الأحد، 5 ديسمبر 2010

مشويات الكرمل



بسم الله الرحمن الرحيم

اليوم : 2/12/2010 التوقيت : الواحدة ظهرا الجو : بارد .. و بدون أمطار
الحدث: اشتعال نيران هائلة في غابات الكرمل شمال فلسطين المحتلة .
عدد القتلى : 42 سجانا صهيونيا .. و العدد مرشح للزيادة فعشرات آخرون بين مفقود و جريح .
في مثل هذا اليوم قبل سنتين كانت (اسرائيل ) تهدد و تتوعد غزة بالتصعيد ، بينما كانت ظروف الجو تقاوم أي اجتياح بري ، فالأمطار حينها حولت التربة إلى طين لا تعبره الدبابات ، مما أخّر العدوان أياما ، لجأ بعدها المحتل المتكبر إلى التصعيد الجوي إذ أمر 60 من طائراته بالإغارة على مواقع مختلفة في غزة المحاصرة في آنٍ واحد في ذات التوقيت ظهرا حيث فرغت الطائرات أطنان المتفجرات ارتقى إثرها في اللحظة الأولى 100 من خيرة شبابنا !
استمر الصلف الصهيوني ينهش من لحمنا أطفالاً و نساءً و شيوخاً و شبابا..
و كلنا أبرياء ، حتى الشباب المقاتل .
فهي أرضنا .. و هم الدخلاء ..
و هو حقنا .. و هم المبطلون .
انتهت الحرب .. لصالح صمودنا ، لكنها عند الله لم تنتهِ .. فالله عزيز ذو انتقام ، سبحانه .. يمهل و لا يهمل .
و جاء الانتقام الرباني ، ليعرف العدو أن من حارب الله .. كان الله له بالمرصاد ، في ذات الوقت ، الجو ،بذات الوسيلة : النار .
أتذكرون صورة شبابنا .. و الدماء تغرقهم ..؟ و الشهادة لحن وداعهم ؟
و في المقابل ..
أرأيتم شبابهم .. من تجبروا على أسرانا .. أسَرَتهم النيران ، حتى أصبحوا (أعجاز نخل منقعر)
أظنوا يوماً أن الذي أهلك عاداً الأولى .. سيترك عاداً الثانية ؟
حاشاه سبحانه

..
الكيان المسخ ..
كنا دائما نصرّ على ثوابتنا .. (لن نعترف بإسرائيل )
حاربَنا العالم الظالم .. ، و أدار لنا الشقيق ظهره ،
و اعترفوا بها ... دولة !
دولة .. أرهبت العالم .. شنّت حروبا .. أحرقت أمماً ..
تشتعل نار صغيرة في جبالها .. فلا تجد من يطفئها .. تكبر و تكبر .. تقتل العشرات .. تملأ الأفق دخانا ..تحرق 1.5 مليون شجرة.
دولة الطائرات التي تتفنن في القتل .. تستعين بالعالم لانقاذها ..!
تشعل حربا .. و لا تطفئ نارا ..!
لديها وزير حرب .. و ليس لديها وزير دفاع أو داخلية ..!
هي أعجز من أن تدير شؤونها .. فضلاً عن أن تواجهنا ..
إذا ما فكّرنا يوماً باستئصالها ..
و يا ليتنا نفكّر!

التوقيت الرهيب
و في مثل هذا اليوم أيضا .. قبل تسع سنوات .. نفّذ المجاهد القسامي ماهر حبيشة عملية استشهادية في حيفا .. قتل فيها 16 صهيونا و جرح 55 آخرين
2/12/2001 ذكرى تجدد في قلوبنا الأمل
2/12/2010 حدث يثير في نفوسنا تساؤل .
هل يا ترى هذه الحرائق .. بفعل فاعل ؟
منذ اليوم الأول علمنا أن الحريق نشب في ثلاث أماكن متفرقة في آن واحد ..
و في اليوم الثالث على الحرائق اعتقلت القوات الصهيونية شخصين يشتبه بضلوعهم في اضرام النيران دون أن تكشف عن هويتهما ..
((و ما يعلم جنود ربك إلا هو ))


(لقد نفدت مادة إطفاء الحرائق لدينا .. و نحن ننتظر العون من السماء ) قالها مسؤول الإطفاء في مقابلة تلفزيونية
بل نحن الذين نترقب هدايا ربنا .. مزيدا من النيران تحرقكم .. و تطفئ نار قلوبنا..
مسلمون نحن .. نتحلى بأسمى معاني الإنسانية ..
لكننا عندما نُهان و نٌجرح .. و يُعتدَى على مقدساتنا ..
فنحن الوحوش بأعينهم .. نتشفى من أعدائنا .. نستمتع بمنظرهم .. و هو يُحرقون ..
و لا نُلام على ذلك ..
نألم نحن كما يألمون ..
و لكننا نرجو لشهدائنا الجنان .. و لجرحانا الثواب و الرضا .. و لديننا التمكين ..
و لا نرجو لعدوّنا إلا الحريق ..


نور وسط الظلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق