إحــــذرى أُخيتى من هذه الــــذنوب ..
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ الرَّمْلِىُّ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ بْنِ حُدَيْجٍ
الْمَعَافِرِىُّ عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَبِى عَامِرٍ الأَلْهَانِىِّ
عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "
لأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِى يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا
فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا .
قَالَ ثَوْبَانُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ
لَنَا أَنْ لاَ نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ .
قَالَ : أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ
وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ
وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا "
يــــالله ,, حديث تــكاد تُجن العُقـــول منه
فمن منـــا لم يُذنب بدون أن يراه النــــاس
ولم يُراعــى أن الله يــراه
لو تأملنــا فى الحديث لنجد أن الصنف الذى تكلم عنه
رسول الله صلى الله عليه وســـلم هو صِنفٌ يصـــوم ليس فقط رمـــضان
وإنـــما نوافل أيضاً ,, ونجِدَهُ يقـــوم من الليـــل أيضاً ...
أَيُعقـــل بعد كل هذا أن يُلقى فى النـــار ؟؟؟؟؟؟
فكان جواب النبى صلى الله عليه وســـلم أنه نعم يُعقل
وذلك بسبب شئ قد يحسبه البعض هيـــناً ولكنه والله عند الله عظيـــم.
ذنوب الخلوات
جميل أن ترى ذلك الشاب وقد بدت عليه أمارات الخير والصلاح ،
والعز والفلاح ، أطلق لحيته ،
ورفع ثوبه فوق كعبه ، وتمسك بسنة حبيبه صلى الله عليه وسلم
فيما يرى الناس ، فعُرف بينهم بجميل أدبه ، وحُسن سمتِه ...
اختار من الجلساء أحسنَهم ،
وغشى مجالس أفضلِهم ...إلخ ،
ولكن الأجمل من هذا كله أن يكون باطنه أجمل من ظاهره ،
وخلواته أصدق مع الله تعالى من علانيته ....
وجميـــل أن ترى البنت الملتزمه العفيفه الطاهره
أمـــام النـــاس قد تسترت بحجابها وجالست الصالحات
وقد تحفظ من القرآن ويذكُرهــا الناس بكلامِ طيب فى مجالسهم
ولكن الأجمـــل أن تُراعى الله فى خُلـــوتِها
وأن تستُر قلبها عن الذنوب فى خلوتها
كما سترت جسمـــها عن الأجانب.
أُختى الكــــريمه الفـــاضِله:
إيــــاك أن تجعلى الله أهون النـــاظرين إليـــك
قد يبتعد الإنسان عن المعاصي والذنوب إذا كان يحضره الناس،
وعلى مشهد منهم،
لكنه إذا خلا بنفسه، وغاب عن أعين الناس،
أطلق لنفسه العنان،
فاقترف السيئات،
وارتكب المنكرات،
وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرَاً بَصِيراً....الإسراء:17
وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ..... البقرة: 74
بل إن الإنسان ليقع في ذنب،
لو كان بحضرته طفل لامتنع من الوقوع فيه،
فصار حياؤه من هذا الطفل أشد من حيائه من الله جل وعلا،
أتراه - في هذه الحالة - مستحضراً قول الله تعالى
أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ .... البقرة:77
أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ.... التوبة: 78
ويحك يا هذا،
إن كانت جراءتك ِعلى معصية الله لاعتقاد أن الله لا يراكِ ،
فما أعظم كفركِ،
وإن كان علمك ِباطلاعه عليك،
فما أشد وقاحتكِ، وأقل حياءك ِ!!
يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ
مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً.... النساء:108
من أعجب الأشياء أن تعرفِى الله ثم تعصيه،
وتعلمى قدر غضبه ثم تعرضى له،
وتعرفى شدة عقابه ثم لا تطلبى السلامة منه،
وتتذوقى ألم الوحشة في معصيته
ثم لا تهربى منها ولا تطلبى الأنس بطاعته.
وانظــرى بارك الله فيكِ فى هذه الآيـــه ,,
آيه تقشعِرُ لها الأبـــدان
وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ
وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ (22)
وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِين
..فصلت:23،22].
أبـــعد ذلك كُله ..
ما زلتِ مُصــِره
على أن تنتهِكــى
حُرُمـــاتِ الله ؟؟؟؟؟؟؟؟
" ,, فيــا أمــة الله"
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل *** خلوت ولكن قل عليّ رقيبُ
ولا تحســبنّ الله يغفل ساعةً *** ولا أن ما نخفيه عنه يغيــــبُ
يقول ابن رجب الحنبلي عليه رحمة الله :
" خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لايطلع عليها الناس"
ويقول أيـــضاً:
"أجمع العارفون بالله بأن ذنوب الخلوات
هي أصل الانتكاسات،
وأن عبادات الخفاء هي أعظم أسباب الثبات"
فيـــا أُختى رعـــاكِ الله وحَفِظكِ
إذا أغلقت دونكِ الباب
وأستدلت على نافذتكِ الستار
وغابت عنك أعين البشر ،
فتذكرى مَنْ لا تخفى عليه خافية
،تذكرى من يرى ويسمع دبيب النملة السوداء
في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء ،
جل شأنه وتقدس سلطانه
نسأل الله لنا ولكم الهدى والتوفيق والسداد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق