رسالة د. طارق السويدان للمتظاهرين في البحرين

بيان رسمي من الدكتور طارق السويدان موجه إلى المعتصمين في ساحة اللؤلؤة في مملكة البحرين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله الذي كرم بني آدم، والصلاة والسلام على رسوله الذي أقام الدين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد

إيماني راسخ بحقوق الشعوب

أعلنت بشكل واضح لايقبل اللبس ولمرات عدة وفي مواقع مختلفة إيماني الراسخ بحق الشعوب في الحرية والكرامة والمساواة، والحقوق الأساسية والسياسية بالمواطنة الكاملة لكل فئات الشعب بغض النظر عن دينها وطائفتها وانتمائها، وهذه مبادئ عامة لكل البشر أؤمن بها إيمانا راسخا وألتزم بها أمام نفسي وضميري،، أعلنت هذا دون ضغط من أحد ودون مراعاة لأحد بجانب الحق الذي أؤمن به، وها أنا الآن أعلن أيضا مايلي دون ضغط من أحد ومراعاة له بجانب الحق الذي أؤمن به

تقدير عميق لموقف سمو ولي العهد البحريني

لقد وقف سمو ولي العهد البحريني الشيخ سلمان موقفا عاقلا وجريئا ورائعا حينما أوقف تدخل القوات الخاصة واشتباكهم مع المتظاهرين، ودعا مباشرة إلى الحوار الشامل والجريء والذي يقوم على أساس توفير العدالة والمساواة للجميع، وحييته حينها ومازلت أحيي فيه تعقله وحكمته التي لم تنفد رغم تطور الأوضاع، وأتمنى أن تحذو جميع الحكومات العربية حذوه في الرقي وتحكيم العقل

لم ولن أخرج من عباءة أهل السنة والجماعة

لقد كلفني موقفي الواضح في مناصرة حق الشعوب بغض النظر عن انتماءاتهم وطوائفهم الكثير الكثير، فخسرت أحبابا ماكنت أتمنى خسارتهم، وتطاول البعض بكلام لايرتضيه الأدب والأخلاق فغضضت الطرف وأسأل الله لهم العفو، وأشيع عني أنني تشيعت مع أني لم أعرف إلا أهل السنة والجماعة معتقدا ومذهبا ومشربا، ومازلت أدين الله على مذهبهم وأسأل الله أن ألقاه على ذلك، لكن البعض لايفرق بين قول الحق وإن كان لطرف آخر وبين اعتناق رأيه ومذهبه، وأنا لست فنانا أرضي الجماهير بل صاحب رأي لايرضى إلا برضا ضميره وقول الحق

تطور خطير وانحراف عن الصواب

لقد ناصرت مطالبكم حينما كانت سلمية عادلة مقبولة، وأيدت حقكم حينما كان متعقلا يخاطب العقلاء، لكن الأمر الآن انحرف عما بدأتموه

دعيتم إلى الحوار فتلكأتم وتباطأتموهذا خطأ وانحراف عن العقل والصواب، فقد كانت دعوة صادقة مفتوحة بدأها سمو ولي العهد بخطوات إيجابية ومواقف تعبر عن حسن نواياه ونوايا الحكومة فلم تبادلوا التحية بمثلها أو أحسن منها

أقول لكم ليس لنا خيار سوى الحوار، ولن نخرج بنتيجة إلا بالحوار، فلاتمزقوا أوصال بلدكم وتسمحوا للطائفية أن تنشر شياطينها

أين صفاء الولاء للبحرين؟

هل تقبل دولة أو حكومة أو عاقل في العالم أن يرفع مواطنوها أعلاما وصورا ورموزا لدولة أجنبية؟ ألا يعتبر هذا خيانة للدولة واستفزازا لحكومتها؟

فإما أن تكونوا بحرينيين وإما أن تكونوا مواطني دولة أخرى،، فإن كان بعض الجهلة هم من فعلوا ذلك فنريد توضيحا وإدانة من عقلائكم وحكمائكم

تعطيل البلد

وأشد من هذا تعطيلكم للتعليم والصحة والحياة في البلد وقطع الطريق الرئيسية فيها، والكل يعلم أن البحرين مركز مالي في المنطقة فإذا عطلتم البلد تعطلت موارده وسبله وانقلب العقل إلى تخريب والحق إلى فساد والمطالبات السلمية إلى تدمير، وتصرفاتكم هذه هي التي استفزت رجال الأمن وحركت حكومة البحرين لتفعيل اتفاقية درع الجزيرة مع دول الخليج، والتي تكفل التدخل العسكري، وهذا حق لهم حسب الاتفاقيات المعترف بها ولايعتبر غزوا خارجيا.

لذا أدعوكم للرجوع إلى عقولكم وإعمال المنطق وأعلنوا براءتكم من كل مايسيء إلى بلدكم ويحطمها

لاتمزقوا البحرين

لقد انقلبت مطالبكم إلى مطالب شيعية وما من عاقل يقبل بالطائفية مشربا أو مطلبا، فإن شئتم هذا فستتحول إلى فتنة تحرق الأخضر واليابس ونحن أهل السنة لانقبل بهذا أبدا، وسأكون أول من يواجه هذه الفتنة، أطالبكم بأن تقدموا صفاء الولاء للبحرين دولتكم التي تظلكم جميعا وأن تبتعدوا عن الطائفية وإلا فلن يقف معكم أحد من العقلاء

المطالب العاقلة

قامت هناك مطالبات عاقلة طرحها التجمع الوطني نشجعها ونحييها، وأقترح بأن تتوحد المطالب وتصاغ وتحدد وتقدم بقائمة واحدة دون تمييز بين مطالب شيعية وأخرى سنية، ولديكم حكومة عاقلة وولي العهد أبدى استعداده الكبير والمفتوح لكل مطلب عاقل

انشروا بياني إن كنتم منصفين

قام بعضكم باجتزاء مايناسبه من كلامي وبياناتي السابقة، ونشرتموه في وسائل الإعلام وعبر الشاشات في ساحة اللؤلؤة، وأثنيتم علي بأنني منصف وعاقل، لذلك لدي طلب أخير أتقدم به إن كنتم منصفين، وهو أن تعرضوا كلمتي وبياني في كل الأماكن والشاشات التي عرضتم فيها بياني الأول، فكما اعتبرتموني حينها عاقلا فإنني مازلت كذلك وأريد لكم وللبحرين سلاما ورخاء وتقدما لكن ليس بالتخريب والطائفية

وختاما أسأل الله أن يحفظ البحرين وسائر بلاد المسلمين من كل 

فتنة وأن يجمع شملكم على العدل والكرامة والحرية والمحبة

http://www.youtube.com/watch?v=QuTVLhf4E9g