الاثنين، 7 فبراير 2011

كيف نثق في وعودهم؟



كيف نثق في وعودهم؟

- فهمي هويدي


نريد أن نصدق الوعود، ولكن الذين يطلقونها هم أنفسهم الذين يكذبونها.


نريد أن ننسى أنهم تلاعبوا بمشاعرنا وضحكوا علينا كثيرا وافترضوا فينا البلاهة والغباء، لكنهم لا يكفون عن تذكيرنا بما فات حين حدثونا عن أزهى عصور الحرية وحكمونا طول الوقت بقانون الطوارئ.


وحين وعدونا بانتخابات نزيهة ثم زوروها بغير خجل،
وحين وعودنا بالإصلاح السياسي ثم عمدوا إلى تكريس تأييد السلطة وإلغاء الإشراف القضائي على الانتخابات وتوسيع نطاق المحاكم العسكرية،


وحين تباهوا بارتفاع سقف حرية التعبير ثم انقضوا على منابر الإعلام الحر وقمعوا المراسلين الصحفيين.


وحين حدثونا عن دولة المؤسسات وسيادة القانون، ثم عصفوا بهما وأصبحت مقدرات البلد حكرا على مؤسسة الرئاسة وسيادة الرئيس.. وحين وحين إلخ.


ذلك كله استمر طوال الثلاثين عاما الماضية، ويبدو أن أسلوب المراوغة والالتفاف والمراهنة على بلاهة الشعب المصري وغبائه تحول إلى طبع يصعب الخلاص منه حتى بعدما انفجرت ثورة 25 يناير التي أعادت الروح إلى مصر وجددت أملها في مستقبل تستعيد فيه كرامتها وكبرياءها وقرارها.


خلال الأيام العشرة الماضية تتابعت أمام أعيننا خمسة مشاهد تجلى فيها ذلك الطبع الرذيل على النحو التالي:


* وجه الرئيس حسنى مبارك خطابا إلى الأمة كان أهم ما فيه إعلانه عن عدم الترشح للانتخابات الرئاسية الجديدة ولغته التي مست شغاف بعض القلوب.


وظننا أنها محاولة لتحقيق الأشواق وترطيب الجوانح، لكننا لم نهنأ بذلك الشعور طويلا ذلك أنه بعد مضي ساعة فقط من ذلك الخطاب العاطفي، كانت مجموعات البلطجية وميليشيات الأجهزة الأمنية تتقدم نحو المعتصمين في ميدان التحرير، حاملة معها السيوف والجنازير وأسياخ الحديد، التي كانت مقدمة للمذبحة التي أريد لها أن تقع صبيحة اليوم التالي.
وكانت النتيجة أنهم لم يشتبكوا مع المتظاهرين فحسب، ولكنهم أيضا نسفوا في الوقت ذاته كل أثر إيجابي لكلام الرئيس.


* بعض المسؤولين في النظام ــ رئيس الحكومة ورئيس مجلس الشورى بوجه أخص ــ تحدثوا في البداية عن تأييدهم لحق الشباب في التظاهر السلمي.
وحين صدق البعض هذا الكلام وتشجعوا مما جعلهم ينضمون إلى التظاهرات في المدن المختلفة، فوجئوا بمصفحات الأمن المركزي التي قتلت منهم أكثر من 300 شخص حسب تقارير الأمم المتحدة.


* في البداية جرى امتداح الشبان المعتصمين، باعتبارهم من أبناء مصر البررة الذين ينخرطون ضمن شرائح الوطنيين الذين تعتز بهم البلاد، ولكن حين ثبت أولئك الشبان على مواقفهم ولم يستجيبوا لإغراء المديح، فإن الخطاب السياسي والإعلامي تغير بمعدل 180 درجة، فثورة ميدان التحرير تحولت إلى «مهزلة التحرير» في العنوان الرئيسي لإحدى الصحف المحسوبة على الحكومة.


ولم تكف الأبواق الإعلامية عن التشكيك فيهم وتشويه صورتهم، باعتبارهم يمثلون الإخوان المسلمين وعملاء لإيران وحزب الله وحماس.
وكان طريفا للغاية أن البعض اتهمهم بأنهم ينفذون المخططات الأمريكية وكان الذين أطلقوا تلك الاتهامات من النائمين منذ سنوات في حضن السياسة الأمريكية.


* حين حدث الهجوم على المتظاهرين بالسيوف والجنازير ولاحقا بإطلاق الرصاص الحي، واستخدمت الخيول والجمال والبغال في اقتحام ميدان التحرير، وتم ذلك في ظل الغياب التام والانسحاب المريب للشرطة، فإن جميع المسؤولين أنكروا معرفتهم بما حدث، وغسلوا أيديهم من دماء الشهداء والجرحى في تعبير آخر عن الاستهبال والاستغباء، كأن هؤلاء المهاجمين هبطوا على أرض مصر من السماء.


* في الوقت الذي تشكلت فيه عدة لجان من «الحكماء» قيل إن بعضها تم برعاية وتشجيع من السلطة، ثم نشرت الصحف أخبارا عن اجتماعات لأولئك الحكماء مع عدد من كبار المسؤولين، كانت ترتيبات الأجهزة غير المرئية تجهز لفض الاعتصام في ميدان التحرير، عن طريق رفع الحواجز وسحب الدبابات، وكانت أذرعها تمتد لاعتقال عدد من الناشطين واختفاء آخرين في ظروف غامضة، الأمر الذي أعطى انطباعا بأن ما قيل عن تفاوض وتحرك للحكماء لم يكن سوى وسيلة لتخدير المشاعر وكسب الوقت تمهيدا للانقضاض وتصفية الثورة


ــ كيف نصدقهم إذن حين ثم يدعوننا للاطمئنان إلى الوعود التي أطلقوها
وكيف بالله عليكم نثق في أن استمرارهم يشكل ضمانا للاستقرار في المستقبل؟

هناك تعليق واحد:

  1. قصيدة ثورة الشباب المصري
    المرح

    ثورة الشعب المصري ضد مبارك ونظامه
    عاث مبارك فسادا في الارض , واصطف مع أعداء الامة ضدها وقام شعبه وكمم الافواه وارهبهم بشتى صروف الارهاب ، ثار الشباب ضده فكانت هذه الكلمات
    انطلق الشبابُ من بركان الغضب
    انطلقوا ينفثون اللهب
    وغمامُ الحريةِ يعلو هامات الشعب
    صادقين بالهتافِ ليسقط الذئب
    مبارك لا بوركت قد روعت مصرَ العروبة والعرب
    وناصرت العدا وعاديت النُخب
    وأغدقت بالأمن على يهود وسلبتًه شعبَك التَعِب
    ستهطل الرحمات ثلجاً وبرد
    فتطفئ اللهب وجمرات الغضب
    وينعم بالأمان من ذاق الرعب
    مبارك لا بوركت ماذا تبتغي
    فرعون مصر ألا تنتهي
    كل هاذي الدماء ولا ترعوي
    أيها السفاح المبشر بالخراب
    أيها الغراب الناعق بالسراب
    أيها الثعبان الذي نفث سُمَه وحد الناب
    وغرس مخالبه البغيضة في صدر كل كهل وشاب
    ما رحم ضعيفا وما انصف مظوما وما ارعوا عن ظلمه أو تاب
    ستحاكم محاكمة الطغاة الذئاب
    ويفتتح بلعنتك كل كتاب
    ويُضرب فيك المثلُ في الظلم والاستبداد
    ستدوسك الجماهير الغضبا العريضة وتنتزع حريتها من براثنك البغيظة
    هذا الشباب اليوم قد قال كلمته
    هذا الشباب الأبيُ المتفرد بعزته
    هذا شباب النت قد صدحت عروبتُه
    كالذهب النقي كلما جلوتًه سطع بريقه وضاءت لمعتُه
    أمة العرب ولاده الأبطال
    مهما تعرضت للغدر والطعان
    تظل واقفةً شامخة البنيان
    ويظل بنوها الأوفياءُ باقتدار

    ردحذف