بقلم/ أيمن تيسير دلول
إعلامي من غزةAyman.dalloul@hotmail.com
أعود بذاكرتي إلى الوراء لعدة أعوام، كان حينها مضى على فوز حماس بالانتخابات التشريعية بضع شهور، وبدأت المظاهرات المسيسة تجتاح الشارع الفلسطيني، من مدنيين وعسكريين، حينها تعاملت حماس مع الأمر من منطلق الأُخوة ولم تتعامل من منطلق أنها التي باتت مسيطرة على الأوضاع ويحميها إرادة شعبية اختارتها وأرادت منها تطبيق الأمن والقانون الذي كان غائبا في وقت مضى، ولكن على الرغم من ذلك، إلا أنها لم تستخدم سلاح السلطة لفرض ارادتها التي اختارها الشعب.
في تلك الأيام كنت أحد المشاركين في دورة إعلامية متخصصة بإحدى مؤسسات اليسار الفلسطيني، وذات يوم استدعتني مديرة الجمعية ومشارك آخر لعلمها أننا مقربين من إعلام حماس، وأخذت تطرح سيلا غزيرا من التساؤلات حول الوضوع الميداني، أتذكر منها: أليست حماس الآن في الحكم، فلماذا تسمح لهذه المسيرات؟ لماذا تتعامل حماس وهي بالسلطة كما لو أنها في المعارضة؟ لماذا لا تفرض القانون بقوة السلاح؟، وقتها لم أمتلك الإجابة لتساؤلاتها، فحديثها كان على الجرح، ولكني رددت عليها قائلا: أعتقد أن حماس جاءت بشعار التغيير والإصلاح وربما أرادت أن تتعامل بأسلوب غير الذي تستعمله الأنظمة الحكومية في العالم؛ لتثبت بالدليل أنها جاءت بالتغيير الحقيقي، كلامي لم يقنعها وهذا بكل تأكيد نابع من عدم قناعتي أنا شخصيا لما أقول حينها.
دعوني أعود بكم الآن إلى الوقت الحالي، أقصد قطاع غزة والضفة المحتلة، ما الفرق بينهما؟، الأمر لا يحتاج تفصيلا بالنسبة لقطاع غزة، فالجميع يلمسه ويلاحظه، ولكن ما بالنا بالضفة؟ لا خطوط حُمر لسلطة دربها وجهزها دايتون ومولر، البداية كانت من اعتقال الشبان، ووصلت لقتلهم في السجون شبحا وتعذيبا، واستمرت الكرة تتدحرج، ليقتل المجاهدون في بيوتهم كما مع عطية والسمان، ولم تتوقف، فتواصلت بالتعاون مع العدو من خلال كشف أماكن المجاهدين والمشاركة في تصفيتهم كما في الخليل مع تاج الرؤوس الكرمي والنتشة، وبالطبع لم ولن تتوقف، فالآن شامة عزنا تمام أبو السعود أين هي؟، وغيرها من النساء تضرب أمام الأزواج!! وللأسف من أناس يدعون الفتوة والرجولة، وأنا أعلم أن الذي يستقوي على امرأة فهو...، ويكفي الجميع أنه يعرف تاريخهم جيدا والمزين بملابسهم الداخلية في سجن أريحا وغيرهم، وهذا لن يضيرهم في شيئ، فثقافة "التشليح" ليسلم الواحد فيهم تُدرس في أكديمياتهم الأمنية.
على ما يبدو أن الأمر لن يتوقف عند شريحة النساء وبهذه الصورة وأؤكد لن يستمر بهذه الصورة، وقد يتخطاه لأبعد من الضرب والتعذيب لغيرها من فنون الإهانة والعذاب التي يتقنها أمن عباس وزبانيته.
أنا أقول لقد كانت حماس في البداية تتحدث عن خيانة وعمالة وتعاون تلك المنظومة الأمنية، حينها لم يصدقها أحد من الفصائل، إلى أن كانت المواجهة معها وحدها في الميدان وحدث ما كان في العام 2007، الآن وبعد أعوام وثائق ويكيلكس جاءت تؤكد ما ذهبت حماس إليه في تلك المرحلة، فعباس وأمنه كانوا على تواصل خلال أحداث العام 2007، كما كانوا متعاونيين خلال العدوان على غزة، وهذه الأيام يُسام المجاهدون سوء العذاب في الضفة ومن كل الفصائل، وحماس لا تزال تتأمل الخير من بين شدق الأفاعي، أو أنها تنتظر تدخل باقي الفصائل" أقصد من خلال استمرار دعواتها للمصالحة"!!.
أعتقد جازما أن لا فصائل ستتدخل لإنهاء مآسي الضفة، فمن يتحكم في أمواله عباس لا يأتي الخير من جانبه، ومن يحاول بيع ما يسميه التوازن والموضوعية هو الآن لن يجلب الخير لشعبنا أو قضيتنا، فالخير والشر دوما لا يلتقيان، والمكتوب يقرؤ من عنوانه.
إذا ماذا تفعل حماس لتحمي المشروع قبل حماية أبناءها؟، العديد من أبناء الضفة المجاهدون الأبطال، بل ومن غزة يعلو صوتهم بالمطالبة للتعامل بالمثل، أي أن تقوم حماس في غزة بملاحقة وتعذيب ومطاردة فتح كما يجري في الضفة؟، وأنا أعتقد أنه لو حدث مثل هذا الأمر فسيكون جيدا من ناحية واحدة من وجهة نظري، وتتمثل في أن وسائل الإعلام الداخلية والخارجية "والمستقلة" والكتاب النائمين حاليا "إلا من رحم الله" ستثور ثائرتهم، وترتفع أصواتهم، فهذا سينادي بالمصالحة وآخر بوقف الاعتقال السياسي، وهكذا ستنجح حماس في تعريف الجميع بأن هناك معتقلين في الضفة من المقاومة والنساء والأطفال، أما دون ذلك فستبقى القضية لا يطرحها إلا إعلام حماس، وهذا لا يكفي.
باختصار، حماس لديها مفكروها ومحللوها وسياسيوها، وهي قادرة على الأخذ بالأسلوب الذي تراه مناسبا للخروج من هذا الركن المظلم من تاريخ شعبنا وقضيتنا، ولكني أعتقد أنها على الأقل سيكون عيبا وعيبا كبيرا بحقها إن ذهبت للمصالحة والاعتقال السياسي كما هو على حاله؛ لأن أي بوادر حسن نية بين المتخاصمين تكون بالإفراج عن المعتقلين، وما دون ذلك فما هو إلا مناورات تلفزيونية ليس أكثر.
أنا أتابع أوضاع الضفة وأهلها بشكل جيد "وأعتقد أنهم الأقدر على تغيير المعادلة"، ولكني على الرغم من ذلك أجد بارقة من الأمل بدأت تتسع، فقد استبشرت خيرا عندما بدأت أسمع برفض العشرات الاستجابة لإستدعاءات أمن مولر عباس، بل وسررت أكثر عندما بدأت أسمع بهرب العديد خلال محاولات اختطافه، هذه هي النقطة المطلوبة الآن، يا أهل الضفة لا أملي عليكم الأوامر، ولكن لا تسلموا أنفسكم فلن يكون أكثر مما قدره الله.
ونقطة أخرى، للخروج من المأزق، يا أهل الضفة أنتم بحاجة إلى دماء تزهق في سبيل الله، وأنتم من علمتم الجميع هذا النهج، ومعنى كلامي يتمثل في ضرورة الخروج وضرب العدو بقوة، أدرك أن الوضع عليكم صعب وسيؤدي إلى دماء، ولكن هذا هو المطلوب، فالدماء ستشعل قنديل النصر الذي تنشدونه، ولن يضئ طريقكم إلا دماء زكية يرد عليها العدو بشكل عنيف، فتشتعل بذلك جذوة المقاومة التي أطفأها بمن طلب بقتل مطلقي الصواريخ، وسنصل حينها بإذن الله إلى قضية المنافسة لعمل الخير، فسوف تدب الغيرة مثلا في صفوف الخليل إن وجدت نابلس سبقتها، وحينها لن تقف قلقيليا صامتة، وستبحث رام الله عن عمليات أشد، وطولكرم ستبدع، وسلفيت ستتحدى، والقدس هي الأخرى ستثور، وسنجد قنايل ثورة أشعلت لن يستطيع العدو أو غيره أن يطفئها.
في تلك الأيام كنت أحد المشاركين في دورة إعلامية متخصصة بإحدى مؤسسات اليسار الفلسطيني، وذات يوم استدعتني مديرة الجمعية ومشارك آخر لعلمها أننا مقربين من إعلام حماس، وأخذت تطرح سيلا غزيرا من التساؤلات حول الوضوع الميداني، أتذكر منها: أليست حماس الآن في الحكم، فلماذا تسمح لهذه المسيرات؟ لماذا تتعامل حماس وهي بالسلطة كما لو أنها في المعارضة؟ لماذا لا تفرض القانون بقوة السلاح؟، وقتها لم أمتلك الإجابة لتساؤلاتها، فحديثها كان على الجرح، ولكني رددت عليها قائلا: أعتقد أن حماس جاءت بشعار التغيير والإصلاح وربما أرادت أن تتعامل بأسلوب غير الذي تستعمله الأنظمة الحكومية في العالم؛ لتثبت بالدليل أنها جاءت بالتغيير الحقيقي، كلامي لم يقنعها وهذا بكل تأكيد نابع من عدم قناعتي أنا شخصيا لما أقول حينها.
دعوني أعود بكم الآن إلى الوقت الحالي، أقصد قطاع غزة والضفة المحتلة، ما الفرق بينهما؟، الأمر لا يحتاج تفصيلا بالنسبة لقطاع غزة، فالجميع يلمسه ويلاحظه، ولكن ما بالنا بالضفة؟ لا خطوط حُمر لسلطة دربها وجهزها دايتون ومولر، البداية كانت من اعتقال الشبان، ووصلت لقتلهم في السجون شبحا وتعذيبا، واستمرت الكرة تتدحرج، ليقتل المجاهدون في بيوتهم كما مع عطية والسمان، ولم تتوقف، فتواصلت بالتعاون مع العدو من خلال كشف أماكن المجاهدين والمشاركة في تصفيتهم كما في الخليل مع تاج الرؤوس الكرمي والنتشة، وبالطبع لم ولن تتوقف، فالآن شامة عزنا تمام أبو السعود أين هي؟، وغيرها من النساء تضرب أمام الأزواج!! وللأسف من أناس يدعون الفتوة والرجولة، وأنا أعلم أن الذي يستقوي على امرأة فهو...، ويكفي الجميع أنه يعرف تاريخهم جيدا والمزين بملابسهم الداخلية في سجن أريحا وغيرهم، وهذا لن يضيرهم في شيئ، فثقافة "التشليح" ليسلم الواحد فيهم تُدرس في أكديمياتهم الأمنية.
على ما يبدو أن الأمر لن يتوقف عند شريحة النساء وبهذه الصورة وأؤكد لن يستمر بهذه الصورة، وقد يتخطاه لأبعد من الضرب والتعذيب لغيرها من فنون الإهانة والعذاب التي يتقنها أمن عباس وزبانيته.
أنا أقول لقد كانت حماس في البداية تتحدث عن خيانة وعمالة وتعاون تلك المنظومة الأمنية، حينها لم يصدقها أحد من الفصائل، إلى أن كانت المواجهة معها وحدها في الميدان وحدث ما كان في العام 2007، الآن وبعد أعوام وثائق ويكيلكس جاءت تؤكد ما ذهبت حماس إليه في تلك المرحلة، فعباس وأمنه كانوا على تواصل خلال أحداث العام 2007، كما كانوا متعاونيين خلال العدوان على غزة، وهذه الأيام يُسام المجاهدون سوء العذاب في الضفة ومن كل الفصائل، وحماس لا تزال تتأمل الخير من بين شدق الأفاعي، أو أنها تنتظر تدخل باقي الفصائل" أقصد من خلال استمرار دعواتها للمصالحة"!!.
أعتقد جازما أن لا فصائل ستتدخل لإنهاء مآسي الضفة، فمن يتحكم في أمواله عباس لا يأتي الخير من جانبه، ومن يحاول بيع ما يسميه التوازن والموضوعية هو الآن لن يجلب الخير لشعبنا أو قضيتنا، فالخير والشر دوما لا يلتقيان، والمكتوب يقرؤ من عنوانه.
إذا ماذا تفعل حماس لتحمي المشروع قبل حماية أبناءها؟، العديد من أبناء الضفة المجاهدون الأبطال، بل ومن غزة يعلو صوتهم بالمطالبة للتعامل بالمثل، أي أن تقوم حماس في غزة بملاحقة وتعذيب ومطاردة فتح كما يجري في الضفة؟، وأنا أعتقد أنه لو حدث مثل هذا الأمر فسيكون جيدا من ناحية واحدة من وجهة نظري، وتتمثل في أن وسائل الإعلام الداخلية والخارجية "والمستقلة" والكتاب النائمين حاليا "إلا من رحم الله" ستثور ثائرتهم، وترتفع أصواتهم، فهذا سينادي بالمصالحة وآخر بوقف الاعتقال السياسي، وهكذا ستنجح حماس في تعريف الجميع بأن هناك معتقلين في الضفة من المقاومة والنساء والأطفال، أما دون ذلك فستبقى القضية لا يطرحها إلا إعلام حماس، وهذا لا يكفي.
باختصار، حماس لديها مفكروها ومحللوها وسياسيوها، وهي قادرة على الأخذ بالأسلوب الذي تراه مناسبا للخروج من هذا الركن المظلم من تاريخ شعبنا وقضيتنا، ولكني أعتقد أنها على الأقل سيكون عيبا وعيبا كبيرا بحقها إن ذهبت للمصالحة والاعتقال السياسي كما هو على حاله؛ لأن أي بوادر حسن نية بين المتخاصمين تكون بالإفراج عن المعتقلين، وما دون ذلك فما هو إلا مناورات تلفزيونية ليس أكثر.
أنا أتابع أوضاع الضفة وأهلها بشكل جيد "وأعتقد أنهم الأقدر على تغيير المعادلة"، ولكني على الرغم من ذلك أجد بارقة من الأمل بدأت تتسع، فقد استبشرت خيرا عندما بدأت أسمع برفض العشرات الاستجابة لإستدعاءات أمن مولر عباس، بل وسررت أكثر عندما بدأت أسمع بهرب العديد خلال محاولات اختطافه، هذه هي النقطة المطلوبة الآن، يا أهل الضفة لا أملي عليكم الأوامر، ولكن لا تسلموا أنفسكم فلن يكون أكثر مما قدره الله.
ونقطة أخرى، للخروج من المأزق، يا أهل الضفة أنتم بحاجة إلى دماء تزهق في سبيل الله، وأنتم من علمتم الجميع هذا النهج، ومعنى كلامي يتمثل في ضرورة الخروج وضرب العدو بقوة، أدرك أن الوضع عليكم صعب وسيؤدي إلى دماء، ولكن هذا هو المطلوب، فالدماء ستشعل قنديل النصر الذي تنشدونه، ولن يضئ طريقكم إلا دماء زكية يرد عليها العدو بشكل عنيف، فتشتعل بذلك جذوة المقاومة التي أطفأها بمن طلب بقتل مطلقي الصواريخ، وسنصل حينها بإذن الله إلى قضية المنافسة لعمل الخير، فسوف تدب الغيرة مثلا في صفوف الخليل إن وجدت نابلس سبقتها، وحينها لن تقف قلقيليا صامتة، وستبحث رام الله عن عمليات أشد، وطولكرم ستبدع، وسلفيت ستتحدى، والقدس هي الأخرى ستثور، وسنجد قنايل ثورة أشعلت لن يستطيع العدو أو غيره أن يطفئها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق