الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

اردنيان من شرق النهر يكتبان عن اعتداء الدرك على مشجعي الوحدات _


اردنيان من شرق النهر يكتبان عن اعتداء الدرك على مشجعي الوحدات
_________________________________________

كاتب الموضوع : abureem

اردنيان من شرق النهر يكتبان عن اعتداء الدرك على مشجعي الوحدات

December 13 2010 20:15

نشرت وسائل اعلام اردنية العديد من المقالات لكتاب اردنيين من مختلف المنابت ادانوا فيها قوات الدرك وتعاطفوا فيها مع مشجعي فريق الوحدات مفوتين على السلطة فرصة الصيد في الماء العكر وتوظيف االجريمة لاهداف سياسية ... وفيما يلي نماذج ممتازة ... الاول مقال بعنوان ( سلطي من مخيم الوحدات ) كتبه المهندس هشام عبد الفتاح خريسات ... والثاني كتبه فايز الفايز وعنوانه الوحدات ليس مطية يركبها تجار السياسة

مقال خريسات


شاءت لي الأقدار وظروف اليتم والعودة من الخليج بعد وفاة والدي رحمه الله تعالى أن يكون مقام أسرتي على مشارف هذا المخيم الكبير الذي يعد معلما تاريخيا من معالم مأساة العصر-النكبة الفلسطينية.وفي البداية لم تكن الإقامة على التماس لمثلي أمرا سهلا، وقد عانيت منه شيئا ما لولا أن احتضنتني الحركة الإسلامية التي تصهر في بوتقتها كل مكونات هذا المجتمع الطيب من مختلف الأصول والمنابت، فيتفيؤون في ظلالها نعيم الأخوة الإسلامية الصادقة الرحبة

أذكر ذات مرة وكنت أدرس القرآن لحلقة من الطلاب الصغار في المسجد، جاءني طفل في الحلقة من مخيم الوحدات وسألني على انفراد إن كان ما سمعه عني صحيحا؟! فسألته عما سمعه عني فقال: أنت حقا "أردني"؟! فأجبته: نعم .. وبدأت بالشرح له عن أخوة الإسلام التي تجمعنا تحت سقف هذا المسجد، ولكنني شعرت بأن عينيه وعقله وذاكرته تحلق في عالم آخر لا يعي ما أقول، وذهب الطفل من فوره، ولم أره بعد ذلك

ولكن هذه الحواجز النفسية التي صنعتها السياسة والأحداث المؤسفة بدأت تتلاشى من أمامي حتى أصبحت من أهل الحي عبر أربعة عشر عاما عشتها هناك أتردد على مساجد المخيم وأشارك في نشاطاتها وألقي فيها الدروس والمواعظ، بل وأشارك في النشاطات الجماهيرية التي تتصدرها الحركة الإسلامية من مهرجانات ومسيرات وكنت غالبا في المقدمة، وإن نسيت فلا أنسى صبيحة اليوم التالي لمجزرة المسجد الإبراهيمي في الخليل حيث دعت الحركة الإسلامية إلى الإضراب العام وتعطيل الدراسة وكنت وإخواني دعاة لهذا الإضراب، فلاحقني بعض رجال الأمن في أزقة المخيم وكدت أقع في المصيدة رهن الاعتقال، فما كان من إحدى حرائر مخيم الوحدات إلا أن فتحت لي باب بيتها فدخلت متواريا، ووقفت هي على الباب مع جاراتها وتصدين لرجال الأمن ورفضن فتح الباب وخذلن عني حتى ابتعدوا، فخرجت متوغلا في أزقة المخيم لأخرج بعد ذلك على رأس مسيرة ضمت الألوف من أبناء مخيم الوحدات الغاضبين للدم الفلسطيني المراق في الخليل

وإن كنت أنسى فلا أنسى يوم أن أنهيت الثانوية العامة بمعدل أهلني للقبول في كلية الهندسة في الجامعة الأردنية، ولكن من أين لي (350) دينارا هي القسط الأول في الجامعة ودخل أسرتي في ذلك الوقت لا يتعدى (90) دينارا، يومها أخذني جاري الخليلي الحافظ للقرآن الكريم والذي يعمل شرطيا في الأمن العام إلى رئيس لجنة زكاة مخيم الوحدات وهو خليلي أيضا من عشيرة تتوزع أفخاذها بين الطفيلة والخليل، ولتتبنى هذه اللجنة الكريمة تعليمي الجامعي

شريط الذكريات هذا تراءى كله لي بعد منتصف ليلة البارحة عندما شاهدت مقاطع الفيديو التي بثتها المواقع المختلفة، وهي تظهر رجال الدرك يبادرون ويعتدون بالضرب على جمهور مخيم الوحدات الأعزل، وكيف تدافع الشباب هربا من الهراوات القاسية حتى سقط الشبك الحديدي وكان ما كان، وتألمت وأنا أشاهد الصور التي التقطت لبعض الجرحى ومنهم أطفال أبرياء سقطوا وقد انتفخت رؤوسهم من أثر ضرب الهراوات الواضح والبين دون الحاجة إلى أي إثبات، وأتساءل هل كان هؤلاء الأطفال المفغوشة رؤوسهم وعيونهم من هراوات الدرك من مثيري الشغب أيضا؟! وهل يضطر رجال الدرك إلى الضرب بهراواتهم على مقل العيون كي يتم منع الشغب؟! وإن كان ما فعله الدرك مشروعا ومبررا فلماذا يعتقل الصحفيون ويضربون وتصادر كاميراتهم

أسئلة كثيرة مشروعة لا يجيب عليها إلا تحقيق جاد وفوري تجريه الحكومة ويشارك فيه النواب الممثلون للمتضررين وممثلون عن الجهات الرياضية ذات العلاقة، كما أن الأحزاب السياسية والحركة الإسلامية والمنابر الإعلامية والمواقع الإلكترونية والشخصيات الوطنية والوجهاء وخطباء المساجد مدعوون جميعا للتحلي بالمسؤولية وترجيح المصلحة الوطنية العليا المتمثلة في الحفاظ على الوحدة الوطنية المقدسة كي نتمكن جميعا من معالجة تداعيات هذا الحدث المؤسف ونئد الفتنة في مهدها

عندما طرحت في مقالات سابقة تجاوزات بعض منتسبي الأمن العام ورجال الدرك للحد القانوني المسموح به من استخدام العنف الرادع في أحداث السلط الأخيرة انهالت علي عشرات التعليقات التي تتهمني بالعشائرية والعنصرية والإقليمية وتدافع عن هيبة الأمن العام وأنهم يجب أن يضربوا بيد من حديد على العناصر الخارجة عن القانون لأننا في دولة المؤسسات والقانون، وأشاهد اليوم أصحاب هذه التعليقات أنفسهم يناقضون آراءهم في هذه الحادثة عندما وقعت الفأس في الرأس، وأقول لأننا دولة المؤسسات والقانون وحقوق الإنسان ولأن الإنسان أغلى ما نملك فعلينا أن نقف أمام أي تجاوز للقانون والصلاحيات سواء وقع من رجال الأمن والدرك أو من قياداتهم المسؤولة أو من السلطة التنفيذية في مواقعها الميدانية المختلفة في السلط وحي الطفايلة كما في مخيم الوحدات والقويسمة والأشرفية كما في أي مدينة أو قرية في وطننا العزيز المقدس ترابه والمقدس أمنه والمقدس دماء أبنائه وكرامتهم وإنسانيتهم

وخاتمة القول فإنني لو سئلت يوما من أين أنت؟ فسأقول لهم: إنني سلطي جاء أجدادي الأوائل من الحجاز قبل ثلاثة قرون وسكنوا الأردن من شمالها إلى جنوبها، وأخوالي جاؤوا من نابلس قبل مائة وعشرين عاما فعمروا السلط وأعلوا بنيانها، وجدتي من الشراكس الذين أسسوا بلدية عمان، وجدتي الأخرى من الشوام الذين أسسوا الحركة التجارية في الأردن، وزوجتي فلسطينية تجري دماؤها في عروق أبناتي وبناتي، نعم إنني سلطي .. من مخيم الوحدات

مقال فايز الفايز


نربأ بالفلسطينيين عموما ، وأبناء مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن ، أن يكونوا كقافلة الجمال المتعبة التي يقودها حمار أعزكم الله ، فالجمال حملت على ظهورها الظلم والتعب والبؤس والشقاء والثورة والهزيمة والانتظار الطويل علّ هذه الكذبة الكبيرة التي يسمونها حق العودة أن تتحقق ، بعد أن خانتهم القيادات والزعامات السياسية ، وغررت بهم المليشيات التي وجدت نفسها يوما تحمل " الكلاشنكوف " فظنت أنها تستطيع أن تنقلب على السلطة وأن تحكم الشعوب وتتحكم بمصائر الناس ، وتفرض الآتاوات والخاوات وتقطع الطريق ، وتنكل بمعارضيها وبالأبرياء وبرواد المساجد ، أو بمن يعتقد بفكر آخر ، ثم في كل مكان حلت به وقعت فتنة انتهت بتصفيات عسكرية

ما حدث قبل يومين في " ملعب " لمباراة الفيصلي والوحدات مرفوض رفضا تاما ، من كلا الطرفين ، فقوات الدرك ومعاملة أفراده الخشنة جدا ، وتعاملهم الشخصي الفج مع المدنيين بات مشهدا مقلقا ، وكتبت عنه أكثر من مرة ، وغضبت قيادة جهازه السابقة ، وتلقيت تحذيرا بعدها ، ولم أذكر ذلك ، فلست من الشكائين ، ولهذا فيجب أن يتم وضع حد للتدخلات غير المبررة للجهاز الذي نحترم ونقدر جهوده ، فليس من المعقول ان يتم التدخل في أي مشاجرة أو تتحول وظيفته الى " حراس ملاعب " ، فالغاية أسمى وظروف الناس تعيسه بائسة

أما جمهور الوحدات فآن لهم أن يقفوا وقفة الحق والرجولة ، فإذا كانوا يعتبرون النادي رمزا للنكبة والنكسة واللجوء ، فعليهم أن يختاروا دائما من يلبي طموحاتهم ويحقق آمالهم ، ويجمعهم مع مجتمعهم لا أن يفقرهم ، ويزرع الشحناء والبغضاء والتعصب الأعمى والكراهية في نفوس الشباب الذين نريدهم أن يكونوا في موقفين إما ذخرا للوطن ، وإما أبطالا لمعركة الخلاص من العدو المحتل والمغتصب لفلسطين التي رحل عنها من كان أعظم شرف له لو أنه مات تحت جنازير دبابات الاسرائيليين الذين جاؤوا من كل أصقاع الدنيا ليقسموا الولاء لـ " دولة إسرائيل " ، أما أن يبقوا يناكفون بعضهم بعضا ، ويتعصبون عصبة الجاهلية الأولى ، ويقودهم فكر تجار السياسة وسكان القصور الذين لا يتورعون من الاعلان عن قدرتهم على شراء ما يريدون ، حتى ضمائر الناس ، فتلك سقطة مشينة لا يفعلها أخواننا جمهور الوحدات

عندما كان الأخ والصديق رياض عبدالكريم إبن المخيم وابن الاردن ،رئيسا لنادي الوحدات ، فإن النادي والجمهور كان يعيش عصرا ذهبيا وكان يثبت أنه شريك أصيل في النسيج الوطني ، ومسيراته في الملمات والمناسبات لا تقلّ عن مسيراته وتظاهراته من أجل فلسطين والقدس ، لأن إدارته منه وإليه ، وحينما انتخب " أبو محمد " كان ملبيا لطموحات سكان المخيم وهو الأعرف بظروفهم ، وعلى الرغم من تقلص عدد سكان المخيم اليوم الى أقل من ربع السكان الأصليين ، فإن خطر الانقسام واضح لا ينكره عاقل ، و الانقسام سياسي بالضرورة ، ليس على الصعيد المحلي ولكن حتى تجاه القضية الفلسطينية والولاءات للجبهات الداخلية في الضفة وقطاع غزة ، وهذا مرده لسبب واحد ، لم يعد هناك إدارة عامة للمخيم ولا قيادة للنادي الذي أصبح هيكلا سياسيا للمجتمع المتناقض ، من أهل الرأي الرشيد والقول السديد ، وأصبح كل من امتلك المال يعتقد أنه امتلك الرجال ، فإن كان هذا هو الحال فليقل لي عاقل : الى أين المآل

لن اتحدث عن جمهور الفيصلي فالحال لا يسر أيضا ، و كل يغني على ليلاه ، و حالة الاستعداء لا تتجه لطرف دون آخر ، فالمجتمع أصبح متشنجا ، والشباب تحول الى حاقد بالفكرة ، والتراجع الفكري والاخلاق العامة تردت ، تبعا لسوء التربية والتخلي عن مكارم الأخلاق وحسن المعاملة ، وتدهور القيمة الحقيقية لمعنى أن يكون لك وطن وان تمتاز بالانتماء للوطن والمجتمع ، والولاء للدولة والنظام ، وهذا ما تتحمل الحكومات والنظام السياسي وغياب العدالة أسبابه

ساتحدث عن " طارق خوري " ، الذي أخرج القضية عن سياقها ، وزجها في بوتقة السياسة ، فإن كان يظن نفسه بطلا فهو مخطىء ، ويستطيع راعٍ للبقر أن يقف بين الجماهير ليشتم ، ويدغدغ إبليس النائم في كل منا ، فيوقظ الشياطين في عقول الشباب ، ليصرخوا ويهتفوا ويحملوا " راعي البقر " فوق أكتافهم ، ألم تر كيف قوبل الجنود الأمريكيون المحتلون للعراق بالورود من قبل الرعاع والأغبياء في جنوب العاصمة العربية بغداد يوم وصول الدبابة الأولى لها ، ولو بحثنا فيما بعد عن المرأة التي كانت ترقص أمام الدبابة وتنثر الأزهار عليها ، فلا أشك أنها تنعى ابنا لها قتله من استقبلتهم بالورد ، أو أنها اشتركت في عملية ضد قوات الاحتلال فيما بعد ندما على ما فعلت

لا تلعب على العواطف الشيطانية ، ولا تحاول أن تكون زعيما بين آلاف البؤساء ، فقبلك حاول جبريل الرجوب الذي كان " رئيسا لجهاز الأمن الوقائي الفلسطيني " وكان يناكف الرئيس ياسر عرفات ، لأن رواتب مرتباته لا ينتظر ان تصرف له من السلطة الوطنية ، ثم ترك ثلة من الشرفاء المعتقلين لديه هناك لقوات الاحتلال الصهيوني حينما اقتحموا مقره بعدما ولى هاربا ، واليوم عاد " لكرة القدم " ليحقق زعامة فاشلة جديدة

قبلك كثيرون حاولوا بشتى الطرق أن يصنعوا من أنفسهم أبطالا ، ولكن لا يمكن للسيجارة أن تصبح إصبع " ديناميت " يفجر دبابة محتل لا في فلسطين ، ولا في العراق التي أثخنت القوات الغازية جراح أهلها ، وقتلت نصف مليون إنسان هناك ، ولطخت دماء النساء والأطفال والأبرياء أيدي وضمائر وجيوب الخونة والعملاء

قوات الدرك تعاملت في أكثر من موقعة بأعنف مما رأينا في استاد الملك عبدالله بالقويسمة ، ولم ينتفض أحد أو يهدد ، فإن استخدموا الهروات في الملعب ، فإن الناس لم تكد تنسى ما جرى في السلط ، وما واجهت قوات الدرك هناك من فوضى تسبب بها خارجون عن أخلاق أهل السلط الشماء التي لم تنكص يوما عن إخاءها لنابلس ، وقذائق الغاز المسيل للدموع دخل بعضها المنازل ، ولم تخرج علينا الفضائيات للتحدث عن الأزمة السياسية بين أبناء المجتمع أو عن الظروف الاقتصادية والاجتماعية المتردية لشعب المحافظات ، و لم يخرج " زعيم سلطي " ليقول إن دماء الضحايا لن يذهب هدرا ، ولم نفهم أن هناك " مجزرة " ، على الرغم من الترويع الذي حصل وتسبب به أطراف عدة كان الدرك واحدا منها ، وما فعل ذلك إلا لأن " الشباب ما شاء الله عليهم " يعتدون دائما على المرافق العامة ويحطمون ممتلكات الناس

على الحكومة وأجهزة الدولة التي تجلس على مقاعد المشاهدين بصمت أن تتحرك لقطع الألسن التي تحرض على تقويض النظام السياسي في الأردن ، ففي هذا العالم الكبير بثرواته وقواته ، لم نعد نملك سوى هذا الأردن الذي لم يقم تجار السياسة يوما بقيادة حملة لزراعة الأشجار فيه ، ولا لإصلاح بيوت المخيمات فيه ، ولا للتبرع لجامعة فيه ، ولا للكشف عن مصادر أموالهم وتمويلهم فيه ، لم يبق لنا سوى هذا الوطن ، فإما أن نؤكد على أننا له جميعا ونحن من نحميه ، وإما أن نتفق على ان تجار السياسة من جميع الفئات والطبقات قد اشتروه بأموالهم وعلاقاتهم ، فلنبع ما تبقى لنا من ولاء وانتماء فيه ، و لنبن مخيمات جديدة لنا على حدود الحلم ، وليهنأ به الأغنياء والأدعياء ، وتجار الحروب والضمائر والضاربون على دفوف الفتنة والفرقة

ختاما ، الشرف يستوجب أن تكون فارسا حتى في مخاصمتك للآخرين ، ولكن اللصوص لا يتقاسمون سرقاتهم مع ضحاياهم ، حتى لصوص الوطنيات والسياسة ، فعلى كل فئة أن تحذر من سماسرة المواقف ، فقد أصبحت كثير من المواقف سلما يتسلق عليه الأدعياء ليدوسوا بأحذيتهم رؤوس المغفلين الذين لن تطال أيديهم " لا عنب الشام ولا بلح اليمن " ، وسنبقى نحن أهل الشعارات والأحلام الكاذبة والمناكفات الرخيصة ممن لا حول لنا ولا قوة " كأذناب البقر لا مع الجلد المسلوخ ولا مع اللحم المطبوخ " ، فلتصحوا جماهير " الفيصلي " من غفوتها ، ولتتنبه جماهير " الوحدات " الى من يرجها للضلال ، وليتذكروا أن العدو واحد ، والزلزال لا يفرق بين رياضي وكسيح ولا قصر في دابوق أو مسكن في المخيم

حفظ الله الوطن من شرور اللصوص والحاقدين ، والحمد لله على نعمة المطر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق