ೋೋೋ فيس بوكيات ೋೋೋ
صلاح الدين يوسف 4 فبراير 2010
للفيس بوك أثر بالغ على تعديل القناعات وحتى تغيرها لدى شريحة الشباب الذين يستخدمونها، وقد أدمن الكثير من الشباب لغة الفيس بوك في الخطاب حتى صاروا لايتقنون غيرها، حيث الجمل القصيرة المختصرة، والفكرة الواضحة المباشرة، بعيدا عن الشرح المفصل والاستشهادات المعززة للفكرة. وقد كان لهذه الثقافة أثر بالغ على في المساعدة على قيام الثورات الشبابية المتلاحقة في عالمنا العربي، لهذا فالعديد من الجهات صارت تتجه للتأثير وطرح الأفكار والمعتقدات على الشباب لمحاولة إعادة برمجة عقولهم.
وفي الأسطر القادمة بعض الأفكار التي نحاول التطرق لها بلغة الفيس بوك البسيطة المختصرة، والتي يمكن للجميع أن يستخدمها في حواراته على شكل جمل مختصرة ذات فكرة واضحة.
ما أشبه اليوم بالبارحة!!
مبارك يقول اليوم: "أريد الرحيل لكن أخشى الفوضى، وسيطرة الإخوان على الحكم".. وفرعون البارحة (وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد)
فرعون اليوم يرسل البلطجية وفرعون البارحة ( إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين).
عقدة الإنكار!!
في زمن الثورة الإيرانية التي استمرت 4 شهور، وحينما ركب الشاه الطائرة ليغادر قصره شاهد أعداد المتظاهرين الضخمة، فقال مستغرباً: من أين أتى كل هؤلاء!!
فالطواغيت غالبا ما يصيبهم مرض "الإنكار" حيث لايصدقون أن الشعوب تكرههم .. وقد قالها فرعون من قبل.. ما أريكم إلا ما أرى
مابين فرعون ونيرون!!
يذكرني حسني مبارك بالأمبرطور الروماني "نيرون" الذي حرق روما وكان يجلس في برج مرتفع يرقب احتراق أجساد الضحايا وصراخهم وعويلهم وبيده آلة للطرب ويغني أشعار هوميروس التي يصف فيها حريق طروادة!!
فهاهو فرعون العصر يشابه نيرون التاريخ!!
هل اقترب يوم الغضب؟!
يذكر الدكتور سفر الحوالي في كتابه "يوم الغضب هل بدأ بانتفاضة رجب" أن نبوءآت بني إسرائيل التي جاءت على لسان النبي دانيال تقول بأن بداية النهاية لدولة إسرائيل ستكون في عام 2012م ، فهل ما نشهده اليوم على الساحة العربية إرهاصات لهذه النهاية؟!
وهل هي مرحلة جديدة تكون مقدمة لتحولات عميقة في منطقة الشرق الإسلامي!؟
دعاء
اللهم احفظ أهل مصر واحفظ بلادهم والإِسلام والْمُسْلِمين من مَكْرِ كُلِّ مَاكِرٍ.. وحَسَدِ كُلِّ حَاسِدٍ وحَاقِدٍ.. وظُلْمِ كُلِّ ظَالِمٍ.. وفُجْرِ كُلِّ فَاجِرٍ.. وعَدَاوَةِ كُلِّ عَدُوٍّ.. وشَمَاتَةِ كُلِّ شَامِتٍ.. وظُلْمِ كُلِّ ظَالِمٍ.. ومن كُلِّ سُوءٍ وشَرٍّ.. ومن كُلِّ بَلاءٍ و مَرَضٍ وضُرٍّ.. بِرَحْمَتِك يَاأَرْحَمَ الرَّاحِمِي
كيف نساعد؟
في زمن الفتن علينا أن نلتف حول العلماء العاملين والرجال المخلصين من الأمة وأصحاب النظرة البعيدة والخبرة الطيبة الكريمة، وما يمكننا أن نقدمه لأخواننا في مصر:
1. الدعاء لهم بالتمكين وبالصبر وأن يربط الله على قلوبهم.
2. أن نتابع أخبارهم ونوصلها لكل العالم.
3. أن ننافح عنهم من المندسين والمأجورين الذين يحاولون تشويه ثورتهم المباركة.
4. أن نتعلم من تضحياتهم فل يضيع جهدهم هدرا.
حتى المظاهرات فيها واسطات!!
مظاهرا ومسيرات كرة القدم ... مظاهرات ومسيرت الاحتفالات الوطنية .. مظاهرات ومسيرت المولاة والتأييد للحكومات ..كل هذه المظاهرات والمسيرات لا فتاوى فيها ولا أحد يقول عنها "بدعة" أو "مفسدة" أو "تخريب"..الخ
لكن حينما يخرج البعض للتعبير عن تأييدهم... لقضايا جوهرية في الأمة الإسلامية تخرج كل الفتاوى المحرمة!!
لماذا الثورة ضد حسني مبارك!!
لم يأتي الإسلام ليعلمنا الذل والهوان وعبادة السلطان، بل جاء ليعلمنا الحرية ويعلمنا الكرامة.
ومن يقول بأن حسني مبارك "ولي أمر" فهو جاهل بالإسلام وبأحكامه، فإن الإسلام يعلمنا أن لانطيع أحد مالم يحكم بنا بشرع الله، ويعلمنا أن نقوم السلطان بالسيف كما قال الصحابة لعمر رضي الله عنه، ويعلمنا الإسلام أن الساكت عن الحق شيطان أخرس، ويعلمنا أن أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر، ويعلمنا أن من أعان ظالم فهو ظالم مثله.
فقفوا مع أهلنا في مصر وكونوا عونا لهم ولا تكونوا مع الظلمة حتى لاتكونوا ظلمة مثلهم
ثلاثون عاما ومصر الدولة الكبيرة والعظيمة غائبة تماما عن ساحة التأثير والمبادرة، لا بل وتقوم بدور الحارس والناطور للمصالح الغربية والصهيونية، فيما ينشغل أبناؤها إما في البحث عن لقمة العيش المغموسة بالقهر والذل، أو ليهاجر أصحاب الخبرات والعقول منهم للغرب، أو ليمتطو البحر يبحثون عما يسد الرمق في أوربة بوسائل هجرة انتحارية. ثلاثون عاما من الدجل والتزييف وتحقيق إنجازات وهمية واستقرار خادع، وأرقام اقتصادية كاذبة عمادها بيع مصر وأراضيها وخصصتها بأسعار بخسة وصفقات مشبوهة تتسرب منها روائح العمولات والرشاوى.
ردحذفلو كان الحكم في مصر وطنيا أمينا على البلاد وقرارها –كما الحال في تركيا- لما استطاعت الولايات المتحدة ضرب العراق وتدميره، ولما تجرأ الصهاينة على إحراق غزة ومحاصرتها وتجويع أبناءها ومحاصرة السودان ومصر مائيا، ولما تفتت السودان ولما بقيت الصومال في مهب رياح التدمير وأعاصير الإفناء. لو كانت مصر كما يريد لها أبناؤها الشباب والأحرار في ميدان التحرير أن تكون، لما تجرأ الإيرانيون على المنطقة ينشرون التشيع ويستهدفونها ليتقاسموا النفوذ فيها أو يتصارعون عليه مع واشنطن إن كان في لبنان أو العراق أو غيرهم، ولما تجرأت سلطة عباس على تقديم التنازلات المهينة للصهاينة وملاحقة المقاومين وتصفيتهم واللجوء إلى القاهرة أو شرم الشيخ لتغطية مواقفهم البائسة وتصرفاتهم المشينة.
أحداث مصر ومن قبل تونس فضحت الأكاذيب الغربية، والتي تتذرع بدعم الأنظمة الشمولية في بلادنا لدورها المزعوم بمكافحة الإرهاب. فهاهي ميلشيات زين العابدين بن على وقوات أمن مبارك تنشر الخوف والهلع وتفجر المنشآت والممتلكات وتقتل الأبرياء والعزل جهارا ونهارا في سبيل بقاء الطغاة على كراسي الحكم. لقد زعم نظام مبارك بأن متطرفين فلسطينيين هم من استهدف كنيسة القديسين في الإسكندرية على الرغم من إعلان سابق منسوب للقاعدة عن استهداف الكنائس القبطية. وبعد تفجر الأحداث في مصر وعلى الرغم من انسحاب الأمن وخلو الكنائس من الحراسات واقتحام مفترض للشباب لأقسام الشرطة وحصولهم على السلاح والمتفجرات وفرار الكثير من السجناء، فإن جميع كنائس مصر في أمن وسلام كاملين. هذه الأمور تطرح تساؤلات عن دور النظام وحلفائه الصهاينة في إثارة الفتن بين المواطنين مستخدمين سلاح "الإرهاب" المزعوم ونشر الخوف والهلع.
الصراع في مصر سيعيد تماما رسم خارطة القوى في المنطقة وفي العالم، فإذا انتصرت الإرادة الشعبية وعاد القرار ليصنعه التوجهات العامة، فإن عهد الاستقلال الحقيقي عن الاستعمار غير المرئي قد بدأ، وسيكون المارد المصري حاضرا في صناعة السياسات وإعادة رسم توازنات القوى. وسيفتح الباب أمام الشعوب العربية لتلتحق بركب الكرامة والحرية ولترفض سياسات الإذلال والتبعية والانكسار، وستتغير الخارطة السياسية في المنطقة وسيفرض العرب وبدعم تركيا مواقفهم ورؤاهم على الساحة الدولية.
المعركة في مصر هي بين الاستقلال والتبعية، والحرية والاستعمار، والإنسانية والعبودية، وبين تحرير المقدرات الاقتصادية وفتات المساعدات المذلة، من هنا فلن تكون سهلة ولا يسيرة خصوصا وأن الصهاينة أعلنوها على الملأ أن المسألة بالنسبة لهم حياة أو موت، هيمنة أو اندحار. على طلاب الحرية في مصر أن يحذروا المكائد والمخططات فليست السلطات المصرية وحدها هي التي تديرها في مواجهتهم بل هناك أطراف كثيرة تساندها وتدعمها حتى لو خرجت من عواصمها تصريحات خادعة توحي بغير ذلك.
ياسر سعد