السبت، 5 فبراير 2011

مصر الفرج يا غزة. د. فايز أبو شمالة


اسقاط نظام مبارك، وجرفه من جذوره، وتأسيس نظام ديمقراطي على أسس صحيحة، هو أفضل سيناريو لثورة الشعب المصري، وأسوأ سيناريو قد تسفر عنه الثورة هو حكومة انتقالية لعدة أشهر ترتب لانتخابات ديمقراطية يقول فيها الشعب المصري كلمته، وما عدا ذلك، فإن مصر لن تعود خانعة لحكم مبارك، والوضع السابق الذي ساد، وسود حياة العرب لن يعود، لأن المصري الذي دفع دمه لن يعود إلى الحظيرة دون تحطيم الأقفاص.

مصر العربية الديمقراطية الجديدة لن تمشى على خطى مصر المقيدة بكامب ديفيد، وستنظر إلى غزة من عين تشرق بالأمل، ومن زاوية عربية إسلامية، وسيتعاملون مع سكان غزة على أنهم جزء من الأمة العربية التي تنتمي إليها مصر العربية الناهضة، بالتالي فالحدود المغلقة سوف تفتح بانتظام، والمعابر المخنوقة سوف تتنفس هواء الحرية، وسيصير انتقال الفلسطيني من غزة إلى مصر أسهل، وستصير الأشياء التي تُهرّب عبر الأنفاق تمر من فوق الأرض أمام عين أعداء غزة من إسرائيليين وغيرهم.

وعلى عكس ما يقوله البعض عن هجوم إسرائيلي على غزة، أو احتلال للشريط الحدودي الفاصل بين غزة ومصر، انتصار الثورة المصرية ستدفع إسرائيل إلى اتجاهين:

أولاً: ستقدم إسرائيل كل التسهيلات الممكنة لسكان غزة مقابل الحفاظ على التهدئة، وستراجع إسرائيل كل حساباتها، وتتراجع عن كل خطواتها السابقة ضد غزة، وهذا ما ستظهر نتائجه على وجه السرعة، من خلال سماح إسرائيل في الأيام القادمة بدخول السيارات بلا حسيب، وستلجأ إسرائيل إلى فتح المعابر لمواد البناء، وتسهيل تصدير كل ما يمكن تصديره إلى الضفة الغربية وإسرائيل، بل وستعمل إسرائيل على تحسين الوضع الاقتصادي لأهل غزة.

ثانياً: تحولات مصر الاجتماعية والسياسية سترتد على المجتمع الإسرائيلي رعباً، فبعد أن تحول مزاج اليهود إلى التطرف الديني واليميني، كنتيجة للاطمئنان الأمني، فإن الخوف سيجبر يهود إسرائيل ليبتعدوا عن اليمين، والتوجه إلى الأحزاب التي تمد يدها للسلام مع العرب، وهذا سيدفع إسرائيل ذاتها لحث دول الغرب على تقديم المساعدات لغزة، التي ستصير مؤشر التهدئة والاشتعال على مستوى أوسع.

بقى أن أشير إلى السلطة الفلسطينية التي كانت تقرن المصالحة بتوقيع حماس ورقة المصالحة المصرية، ستدرك اليوم أن الورقة المصرية بدأت تخط حروفها الجديدة على وقع صرخات المتظاهرين في ميدان التحرير في القاهرة، وهي تنادي بتغيير نظام مبارك من جذوره، وهذه فرصه لكل فلسطيني شريف كي يتقدم خطوة إلى برنامج سياسي يلتقي عليه الجميع، برنامج سياسي يأخذ بعين الاعتبار مصر العربية التي نهضت من كبوتها، برنامج سياسي يتمسك بالثوابت الفلسطينية، ويرفض خيار المفاوضات.

الأيام القادمة هي أيام عزّ لغزة العزيزة المعززة، غزة التي ستلبس عباءة الفرح، وتمشط شعرها بأصابع الشعب المصري، وتركب سيارة الثقة بكل ما هو عربي، وتذهب لتهنئة القاهرة، تعانقها، وتقبل جبينها، وتذرف دمعتين على صدرها

هناك تعليقان (2):

  1. مصر إذ تدفع الثمن!!!
    بسم الله الرحمن الرحيم

    أ: يوسف حمدان


    مرحلة المخاض العسير التي تعيشها مصر هذه الساعات بكل ما فيها من ألم ودماء ، هي بمثابة الثمن الذي لابد أن تدفعه من أجل ولادة حريتها وكرامتها وانعتاقها ، فمصر في الوزن الإقليمي للمنطقة ثقيلة وغالية ومؤثرة جداً ، يدرك الجميع ذلك، العدو والصديق ، النظام الزائل عما قريب والشعب الثائر ، إن الأبعاد السياسية لما سيجري في مرحلة ما بعد مبارك لن تنحصر في حدود مصر ولن تتجاوز أحداً في المنطقة ، فأوراق اللعبة جميعها ستختلف وربما ستتطاير، ولا يستطيع أحد من موازين القوى العالمية الفاعلة أن يتخيل شكل المشهد القادم خصوصاً في علاقة الجوار بالطفل المدلل "إسرائيل".

    ولكن ورغم قلق المجتمع الدولي وخوفه على أمن واستقرار "اسرائيل" ، فإنه لا يستطيع أن يتجاهل هذا الغضب الشعبي والإرادة العارمة لهذه الجموع المطالبة بالتغيير، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فإن استمرار الوضع على هذا الحال يفسد على المجتمع الدولي فرصة التدخل واختيار شكل مصر ما بعد مبارك، واستدراك ما يمكن استدراكه بفرض سيناريوهات وشخصيات تضمن عدم تهديد محور الاعتدال في المنطقة .

    إذاً فالمجتمع الدولي حينما يضغط على مبارك بهذه القوة وهذا الوضوح غير المسبوق ، فهو يحفظ لنفسه فرصة للمشاركة في صناعة شكل النظام القادم قبل أن ينفرط العقد وتخرج الأمور عن السيطرة وتصل إلى مرحلة اللاعودة ، التي يفرض معها الشعب من يختاره لحكمه ويا لهول الخطب لو كان هذا الجديد ممن يقول "لا" لأسياد العالم.

    ولكن يبدو أنه ليس سهلاً على هذا النظام البتة ، أن يغادر من أول صيحة ، لقد غرس هذا النظام لنفسه جذوراً عميقة في خيرات مصر وأسس لنفسه مصالح خاصة يصعب عليه تخيل امكانية تركها وراء ظهره ، إذا هو لا يتمسك بكرسيه فحسب حتى الرمق الأخير ، بل هو يتشبث بسبب وجوده وترياق حياته في هذا العصر ، لذلك لا عجب ما يفعله النظام من تجاهل لكل نداءات الدنيا بالرحيل من جهة ، ولا مشكلة لديه في سبيل ذلك أن يستخدم أبشع أنواع البطش والقوة والتحايل والبلطجة من جهة أخرى ، إذا هو يستنفذ كل ما لديه من وسائل وخطط ومأجورين حتى الرمق الأخير.

    ومما يزيد الأمر تعقيداً الذاتية و"الأنا" العالية جداً التي نلمسها في خطابات مبارك ، والعناد الكافر الذي يمارسه ، رغم تخلي جميع حلفائه عنه ، فهو يدرك تماماً ما قالته له الإدارة الأمريكية الحليفة بضرورة تدويل السلطة الآن الآن وليس غداً ، ولكنه مع ذلك يعاند و يرواغ ولن يتردد في المغامرة بإراقة الدماء وإزهاق الأرواح ، ويكأن القدر يسحب الأحداث نحو نهاية صعبة لهذا النظام ، وأن خروجاً مشرفاً آمناً لن يحظى به من تمادى في ظلمه وقهره ، وسيُملَى لهؤلاء الظلمة حتى تقر أعين المظلومين برؤيتهم يُسحلون في ميدان التحرير ، ولكن متى ؟ وكم من الدماء ستسيل ثمناً لذلك

    ردحذف
  2. الوضع ينعكس وغزة تزود الجنود المصريين على الحدود بالغذاء‏

    5/02/2011

    ربنا يفرجها علينا ..........

    الوضع ينعكس وغزة تزود الجنود المصريين على الحدود بالغذاء
    2011-02-04


    شبان من غزة خلال مظاهرة تضامنا مع الثورة المصرية

    غزة ـ قالت مصادر إن الجنود المصريين المعزولين على حدود قطاع غزة بسبب الاضطرابات الداخلية المستمرة منذ عشرة ايام يحصلون على الخبز وغيره من امدادات السلع الغذائية الأساسية من القطاع الذي عادة ما يكون متلقيا للمساعدات الغذائية.
    وقال مصدر في مدينة رفح الحدودية إن قوات الأمن التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تحكم قطاع غزة تزود القوات المصرية بالامدادات منذ ثلاثة أيام.

    وتفرض إسرائيل حصارا على القطاع منذ أكثر من ثلاث سنوات ويعتمد نحو نصف سكانه على منح الأمم المتحدة من المواد الغذائية الأساسية.

    وقالت مصادر في رفح إن منطقة شمال سيناء متوترة وذلك في ظل الاحتجاجات الحاشدة المطالبة بتنحي الرئيس حسني مبارك. ويسيطر بدو على كثير من الطرق بعد اشتباكات مسلحة مع الشرطة المصرية.

    وقالت المصادر إن تجارا فلسطينيين في غزة يقومون أيضا بتهريب خضراوات وبيض وغيرها من المواد الغذائية إلى مصر حيث نفدت السلع من المتاجر بعد انقطاع الامدادات بسبب الاضطرابات مما يعكس تغير اتجاه التدفق المعتاد للسلع.

    وعززت قوات الأمن التابعة لحماس وجودها على الحدود وفي منطقة الأنفاق التي تستخدم لتهريب السلع إلى القطاع لمنع أي انتهاك لخط الحدود. ولا يسمح بالتصوير الفوتوغرافي أو التلفزيوني.

    ردحذف