إن لله جنوداً من قرش ونار..سالم الفلاحات
_______________________________
هزم المسلمون الفرس في إحدى معاركهم ففر قائدهم الفيرزان فتبعه القعقاع ، فصعد إلى جبل شاهق وهو يركب دابته، هاربا إلى أعلى الجبل وكاد ان ينجو، لكن قافلة من بغال كانت تحمل العسل سدت عليه الطريق ، فنزل عن دابته، وهنا لحق به القعقاع وقتله ففرح المسلمون وكانوا يتسامرون ويقولون ( ان لله جنودا من عسل ) ودعك مما يقوله غلاة الشيعة عن نسبة هذا القول لمعاوية رضي الله عنه .
النار في الكرمل تحاصر حراس السجن، وتقتل ثلاثة وأربعين من السجانين الذين كانوا قبل لحظات يقهقهون استهزاء بالسجناء الفلسطينيين المحرومين من الحرية والنور ، استغاثوا فلم يغثهم احد، فجاءت النيران تستثنيهم وتحرق سجانيهم، وامتد لهيبها وكأن الساعة قد قامت فاستنجدوا بالدنيا كلها عربا وعجما شرقا وغربا وما كان العرب خيابين كعادتهم أما الدولة الأسطورة فقد وقف رئيسها المجرم بيريز يقول : نحن ندعو من اجل ان تأتي معجزة لتنقذنا من هذه الكارثة
اللهم لا شماتة وليست الشماتة لنا بخلق لكنها قراءة للمشهد، فمن ظن انه ملك ناصية الدنيا يحركها بأصبعه، واهم فهو اضعف من نملة ومن شرارة نار واحدة، ومن تمادى في غيه قصمه الله ان شاء مرة أو مرات { أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ }
هل شعر اليهود بألم عندما أذاقوا الأسرى اشد ألوان العذاب جسديا ومعنويا؟
هل سمعوا أنات الجرحى وبكاء الأطفال وحسرات الأمهات الصابرات وهن يسمعن في كل يوم ما يحرق قلوبهن على أبنائهن وأحفادهن؟
كم شخصا قتلوا ؟ كم بيتا هدموا ؟ كم مسجدا حرقوا ؟
وهل ظنوا ان تدنيس المقدسات التي شرفها الله، وتدميرها وحرقها وقتل الساجدين فيها سيمر بلا عقاب حتى في الدنيا ،ان لم ينالوا العقاب على يد الناس لضعفهم او تفرقهم أو خذلانهم؟
وهل ظنوا ان الله غافلا عما يعمل الظالمون؟
لسنا متواكلين ولكننا نتأمل آيات الله فيكم ليرينا ضعفكم وعجزكم ، ويقللكم في أعيننا لليوم القادم لا محالة.
انه عاجل العذاب يسلطه الله على الكافرين كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: انه عليهم سخط وعذاب وأمثاله على المؤمنين موعظة ورحمة
اماجندي الله القرش( السمكة) التي أرسلت إلى الشاطئ الفاسد (شرم الشيخ) ، الذي طالما عصي الله فيه ، وحيكت على أرضه المؤامرات ضد الشعوب المقهورة والأرض المباركة والشعب الفلسطيني بشكل اخص وما نجم من قرارات سرية لم يكشفها ويكليكس بعد ومن قرارات وإملاآت ظالمة اكتوت الأمة بنارها، يري الله الحكام آيات صادعات متلاحقات ما هذه إلا واحدة منها فقط ، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.
وصدق الله العظيم القائل : (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).
فقد فسد البحر بما يظهر فيه من حركات وبما في كائناته من شراسة مهدفة ومحددة ، ان الله وضع سننا كونية لكنه يسيطر عليها ويتدخل وفي سنن خاصة نبه الناس إليها فان خالفوها تغيرت وفسدت عما اعتاده الناس .
ونحن اليوم نكتوي بالديون المليارية المتراكمة بالعطش وقلة الأمطار وعدم إنتاج الأرض وغلاء الأسعار وكثرة المشاجرات والمشاحنات وانتشار الأمراض وتسلط الأعداء وضنك العيش ومحق البركة في المال والوقت والعمر والهموم والغموم ، وباختلال حالة البحر والبر والجو وفسادها علينا .
أما الحكومات فتهرع إلى النصائح الدولية وصناديقها الاستعمارية ووصفاتها الشيطانية والاقتراض أو الارتهان لأجيال قادمة والى مزيد من اختراع الضرائب والتلهية عن المشكلة بالوعود ، وانتظار الأعطيات الدولية المغموسة بالذل .
وأما الأثرياء بغير وجه حق والسارقون من قوت شعوبهم فأرصدتهم تسبقهم الى الخارج ان لزم الأمر وحانت ساعة الصفر ، وهم لايشعرون بمشكلة بل يتأذون من شكاوى الناس العبثية وإزعاجهم لهم !!
وأما البسطاء الفقراء وهم شريحة من عامة الناس ، فبالإضافة إلى كدحهم ان وجدوا عملا ليلا أو نهارا فيلجئون إلى بيع كل شي ، ثم يلمون من خلال الواسطات النيابية أو لأولي الجاه والسلطان والمعارف لعلاجهم أو دراسة أبنائهم أو لخبزهم أحيانا، وهؤلاء محظوظون أيضا ، أما الشريحة المكملة لهم وهي الأكبر فليس لها ما تذهب إليه إلا بعض المحسنين والجمعيات الخيرية ان تيسر ذلك وسلمت من العبث.
والذين يظنون ان علاج أدوائهم والخروج من أزماتهم وتسلية شعوبهم تتم من خلال إخراج بعض المصلين المحاويج أو المكلفين رسميا وبخطباء استسقاء لا يتحرى فيهم الصلاح إنما حجم الصمت والولاء الفئوي فقط ، إنهم واهمون
هذا جندي الله وهو انحباس المطر بحاجة إلى استغفار حقيقي بالفعل والممارسة والتغيير لا باللسان فقط ليس من الفئات الأكثر تضررا أولا فقط إنما من الحكام والمسئولين و(علية القوم) واستغفار هؤلاء عظيم ومؤثر ومن نوع خاص هم يعرفونه وان نسوا فانه توجههم أولا للقبلة الربانية الحقة وتحويل قبلتهم السياسية بالاتجاه الصحيح، والتحول عن القبلة الأمريكية الصهيونية وتحولهم عن الظلم والجور ، وقلب أردية اهتماتهم وعدم التعالي على شعوبهم، والكف عن معاداة الله والمؤمنين والاعتزاز بالله وحده، انه واجبهم الأساس، وهؤلاء لا تقوى على ردعهم هم وأمثالهم دوائر مكافحة الفساد ولا رقابة النواب !! ولا الحرص على ثقة الشعوب ، ولا رؤيتهم للدمار رأي العين ، ولا الخوف من الآيات القارعات، ولا يجدون ممن حولهم من البطانات نصحا بليغا وقولا سديدا إلا المجاملة والتزيين والتسويغ .
واسمعوا ان شئتم ولو مرة واحدة لناصح لا يطمع بما في أيديكم وهم كثر وتعرفونهم ، واسمعوا قول الله على العموم (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) .
واسمعوا ما قاله الإمام احمد وهذه لكم خاصة : وجد في خزائن بني أمية حبة قمح بحجم نواة التمر كتب عليها ( كان ينبت زمن العدل).
وقال مجاهد : ان البهائم لتلعن عصاة ابن ادم ، فإذا اشتدت السنة وامسك المطر تقول: هذا بشؤم ابن ادم.
إننا جميعاً حاكمين ومحكومين ، بحاجة ماسّة ، ما عادت تخفى على أحد ، بحاجة إلى العودة إلى الله سبحانه وتعالى ، ومراجعة طاعتنا له ، واستقامتنا على منهجه ، قد تخلى عنا القاصي والداني بعد أن تخلينا عن أنفسنا ، وسكتنا على الفساد المستشري بيننا على مخلف الصعد ، ونعوذ بالله أن يسلط علينا جنوده ومصائبه ، وما أحوجنا إلى استغاثات جادة قبل فوات الأوان والتزموا قول الله تعالى ((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا((
اللهم ارزقنا الغيث ، ولا تجعلنا من القانطين ، وجنبنا كيد الكائدين ،واجعل جنودك عوناً لنا اللهم آمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق