سبقتنا في مجالات متعددة، كنت أتمنى وأحلم أن أشاهد وطني يصبح في مقدمة الجميع، أصدقكم القول.. أني لم أكن أتوقع أن يتحقق الأمل بهذه السرعة، لم أتخيل أن أشاهد ما دعوت إليه مرارًا من ضرورة وجود الحلم الوطني الذي يلتف حوله الجميع، والذي يمكنه أن يفجر الطاقات والإبداعات، هل تذكرون يوم فاز المنتخب الوطني ببطولة كأس الأمم الأفريقية الأخيرة، حينها نزل الملايين من المصريين إلى الشوارع واحتفلوا بذلك النجاح غير المسبوق، حينها أيضًا عادت الروح للمصريين جميعًا على كافة انتماءاتهم، رأينا العلم المصري يرفرف في كل مكان، بالإضافة إلى الهتافات والمسيرات التي خرجت تهتف باسم مصر، رأى البعض في ذلك خيبة ثقيلة لشعب لا يهتم إلا بالكرة، ولكني قرأت المشهد بصورة مختلفة، فقد وجد المصري أخيرًا ما يمكنه أن يفخر به، وأصبح بإمكانه أن يتحدث عن نجاح متميز على المستوى الدولي، عادت روح التحدي، والقدرة على مواجهة أي قوة.

المشهد في هذه المرة يبدو أروع وأكثر إشراقًا، فهي المرة الأولى -خارج ملاعب الكرة- التي يرتفع فيها العلم المصري في كل مكان، وهي المرة الأولى التي تتجمع فيها كل فئات الشعب المصري، وجميع ألوان الطيف السياسي، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، الجميع وضع نصب عينيه هدف واحد يسعى لتحقيقه، تبخرت الفروقات الطبقية والعرقية والدينية، وارتفع اسم الوطن فوق الجميع، في ميدان التحرير ستشعر بطعم مختلف للأغاني الوطنية التي ترتفع مع صوت الإذاعة الداخلية في الميدان، لا بد أن تتمايل وتهتف مع أغنية "حلوة بلادي السمرا"، وحتما سينبض قلبك بقوة مع أغنية العبور" الله أكبر بسم الله"، وغيرها من الأغاني التي شعرنا بمعناها وقيمتها في هذه اللحظات.

أثبت ميدان التحرير سقوط الأكذوبات الكبرى، التي ظل النظام يروج لها طوال السنوات الماضية، فالاحتقان الطائفي اختفى تمامًا، وتلاحم المسلمون والمسيحيون في مشهد وطني رائع، كنت أشعر بسعادة بالغة عندما نقوم بأداء الصلاة في الميدان، بينما يقوم الإخوة المسيحيون بحمايتنا وانتظارنا حتى الفراغ من الصلاة، وفي المقابل لم يشعر أي مسلم سوى بالسعادة وهو يحمي ظهر المسيحيين أثناء صلواتهم، وكذلك كان نفس المشهد في اللجان الشعبية، كلنا نحمي الكنائس والمساجد، وكلنا في الهم أبناء وطن واحد، أما الأكذوبة الأخرى التي سقطت بالضربة القاضية، فهي احتكار المشهد المصري في النظام الحاكم وفزاعة الإخوان المسلمين، أثبتت الأحداث أن الإخوان فصيل سياسي مهم موجود في الشارع، ولكنهم من دون شك مجرد أفراد من الشعب المصري، ففي التحرير وفي كل مظاهرات مصر ستجد الإخوان كأفراد ومواطنين، يشاركون مثلهم مثل الملايين من غيرهم.

بالطبع لا يمكن أن أتقدم بالشكر للسيد الرئيس على تمسكه الصلب بموقفه حتى الآن، ولكن كل ما يمكن أن أقوله أن هذا الموقف المتصلب كان سببًا في اتفاق الجميع على هدف واحد، وسببًا في أن تظهر روح جديدة وحالة مختلفة في جمهورية ميدان التحرير، أثبت المصريون هناك أنهم شعب غاية في التحضر، ستشاهد سلوكًا مختلفًا وثقافة جديدة كدنا أن ننساها في السنوات الأخيرة، وجدت سيدة في عمر والدتي تمر بنفسها على المتظاهرين، وهي تدعو لهم بالتوفيق، وتقدم لهم الحلوى، وجدت روح غريبة من الإيثار وحب الآخر تنتشر في المكان، أتحداك أن تجد على أرض ميدان التحرير ورقة واحدة ملقاة على الأرض، فكل فرد يشعر أن هذا وطنه، ويجب أن يكون أول من يحافظ عليه، بمجرد أن تطلب الإذاعة الداخلية للميدان عن الحاجة إلى مجموعة من المتطوعين لأداء مهمة في النظافة أو النظام، حتى تجد العشرات يتسابقون لأداء ذلك العمل التطوعي، هناك عشرات الأطباء والصيادلة الذين وهبوا وقتهم ومجهودهم لخدمة الآخرين، لا يمكن أن تخشى على أختك أو بنتك- أيًا كان ملبسها- من تحرش أو معاكسة، فالجميع يشعر بالحب والأمان سويًا.

أستطيع أن أقول وبكل ثقة أننا نجحنا، بغض النظر عن النتائج النهائية للثورة فقد نجحنا يا شباب، نجحنا عندما وجدت ميكروفونات المسجد بجوار منزلي تطالب المواطنين بعدم التعامل مع سوق الخضار القريب نظرًا لمغالاة البائعين في الأسعار، والتوجه إلى السوق المجاور، كان الرجل يطلب من المواطنين الصلابة، وألا نسمح لأي شخص باستغلالنا بعد اليوم، وفعلاً قام كل البائعين في اليوم التالي بتخفيض الأسعار، نجحنا حينما انكسر حاجز الخوف داخل كل مصري، وأصبح بإمكانه أن يتطلع لمستقبل أفضل له ولأولاده، نجحنا حينما استطعنا تكوين الكتلة الحرجة التي تتعاطف وتشارك في مشروع التغيير، والتي ستبقى تقود وتحرك الشارع في المستقبل بإذن الله، إذا كانت الأجيال الحالية من الشباب لم تعايش أية انتصارات لمصر على الصعيد العسكري أو السياسي أو العلمي، واستطاع النظام أن يضعف من الانتماء الوطني لهذا الجيل، فقد وجدنا جميعًا المشروع والحلم الذي يمكن أن نلتف حوله.

صدقوني.. لقد أثبتت الأيام الماضية أننا كمصريين يمكننا عمل الكثير، فقط كل ما نحتاجه هو أن نجد ما يخرج تلك الطاقة الكامنة بداخلنا، وأن نوجهها في مسارها الصحيح، الآن فقط يا عزيزي يمكنك أن ترفع رأسك وتهتف.. لو لم أكن مصريًا، لوددت أن أكون مصريًا.

لمتابعة المقالات السابقة يرجى التفضل بزيارة الرابط
http://mohamedsaad.maktoobblog.com/

[تجدون مقالاتي وخواطري في مدونة تأملات http://www.t5molat.blogspot.com/]

هناك تعليق واحد:

  1. مبارك واحقاده على الفلسطينيين‏

    ربنا يفرجها علينا ..........
    يصر نظام الرئيس المصري حسني مبارك على اظهار اكبر قدر ممكن من الكراهية لابناء الشعب الفلسطيني وحتى وهو يترنح قبل سقوطه الكبير، بسبب الثورة الشعبية المباركة التي تطالب برحيله.
    بالأمس اصدر هذا النظام قراراً بمنع دخول الفلسطينيين الى مصر، وعدم السماح لهم بوطء ارض مطاراتها ومنافذها الحدودية تحت اي ظرف من الظروف، ولم تبد السلطات المصرية اي تفسير لمثل هذا القرار.
    القرار عنصري الطابع، ويكشف عن سياسة تمييزية لم تطبقها انظمة الفصل العنصري، حتى وهي في ذروة قوتها، علاوة على كونه يتعارض مع كل القوانين الدولية.
    ان يُمنع اشخاص لاسباب لها علاقة بالأمن، او بسبب ملفات جنائية، ربما من الامور التي يمكن تفهمها، ولكن ان يُمنع شعب بالكامل من الدخول، بصالحه وطالحه، ودون تقديم اي اسباب مقنعة، وفي ظل مرحلة تحول تجتازها مصر يمارس فيها رجال الامن ابشع انواع البلطجة، ويعيثون في البلاد قتلاً وترويعاً، فهذا امر لا ينسجم مع العقل او المنطق.
    النظام المصري يستضعف الفلسطينيين، ويتعجرف في معاملتهم، ويتفنن في اذلالهم، خاصة اذا كانوا من ابناء قطاع غزة الذي كان حتى احتلاله عام 1967 خاضعا للادارة المصرية. فقد تطرف في تشديد الحصار المفروض عليهم، وهددهم السيد احمد ابو الغيط بتكسير عظامهم، ومارس رجال الامن المصريون ابشع انواع الاذلال لهم عند مرورهم عبر معبر رفح في المرات النادرة التي كان يفتح فيها.
    الاخطر من ذلك ان اللواء الحبيب العادلي وزير الداخلية المصري السابق اتهم الفلسطينيين بالوقوف خلف تفجير كنيسة القديسين في الاسكندرية ليلة رأس السنة التي راح ضحيتها اكثر من ثلاثين من الاشقاء المسيحيين، لنكتشف انه هو نفسه الذي دبر ونفذ هذه الجريمة، وان قرارا من النائب المصري العام صدر باعتقاله وتقديمه الى المحاكمة لارتكابه جرائم اخرى لا تقل خطورة في حق الشعب المصري.
    ماذا فعل الفلسطينيون لهذا النظام الجائر الظالم الفاسد القمعي حتى يستهدفهم دون غيرهم من الشعوب؟ لا نعرف الاجابة، والشيء الوحيد الذي نتكهن به هو العنصرية والحقد الشخصي.
    لا نستغرب هذه العنصرية، وهذا الحقد، من نظام يثور ضده شعبه، ويطالب باسقاطه بسبب فساده ونهبه لثرواته، وتحويل مصر الى مزرعة له ولنسله ومافيا رجال الاعمال التي تحيط به.
    ما نستغربه هو صمت ما يسمى بالسلطة الوطنية في رام الله صديقة النظام المصري وحليفته، على هذا الاجراء، وعدم نطق المتحدثين باسمها بكلمة ادانة واحدة، ولو مخففة لهذا الاجراء الظالم.
    هؤلاء انتدبوا انفسهم لتمثيل الشعب الفلسطيني في المفاوضات وبيع القدس المحتلة، والتنازل عن حق العودة، ولكنهم عندما يتعرض الشعب الفلسطيني لاي مضايقات او اعمال عنصرية يصمتون صمت القبور، بل ويتعاطفون مع النظام الذي يضطهد شعبهم ويحرمهم من ابسط حقوقهم الانسانية.
    عزاؤنا ان هذا النظام بات يعيش آخر ايامه، ويقبع في العناية المركزة، وبات رحيله مسألة ايام ان لم يكن ساعات بفضل سواعد شباب مصر الابية.

    ردحذف