بقلم: ناجي حسين
by Naji Hussein
في التاريخ حدثت ثورات عديدة من ثورة سبارتكوس إلى الثورة الفرنسية ، وكومونة باريس وثورة 1905 في روسيا، 17 أكتوبر ثورة البلاشفة، والثورات الشعبية البرتقالية في أوروبا وقبلها ثورة 23 يوليو، وثورة الفاتح من سبتمبر، وثورة العراق، وسوريا، واليمن في ستينات القرن العشرين، وقد كان لكل ثورة سماتها وخصوصياتها، ونتائجها، ومساحة شعبيتها.
بيد أن الثورة العربية في بداية القرن الواحد والعشرين، كانت لها خصوصية مختلفة، بل هي حالة أستثنائية في حياة الأمة العربية..سوف تترك ورائها دروس في التاريخ وفي علم الثورات والنظريات الأجتماعيه وسوف تشكل هاديا لشعوب العرب وأحرار العالم ..إننا أمام عالم سوف يتغير، ولن يقف عند حدود.. حتى تتموضع كل المنطقة على حال جديد.
هل التدخل العسكري الأميركي في ليبيا مستبعد من الناحية السياسية؟ اذا كان الجواب ، لا، لماذا اذاً هذا الحشد الكبير لأساطيل العالم وحاملات الطائرات أمام شواطىء ليبيا؟ كم هي الكمية من البترول الليبي الخفيف ،ذات الجودة النادرة، التي تستوردها الويلات المتحدة من ليبيا؟ (الولايات المتحدة ) لماذا تفتح الولايات المتحدة مخازن بترولها ،الأحتياطي الإستراتيجي، للأستعمال اليومي، رغم أستيجاب المملكة السعودية لطلب الغرب برفع أنتاجها اليومي لتعويض البترول الليبي؟ هل هذا السيناريو مقدمة لتبرير إحتلال ليبيا والسيطرة على منابع البترول؟
ما نشاهده ونسمعه يوميا من ليبيا لا يشجع على التفائل! "الثوار" الليبيون يطلبون من أميركا وأوروبا قصف مدرجات مطارات "القذافي" ! ونسمع في الأيام الأخيرة طلب "الثوار" من أوروبا والولايات المتحدة وضع الأجراءات الفورية اللأزمة لحذر جوي للطيران في ليبيا !! هل "الثوار" في كامل قواهم العقلية لتقديم مثل هذا الطلب لدول الأستعمار القديم والجديد؟ هل يريدون الزحف إلى طرابلس على ظهر دبابة أمريكية كما زحف المعارضون العراقيون الخونة إلى بغداد؟
وزير الدفاع الأميركي صرح بان أتخاذ قرار لحذر الطيران فوق ليبيا أو بعض مناطقها يتطلب قصفا للصوارخ الليبية المضادة للطيران وقصف الرادارات الليبية. أنها ليست مزحة! أنها الحرب! ان يتخذ قرارا في أروقة "حلف الناتو" لمنع الطيران الليبي من التحليق فوق مناطق ليبية.
أعلن "المجلس الوطني" الليبي، بزعامة أحد رموز النظام ووزير العدل المستقيل مصطفى عبد الجليل، بانه الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي. هل هذا أعلان لتقسيم ليبيا، أم مقدمة لتقديم الطلب بالتدخل الخارجي في أمور ليبيا؟ لماذا لا يطلب "الثوار" مساعدة الجيش المصري أو أي جيش عربي آخر للتخلص من سفاح الشعب؟ لماذا لا يستدعون الجامعة العربية؟ هل (بسطار) الجندي الأجنبي أفضل من (بسطار) الجندي العربي؟ السؤال الكبير الذي يطرح بشكل واسع، هو ما دور الـ سي آي أي في تلك الأحداث؟ هل الـ سي آي أي بعيدة حقا عما يحدث في الدول العربية؟ هذه الأسئلة طرحتها وزيرة المانية سابقة من حزب الخضر بعد أنتهاء ندوة لكتلة الحزب الألماني.
والمصيبة أن التيار العربى المعتدل قد أعطى موافقة مبدئية للتدخل الأجنبى من خلال، ما دعت دول مجلس التعاون الخليجي مجلس الأمن الدولي إلى فرض حظر للطيران فوق ليبيا من جانبها ، وأكدت الجامعة الدول العربية فرض حظر جوي على ليبيا وفقا لقرارات وزراء الخارجية العرب في أجتماعهم الأخير في القاهرة ، وذلك بالتنسيق مع الغرب !! مما يدل على عدم أستعاب الدرس العراقى الذى تجاوز ضحاياه المليونين !!! حقائق حكام الخليج أصحاب الجامعة والعراب عمرو موسي يطلبون منع وحظر وتسليح وهم قمة التبعية والفساد وخراب في المنطقة وحتي يحافظوا علي الحكم لأن بلادهم محتلة من القواعد الأجنبية وعلى رأسها الويلات المتحدة الأمريكية.. التغيير الذي يأتي عن ظهر الدبابات الغربية وبواسطة التدخل في الشؤون الداخلية ومن أجل تقسيم البلاد .. هنا نجد مقولة الشاذلي قائلا "دكتاتورية وطنية أفضل من ديمقراطية عميلة" وقدم أستقالته على أثر أنعقاد مؤتمر الجامعة العربية 1990 وتنفيذ شروط وأملاءات أمريكيا وأعطت غطاء لتواجد القوات الأمريكية في دول الخليج لضرب العراق وأحتلاله ونعت الشعب العراقي والشعب العربي وأحرار العالم هذا المؤتمر بالخيانة والعار ، وما زالت لعنة العراق تطاردهم وتطارد وأسيادهم ، إذا قادت الديمقراطية العميلة والدموية والإرهابية البلد إلى الدمار وأنتهاك سيادته ونهب ثرواته وتقسيمه وتزوير الشهادات والفساد والتهجير أكثر من 5 مليون و6 مليون من الأرامل والأيتام وسجون العلنية والسرية وجيش من البطالة والفقر والقتل على الهوية وتصفية كل العلماء وأساتذة الجامعات والأطباء والضباط الجيش العراقي وتفتيت نسيج المجتمع العراقي وخلقت المحاصصة الطائفية والعرقية والقائمة تطول.. ومن هذا المنطلق نؤيد مقولة الشاذلي .. التغييران اللذان حصل في تونس ومصر يعتبران نموذجان للحس المدني والسياسي والخلاقي والحضاري يا محلى بهكذا تغيير .أما الغيير الذي يكون على الطريقة العراقية العميلة فلا نريده لا في ليبيا ولا في غيرها من بلاد العرب والمسلمين .المؤامرة كبيرة من الصهاينة والغرب والأمريكان ومواقفهم من ما يحدث في ليبيا ليس من أجل الديمقراطية والحرية بل من أجل النفط والغاز والقواعد في الأراضي الليبية.. إن تدخل حلف شمال الأطلسي (الأستعماري الأقتصادي)، سيكون بمثابة الكارثه للشعب الليبي المنادي للحرية من النظام المستبد ، دخول هذه القوات معناها أفغانستان جديدة ( حكومة كرزاي جديدة العميلة) والعراق ( حكومة المالكي العميلة) ، والفشل والفساد والقتل والأغتصاب والسجون العلنية والسرية والمهاجرين والمهجرين وضح في كلا الدولتين ، الشعب الليبي لا يريد مرة أخرى نظام فاسد أفقر الشعب وحرمه من الحرية ، وهو للتدخل الأجنبي والحظر الجوي ولا تلم أبعاده الخطيرة وهنا ان الثوار الليبيين سوف ينتهون سياسيا لأنهم سوف يعتبرون خونة أستعانوا بالغرب وأمريكا. مثل المعارضة العراقية التي جاءت إلى بغداد على دبابات صهيوأمريكي إيراني. التي جنَّد لها أجهزة أمنية عاتية كانت لها مهمة واحدة أساسية: إدامة الصمت الداخلي. ولذلك فهي تقارب مسائل التدخل أو فرض حظر جوي بحساسية وحذر بالغين. لا تزال التجربة العراقية في الأذهان، ولا أحد يرغب في تكرارها. كانت الحرب الأهلية متوقعة في العراق حيث عرفت من خلال قراءاتي لصحافتهم وبياناتهم وحديثهم في الندوات ومواكب التطبير وركضة الطويريج التي تقام في دمشق تلمس منها ظاهرة نفس الطائفية والعرقية تزكم الأنوف ، من خطر أنقسام ليبيا وعودتها إلى مرحلة ما قبل الأستقلال، حيث كانت مقسمة إلى ثلاثة أقاليم هي برقة (شرق) وفزان (جنوب غرب) وطرابلس (شمال غرب)، قبل الأندماج في نظام إتحادي بعد الأستقلال. قبل ثورة الفاتح من أيلول 1969 كان الحكم في ليبيا منقسماً إلى عاصمتين هما طرابلس في الغرب، وبنغازي في الشرق حيث كان سكان برقة يعتبرونها هي عاصمتهم الحقيقية. في ظل أتساع رقعة الأحتجاجات نحو غرب البلاد، بات من الصعب على القذافي الحلم ببسط السيطرة العسكرية على الشرق، والوصول إلى المناطق الغنبية بالنفط وإنقاذ نظام حكمه، فيما يصعب في المرحلة الحالية تصور أحتمال قدرة قوى المعارضة في شرق البلاد على حشد قواها، وعبور المناطق ذات الطبيعة الصحراوية، والأستيلاء على منطقة طرابلس. السؤال الكبير الذي يطرح بشكل واسع، هو ما دور الـ سي آي أي في تلك الأحداث؟ هل الـ سي آي أي بعيدة حقا عما يحدث في الدول العربية؟ هذه الأسئلة طرحتها وزيرة المانية سابقة من حزب الخضر بعد أنتهاء ندوة لكتلة الحزب الألماني.
القذافي أتهم أميركا بخيانته. مبارك أعلن إنه يرفض التدخل الأجنبي في شؤون مصر. بن علي فقد دعم أميركا وفرنسا باكرا وأضطر للرحيل بسرعة وأتهم "أطرافا خارجية" بتدبير ما جرى في بلاده. علي عبداللة صالح يقول ان غرفة عمليات إسرائيلية بأشراف أميركي تحرك قوى التغيير في العالم العربي. وأعتذر. نوري كامل العلي القريضي (المالكي) هذا أسمه الصريح وإيراني الجنسية وأمه حفافة وأخلاقيتها تزكم الأنوف أتهم المتظاهرين بأنهم غوغائين وأنهم صداميين وبعثيين.
وهل نجح باراك أوباما في أن يحقق سلماً(؟!) ما فشل عنه المجرم جورج بوش عندما غزا العراق كمقدمة لتغيير خريطة الشرق الأوسط؟
الجواب جاء على لسان مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط دنيس روس في خطاب ألقاه قبل إسبوع أمام مجموعة «جي ستريت» اليهودية - الأميركية في واشنطن. اذ كشف روس في كلمته نقطتين مهمتين تؤكدان التورط الأميركي المتعمد والمخطط له في ما تشهده المنطقة حالياً. قال أولاً: "كنا نراقب عن كثب، ومنذ فترة، التحديات التي تواجهنا في المنطقة. وعملياً وقع الرئيس (أوباما) في آب أغسطس عام 2010 توجيهاً يطلب دراسة حكومية واسعة عن الإصلاح السياسي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وطوال أشهر كنا نعقد أجتماعات إسبوعية نناقش خلالها مسائل الإصلاح السياسي في المنطقة ونبحث الجهود في هذا الأتجاه ونستخلص الدروس من مناطق أخرى وندرس مختلف الخيارات والمقاربات".
الأميركيون كانوا إذاً، يتحضرون للتغيير ويواكبونه قبل أن يعرف به العرب أنفسهم! أو على الأقل أنظمتهم!! وربما عبر علاقتهم السياسية والتمويلية بهيئات المجتمع المدني وتدريبها على تنظيم عناصرها وتعبئة أنصارها. لا يعني هذا الكلام أن ما حصل في تونس ومصر وما يحصل حالياً في اليمن والعراق وغيرها مفتعل وغير حقيقي، بل إن شعوب هذه الدول قالت كلمتها وحددت مصيرها. ووقفنا مؤيدين للتحول السلمي النسبي، ووقفنا مع الشعب ومستحقاته العادلة.
وماذا عن تسريب ملفات دائرة المفاوضات الفلسطينية؟ هل كانت أصابع أمريكية وإسرائيلية ورائها؟ هل تفاجأ أوباما ونتنياهو بوقوف الجماهير مع الرئيس محمود عباس، ورفض ما نشرته "الجزيرة"؟
دور وأشنطن كما هو واضح كان لجم آلة القمع التي يستند إليها نظاما بن علي ومبارك وسواهما، ما جعل الرجلين وحيدين في مواجهة شعبيهما. جنرالات الجيش، وبإيحاء أميركي، "أقنعوا" الرئيسين التونسي والمصري بضرورة الرحيل بعدما قررا أنهما لن يفعلا ذلك طوعاً. لكن الوضع مختلف في ليبيا حيث لم تكن لواشنطن سيطرة كبيرة على أجهزة الأمن، ولا توجد لديها علاقات مع قيادة الجيش، ولهذا يلوح الأميركيون باللجوء إلى القوة المباشرة لمساعدة المنتفضين.
لكن السؤال الذي يطرحه عامة الناس هو، لماذا تتخلى الولايات المتحدة عن رؤساء موالين لها ويخدمون مصالحها؟ والجواب جاء أيضاً على لسان روس: "كنا خلال هذه الفترة (الأنتفاضة المصرية) على تشاور وثيق مع الإسرائيليين ... وكان هؤلاء قلقين من التغيير ويودون الإبقاء على النظام القديم، لكن مع تطور الأحداث ووضوح المشكلات التي أوجدها نظام مبارك، أقتنع الإسرائيليون بأن أستمرار هذه المشكلات سيفيد المتطرفين وحدهم، وهو آخر ما يريدونه".
لكن أين تكمن مصلحة أميركا وإسرائيل في تغيير أنظمة دول أخرى غير مصر؟ يقول روس ثانياً: "سمعت مراراً من قادة المنطقة أن الإصلاح غير ممكن في غياب السلام. اليوم مع أضطرار هذه الدول إلى مباشرة إصلاحات تستجيب لمطالب مواطنيها، ستكتشف سريعاً أن أستمرار النزاع (مع إسرائيل) يعوق جهودها وانه يمكن الثروات الوطنية (في ظل السلام) أن تخصص في شكل أفضل للهموم الداخلية". أي ان الدول العربية منفردة ستكون لسنوات طويلة مقبلة مشغولة بنفسها عن أي قضية مركزية للعرب (قضية فلسطين)، الأمر الذي يريح إسرائيل.
هل هي "مؤامرة" إذاً؟ قد تختلف التسميات، لكن النتيجة واحدة. هل "ثورات الياسمين" ثورات شعبية لتحقيق العدالة ودمقرطة المجتمعات العربية تريد أميركا ركوب الموجه فقط، أم أنها ،كما يقول دنيس روس، تخطيط أميركي(؟!!) ينفذها جيل الشباب العربي؟ ما هو دور "جماعة الأخوان المسلمين" ؟ هل كان تحالف محمد البرادعي معهم صدفة؟
هل كان أحتلال العراق هو بداية النهاية للنظام العربي وللحكام العرب الذين شاركوا التحالف بأحتلال العراق؟ هل ما نراه هو الشرق الأوسط الجديد؟
هل ستُنهي مقاومة "القذافي" ورفضه اللجوء ألى المنفى ثورات "الياسمين" السلمية؟
تكاد قوى دولية وإقليمية عديدة تنجح في محاصرة الشعب العربي الليبي بين خيارين أحلاهما مر ولا ثالث لهما: إما الدكتاتورية وإما التدخل الخارجي للخلاص منها، بينما ما زالت كل الرموز الرئيسية للثورة الليبية ترفض أي تدخل عسكري خارجي في الصراع الدامي الدائر حاليا وتصر على أن "لدينا ما يكفي من الرجال لحسم المعركة" ضد الدكتاتورية كخيار ثالث أصيل كما قال الشيخ سالم جابر إمام صلاة الجمعة في بنغازي، منطلق الثورة وقاعدتها الرئيسية، في الثالث من الشهر الجاري. والتدخل الخارجي في ليبيا ليس محتملا أو متوقعا أو كما قال الزعيم الشيوعي الكوبي فيدل كاسترو "حتميا"، بل إنه أصبح أمرا واقعا فعلا. وكانت نتيجة التدخل الخارجي حتى الآن هي - "إغلاق كل المخارج في وجه" معمر القذافي وأبنائه وبطانته.. لمواصلة التشبث بالسلطة حتى الرمق الأخير ولفترة كافية بدورها لتحول الصراع بين الدكتاتورية وبين الثورة عليها إلى حرب أهلية توفر المزيد من المسوغات الواقعية للتدخل الأجنبي الغربي بخاصة في قطر عربي كان طوال معظم الأربعين سنة الماضية في خندق معاد للغرب وأطماعه قبل ان يقود الأحتلال الأميركي للعراق إلى خلل أستراتيجي في ميزان القوى الإقليمي قاد بدوره إلى تطويع ليبيا للاندماج في الاستراتيجية الأميركية وحربها العالمية على "الإرهاب". ومن الواضح الآن أن الانتفاضة الشعبية "السلمية" قد تسلحت وتحولت إلى ثوة مسلحة يلتف الشعب حولها. وتقترح "معارك" الكر والفر خلال اليومين الماضيين بأن الصراع "يمكن أن يستمر أسابيع وربما أشهرا دون أن يمتلك أي من طرفيه قوة عسكرية كافية لإيقاع هزيمة حاسمة" بالطرف الأخر كما أستنتج تقرير للأسوشيتدبرس أمس الأول السبت. نشرته الواشنطن بوست، إحدى أهم صحيفتين أميركيتين، في 4-3-2011 بقلم( شارلز كراوثامر) لتسويغ التدخل الأجنبي في ليبيا قد أسقط أي أدعاء يروج له الإعلام الأميركي عن حياده وموضوعيته ومهنيته وصدقه، فالكاتب بكل صفاقة أدعى في مستهل مقاله بأن الأصوات تنطلق في كل أنحاء "العالم، من أوروبا إلى أميركا إلى ليبيا داعية للتدخل الأميركي من أجل المساعدة في إسقاط القذافي"، متجاهلا في الأقل معارضة قوتين إقليميتين كبريين كلتاهما حليفة للولايات المتحدة وإحداهما عضو هام في حلف الناتو مثل تركيا ومصر لهذا التدخل، ناهيك عن قوى كبرى مثل روسيا والصين. ومن الواضح أن "العالم" بالنسبة لصانع القرار الأميركي وإعلامه الرئيسي يتلخص في "واشنطن" ومن يدور في فلكها من أتباع أوروبيين ووكلاء محليين. إن وصول السفينتين الحربيتين الأميركيتين "يو إس إس كيرساج" و"يو إس إس بونس".. وتعزيز كندا لوجودها العسكري "حول ليبيا" بالفرقاطة "أتش أم سي إس شارلوت تاون".. ، ناهيك عن قطع حربية إيطالية وبريطانية وفرنسية وأوروبية أخرى تحتشد على السواحل الليبية بحجة "إجلاء" رعاياها، وإلقاء قوات القذافي القبض على ثلاثة من جنود البحرية الهولندية مع طائرة هليوكبتر من نوع "لينكس" قرب مدينة سرت الليبية، إلخ... إن هذه الحشود الميدانية تدحض أية شكوك قد تثيرها التصريحات مزدوجة المعاني للمسؤولين الغربيين عن معارضتهم للتدخل العسكري في ليبيا. تتخذ من التدخل الأجنبي حجة ضد الثائرين على حكمه العائلي الدكتاتوري، فقد أستفاد منها أيضا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لكي يتهم الأنتفاضة الشعبية العربية بكاملها وليس في بلاده فقط بأنها "ثورة إعلامية تديرها الولايات المتحدة من غرفة في تل أبيب" كما قال.. وحثه فيه على "تفويت الفرص" على التدخل الأجنبي ب"تلبية مطالب الجماهير" يذكر بمقدمات التدخل المماثل في العراق قبل غزوه عسكريا عام 2003. ففرض منطقتي الحظر الجوي على شمال العراق وجنوبه والعقوبات الأميركية والدولية التي فرضت عليه قد جعلت الأزمة الانسانية تستفحل فيه ولم تخفف منها بل زادت مآسي كبيرة لشعب العراقي .. واليوم بعد ثمان سنوات من الأحتلال الأميركي وإسقاط النظام الوطني وأنتفاء كل الأسباب لفرض تلك العقوبات ما زال العراق أسيرا لها بالرغم من تخفيفها قبل أشهر ضمن أستمرار أرتهانه لوصاية الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة. ومن المؤكد أن العقوبات التي فرضت على ليبيا بموجب قرار مجلس الأمن الدولي الأخير رقم 1970 سوف تظل سارية المفعول بعد سقوط نظام القذافي بهذه الطريقة أو تلك بفترة طويلة لتظل سيفا مسلطا على الشعب الليبي حتى يرضخ لإملاءات القوة الأميركية التي رعت تقديم مشروع هذا القرار، تماما كما هو الحال في العراق اليوم. ومن الواضح أن دول الخليج العربية التي كانت تدعو إلى فرض منطقة حظر جوي على ليبيا في الأجتماع الوزاري لجامعة الدول العربية بالقاهرة يوم الأربعاء الماضي لم تتعظ من التجربة العراقية. وربما يكون زعيم التيار الصدري في العراق هو خير مثال لتوضيح المواقف المراوغة لهذه القوى. فالعميل مقتدى الصدر الذي سارع إلى العودة من حاضنته الإيرانية بأيعاز من إيران الشر والحقد إلى العراق عشية "جمعة الغضب" العراقية "الأولى" ضد الأحتلال الأميركي ووكيله الحكومي المحلي العميل والفاسد وبفتوى من المرجعية الدينية في النجف البوشية كي يدعو العراقيين إلى عدم المشاركة فيها سارع يوم الخميس الماضي عشية جمعة الغضب العراقية "الثانية" إلى حث العراقيين على التظاهر في اليوم التالي ضد التدخل العسكري الأميركي المحتمل في ليبيا وليس ضد الأحتلال الأميركي القائم فعلا في العراق، وهذا موقف غني عن البيان تماما. لكن منذ وصل القذافي إلى السلطة بانقلاب عسكري على النظام الملكي قبل حوالي (42) سنة كانت الولايات المتحدة تنتظر فرصة سانحة، يبدو أنها حانت في الوقت الحاضر، للأنتقام من إغلاقه لقاعدة "ويلس" التي كانت في حينه من أكبر القواعد العسكرية الأميركية في العالم، وتأميمه صناعة النفط الليبية، لتنقطع العلاقات الدبلوماسية، ويعقب ذلك حملة حرب نفسية أميركية ل"شيطنة" القذافي ونظامه، في وقت كان يمول فيه المؤتمر الوطني المناهض لنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا بينما كانت وأشنطن والعواصم الأوروبية تصنف زعيمه، نلسون مانديلا، "إرهابيا". لكن نظام القذافي بعد هجمات الحادي عشر من أيلول / سبتمبر 2001 تحول إلى حليف للولايات المتحدة في "الحرب على الإرهاب"، وعادت شركات النفط الأميركية ومتعددة الجنسيات إلى العمل في ليبيا. مع أقتراب بضع قطع من الأسطول الأميركي قبالة السواحل الليبية بمهمات عسكرية تصب في خدمة المصالح الأميركية في هذه المنطقة من العالم وستتجلى في قادم الأيام بفرض حظر جوي على الأجواء الليبية مع تقديم الدعم العسكري لأي طرف ليبي مناوىء لسلطة العقيد القذافي ويبدي أستعداده للتحالف أو التعاون مع أميركا في مجال مكافحة الإرهاب وأيضا في مجال فتح أبواب ليبيا للاستثمارات الأميركية .التدخل العربي السافر المباشر جنبا الى جنب مع أعداء الأمة العربية في هذه المؤامرة وما قبلها في مؤامرات أحتلال وتدمير العراق وتمييع القضية الفلسطينية والتخلي عنها لصالح الكيان الصهيوني سيرجع الأمة العربية المشتتة والمستضعفة الى حد النخاع إلى ما قبل بداية التاريخ والحضارة الإنسانية وستستعمر من جديد وسيبقى الإنسان العربي تابع وذليل إلى نهاية التاريخ الإنساني ما لم تعي الشعوب العربية وتقضي على حكامها المأجورين الأذلاء بشكل كاملا وتقويض أعمدة حكمهم الجائر. لذا ندعو كل العرب الأصلاء في شبه الجزيرة العربية إلى الأنتفاضة والثورة على حكامهم الذين يشكلون البؤرة العفنة المتآمرة على مستقبل أمة العرب ودينها الحنيف، الذين سرقوا أموال الشعب وسخروها لأبنائهم وأحفادهم وحرموا عامة الشعب منها ومن خيرات الأرض العربية التي أستعملت للتآمر على العرب ولخدمة وحماية المصالح الأقتصادية الصهيو أمريكية في العالم على حساب مستقبل الأمة.
فاليبيا تغني في الفجر الجميل فلا تصموا أذانكم عنها
بيد أن الثورة العربية في بداية القرن الواحد والعشرين، كانت لها خصوصية مختلفة، بل هي حالة أستثنائية في حياة الأمة العربية..سوف تترك ورائها دروس في التاريخ وفي علم الثورات والنظريات الأجتماعيه وسوف تشكل هاديا لشعوب العرب وأحرار العالم ..إننا أمام عالم سوف يتغير، ولن يقف عند حدود.. حتى تتموضع كل المنطقة على حال جديد.
هل التدخل العسكري الأميركي في ليبيا مستبعد من الناحية السياسية؟ اذا كان الجواب ، لا، لماذا اذاً هذا الحشد الكبير لأساطيل العالم وحاملات الطائرات أمام شواطىء ليبيا؟ كم هي الكمية من البترول الليبي الخفيف ،ذات الجودة النادرة، التي تستوردها الويلات المتحدة من ليبيا؟ (الولايات المتحدة ) لماذا تفتح الولايات المتحدة مخازن بترولها ،الأحتياطي الإستراتيجي، للأستعمال اليومي، رغم أستيجاب المملكة السعودية لطلب الغرب برفع أنتاجها اليومي لتعويض البترول الليبي؟ هل هذا السيناريو مقدمة لتبرير إحتلال ليبيا والسيطرة على منابع البترول؟
ما نشاهده ونسمعه يوميا من ليبيا لا يشجع على التفائل! "الثوار" الليبيون يطلبون من أميركا وأوروبا قصف مدرجات مطارات "القذافي" ! ونسمع في الأيام الأخيرة طلب "الثوار" من أوروبا والولايات المتحدة وضع الأجراءات الفورية اللأزمة لحذر جوي للطيران في ليبيا !! هل "الثوار" في كامل قواهم العقلية لتقديم مثل هذا الطلب لدول الأستعمار القديم والجديد؟ هل يريدون الزحف إلى طرابلس على ظهر دبابة أمريكية كما زحف المعارضون العراقيون الخونة إلى بغداد؟
وزير الدفاع الأميركي صرح بان أتخاذ قرار لحذر الطيران فوق ليبيا أو بعض مناطقها يتطلب قصفا للصوارخ الليبية المضادة للطيران وقصف الرادارات الليبية. أنها ليست مزحة! أنها الحرب! ان يتخذ قرارا في أروقة "حلف الناتو" لمنع الطيران الليبي من التحليق فوق مناطق ليبية.
أعلن "المجلس الوطني" الليبي، بزعامة أحد رموز النظام ووزير العدل المستقيل مصطفى عبد الجليل، بانه الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي. هل هذا أعلان لتقسيم ليبيا، أم مقدمة لتقديم الطلب بالتدخل الخارجي في أمور ليبيا؟ لماذا لا يطلب "الثوار" مساعدة الجيش المصري أو أي جيش عربي آخر للتخلص من سفاح الشعب؟ لماذا لا يستدعون الجامعة العربية؟ هل (بسطار) الجندي الأجنبي أفضل من (بسطار) الجندي العربي؟ السؤال الكبير الذي يطرح بشكل واسع، هو ما دور الـ سي آي أي في تلك الأحداث؟ هل الـ سي آي أي بعيدة حقا عما يحدث في الدول العربية؟ هذه الأسئلة طرحتها وزيرة المانية سابقة من حزب الخضر بعد أنتهاء ندوة لكتلة الحزب الألماني.
والمصيبة أن التيار العربى المعتدل قد أعطى موافقة مبدئية للتدخل الأجنبى من خلال، ما دعت دول مجلس التعاون الخليجي مجلس الأمن الدولي إلى فرض حظر للطيران فوق ليبيا من جانبها ، وأكدت الجامعة الدول العربية فرض حظر جوي على ليبيا وفقا لقرارات وزراء الخارجية العرب في أجتماعهم الأخير في القاهرة ، وذلك بالتنسيق مع الغرب !! مما يدل على عدم أستعاب الدرس العراقى الذى تجاوز ضحاياه المليونين !!! حقائق حكام الخليج أصحاب الجامعة والعراب عمرو موسي يطلبون منع وحظر وتسليح وهم قمة التبعية والفساد وخراب في المنطقة وحتي يحافظوا علي الحكم لأن بلادهم محتلة من القواعد الأجنبية وعلى رأسها الويلات المتحدة الأمريكية.. التغيير الذي يأتي عن ظهر الدبابات الغربية وبواسطة التدخل في الشؤون الداخلية ومن أجل تقسيم البلاد .. هنا نجد مقولة الشاذلي قائلا "دكتاتورية وطنية أفضل من ديمقراطية عميلة" وقدم أستقالته على أثر أنعقاد مؤتمر الجامعة العربية 1990 وتنفيذ شروط وأملاءات أمريكيا وأعطت غطاء لتواجد القوات الأمريكية في دول الخليج لضرب العراق وأحتلاله ونعت الشعب العراقي والشعب العربي وأحرار العالم هذا المؤتمر بالخيانة والعار ، وما زالت لعنة العراق تطاردهم وتطارد وأسيادهم ، إذا قادت الديمقراطية العميلة والدموية والإرهابية البلد إلى الدمار وأنتهاك سيادته ونهب ثرواته وتقسيمه وتزوير الشهادات والفساد والتهجير أكثر من 5 مليون و6 مليون من الأرامل والأيتام وسجون العلنية والسرية وجيش من البطالة والفقر والقتل على الهوية وتصفية كل العلماء وأساتذة الجامعات والأطباء والضباط الجيش العراقي وتفتيت نسيج المجتمع العراقي وخلقت المحاصصة الطائفية والعرقية والقائمة تطول.. ومن هذا المنطلق نؤيد مقولة الشاذلي .. التغييران اللذان حصل في تونس ومصر يعتبران نموذجان للحس المدني والسياسي والخلاقي والحضاري يا محلى بهكذا تغيير .أما الغيير الذي يكون على الطريقة العراقية العميلة فلا نريده لا في ليبيا ولا في غيرها من بلاد العرب والمسلمين .المؤامرة كبيرة من الصهاينة والغرب والأمريكان ومواقفهم من ما يحدث في ليبيا ليس من أجل الديمقراطية والحرية بل من أجل النفط والغاز والقواعد في الأراضي الليبية.. إن تدخل حلف شمال الأطلسي (الأستعماري الأقتصادي)، سيكون بمثابة الكارثه للشعب الليبي المنادي للحرية من النظام المستبد ، دخول هذه القوات معناها أفغانستان جديدة ( حكومة كرزاي جديدة العميلة) والعراق ( حكومة المالكي العميلة) ، والفشل والفساد والقتل والأغتصاب والسجون العلنية والسرية والمهاجرين والمهجرين وضح في كلا الدولتين ، الشعب الليبي لا يريد مرة أخرى نظام فاسد أفقر الشعب وحرمه من الحرية ، وهو للتدخل الأجنبي والحظر الجوي ولا تلم أبعاده الخطيرة وهنا ان الثوار الليبيين سوف ينتهون سياسيا لأنهم سوف يعتبرون خونة أستعانوا بالغرب وأمريكا. مثل المعارضة العراقية التي جاءت إلى بغداد على دبابات صهيوأمريكي إيراني. التي جنَّد لها أجهزة أمنية عاتية كانت لها مهمة واحدة أساسية: إدامة الصمت الداخلي. ولذلك فهي تقارب مسائل التدخل أو فرض حظر جوي بحساسية وحذر بالغين. لا تزال التجربة العراقية في الأذهان، ولا أحد يرغب في تكرارها. كانت الحرب الأهلية متوقعة في العراق حيث عرفت من خلال قراءاتي لصحافتهم وبياناتهم وحديثهم في الندوات ومواكب التطبير وركضة الطويريج التي تقام في دمشق تلمس منها ظاهرة نفس الطائفية والعرقية تزكم الأنوف ، من خطر أنقسام ليبيا وعودتها إلى مرحلة ما قبل الأستقلال، حيث كانت مقسمة إلى ثلاثة أقاليم هي برقة (شرق) وفزان (جنوب غرب) وطرابلس (شمال غرب)، قبل الأندماج في نظام إتحادي بعد الأستقلال. قبل ثورة الفاتح من أيلول 1969 كان الحكم في ليبيا منقسماً إلى عاصمتين هما طرابلس في الغرب، وبنغازي في الشرق حيث كان سكان برقة يعتبرونها هي عاصمتهم الحقيقية. في ظل أتساع رقعة الأحتجاجات نحو غرب البلاد، بات من الصعب على القذافي الحلم ببسط السيطرة العسكرية على الشرق، والوصول إلى المناطق الغنبية بالنفط وإنقاذ نظام حكمه، فيما يصعب في المرحلة الحالية تصور أحتمال قدرة قوى المعارضة في شرق البلاد على حشد قواها، وعبور المناطق ذات الطبيعة الصحراوية، والأستيلاء على منطقة طرابلس. السؤال الكبير الذي يطرح بشكل واسع، هو ما دور الـ سي آي أي في تلك الأحداث؟ هل الـ سي آي أي بعيدة حقا عما يحدث في الدول العربية؟ هذه الأسئلة طرحتها وزيرة المانية سابقة من حزب الخضر بعد أنتهاء ندوة لكتلة الحزب الألماني.
القذافي أتهم أميركا بخيانته. مبارك أعلن إنه يرفض التدخل الأجنبي في شؤون مصر. بن علي فقد دعم أميركا وفرنسا باكرا وأضطر للرحيل بسرعة وأتهم "أطرافا خارجية" بتدبير ما جرى في بلاده. علي عبداللة صالح يقول ان غرفة عمليات إسرائيلية بأشراف أميركي تحرك قوى التغيير في العالم العربي. وأعتذر. نوري كامل العلي القريضي (المالكي) هذا أسمه الصريح وإيراني الجنسية وأمه حفافة وأخلاقيتها تزكم الأنوف أتهم المتظاهرين بأنهم غوغائين وأنهم صداميين وبعثيين.
وهل نجح باراك أوباما في أن يحقق سلماً(؟!) ما فشل عنه المجرم جورج بوش عندما غزا العراق كمقدمة لتغيير خريطة الشرق الأوسط؟
الجواب جاء على لسان مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط دنيس روس في خطاب ألقاه قبل إسبوع أمام مجموعة «جي ستريت» اليهودية - الأميركية في واشنطن. اذ كشف روس في كلمته نقطتين مهمتين تؤكدان التورط الأميركي المتعمد والمخطط له في ما تشهده المنطقة حالياً. قال أولاً: "كنا نراقب عن كثب، ومنذ فترة، التحديات التي تواجهنا في المنطقة. وعملياً وقع الرئيس (أوباما) في آب أغسطس عام 2010 توجيهاً يطلب دراسة حكومية واسعة عن الإصلاح السياسي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وطوال أشهر كنا نعقد أجتماعات إسبوعية نناقش خلالها مسائل الإصلاح السياسي في المنطقة ونبحث الجهود في هذا الأتجاه ونستخلص الدروس من مناطق أخرى وندرس مختلف الخيارات والمقاربات".
الأميركيون كانوا إذاً، يتحضرون للتغيير ويواكبونه قبل أن يعرف به العرب أنفسهم! أو على الأقل أنظمتهم!! وربما عبر علاقتهم السياسية والتمويلية بهيئات المجتمع المدني وتدريبها على تنظيم عناصرها وتعبئة أنصارها. لا يعني هذا الكلام أن ما حصل في تونس ومصر وما يحصل حالياً في اليمن والعراق وغيرها مفتعل وغير حقيقي، بل إن شعوب هذه الدول قالت كلمتها وحددت مصيرها. ووقفنا مؤيدين للتحول السلمي النسبي، ووقفنا مع الشعب ومستحقاته العادلة.
وماذا عن تسريب ملفات دائرة المفاوضات الفلسطينية؟ هل كانت أصابع أمريكية وإسرائيلية ورائها؟ هل تفاجأ أوباما ونتنياهو بوقوف الجماهير مع الرئيس محمود عباس، ورفض ما نشرته "الجزيرة"؟
دور وأشنطن كما هو واضح كان لجم آلة القمع التي يستند إليها نظاما بن علي ومبارك وسواهما، ما جعل الرجلين وحيدين في مواجهة شعبيهما. جنرالات الجيش، وبإيحاء أميركي، "أقنعوا" الرئيسين التونسي والمصري بضرورة الرحيل بعدما قررا أنهما لن يفعلا ذلك طوعاً. لكن الوضع مختلف في ليبيا حيث لم تكن لواشنطن سيطرة كبيرة على أجهزة الأمن، ولا توجد لديها علاقات مع قيادة الجيش، ولهذا يلوح الأميركيون باللجوء إلى القوة المباشرة لمساعدة المنتفضين.
لكن السؤال الذي يطرحه عامة الناس هو، لماذا تتخلى الولايات المتحدة عن رؤساء موالين لها ويخدمون مصالحها؟ والجواب جاء أيضاً على لسان روس: "كنا خلال هذه الفترة (الأنتفاضة المصرية) على تشاور وثيق مع الإسرائيليين ... وكان هؤلاء قلقين من التغيير ويودون الإبقاء على النظام القديم، لكن مع تطور الأحداث ووضوح المشكلات التي أوجدها نظام مبارك، أقتنع الإسرائيليون بأن أستمرار هذه المشكلات سيفيد المتطرفين وحدهم، وهو آخر ما يريدونه".
لكن أين تكمن مصلحة أميركا وإسرائيل في تغيير أنظمة دول أخرى غير مصر؟ يقول روس ثانياً: "سمعت مراراً من قادة المنطقة أن الإصلاح غير ممكن في غياب السلام. اليوم مع أضطرار هذه الدول إلى مباشرة إصلاحات تستجيب لمطالب مواطنيها، ستكتشف سريعاً أن أستمرار النزاع (مع إسرائيل) يعوق جهودها وانه يمكن الثروات الوطنية (في ظل السلام) أن تخصص في شكل أفضل للهموم الداخلية". أي ان الدول العربية منفردة ستكون لسنوات طويلة مقبلة مشغولة بنفسها عن أي قضية مركزية للعرب (قضية فلسطين)، الأمر الذي يريح إسرائيل.
هل هي "مؤامرة" إذاً؟ قد تختلف التسميات، لكن النتيجة واحدة. هل "ثورات الياسمين" ثورات شعبية لتحقيق العدالة ودمقرطة المجتمعات العربية تريد أميركا ركوب الموجه فقط، أم أنها ،كما يقول دنيس روس، تخطيط أميركي(؟!!) ينفذها جيل الشباب العربي؟ ما هو دور "جماعة الأخوان المسلمين" ؟ هل كان تحالف محمد البرادعي معهم صدفة؟
هل كان أحتلال العراق هو بداية النهاية للنظام العربي وللحكام العرب الذين شاركوا التحالف بأحتلال العراق؟ هل ما نراه هو الشرق الأوسط الجديد؟
هل ستُنهي مقاومة "القذافي" ورفضه اللجوء ألى المنفى ثورات "الياسمين" السلمية؟
تكاد قوى دولية وإقليمية عديدة تنجح في محاصرة الشعب العربي الليبي بين خيارين أحلاهما مر ولا ثالث لهما: إما الدكتاتورية وإما التدخل الخارجي للخلاص منها، بينما ما زالت كل الرموز الرئيسية للثورة الليبية ترفض أي تدخل عسكري خارجي في الصراع الدامي الدائر حاليا وتصر على أن "لدينا ما يكفي من الرجال لحسم المعركة" ضد الدكتاتورية كخيار ثالث أصيل كما قال الشيخ سالم جابر إمام صلاة الجمعة في بنغازي، منطلق الثورة وقاعدتها الرئيسية، في الثالث من الشهر الجاري. والتدخل الخارجي في ليبيا ليس محتملا أو متوقعا أو كما قال الزعيم الشيوعي الكوبي فيدل كاسترو "حتميا"، بل إنه أصبح أمرا واقعا فعلا. وكانت نتيجة التدخل الخارجي حتى الآن هي - "إغلاق كل المخارج في وجه" معمر القذافي وأبنائه وبطانته.. لمواصلة التشبث بالسلطة حتى الرمق الأخير ولفترة كافية بدورها لتحول الصراع بين الدكتاتورية وبين الثورة عليها إلى حرب أهلية توفر المزيد من المسوغات الواقعية للتدخل الأجنبي الغربي بخاصة في قطر عربي كان طوال معظم الأربعين سنة الماضية في خندق معاد للغرب وأطماعه قبل ان يقود الأحتلال الأميركي للعراق إلى خلل أستراتيجي في ميزان القوى الإقليمي قاد بدوره إلى تطويع ليبيا للاندماج في الاستراتيجية الأميركية وحربها العالمية على "الإرهاب". ومن الواضح الآن أن الانتفاضة الشعبية "السلمية" قد تسلحت وتحولت إلى ثوة مسلحة يلتف الشعب حولها. وتقترح "معارك" الكر والفر خلال اليومين الماضيين بأن الصراع "يمكن أن يستمر أسابيع وربما أشهرا دون أن يمتلك أي من طرفيه قوة عسكرية كافية لإيقاع هزيمة حاسمة" بالطرف الأخر كما أستنتج تقرير للأسوشيتدبرس أمس الأول السبت. نشرته الواشنطن بوست، إحدى أهم صحيفتين أميركيتين، في 4-3-2011 بقلم( شارلز كراوثامر) لتسويغ التدخل الأجنبي في ليبيا قد أسقط أي أدعاء يروج له الإعلام الأميركي عن حياده وموضوعيته ومهنيته وصدقه، فالكاتب بكل صفاقة أدعى في مستهل مقاله بأن الأصوات تنطلق في كل أنحاء "العالم، من أوروبا إلى أميركا إلى ليبيا داعية للتدخل الأميركي من أجل المساعدة في إسقاط القذافي"، متجاهلا في الأقل معارضة قوتين إقليميتين كبريين كلتاهما حليفة للولايات المتحدة وإحداهما عضو هام في حلف الناتو مثل تركيا ومصر لهذا التدخل، ناهيك عن قوى كبرى مثل روسيا والصين. ومن الواضح أن "العالم" بالنسبة لصانع القرار الأميركي وإعلامه الرئيسي يتلخص في "واشنطن" ومن يدور في فلكها من أتباع أوروبيين ووكلاء محليين. إن وصول السفينتين الحربيتين الأميركيتين "يو إس إس كيرساج" و"يو إس إس بونس".. وتعزيز كندا لوجودها العسكري "حول ليبيا" بالفرقاطة "أتش أم سي إس شارلوت تاون".. ، ناهيك عن قطع حربية إيطالية وبريطانية وفرنسية وأوروبية أخرى تحتشد على السواحل الليبية بحجة "إجلاء" رعاياها، وإلقاء قوات القذافي القبض على ثلاثة من جنود البحرية الهولندية مع طائرة هليوكبتر من نوع "لينكس" قرب مدينة سرت الليبية، إلخ... إن هذه الحشود الميدانية تدحض أية شكوك قد تثيرها التصريحات مزدوجة المعاني للمسؤولين الغربيين عن معارضتهم للتدخل العسكري في ليبيا. تتخذ من التدخل الأجنبي حجة ضد الثائرين على حكمه العائلي الدكتاتوري، فقد أستفاد منها أيضا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لكي يتهم الأنتفاضة الشعبية العربية بكاملها وليس في بلاده فقط بأنها "ثورة إعلامية تديرها الولايات المتحدة من غرفة في تل أبيب" كما قال.. وحثه فيه على "تفويت الفرص" على التدخل الأجنبي ب"تلبية مطالب الجماهير" يذكر بمقدمات التدخل المماثل في العراق قبل غزوه عسكريا عام 2003. ففرض منطقتي الحظر الجوي على شمال العراق وجنوبه والعقوبات الأميركية والدولية التي فرضت عليه قد جعلت الأزمة الانسانية تستفحل فيه ولم تخفف منها بل زادت مآسي كبيرة لشعب العراقي .. واليوم بعد ثمان سنوات من الأحتلال الأميركي وإسقاط النظام الوطني وأنتفاء كل الأسباب لفرض تلك العقوبات ما زال العراق أسيرا لها بالرغم من تخفيفها قبل أشهر ضمن أستمرار أرتهانه لوصاية الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة. ومن المؤكد أن العقوبات التي فرضت على ليبيا بموجب قرار مجلس الأمن الدولي الأخير رقم 1970 سوف تظل سارية المفعول بعد سقوط نظام القذافي بهذه الطريقة أو تلك بفترة طويلة لتظل سيفا مسلطا على الشعب الليبي حتى يرضخ لإملاءات القوة الأميركية التي رعت تقديم مشروع هذا القرار، تماما كما هو الحال في العراق اليوم. ومن الواضح أن دول الخليج العربية التي كانت تدعو إلى فرض منطقة حظر جوي على ليبيا في الأجتماع الوزاري لجامعة الدول العربية بالقاهرة يوم الأربعاء الماضي لم تتعظ من التجربة العراقية. وربما يكون زعيم التيار الصدري في العراق هو خير مثال لتوضيح المواقف المراوغة لهذه القوى. فالعميل مقتدى الصدر الذي سارع إلى العودة من حاضنته الإيرانية بأيعاز من إيران الشر والحقد إلى العراق عشية "جمعة الغضب" العراقية "الأولى" ضد الأحتلال الأميركي ووكيله الحكومي المحلي العميل والفاسد وبفتوى من المرجعية الدينية في النجف البوشية كي يدعو العراقيين إلى عدم المشاركة فيها سارع يوم الخميس الماضي عشية جمعة الغضب العراقية "الثانية" إلى حث العراقيين على التظاهر في اليوم التالي ضد التدخل العسكري الأميركي المحتمل في ليبيا وليس ضد الأحتلال الأميركي القائم فعلا في العراق، وهذا موقف غني عن البيان تماما. لكن منذ وصل القذافي إلى السلطة بانقلاب عسكري على النظام الملكي قبل حوالي (42) سنة كانت الولايات المتحدة تنتظر فرصة سانحة، يبدو أنها حانت في الوقت الحاضر، للأنتقام من إغلاقه لقاعدة "ويلس" التي كانت في حينه من أكبر القواعد العسكرية الأميركية في العالم، وتأميمه صناعة النفط الليبية، لتنقطع العلاقات الدبلوماسية، ويعقب ذلك حملة حرب نفسية أميركية ل"شيطنة" القذافي ونظامه، في وقت كان يمول فيه المؤتمر الوطني المناهض لنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا بينما كانت وأشنطن والعواصم الأوروبية تصنف زعيمه، نلسون مانديلا، "إرهابيا". لكن نظام القذافي بعد هجمات الحادي عشر من أيلول / سبتمبر 2001 تحول إلى حليف للولايات المتحدة في "الحرب على الإرهاب"، وعادت شركات النفط الأميركية ومتعددة الجنسيات إلى العمل في ليبيا. مع أقتراب بضع قطع من الأسطول الأميركي قبالة السواحل الليبية بمهمات عسكرية تصب في خدمة المصالح الأميركية في هذه المنطقة من العالم وستتجلى في قادم الأيام بفرض حظر جوي على الأجواء الليبية مع تقديم الدعم العسكري لأي طرف ليبي مناوىء لسلطة العقيد القذافي ويبدي أستعداده للتحالف أو التعاون مع أميركا في مجال مكافحة الإرهاب وأيضا في مجال فتح أبواب ليبيا للاستثمارات الأميركية .التدخل العربي السافر المباشر جنبا الى جنب مع أعداء الأمة العربية في هذه المؤامرة وما قبلها في مؤامرات أحتلال وتدمير العراق وتمييع القضية الفلسطينية والتخلي عنها لصالح الكيان الصهيوني سيرجع الأمة العربية المشتتة والمستضعفة الى حد النخاع إلى ما قبل بداية التاريخ والحضارة الإنسانية وستستعمر من جديد وسيبقى الإنسان العربي تابع وذليل إلى نهاية التاريخ الإنساني ما لم تعي الشعوب العربية وتقضي على حكامها المأجورين الأذلاء بشكل كاملا وتقويض أعمدة حكمهم الجائر. لذا ندعو كل العرب الأصلاء في شبه الجزيرة العربية إلى الأنتفاضة والثورة على حكامهم الذين يشكلون البؤرة العفنة المتآمرة على مستقبل أمة العرب ودينها الحنيف، الذين سرقوا أموال الشعب وسخروها لأبنائهم وأحفادهم وحرموا عامة الشعب منها ومن خيرات الأرض العربية التي أستعملت للتآمر على العرب ولخدمة وحماية المصالح الأقتصادية الصهيو أمريكية في العالم على حساب مستقبل الأمة.
فاليبيا تغني في الفجر الجميل فلا تصموا أذانكم عنها
إتحاد المدونين العرب - Arab Bloggers Union blog
فوزية رأفت
ردحذفماذا يخطط الصهاينة لليبيا؟ فيديو مهم
http://www.youtube.com/watch?v=H2mzhcgq0AU&feature=player_embedded