الجمعة، 3 ديسمبر 2010

ويكيليكس والصهاينة العرب



ويكيليكس والصهاينة العرب

د.محمد رحال

وثائق ويكيليكس ، طبخة أمريكية فاسدة بامتياز ، لانعرف حتى اليوم من سيأكلها ، ولا باأي ملعقة أو ملاعق ،ولقد قدمت للعالم كطبق ثريد شهي منوع المحتوى ، ولقيت الطبخة الفاسدة الضجة الإعلامية الكافية والتي جعلت من موقع مجهول من أكثر المواقع إثارة في وسائل الإعلام ، وقُدم صاحب الموقع الفتى الشاب كأخطر عدو للولايات المتحدة الأمريكية ، ووصلت درجات التهديد العلنية له إلى اخطر مايصرح به قادة لدول تبنت دولهم لعشرات السنين احترام الرأي ، وصنف الموقع وصاحبه على انه اخطر إرهاب حقيقي يهدد العالم ، واختلقت دولة السويد قصة الاغتصاب لفتاتين وعرضت سمعتها ومصداقيتها كدولة محايدة إلى الضحك من قبل المفكرين في العالم بعد أن بذلت الكثير من الأموال لشراء تلك السمعة ، فلا يعقل أبدا أن يستطيع شاب بمفرده أن يغتصب نصف فتاة فضلا عن قدرته على اغتصاب فتاتين في آن واحد ،مما استدى الادعاء العام في السويد إلى تعميم مذكرة القبض على المجرم المغتصب عبر الانتربول الدولي لإحضاره مخفورا إلى المحاكم السويدية والتي لاتتهاون أبدا في قضايا الشرف ، وذلك عملا بقول الشاعر :

لايسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم

وذلك لان السويد دولة شريفة جدا ، وأخلاقية جدا ، ولاتصدر أفلام السكس والجنس إلى أركان الكرة الأرضية والتي أصبحت المثلية فيها أساسا والقيم العائلية شذوذا .

اغرب مافي فضائح ويكيليكس أن تستبق الوزيرة كلينتون تلك الوثائق وبحركة تعتبر من أغبى الحركات الدبلوماسية في العالم ، وذلك حينما أعلنت أن الوثائق تحتوي على أشياء خطيرة ستؤثر على العلاقة بين دولتها وحلفائها ، فكيف عرفت الغبية كلينتون نوعية الوثاق وأهميتها أن لم تكن هي أصلا من عرف محتواها وسمح بتسريبها !!!!!! ومن في كل الولايات المتحدة الأمريكية يملك تلك الوثائق بأرقامها الفلكية ، لتسرب إلى موقع مجهول المعالم والمفاصل !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! والسيدة كلينتون والتي أثارت الموضوع أرادت لغبار ويكيليكس أن يثار ويغمر العالم بغباره ، ولأنها تريد للنفاق السياسي العالمي لدولة الشر الامريكبة أن ينفضح ، ويصبح الاقتتال العالمي ملعوبا كما يقول المقامرون على المكشوف ، وتحت ذريعة التسريب للوثائق والتي لايمكن لها أن تسرب أبدا من البنتاغون وبهذه الكميات إلا من خلال مجموعة سياسية تريد إشعال حروب جديدة واضحة ومحددة مركزها الشرق الأوسط ، أصحابها اراكوزات القادة العرب المتطوعون ، ومادتها الدماء العربية والتي ترفض الاستيقاظ من نوم عميق ضمن أتون حرب شديدة دينية سنية شيعية تطول بطول حرب البسوس وتأتي على مابقي من الفلوس ، وقادتها ساسة مجرمون لاينتسبون إلى السنة أو إلى الشيعة وإنما هما لصقاء لقطاء فرضتهم الصهيونية منذ اليوم الأول لتأسيسها ، وهي حرب مع مذهبيتها فانه يراد لها أن تكون عربية فارسية ، والمفزع في الأمر هو أن غالبية القادة والحكام العرب لاعلاقة لهم بالإسلام أو العروبة وهم أول من قاتل الإسلام وخان العروبة ، وكذلك قادة ايران وعلى رأسهم خامنئي وهو من أصول أذربيجانية ، وكذلك غالبية أركان رجاله .

ماكشفته الوثائق الأمريكية من طبخة فاسدة تناولت وبشكل كبير جدا الحاكم العربي والذي بدا وكأنه في هذه الطبخة ليس سوى عبد حقير يستجدي رضا رب البيت الأبيض في واشنطن وبشكل مخز وذليل ، وبدا الحاكم العربي والذي أظهرته الوثائق انه ليس أكثر من خادم للصهيونية ينفذ أجندتها ويعرض خدماته ويتسابق على ذلك ، في الوقت الذي تحول فيه وعصاباته إلى مجرد قطيع من الضباع ينهش بأمتنا من كل جانب ، وظهر الحاكم العربي انه مجرد أداة تكتيكية لتنفيذ مخططات الصهيونية لتحقيق أهدافها ، بل وان هناك سباقا ضمن راليات الخيانة العربية بين هؤلاء الحكام من اجل تقديم الخدمات الجاسوسية على شعوبهم من اجل حيازة بعض علامات الرضا الأمريكي عنهم ، فمنهم من باع الأوطان ، ومنهم من سرقها ، ومنهم من رضي أن تكون بلاده سجنا يعذب فيه شرفاء امتنا وتحت عنوان الحرب على الإرهاب ، ومنهم من فضل أن يكون حاملا كل تلك السجايا الحميدة من العمالة ، فهانت بعيونهم الأوطان ، وشردت الشعوب ، وبيعت في سوق النخاسة ، وفتحت بلدان عربية للمحتل الأجنبي ، وقدمت لهم المعونات والمؤن ، واسُتقبل قادة الحلفاء الصهاينة على موائد الحكام العرب ، وشاركوا القادة رقصات السيف ، فأي مجد يحمله هؤلاء الحكام العرب الأفاضل.

المصيبة الكبرى في تلك الوثائق والتي أثبتت تورط الحكام العرب بإقامة علاقات خيانية مباشرة مع الكيان الصهيوني ، ومع ذلك فان السجون العربية مليئة بالمعتقلين من أبناء امتنا وبتهم التعامل والتجسس لصالح الصهيونية ، فبأي حق أيها الحكام العرب يسجن أبناء الشعب الأحرار بتهم التجسس وانتم الادلاء والعملاء والجواسيس على أوطاننا،والأعجب أن السجون العربية هي السجون الأقسى والأكثر تعذيبا في العالم كله، ونشر الوثائق بهذا الشكل الفج والمهين ، يفسر للعالم مدى الاحتقار الأمريكي في التعامل مع كلابها وضباعها من القادة العرب ، والذين خرست ألسنتهم وادعوا أن لاعلاقة لهم بتلك الوثائق ، وهو أمر محير عن المعدن الحقيقي لهؤلاء القادة، خاصة وان هذه الوثائق قصدت في غالبيتها المطلقة الخيانات العربية ولفترة محدودة وغفلت قصدا نشر تاريخ الخيانات العربي وتعاملهم مع المحتل الأمريكي الصهيوني للبلاد العربية والإسلامية .

إن منظر الحاكم العربي مضحكا وكوميديا كاملا عندما يتبجح بعد نشر غسيل البنتاغون الوسخ ويلقي علينا خطبه المليئة بالدروس الوطنية والمواعظ ، وما على الحاكم العربي بعد فضائح ويكيليكس إلا أن يستقيل وجماعته ويذهب في رحلة جماعية فينتحر في بحيرات المسك السعودية مكانهم الطبيعي إن كان في وجههم بقية من كرامة ،وان يكف الجميع بعد اليوم من معتدلين ومعوجين عن التحدث عن الكرامة والنخوة والوطنية ، فوثائق ويكيليكس أظهرتهم جميعهم بحجمهم الخانع والذليل يعرضون خدمات البيع والإذلال لدولة الشر لتخرج دولة الكيان الصهيوني وحدها الرابحة من فضيحة كبيرة مدوية ومفبركة ، واني استغرب منهم بأي وجه يذهبون في وفود خارجية لمقابلة قادة دول محترمة أو يقابلون شعوبهم النائمة ، وكأن وجوههم من نعال أحذية أصلها جلد الحمير ، وأكثر عجبي من شيوخ يخدعون الأمة بالدعاء لهؤلاء الشياطين العملاء والقول بأنهم ولاة أمور ، فبأي حق يكون ولي أمر المسلمين مجرد بيت خلاء للصهيونية ، ولماذا لايخاف هؤلاء الشيوخ من ربهم ، وأكثر الأمور إثارة للاستغراب من هؤلاء الشيوخ شعب محب لهؤلاء الشياطين والأباليس ويعلق صورهم في كل مكان ، وصور الضباع الضارية أكثر جمالا منهم وارحم ، بل وهناك من ينظم فصيد المدح فيهم ، وهناك من يكتب الكتب البراقة بأعمالهم الخالدة .

أكثر ماأثار استغرابي في هذه المعمعة هو الهجوم على الموقع الويكيليكسي واتهامه بالإرهاب ، ومعاداة الحرية والديمقراطية الأمريكية ، ومنذ أيام قليلة فقط كانت نفس الأبواق تتوسع في الهجوم على الإسلام ورمزه بدعوى الحرية ،فبأي كفة ميزان يتعامل هؤلاء السفهاء ، وهو هجوم في كلا الجانبين تقوده عصابات إعلامية مختصة بالإثارة مع ذكر القيمة الكبيرة جدا لنشر تلك الوثائق المتعمدة ، فلم يعد هناك حاجة لترميز قادة الخيانة , ولم يعد هناك حاجة إلى المستر نيو بيف ، او نيو فلافل ، أو فري باد بابا غنوج، أو ديرتي شوذ.

إن العدالة الأمريكية رأت في نشر الحقائق إرهابا ، وهي التي نشرتها ، ولكن أين اختفى أصحاب الحقوق في العالم والذين صمتوا أمام هذه الحقائق والتي تدمغ القيادات الأمريكية بالإجرام وذلك باعتراف القيادات الأمريكية التي أكدت انتساب تلك الوثائق لها ، وكان المفروض بوزير العدل الأمريكي أن يحقق في العدالة الأمريكية والتي يدعي انه وزيرها ، وان يحاسب تلك القيادات على جرائمها في العالم ، وكذلك وزراء العدل في العالم الحر ، بدلا من توجيه الإعلام باتجاه اخر وهو محاسبة ويكيليكس على نشره تلك المخازي ، وان يساق حكام الدول العربية الذين أظهرتهم الوثائق إنهم ليسوا سوى مجرد لصوص وقطاع طرق لأوطانهم إلى محاكم دولية عادلة وان يوضعوا في قفص واحد مع عتاة الإجرام الصهيوني لأنهم الأداة المنفذة للمخططات الصهيونية وهم من أضاع هيبتنا وقتل شعب فلسطين وجلس يقرمش رقائق البطاطس وهو يرى صور الانتهاك الصارخ لأحرار العراق وحرائره .

ولن ألوم أبدا الإعلام العربي والذي هو أصلا البوق الرسمي لهؤلاء الحكام العرب ، والذي لايصلح إلا للرقص والغناء وترجمة التقارير الإعلامية التي توافق عليها إدارة البنتاغون التي أشرفت على تسريب هذا الأرشيف ، ولماذ لم يتم تسريب الأرشيف الكامل والذي يتضمن الإشراف الأمريكي على تأسيس الأحزاب العربية والتي يحكم أبنائها الدول العربية ويحرسون الكيان الصهيوني ويصلبون الشرفاء من امتنا.

لم يكن منظر الحكام العرب مشرفا أبدا أمام الشرفاء في العالم ، فقد بدا حالهم ومنظرهم لايختلف أبدا عن منظر من بال على نفسه ، ولم يكن كذلك رد فعلهم إلا التنديد الرسمي بصاحب الموقع عديم الشرف والذي اغتصب اثنتين بليلة واحدة ولم يترك لهم أي واحدة ، وأطرف مافيا الأزمة المفتعلة هو قيام إحدى ابرز وسائل الإسلام العربية الصهيونية المتخصصة بالترويج للسياسات الأمريكية والصهيونية وصاحبة البرنامج اللعين صناعة الموت والذي امتاز بتلفيق المعلومات وتقديمها للمشاهد العربي بصورة أمريكية ، هذه الوسيلة الإعلامية قامت بشرح كيفية الدخول إلى موقع ويكيليكس والبحث عن المعلومات فيه ، وهي شهادة واضحة أن من يقف وراء هذه الفضائح هو بيت الشر الأمريكي الصهيوني.

ان نشر الوثائق هو بالون اختبار واضح لمعرفة ردود الفعل العربية من قادة وشعوب نائمة ، وانا واثق ان القادة لن يستنكروا ،او يتوبوا الى الله ، وان الشعوب العربية والتي استطابت النوم لن تفيق من سكرتها ، والانتخابات المصرية المزورة بكاملها شاهد حي على واقع عربي شديد التعفن.

السويد/2010/12/02

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق