الخليل - المركز الفلسطيني
للإعلام
"بابا .. بدي بابا" ... عبارة وحيدة كرر صراخها الطفل خالد الجعبري وهو يبكي ويركض خلف جنود الاحتلال الصهيوني الذين اختطفوا والده دون أن يسمحوا له حتى بتغيير ملابسه، في مشهد تناقلته وكالات الأنباء والفضائيات العالمية، ليجسد ظلم الاحتلال وعنجهيته على الفلسطينيين وقتل الطفولة في مهدها.
وظهر الطفل خالد، الذي أتم سنواته الأربع، في مشهد كان فيه حافي القدمين، ولم يكن يدرك سوى أن جنود الاحتلال الذين قدموا قبل أسابيع على أرضهم وجرفوها هم ذاتهم الذين عادوا مرة أخرى واعتدوا على والده وجده واعتقلوهما، فتحرك بطفولته وبراءته يبكي ويصرخ على الجنود ممسكاً بقوة في ملابس والده لعله ينجح بإيقاف اعتقاله، لكن جسمه الصغير لم يكن ليفعل شيئاً أمام جنود الاحتلال الذين تسلحوا ببنادق وجلبوا آليات ليقتلوا الأرض التي اعتاد خالد على اللعب فيها والأكل مما تنبت.
مشهد مؤلم
"بابا .. بدي بابا" ... عبارة وحيدة كرر صراخها الطفل خالد الجعبري وهو يبكي ويركض خلف جنود الاحتلال الصهيوني الذين اختطفوا والده دون أن يسمحوا له حتى بتغيير ملابسه، في مشهد تناقلته وكالات الأنباء والفضائيات العالمية، ليجسد ظلم الاحتلال وعنجهيته على الفلسطينيين وقتل الطفولة في مهدها.
وظهر الطفل خالد، الذي أتم سنواته الأربع، في مشهد كان فيه حافي القدمين، ولم يكن يدرك سوى أن جنود الاحتلال الذين قدموا قبل أسابيع على أرضهم وجرفوها هم ذاتهم الذين عادوا مرة أخرى واعتدوا على والده وجده واعتقلوهما، فتحرك بطفولته وبراءته يبكي ويصرخ على الجنود ممسكاً بقوة في ملابس والده لعله ينجح بإيقاف اعتقاله، لكن جسمه الصغير لم يكن ليفعل شيئاً أمام جنود الاحتلال الذين تسلحوا ببنادق وجلبوا آليات ليقتلوا الأرض التي اعتاد خالد على اللعب فيها والأكل مما تنبت.
مشهد مؤلم
بدا والد الطفل خالد، وهو فضل مصباح الجعبري (35 عاماً) يدافع الجنود بصدره ويديه خاليتين من أي شيء .. لم يراعي الجنود صراخ طفله، وهز بكاء طفله وركضه بملابسه الطفولية خلفه، مشاعر جعلته يتدافع لعله يحظى برؤية أخيرة لوالده قبل اعتقال قد يطول بتهم وحجج جاهزة وينضم من حيث لا يدري إلى أكثر من ثمانية آلاف أسير.
وكانت قصة المشهد الذي أدمع وأدمى قلوب وعيون ملايين ممن شاهدوه، بدأت في صباح باكر من يوم أمس الاثنين عندما حضرت قوات من وحدة "حرس الحدود" التابعة لجيش الاحتلال برفقة موظفي ما يسمى "الإدارة المدنية" الصهيونية وشرعوا باقتلاع شبكات الري في أرض تعود لوالد الطفل الجعبري وجده بدران جابر، واقتلاع المزروعات في منطقة البقعة شرق مدينة الخليل.
ولم يكن أمام أصحاب الأرض والرزق سوى التحرك للدفاع عن قوت أبنائهم بأجسادهم، فكانت ردة فعل جنود الاحتلال المتوقعة الاعتداء بالضرب عليهم واعتقال والد خالد ونجل جده ونقلهما بسيارات عسكرية إلى جهة مجهولة.
سلب للرزق والحرية
وحسب مصادر من العائلة؛ فإنها الأرض هي المصدر الوحيد لعيشهم، وتشكل مكاناً لعملهم منذ سنوات ويحملون كل التراخيص المفترضة لذلك، لكن قوات الاحتلال والمغتصبين يعتدون عليهم كل فترة وأخرى، بهدف الضغط عليهم للرحيل وتركها لضمها للمغتصبة المقامة على أراضً فلسطينية أخرى.
لكن جدة خالد، وهي أم غسان جابر، فتقول قولها الفصل في هذه المسألة: "هذه أرضهم ولدوا فيها وسيموتون فيها".
وتعرضت منطقة البقعة الزراعية، التي تعيش فيها العائلة إلى جانب نحو 200 عائلة، خلال شهر تموز (يوليو) الماضي إلى تدمير خزانين للمياه بسعتي 500 و200 متر مكعب يعودان للمواطنين زياد حمودة جابر وعبد الهادي جابر، إلى جانب تدمير عشرات الحقول المزروعة بالخضراوات تعود لعائلات مقيمة في المنطقة.
اعتداءات متواصلة
وتقع البلدة بين مغتصبتي "كريات أربع" و"خارصينا" من ناحية، وشارع "60" الاستيطاني من ناحية أخرى، ولا يمكن الوصول إليها من مدينة الخليل بالسيارة، رغم قصر المسافة الفاصلة، فالشارع الرئيسي مغلق منذ بداية الانتفاضة، ولا يمكن المرور عبره إلا مشيا على الأقدام.
وواجه المواطنون التوسع الاستيطاني بتوسيع البيوت القديمة القائمة منذ عام 1972 بطريقة غير مباشرة وبزيادة غرف إليها، كما بنيت عدة بيوت أخرى جديدة رغم إقدام الاحتلال على هدم 16 بيتا بحجة عدم الترخيص، فيما رفع المواطنون 27 قضية ضد الاحتلال في المحاكم الصهيونية نتيجة مصادرة أراضيهم والاعتداء على مزروعاتهم ومواشيهم.
وتمنع سلطات الاحتلال المواطنين من دخول نحو ألف دونم من أخصب الأراضي الزراعية في المنطقة، كما سلمت خلال أعوام قليلة ماضية أكثر من 40 إخطاراً لهدم بيوت وبرك مياه وبركسات في المنطقة .
ولعل الطفل خالد كان في حديثه وإن لم ينطق به لجنود الاحتلال؛ فأن الظلم مهما طغى وتوسع فلن تمحى صورة اختطاف والده أمام عينيه وضرب جده وخاله ووالدته وجدته، بل سيأتي يوم يكبر فيه الشبل ليصرخ بطريقته الخاصة بعيداً عن طاولات المفاوضات أو التنسيق الخياني.
وكانت قصة المشهد الذي أدمع وأدمى قلوب وعيون ملايين ممن شاهدوه، بدأت في صباح باكر من يوم أمس الاثنين عندما حضرت قوات من وحدة "حرس الحدود" التابعة لجيش الاحتلال برفقة موظفي ما يسمى "الإدارة المدنية" الصهيونية وشرعوا باقتلاع شبكات الري في أرض تعود لوالد الطفل الجعبري وجده بدران جابر، واقتلاع المزروعات في منطقة البقعة شرق مدينة الخليل.
ولم يكن أمام أصحاب الأرض والرزق سوى التحرك للدفاع عن قوت أبنائهم بأجسادهم، فكانت ردة فعل جنود الاحتلال المتوقعة الاعتداء بالضرب عليهم واعتقال والد خالد ونجل جده ونقلهما بسيارات عسكرية إلى جهة مجهولة.
سلب للرزق والحرية
وحسب مصادر من العائلة؛ فإنها الأرض هي المصدر الوحيد لعيشهم، وتشكل مكاناً لعملهم منذ سنوات ويحملون كل التراخيص المفترضة لذلك، لكن قوات الاحتلال والمغتصبين يعتدون عليهم كل فترة وأخرى، بهدف الضغط عليهم للرحيل وتركها لضمها للمغتصبة المقامة على أراضً فلسطينية أخرى.
لكن جدة خالد، وهي أم غسان جابر، فتقول قولها الفصل في هذه المسألة: "هذه أرضهم ولدوا فيها وسيموتون فيها".
وتعرضت منطقة البقعة الزراعية، التي تعيش فيها العائلة إلى جانب نحو 200 عائلة، خلال شهر تموز (يوليو) الماضي إلى تدمير خزانين للمياه بسعتي 500 و200 متر مكعب يعودان للمواطنين زياد حمودة جابر وعبد الهادي جابر، إلى جانب تدمير عشرات الحقول المزروعة بالخضراوات تعود لعائلات مقيمة في المنطقة.
اعتداءات متواصلة
وتقع البلدة بين مغتصبتي "كريات أربع" و"خارصينا" من ناحية، وشارع "60" الاستيطاني من ناحية أخرى، ولا يمكن الوصول إليها من مدينة الخليل بالسيارة، رغم قصر المسافة الفاصلة، فالشارع الرئيسي مغلق منذ بداية الانتفاضة، ولا يمكن المرور عبره إلا مشيا على الأقدام.
وواجه المواطنون التوسع الاستيطاني بتوسيع البيوت القديمة القائمة منذ عام 1972 بطريقة غير مباشرة وبزيادة غرف إليها، كما بنيت عدة بيوت أخرى جديدة رغم إقدام الاحتلال على هدم 16 بيتا بحجة عدم الترخيص، فيما رفع المواطنون 27 قضية ضد الاحتلال في المحاكم الصهيونية نتيجة مصادرة أراضيهم والاعتداء على مزروعاتهم ومواشيهم.
وتمنع سلطات الاحتلال المواطنين من دخول نحو ألف دونم من أخصب الأراضي الزراعية في المنطقة، كما سلمت خلال أعوام قليلة ماضية أكثر من 40 إخطاراً لهدم بيوت وبرك مياه وبركسات في المنطقة .
ولعل الطفل خالد كان في حديثه وإن لم ينطق به لجنود الاحتلال؛ فأن الظلم مهما طغى وتوسع فلن تمحى صورة اختطاف والده أمام عينيه وضرب جده وخاله ووالدته وجدته، بل سيأتي يوم يكبر فيه الشبل ليصرخ بطريقته الخاصة بعيداً عن طاولات المفاوضات أو التنسيق الخياني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق