السبت، 4 ديسمبر 2010

حريق حيفا رسائل ربانية




حرائق الكرمل تعيد ذكريات حرب 73

قصة الإسلام

كاتب الموضوع : خالد اسلام 

ذكرت صحيفة هاآرتس اليوم الجمعة أن الحرائق التي شبت في جبل الكرمل شمال الكيان الصهيوني أمس الخميس أعادت إلى أذهان الصهاينة ذكريات حرب أكتوبر عام 1973م وذلك بسبب الدمار الهائل التي أحدثته النيران.



وامتدت الحرائق على مساحة آلاف الهكتارات مما أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصا وإصابة العشرات وإخلاء الآلاف من السكان والمساجين من المنطقة المنكوبة .



وأشارت الصحيفة في تقرير لها إلى أن الحرائق كشفت النقاب عن عدم استعداد قوات الإنقاذ لمواجهة أية كوارث كبرى، وأكدت أن الكيان الصهيوني بدت أمس غير مستعدة لحرب أو لهجمات كبيرة وذلك يعني إمكانية وقوع العديد من الإصابات بين المدنيين.



وقالت الصحيفة: إنه في تلك الظروف والأوضاع الراهنة فإنه من الأفضل للكيان الصهيوني عدم الدخول في حرب مع إيران والتي ستقوم بإطلاق آلاف الصواريخ على تل أبيب، وفق بعض المراقبين.



وعقب حرب لبنان الثانية التي كشفت عن مدى ضعف جهاز الدفاع المدني الصهيوني، شرع الخبراء في كتابة التقارير عن كيفية تطوير جهاز الدفاع المدني وبدأ الكيان الصهيوني في إجراء تدريبات غير أن كل شيىء انهار بعد الحريق الذي شب أمس في منطقة جبل الكرمل.



حريق حيفا رسائل ربانية


مصطفى الصواف


يخرج علينا قادة الاحتلال الصهيوني بشكل يومي يهددون ويتوعدون قطاع غزة بحرب ماحقة ومزلزلة وغير معهودة، ثم تمتد تهديداتهم لتطال جنوب لبنان وصولا إلى تهديد إيران بالقصف لتدمير قدراتها النووية، واليوم يقفون عاجزين عن مواجهة حريق في بعض الأحراش ناتجة عن شرارة لا قيمة لها حركتها رياح شرقية استمرت ليومين وقد تمتد لأيام، رغم وصول الإمدادات الدولية الأوروبية والتركية وحتى الفلسطينية التي تعرضت أراضيها في قطاع غزة لقصف مدفعي طوال ليلة الجمعة في شرق مدينة غزة.

هذا الحريق أظهر عجزاً واضحاً في الجبهة الداخلية الإسرائيلية في مواجهة أي أزمة طبيعية قد تحدث في أي وقت أو ناتجة عن حريق متعمد من مختل عقليا أو نتيجة سقوط قذيفة أو صاروخ كتلك الصواريخ التي ألقيت على قطاع غزة وقتلت الأطفال والنساء والشيوخ وهم في منازلهم آمنين، وتؤدي هذه الحرائق إلى سقوط عشرات بل مئات القتلة والآلاف من الجرحى والمشردين من بيوتهم، إنها حرب من نوع مختلف عن الحرب التي يخطط لها قادة الاحتلال الصهيوني إنها حرب ربانية.

هذه الحرب الربانية التي يرى البعض فيها أنها نوع من اللا منطق أو اللامعقول وإسناد مثل هذه الحوادث إلى أمور بعيدة عن قدرة الله ونسوا أن الله قادر على كل شيء، فهذه النار التي اشتعلت في هذه الغابات، وهذه الرياح الشرقية التي أرسلت لتحرك النار رغم أننا نحن في قطاع غزة جزء من فلسطين، لم تكن لدينا رياح شرقية، وكأن هذه الرياح كانت مخصصة لهذه النار حتى تستعر وتشتعل وتدمر وتقتل، ولا تقدر دولة الاحتلال على السيطرة عليها وتقف عاجزة أمام هذه النيران رغم غرور القوة التي تتبجح به دولة الاحتلال.

إن هذه الحادثة البسيطة التي جاءت لتقول لكل الضعفاء أو من يستشعرون الضعف في نفوسهم بأن الهزيمة في معنوياتهم ونسوا الله تعالى وقدرته وتناسوا قول الله " وما النصر إلا من عند الله " إن هذا الضعف هو ناتج عن عدم ثقة بالله، وعدم الثقة بالله تجعلنا نرى الفأر جملاً، وتجعلنا نخشى هذه القوة المادية التي تمتلكها ( إسرائيل) ونعتبرها نهاية المطاف، فترك باب لو طرقناه لوجدنا فيه النصرة ووجدنا فيه القوة، ولكن هذا الطرق لباب الله يجب أن يكون طرق الواثق بقدرة الله وعظمته...

وما هذه النيران إلا رسالة لنا بأن الله على كل شيء قدير وأن حبل الله لمن تعلق به متين، والإيمان والعمل هما أول الطريق نحو النصر، وهذا يدفعنا إلى تعزيز علاقتنا مع الله وثقتنا بالله، دون تواكل، بل المطلوب منا أن نعمل ونعمل ونعمل في حدود ما نملك وحدود الإمكانيات التي نصلها ونعتذر إلى الله، ونترك النتائج كلها على الله سنجد عندها من الدعم المادي والمعنوي الكثير، ونرى ونشعر بالإمدادات الربانية لنا مصداقا لقوله تعالى ( ولا يعلم جنود ربك إلا هو) وهذه النيران وهذه الرياح هي واحدة من جنود الله التي يسلطها على الخلائق بالكيفية والطريقة التي يراها سبحانه وتعالى.

حريق حيفا دليل واضح على أن دولة الاحتلال ما هي إلا نمر من ورق وهي تستعرض قوتها وعضلاتها على الضعفاء الذين لا يملكون ما يمكن أن يقيهم هذه القوة إلا حبل الله المتين لو تمسكوا به ما شعروا بالضعف أو الهوان ولاستشعروا القوة التي لا يعدلها قوة بشرية، لأن هذا العجز الإسرائيلي هو دليل واضح على أن القوة المادية ليست كل شيء.

رسالة حريق حيفا تدعونا إلى العودة إلى الله وزيادة الثقة بالله والاعتماد على الله بعد أن نستنفد ما بين أيدينا من قوة ونعد العدة بما لدينا من إمكانيات متوكلين على الله واثقين به، بعد أن نعطي حق الله دون تردد أو تكاسل.

هزيمة (إسرائيل) مسألة ممكنة جدا وسهلة في نفس الوقت، وهزيمتها تعتمد علينا نحن بعد الله سبحانه وتعالى، ولكن علينا الثقة بالله والعودة إلى الله، وعندها فلن ترهبنا تهديدات ولن تهزمنا قوة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق