الا فلتتعلموا ...الدكتور احمد نوفل... مقال ساخن
___________________________________________
ألا فلتتعلموا .
د. أحمد نوفل - في بدء الحديث نسأل الله أن يرزق الشعب اليهودي قيادة كقيادة الشعب الفلسطيني. أو العكس أن يرزق الله الشعب الفلسطيني قيادة كقيادة الشعب اليهودي.
فقيادة الشعب اليهودي مصرة على باطلها الذي تزعم أنه حق الشعب اليهودي التاريخي في فلسطين. وهي تضع الخطط المرحلية المتدرجة، وتنتقل في كل مرحلة إلى خطة جديدة بعد أن تكون أنجزت السابقة في سباق مع الزمن. والقيادة الفلسطينية "المبسوطة على حالها" والمسرورة بما "أنجزت وحققت"، ترتجل ولا تخطط، وتُجر ولا تختار، وتتراجع ولا تتقدم، وتبدد ولا توحد، وتعمل لإنجاز أهداف العدو أكثر مما تعمل لإنجاز أهداف شعبها، ولا يتبجح أحد بشعارات، فالواقع أصدق انباء من الخطب..
منذ قمة مدريد ومؤتمرها وسلامها قد أعلنت القيادة اليهودية وقتذاك، قائلة: سأجعلهم أي الفلسطينيين يدورون عشرين سنة في نقطة واحدة. وجرونا إلى التفاوض من أجل التفاوض. لقد أصبح التفاوض هو الهدف، واستمرار التفاوض وألا ينقطع التفاوض وألا يتعطل التفاوض، وألا يتوقف التنازل أقصد التفاوض.. وهكذا..
وسقف حقوقنا ومطالبنا لا يزال ينخفض في كل يوم شيئاً إلى أن أصبحت حقوقنا هباء منثوراً، أو أثراً بعد عين، أو تقزمت إلى حد التلاشي، وهدمت بيوتنا ولم يتأثر التفاوض، وهدد الأقصى، ولم يتأثر التفاوض وقتل أولادنا ولم يتأثر التفاوض، وأقيم الجدار الذي سجن الناس وقضم الأرض وضيق المعايش، وأبعد المسافات، وقطع الأوصال، وجلى العنصرية البغيضة المستعلية للشعب المختار، ولم يتأثر التفاوض. فليذهب هذا التفاوض إلى الجحيم هو ومن يفاوض!
فماذا نريد من التفاوض إذا كان كل هذا يجري؟ لقد علم العدو أن ليس لنا أي ضابط ولا حد لتنازلنا، ولا مرجعية وطنية، ولا أحد يحاسب، ولا ثوابت نقف عندها. فالتنازل مستمر. وحالات "الحرد" التمثيلية الطفولية الفجة لا يعقبها إلا عود وتنازل بات محفوظاً عن ظهر كلب!
والتنسيق الأمني الذي هو تسليم رقاب الشباب لهؤلاء الجلادين المجرمين، وتزويدهم بالمعلومات عنهم وعن انتماءاتهم وارتباطاتهم.. ما مصلحة الشعب الفلسطيني في هذا التنغيص الأمني على الشعب الفلسطيني؟ وهل يقبل الصهاينة الإرهابيون المتطرفون أن يسلموكم معلومة عن أحد منهم؟ فلماذا يسترخصونكم ويطلبون منكم ولا يكون إلا المتوقع منكم؟!
لماذا يا قيادة الشعب الفلسطيني يخرج الشباب من سجون دولة العدوان فتستقبلهم سجونكم أنتم؟ وهل أتاك نبأ الإجرام السلطوي أن بعض الشباب ممن تعتقلهم "إسرائيل" يحاكمون في محاكم السلطة وقضائها الأمني بتهمة أمنية عالية العقوبة، ثم يسمون فارين من وجه العدالة ويحاكمون غيابياً؟ هل يفكر الشيطان بألعن من هذا وأخبث وأحط؟ ماذا نقول؟
لماذا ينغص على الشباب المؤمن حتى أفراحهم ومناسبات أعراسهم فلا يجعلونهم يهنؤون لا بمناسبة ولا بنجاح ولا بخطوبة؟ هل أنتم موكلون بأن يظل الشعب الفلسطيني في ترح بلا فرح وحزن بلا سرور؟ ولماذا تحرمونهم من حقهم في الحج وحقهم في العلاج وتحتكرون أنتم هذه الأمور لعناصركم ممن لا يستحقون ولا يحترمون لا الحج ولا الشعائر أو من هناك من هم أحوج منهم للعلاج؟
لماذا أقفلتم كل الجمعيات الخيرية والعمل التطوعي ومعاهد العلم الشرعي ودور رعاية الأيتام والمؤسسات التطوعية ودور تحفيظ القرآن، وهذه كانت تعمل حتى في أزمنة الاحتلال وعهود الحكم الإسرائيلي المباشر؟ أليست هذه من مثبتات الشعب الفلسطيني في أرضه ومن مبررات صموده؟
لماذا تبتلعون ألسنتكم وتخرسون تماماً كلما فاجأنا العدو المجرم بجريمة جديدة من جرائمه، كاغتيال شباب، أو مهاجمة آمنين واعتقالهم أو ترويع المستوطنين لأهالي الخليل مثلاً أو لغيرهم؟ لماذا لا نسمع لكم ركزاً ولا يهدر لكم صوت ولا همس؟ بينما الرادحون جاهزون لأقل خطأ من أي أحد من العرب أو من فلسطين أو من حماس؟
لماذا جاهزيتكم للتفاوض بلا حدود، ولا جاهزية مطلقاً للتفاوض مع إخوانكم في القضية والهم والوطن؟
لماذا قزمتم القضية فما عاد حديث عن احتلال أو اغتصاب أو نهب أرض أو استعمار، وإنما معلمكم باسمكم يطالب بتجميد الاستيطان مدة ثلاثة أشهر على أن يقبض العدو ثمن التجميد الشكلي الوهمي هذه المدة التافهة بحيث يكون الثمن سلاحاً متطوراً؟ ولم السلاح المتطور والمنطقة كلها في حالة سلام كما تزعمون؟ أهذا هو السلام؟ ثمن التجميد طائرات اف35 وهي آخر ما ابتكرت تكنولوجيا الدمار الأمريكية، لفرض مزيد من الهيمنة وإيقاع مزيد من الدول تحت طائلة الاحتلال، وتوسيع رقعة العدوان.
وشرط آخر فرضوه عليكم ألا يعاود الحديث عن الاستيطان مرة أخرى، فما وجه قبولكم بهذا الشرط؟ ويعلن الرئيس مبارك باسمكم أيضاً أنه لولا المفاوضات لكانت الضفة الغربية كلها مسرحاً للاستيطان! وهذه مغالطة كبرى. فالاستيطان زاحف كالسرطان يضرب شيئاً فشيئاً إلى أن لا يبقى شيئاً. والضفة آتيها دورها، بعد أن يستكمل المجرمون هضم القدس وقضمها! وأنتم تعلمون ذلك ولا تجهلون لكنه التواطؤ والصمت المريب المعيب العجيب!
لماذا تم تسريح كل كوادر فتح وحل محلهم قوات دايتون ممن رباهم الاحتلال الإسراأمريكي للمنطقة؟
وكيف سكت عناصر فتح على التدمير المنهجي المنظم لبنية فتح وقد جرى تفكيكها وتفتيتها والإطاحة بها في صمت، فلم سكت شرفاء فتح؟ ألف لماذا يا بقية الشرفاء! ولماذا مرت مؤامرة اغتيال عرفات فلم يجرؤ أحد على المطالبة بفتح ملفها وأنتم تعلمون كما الكل يعلم أن "الرمز" ما مات إلا مسموماً وتعلمون من وضع له السم، فلم السكوت؟ لماذا لا يجرؤ أحد على الإشارة إلى هذه المسألة مجرد إشارة، ولا يجرؤ أحد على طرح موضوع المصالحة مجرد طرح. أما الطرح الرسمي الأخير فذر للرماد في العيون لتمر مؤامرة التهدئة ولن ينجز شيء!
مختصر القول: تصوروا لو أن القيادة اليهودية تراجعت عن المطالبة بباطلها وجعله واقعاً أشبه بالحق، ماذا كان جرى لحلمهم بدولتهم؟ أما كان "الحلم" وئد في مهده؟ لو كانوا مثلكم يتراجعون عن "ثوابتهم" الباطلة، والتي هم بها متمسكون أشد تمسك لمجرد أنهم أقاموا في فلسطين سبعين سنة، والشعب الفلسطيني أقام آلاف السنين فلماذا صاحب الباطل الذي لا جذور له يتشبث، وصاحب الحق الضارب حقه في أعماق التراب والوطن والزمن يتراجع كل يوم؟ ألا فليعلم أن الحق بلا مطالبين أشبه بباطل! وأن الباطل الذي وراءه مطالبون يشابه الحق. وأن القيادة الفلسطينية تتماوت وتدعي الواقعية والظروف تتعلل بها، ولقد مر الشعب اليهودي بظروف مأساوية وشتات فلم تتراجع قيادته. هل ضحى مجاهدو فتح وأبطالها الذين كان شعارهم: حقي في فوهة بندقيتي. وكم رددوا: أصبح عندي الآن بندقية! وكم رددوا: وحملت رشاشي! هل كل هذه التضحيات لتأتي هذه القيادة على تل الجماجم؟
لا مانع من التعلم ولو من خصمنا وعدونا. لا مانع من التعلم من تجربة هؤلاء المجرمين. لا مانع من محاكمة قيادات الشعب الفلسطيني في ضوء المقارنة بما تنجزه قيادة العدو وتبدده قيادة الشعب المضحي المنكوب المسكين!
ثقافة الاستسلام والرضوخ والخضوع والتهاون والعجز والتواطؤ كلها تحتاج إلى انتفاضة تسقط كل هذا الزيف والخداع عن هذا الشعب الذي لا يستحق إلا قيادة تمثل طموحاته وأحلامه وتراكم من شهدائهم ما يقرب الطريق نحو التحرير.
لا يليق بتضحيات هذا الشعب إلا قيادة منتخبة بلا تزوير لا ترتبط بالمستعمر ولا تنفذ مخططه ولا هم لها إلا تفتيت الجبهة الداخلية والتمكين للعدو، ونقل المعركة من ميدانها إلى ميدان الذات بغية تدمير هذه الذات وتفتيت المقومات. الشعب العربي كله والفلسطيني في طليعته لا يجوز أن يغبن هذا الغبن وتذهب شلالات الدماء التي بذلت هدراً.
المؤلف :
ردحذفالاسم : أحـمد إسماعيل إبراهيم نوفل .
المولد : يــافـا 12 / 3 / 1946 م .
الدراسة الثانوية : نابلس / 1965 م .
البكالوريوس : الجامعة الأردنية - عمان / 1969 م .
الماجستير :تفسير وأصول الدين ، جامعةالأزهر - مصر / 1973 - 1975 م .
الدكتوراة : تفسير وأصول الدين ، جامعةالأزهر - مصر / 1978 م .
العمل : معيد في الجامعة الأردنية ( 1970 - 1972 م ) ، ومحاضراً فيها عام 1976 ، ومدرساً ( 1978 م إلى الآن ) برتبة : أستاذ مشارك .
الدراسات والبحوث :
1. رسالة الماجستير : التناسق الفني في القصص القرآني .
2. رسالة الدكتوراة : تفسير مجاهد بن جبر دراسة وتحقيق .
3. الطريق إلى فلسطين .
4. في الثقافة الإسلامية .
5. مناهج التربية الإسلامية - الأردن .
6. مناهج التربية الإسلامية - عُـمان .
المؤلفات :
1. الإشاعة .
2. الحرب النفسية - مدخل عام .
3. الحرب النفسية من منظور إسلامي .
4. الحرب النفسية بيننا وبين العدو الإسرائيلي .
5. سورة يوسف - دراسة تحليلية .
6. سورة القصص - دراسة تحليلية موضوعية .
7. التفسير المنهجي - الأجزاء الستة الأخيرة - مدرسي .
8. نسخ التلاوة بين النفي والإثبات .
9. ( ماننسخ من آية أو ننسها) : قراءة في آية .
10. ( إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته ) قراءة في آية .
11. ( يوم يكشف عن ساق ) قراءة في آية .
12. مناهج البحث والتأليف في القصص القرآني .
كتب تحت الطبع :
1. النسق والتناسق في القرآن .
2. سورة النمل .
3.سورة الفجر .
4. سورة الشرح .
5. سورة التين .
نشاطات أخرى :
1. 120 حلقة تلفزيونية ( أحباب الله ) .
2. 120 حلقة تلفزيونية ( أحسن القصص ) .
3. 600 حلقة ( إذاعة القرآن الكريم -الكويت ) .
4. برنامج تلفزيوني( قبسات من الرسول ) .
5. برنامج تلفزيوني( مواقف وخطب ) .
6. برنامج تلفزيوني ( سنريهم آياتنا ) .
7. برنامج تلفزيوني ( في ظلال آية ) قناة الفجر .
8. برنامج تلفزيوني ( أحسن الفهم ) قناة إقرأ .
9.برمانج تلفزيوني ( ولتعلمن نبأه بعد حين ) قناة إقرأ .
10. برنامج تلفزيوني ( قصص الأنبياء ) قناة المجد .
11. برنامج تلفزيوني ( تأملات في أحسن القصص ) قناة الرسالة .
12. برنامجإذاعي في التفسير ( مع الدكتور أحمد نوفل -حياة FM الأردن) .
13. برامج حوارية في عدد من القنوات : ( دبي ، الكويت ، الجزيرة ، البحرين ، السودان ) .
الدورات :
عدد كبير من الدورات المتخصصة في تفسير القرآن وعلومه وقصص القرآن
في أمريكا وبريطانيا وسويسرا وإيطاليا وألمانيا والدنمارك والفلبين وهولندا
وبلجيكا والنمسا واليمن وبنغلادش ، ...وغيرها .