الثلاثاء، 19 يوليو 2011

هذا ما دار بيني ( الشيخ عبدالمجيد الزنداني ) وبين الرئيس علي عبد الله صالح

موضوع ستقرئه الي اخر سطر يحكي بالتفصيل مادار بين علي عبدالله صالح وعلماء ومشائخ اليمن وبين الاحداث والتطورات التي حصلت بالتفصيل وبين مدي مكر وخبث نيه صالح الفاسده ومكره علي الشيخ عبد المجيد الزنداني

يرويها جبل اليمن الاشم الشيخ عبد المجيد الزنداني حفظه الله

الأسئلة:
هذا ما دار بيني وبين الرئيس علي عبد الله صالح:
السؤال: يا شيخ أنت تعرف ما قامت به بعض القنوات الرسمية من تشويه لهيئة علماء العلماء اليمن وخصوصاً أنت، فالذين هم من أتباع النظام مثلاً في منطقتي يقول بعضهم: من تابع قناة (سهيل) أو (الجزيرة فهو كافر)، هذا يا شيخ وهو موجه مادة الإسلامية في المدرسة النموذجية في المديرية، فمثل هؤلاء الناس كيف سنتعامل معهم، ونوضح لهم بيان علماء اليمن، وهم يعلمون أن رئيسهم هو الشيخ عبد المجيد وقد شوهت صورته عندهم؟
الجواب: هناك كثير من الإخوة للأسف الشديد وقع عندهم التباس حول مواقفي واستغراب، والسبب في ذلك الهجوم الشديد الذي تعرضت له من القنوات الرسمية، والأكاذيب؛ فقد بلغ بهم الأمر أن بعضهم يطلق أنه حضر دفني. وطلقت امرأته! ما الذي بينه وبين امرأته حتى يطلقها؟ ما ذنبها المسكينة؟ هذا من الجهل. ما السبب؟ التشويه.
فأقول يا أبنائي ويا إخواني: الأمر لا بد أن يتضح لكم، ولمن وراءكم، ولمن سأل هذا السؤال.
الرئيس كان يطمع فيَّ أن أكون أداة بيده في حق أو في باطل، وكان يظن أني يمكن أن أسير في هذا الاتجاه. أظن هذا والله أعلم! وهو يعلم مني أني صريح، وأني إذا رأيت شيئاً أمامي غير صحيح أقول: هذا غير صحيح وأنكره، وأتكلم بوضوح في كثير من الأمور، ولكني كنت أقول الحق وأستخدم اللين وأوري لكي يقبل هذا الحق، فقال لنا في يوم السابع والعشرين من رمضان الذي مضى: إنه يريد من العلماء الحضور إلى مسجد الصالح بعد صلاة العصر، وستجتمع جمعية علماء اليمن وسيجتمع.. وسيجتمع.. فيجب أن أصلي العصر في مسجد الصالح؛ فصلينا العصر، فجئت متأخراً قليلاً والناس قد ارتصوا في الصفوف، فأردت أن آخذ مكاني في الصف الثاني، فالمنظمون دعوني إلى الصف الأول. صيلت ثم وجدت بجواري متسعاً، ثم أتى الرئيس وكنت أنتظر أنه سيجلس فوق كرسي، فأتى وجلس في المكان الذي بجانبي، فجاء الدور علي فتكلمت، والحمد لله سجل الكلام ونشر، فلما سمع العلماء تكلموا قال: أنا سأشكل لجنة من العلماء المرجعية، تكون مرجعاً لأهل اليمن جميعاً في كل شئونهم، وفي كل القضايا، أعلن الأسماء وكان اسمي أول اسم، وكانوا أحد عشر اسماً، ونحن في الحقيقة فرحنا واستبشرنا أنه يريد أن يرجع في أمور البلاد كلها إلى الدين وإلى العلماء، وبعد الاجتماع شكرناه على هذا، وقال: اذهبوا وانتخبوا رئيساً، وشكلوا لكم لائحة داخلية، وبينوا كيف ستديرون أموركم.
فذهبنا وعقدنا اجتماعاً، وقلنا: العلماء إذا أرادوا أن يتكلموا في أي ميدان لا بد أن يكون معهم خبراء.. خبراء في السياسة، وخبراء في الاقتصاد، وخبراء في القضايا العسكرية، وخبراء في القضايا الإدارية، نحن نريد مجلساً بجوارنا اسمه مجلس خبراء كما هو موجود في المجامع الفقهية في العالم، قال: حسناً. ثم لم نشعر إلا وهو يطلب طلباً معيناً، يقول: أنا أريد منكم فتوى في كذا كذا. قلت له: إن شاء الله لكن أنت دعوتنا لكي نتكلم في كل قضايا اليمن، وأنت قلت لنا بأن نتكلم عن كذا وكذا، وكذا وكذا، ونحن مستعدون، قال: نعم. أنا أعرف صحيح. فأنا في الحقيقة توجست خيفة، وشعرت أن ما حصل كان فقط ليستخدمنا في فتوى معينة في قضية معينة وشكر الله سعيكم.
فقلنا له: أيها الرئيس نحن كذا وكذا وأن هذا مما لا بد منه، اجتمع تسعة من الأحد عشر وغاب اثنان واختاروني رئيساً بالاقتراع السري؛ لأن كل واحد كان يرميها على الثاني ولا أحد كان يريدها، فاتفقنا على الاقتراع السري، ومن وقع عليه الاختيار عليه أن يتحمل، فوقع الاقتراع وحزت على سبعة أصوات من التسعة، والرئيس أعجبه الأمر.
وجاءت هذه الأحداث وتأزمت الأمور، فعقدنا مؤتمراً لهيئة علماء اليمن، ونحن منذ شهرين ونحن في هيئة علماء اليمن ونحن ندرس التطورات الجارية، في النهاية قلنا لا بد من عقد مؤتمر، فعقد المؤتمر وتكلمنا فيه بما يجب أن يكون حتى نجنب اليمن ما وقعت فيه تونس ومصر، وأعطينا في المؤتمر نصائح في كل الجوانب، وشكلنا لجنة للمتابعة من عشرين شخصاً لمتابعة هذه التوصيات، ومن المعنيين بهذه الأمر الرئيس، وقالوا لي: بلغ الرئيس أننا نريد اجتماعاً. فذهبنا إلى الرئيس وقدمنا له الورقة التي فيها قرارات المؤتمر وتوصياته، فقال: من هؤلاء؟ قلنا: هؤلاء هم هيئة علماء اليمن، قال: من هم؟ قلت: هؤلاء هيئة علماء اليمن الذين اجتمعوا وأفتوا ضد التدخل الأجنبي، وقالوا: إن دخل أحد اليمن فالجهاد فرض عين. وكفى اليمن بهم المؤامرة على اليمن كلها، وكانوا قد أعدوا مؤتمر لندن لإيجاد ذريعة للتدخل في اليمن، وجعل اليمن تحت الوصاية، فقال: أنا لا أعترف بهم! أنا أعترف بجمعية علماء اليمن.
وجمعية العلماء نحن نعرف أنها رسمية جداً جداً، لا تجتمع إلا بأمر رسمي، ولا تنطق إلا بأمر رسمي، وفق أمر رسمي، وأنا مشارك فيها، ولذلك أعرف ما يتم، وتمر باليمن أحداث كبار سواء في الدين مثل قضية سب الرسول وسب الله تعالى، ولا تتكلم جمعية علماء اليمن، وكأن الأمر لا يعنيها، أو قضية فلسطين، أو قضية الغلاء في البلاد الذي يطحن الفقراء، أو المشاكل، حتى يأتي الاتصال، وبعض الأحيان يأتي الاتصال ونحضر وأتكلم وأعمل تصوتياً ونحن في الجلسة؛ أقول: يا مشائخنا يا إخواننا يا علماءنا أنت موافقون على أن القرار يكون كذا؟ الموافق على هذا القرار يده، فمعظم الحاضرون يرفعون أيديهم، ثم النهاية لا يطبق أي شيء مما تم الاتفاق عليه.
فقلنا: إذا نحن حبسنا أنفسنا مع جمعية علماء اليمن وهي تدار بهذا الشكل من قبل ضابط في الاستخبارات، فمن باب {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة:2]، و{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:16]، إذا وجدنا قضايا كبيرة.
فقال: أنا غير معترف بهيئة علماء اليمن، وأنا معترف فقط بجمعية علماء اليمن، وبلجنة العلماء المرجعية، فقلت في نفسي: قد فتح الله لنا باباً في لجنة العلماء المرجعية، فاتفقنا على أن نأتي له برأي لجنة العلماء المرجعية، فحددنا الموعد بعد العصر، ومن بعد العصر إلى بعد المغرب ونحن نتحاور معه بكل وضوح وبكل صراحة، قال: أنا موافق على السبع النقاط التي معكم، واكتبوا عليها الثامنة رفع الاعتصامات والمظاهرات، فقلنا له: رفع الاعتصامات والمظاهرات لا يحق لك؛ لأن هذا أمر شرعي، أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وهو أمر دستوري أنت أقسمت عليه، فلا يحق لك، ويجب عليك أن تحميه، قال: لا. اكتبوها على أنها طلب مني، قولوا للمعارضة وللناس الذين تتكلمون معهم: أنا هذا طلب الرئيس، ولهم أن يطرحوا أي طلب يريدوه، قلنا: لكن نحن غير موافقين عليه، فقال: حتى ولو كنتم غير موافقين عليه لكن هذا طلبي اكتبوه. فكتبناه.
بعد أن كتبناه ذهبنا إلى المعارضة واجتمعنا بهم، وقلنا لهم: إننا اتفقنا نحن والرئيس على هذه، فلما رأوها قالوا: شكر الله سعيكم! كل هذا الذي اتفقتم مع الرئيس عليه كلها واجبات دستورية على الرئيس يجب أن ينفذها، قلنا: لكننا رأينا أنها مهملة، وأنها غير مطبقة، وشددنا على تطبيقها، فقالوا: ونحن أيضاً معكم موافقون عليها، وإن كنا نعرف أنها واجبات عليه، قلنا: إذاً ماذا تريدون؟ قالوا: لدينا خمس نقاط، وذكروا النقاط الخمس، ومنها النقطة الرابعة وهي: تسليم السلطة في مدة لا تتجاوز نهاية هذا العام (2011)، وهو الذي يضع البرامج كيفما شاء، المهم أنه لا ينقضي هذا العام إلا وهناك رئيس جديد تسلم السلطة له.
وكنا في هذه المرة ونحن نتحاور مع المعارضة كان مشائخ القبائل قد انضموا إلينا، وقالوا: أنتم تقومون بواجب كبير يا علماء اليمن ونحن معكم، وحضروا جزاهم الله خيراً وبذلوا وسعهم.
وقلنا للمعارضة بأن هذه النقطة الثامنة طرحها الرئيس وهي رأيه الشخصي وليس رأينا، وأمرنا بأن نكتبها على أنها رأيه الشخصي وطلبه.
حملنا النقاط الخمس إليه -ونحن نحاول الإصلاح ونبذل فيه وسعنا- وذهبنا إليه، وكان في مقر القيادة العامة، فذهبنا إليه بعد موعد نحن والعلماء والمشائخ، كان علي محسن في ذلك الوقت بجانبه وآخرون وتناقشنا، ثم اتفق الجميع أن الذي يتكلم مع الرئيس هم العلماء، واتفق العلماء أني أنا الذي أتكلم، فبدأت أتكلم مع الرئيس، وقلت له: حصل كذا وكذا وأتينا إليك بهذه الخمس النقاط، وهي كالتالي. فأراد أن يتكلم، وكان الأخ محمد الحزمي حاضراً، ورأى أن الجو يريد بعض التلطيف فتدخل، فقال: أنا أريد أن أتكلم، والأمر في نظر البقية أنهم قد وكلوا أحدهم ولا داعي لآخر لأن يتكلم، فقال الرئيس: خلوه يتكلم.. خلوه يتكلم، تكلم قل. فقال: يا أخي الرئيس المشكلة أن الأمور وصلت بينك وبين المعارضة إلى عدم الثقة. فسمع هذه الكلمة وفز من مكانه، وقال: ما هكذا يكون الخطاب مع الرئيس, وذهب وتركنا، وقال لجنوده: أخرجوهم. لكن أنا لم أسمعه والشيخ صادق ما سمعه، لكن الشيخ صادق لما رأى هبة الرئيس شعر بالإهانة، وقال:"ما عاد جلستكم بعد هذا قوموا"، فأنا قمت وقلت لصادق: يا صادق هذا مصير اليمن اصبر، واصبروا سيرجع، بعد قليل اذهب أنت وراجعه، هي غضبة وسيرجع، ثم قلنا: اذهب يا شيخ إليه، فقام وقال: لن أذهب إلا بك، وأنا أعلم أن الرئيس زعلان مني، فما سبب هذا؟!
السبب: أنه دعا العلماء إلى المؤتمر الذي رفع فيه المصحف، وقال لي: لا بد أن تحضر في التلفون، فقلت له: أنا في وفد المصالحة، فلا تجعلني أحضر وأظهر وكأني طرف، فقال: لا بد أن تحضر، وإلا...!! قلت: وإلا أيش غريم؟ قال: أيوه غريم، فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون. وصلت والناس مجتمعون، وكثير من العلماء موجودين، لكن الأغلبية طلاب علم ومرشدين، ثم بدأ الكلام القاضي محمد بن إسماعيل العمراني، فتكلم عن ولي الأمر، وهو يريد مني أن أتكلم بكلام، فتكلمت أنا بما دار بيننا حول النقاط السبع، وقلت: والثامنة الرئيس قال لازم ندخلها، ونحن قلنا له بأن هذا لا يحق لك ولا لنا ولا للناس؛ لأن هذا حق في دستوري وحق ديني وشرعي وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر.
بعد أن قلت أنا هذا الكلام تغير الموقف تماماً، بلغ أجهزة الإعلام بأن تزور كلامي وتدبلجه، وتظهر بعض الكلام وتخفي بعض الكلام، حتى أنه بلغني أن أجهزة الإعلام في الليل قالوا: وقد وقف الزنداني وقال: وأخذوا من كلامي جزءاً ومن خطبة لي جزء آخر، فمن خطبة وأنا أقول: قتل النفس المعصومة حرام حرام حرام، ومن خطبة ثانية وأنا أقول: الاعتصامات والمظاهرات كذا وكذا، فخلطوا الكلام وإذا بي أقول: الاعتصامات والمظاهرات حرام حرام حرام. عجيب! فإن قلت: بأنهم يكذبون علي دخلت في مشكلة أنا والرئيس، وإن قلت: أنا بريء من هذا دخلت في مشكلة أخرى، ثم أتتني الاتصالات من كل أنحاء اليمن من الاعتصامات، وبعض الاعتصامات رفعوا شعار: (والزنداني يرحل)، فقلت: لا والله لا أتركهم يفترون علي الكذب ويلبسون علي، وسأذهب إلى المعتصمين بنفسي، وذهبت إلى المعتصمين، وقلنا لهم براءة الاختراع، وأن الأمر على ما هو عليه، وبينا الأمور على ما هي، ومن هنا الشيخ الزنداني مات، الشيخ الزنداني قطع لسانه، الشيخ الزنداني... إلخ.
بعد هذا بقي الرئيس على غضبه، وقال لنا بعد هذا في أثناء مسيرنا ومجيئنا في جلسة من الجلسات ومشائخ القبائل موجودين والعلماء: أنت وراء هذه الثورة ضدي! قلت كيف هذا: قال الفيس بوك، قلت: ما هو الفيس بوك؟ قال: أنت الذي وراءها ووراء الفيس بوك، قلت:"مانا داري أيش الفيس بوك..."، ولا لي موقع فيه، ولا أنا أتعامل معه، قال:"والخيام حق جامعة الإيمان"، قلت:"وهذه بنت عمها أو خالتها"، قال:"أنا داري أيش الخيم".
ثم بعض المشائخ وقف وهو الشيخ (ربيش بن كعلان) جزاه الله خيراً من (نهم-جذعان)، وبرك بين يدي الرئيس وقال:"اسمع يا ريس! ها لو تكلمت على أحد من الشعب اليمني كله كان يمكن نصدقك لكن على هذا عبد المجيد لا لن نقبل هذا الكلام". فقال: الله يسامحه!
طبعاً استلمني في تلك الجلسة أنا والإخوان المسلمين، الإخوان المسلمين... والإخوان المسلمين...، وشدد شدد ونحن صابرون.
عودة إلى انسحابه وذهاب الشيخ صادق لمراجعته، ورفضت أن أذهب معه لأني أعلم أنه زعلان مني مما حدث، وقال لي ضابط من الضباط الموجودين هناك: لا تذهب.
علي محسن كان موجوداً فقال: اصبروا.. اصبروا ووسعوا صدوركم، أنت تخدمون اليمن، وتحولون دون المصائب، وكان هناك أيضاً أحد المسئولين قال: اصبروا.
ثم عاد الرئيس وقرأ الورقة، فقال: الخمس النقاط هذه مرفوضة، "ستسيل الدماء إلى الركب".
نحن سمعنا هذا الكلام فانكسرت نفوسنا، وجلسنا بعد أن ذهب الرئيس، فقال الشيخ صادق: الأمر جد ما هو سهل، وما زلنا غير يائسين منه، سنذهب وننطرح بين يديه، و(نخلس العسوب، ونطرح الجيهان)، ونستعين بأصحابه والمؤثرين عليه، لا تقطعوا الطريق عليه، ولا تيأسوا، وسنواصل. قلنا: جزاك الله خيراً واصل.
بدء في توجه الاعتداءات على بعض المعارضين، أناس يطلق عليهم النار، وأناس يرسل لهم من يعتقلهم إلى بيوتهم، وبدأ شغل (البلطجة)، ونحن رأينا الجو تغير إلى طريق العنف، ذهب إليه على محسن والشيخ صادق والشيخ ابن حورية وآخرين وطرحوا (الجيهان)، قال: طيب. أنا ألقاكم في دار الرئاسة، وأعطانا الموعد إلى دار الرئاسة.
ذهبنا إلى دار الرئاسة وأنا لا أريد أن أكون أنا المتكلم، وهم يقولون: لا بد أن تتكلم أنت. وصلنا بدأنا نتكلم، قال: أنتم جئتم من أجل هذه الخمس النقاط، قلنا: نعم. فوقف وقال:"مرفوض. نحن نرفض هذا، مع السلامة. ما تعرفوا من أنا، أنا علي عبد الله صالح الحميري من نسل سيف بن ذي يزن، سيكون حمام دم"، ففهمنا أن المسألة دم لا كلام ودماء، وبعدها وقع الاعتداء في جمعة الكرامة.
فإذا تكلمنا ونحن عنده فلن نسلم، فقلنا: حسبنا الله ونعم الوكيل! لا يوجد أمامنا إلا أن أخرج -أنا بالنسبة لي- من صنعاء، وما شعرت إلا ونقطة أمام البيت في الشارع مستحدثة من أجل أن يصطدم العسكر بالحراسة وفي الفوضى يقضي ما يريد ثم يحاكمهم ويقول: المجرمين و... و....
رأينا المسألة دخلت في جو آخر فهل نسكت أم نتكلم، فقلنا: هذه الدار لا نستطيع أن نتكلم فيها، فأنا خرجت من صنعاء، وذهبت إلى بيتي في (أرحب)، فالناس سمعوا عني فكانوا يأتون إلى البيت، كل يوم تأتي منطقة.. كل يوم تأتي منطقة، فأذكر لهم القصة، فكلهم يبدون تأييدهم وتعاطفهم وحماسهم وتجاوبهم معي، وما شعرنا إلا والطائرات الخاصة بالرصد تحوم حولنا، وتأتينا أخبار بأنهم يريدون قصفنا في (أرحب)، ونحن صابرون نتنقل من قرية إلى قرية، وفي الليل نختفي من مكان إلى مكان، ثم اشتد عليّ المرض، وقال الأطباء: تحتاج إلى عملية، لا بد أن تعود إلى صنعاء، لكن ما رجعت إلى صنعاء إلا وقد خرج علي محسن الذي كان يقول لنا: اصبروا.. اجلسوا.. اسكتوا.
بلغنا فيما بعد أنه قال للرئيس: اسمع يا رئيس! أما الدماء فلسنا معك! فلما رأى ما بعد جمعة الكرامة حدد موقفه وخرج وحصل ما حصل مما أنتم أعلم به وتتابع الناس، وكلها المسألة مسألة دماء.
فهل المطلوب: أن العلماء يبررون للحاكم أن يقتل من يشاء ودمهم مباح؟
واحد من المواطنين يقول له: أنا سلمي لن أقاتلك ولن أرفع في وجهك السلاح! وأقول: سياستك هذه خطأ، وطريقتك هذه خطأ، وأنت ظالم! أيش فيها؟! «إذا هابت أمتي أن تقول للظالم: يا ظالم فقد تودع منها»، «لتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطراً - تغصبوه على الحق- أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذاباً من عنده» أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
فأقول يا أبنائي:
الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر»، أما أن يقول له: نعم. اقتلهم يستحقون ذلك؛ فانظر إلى أين وصلنا بسبب هذا!
هذا هو السبب. نصحنا.. نصحنا.. صبرنا.. صبرنا، فكان لا يرد علينا إلا بأشد إلى أن كانت النهاية حمام دم.
رد الشيخ على إيقافه بسبب حصوله على أجهزة حديثة للاتصالات:
السؤال: يا شيخ! مرة قالوا في قناة في اليمن أنك كان لديك سيارة وفيها أجهزة اتصالات وكذا؟
الجواب: نعم. قالوا بأنهم عثروا على سيارة معي، وكان فيها أجهزة حديثة و... و...، أما الأجهزة الحديثة فقد اشتريناها من دكاكين صنعاء، لكن هم هكذا المخابرات، وهكذا هم الناس يكبرون ويضخمون، ثم بعد هذا تركوا السيارة، وتركوا الذين اعتقلوهم وطلبوا المسامحة، وأن الأمر كان خطأ.
الموقف من فرض الوصاية على اليمن
السؤال: يا شيخ! جزاكم الله خيراً وكتب الله أجركم وطريقكم كان سليماً إن شاء في تخليص اليمن من هذه الأزمة، لكن نلاحظ أن التدخل الأمريكي هو الذي يحكم اليمن الآن، وهذا يحول بين ما تقولونه وبين ما يريدونه هم من فرض الوصاية على اليمن؟
الجواب: يعني: أن الأمريكان يريدون فرض سياستهم على اليمن، اليوم أنا أسمع للشيخ صادق كلاماً أشبه بكلامك، قال: لولا التدخل الأمريكي أن قضيتنا وقضية الثورة هذه قد انتهت من شهرين، لكن الأمريكان يتدخلون فيها ويريدون برنامجهم الذي في رءوسهم، وهل أنت تلوم الأمريكي أنه يريد نفوذه، ويريد تسلطه؟ هذه مصلحته وهو يريد أن يخدمها بأي طريقة، لكن اللوم على الشعب اليمني، إذا بقيتم متفرقين أيها اليمنيون ومتنازعون فستكونون لقمة سائغة لكل من يتآمر عليكم، ولكل من يريد أن يظلمكم، وأن يأخذ بلادكم، وأن يأخذ خيرات بلادكم، فاللوم ليس عليهم فهم يبحثون على مصالحهم اللوم علينا نحن، وأن نجمع كلمتنا، ونمضي في الطريق الصحيح، وهذا الطريق الدستوري هو أخصر طريق، وآمن طريق، وأسلم طريق، نعيد الأمر إلى صاحبه وهو الشعب يختار رئيسه ويختار نوابه، وتقوم الحكومة بعد ذلك على أسس صحيحة، وتقوم اليمن على أسس صحيحة، وتتعامل مع الدول على قدم راسخة.
المطلوب من الناس تجاه بيان العلماء
السؤال: الآن المطلوب الآن إحداث رأي أو أننا نشكل الناس في تكتل، ونقول لهم: إذا دعيتم أو إذا طلب منكم كذا فكونوا مستعدين؟
الجواب: المطلوب الأمران معاً، الأمر الأول: أن يعي. فإذا وعى عمل بالتعاون مع كل الناس، المهم أن نعيد الأمر إلى صاحب الأمر وهو الشعب اليمني يختار رئيسه ويختار نوابه، وإذا جاءت السلطة باختيار من الشعب كله اقتنع الناس كلهم، لكن من هو الرئيس؟ أنا حر وأنت حر وهذا حر.. نعمل مواصفات الرئيس ونشترط عليه، ونزوره، ويا حبذا لو وجد تكتل من أبناء اليمن يبصرون والعلماء يبصرون الناس بصفات الرئيس، وما هي شروطه، وماذا يشترطون عليه في بيانه الانتخابي لكيلا يعتبرنا لقمة سائغة مرة أخرى، بل يرى أن العقلاء موجودين.
وبدون شك يا أبنائي اليمن لم يعد يحميها في ظل التدخل الخارجي والتفرق الداخلي إلا تكتل قوي جداً من أبناء الشعب اليمني شمال وجنوب وشرق وغرب، وعلماء وشباب ومشائخ وأحزاب وأمة بأكملها تجتمع كلمتها على أصول معينة وحدود معينة يسهل الاجتماع عليها حتى نصل إلى الهدف المطلوب إن شاء الله.
الموقف من الشريعة الثورية
السؤال: قد يقول بعض من في الساحات: إن هذا انقلاب على شريعة الثورة؟
الجواب: وما هي شرعية الثورة؟
نحن عندنا الشرعية اثنتان: شرعية وضع القوانين والأحكام والتشريعات. هذه لله، والمرجع فيها العلماء، والذي يخلف هذا يراجع دينه.. يراجع إسلامه.
والشرعية الثانية حق الشعب في اختيار حكامه ونوابه، من هذا الذي يقول: أنا الوصي على الشعب اليمني، والشعب ليس له إلا ما أقول أنا وأختاره؟ من الذي يقول هذا؟ لا أحد يجرأ أن يقول هذا الكلام.
فالذي يتوهم أنه أصبح ملكاً على شعب اليمن، وأصبح حاكماً للشعب اليمني، واختصر إرادة الشعب اليمني عنده، ولا حرية للشعب اليمني في أن يختار حكامه. هذا مستبد جديد! لو فكر فيما يقول لوجد أننا ما زلنا نتنازع نحن والمستبد الأول، والآن يظهر لنا آخر، ما هذا؟ أي دعوة لاحتكار السلطة أو طائفة أو منطقة أو فئة أو جماعة هو ظلم لبقة الشعب وادعاء بالباطل.
السؤال: ما معنى كلمة الشرعية الثورية، وتسمية الجمعة بها؟
الجواب: الشرعية الثورية هذه من المعاني التي قد شرحتها أنا في كلامين وبينتها بياناً واضحاً بسبب نقص العلم ونقص المعرفة عند الناس، وواجبكم أن تبينوا والعلماء قد بينوا في البيان.
سبحانك اللهم وبحمد، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك اللهم ونتوب إليك.

http://www.youtube.com/watch?v=JI4W9wHEXH4&feature=youtube_gdata_player

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق