الخميس، 14 يوليو 2011

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر
الشـــــبكة الاسلامية - قـيم إســلامية
الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر
روى أبو هريرة رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال: "مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به وانهوا عن المنكر وإن لم تنتهوا عنه"
عن عمر بن عبد العزيز رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: إن اللَّه تعالى لا يعذب العامة بعمل الخاصة ولكن إذا أظهرت المعاصي فلم ينكر فقد استحق القوم جميعاً العقوبة
وروى أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "إن من الناس ناساً مفاتيح للخير مغاليق للشر وإن من الناس ناساً مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل اللَّه تعالى مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل اللَّه تعالى مفاتيح الشر على يديه"
يعني الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فهو مفتاح للخير ومغلاق للشر وهو من المؤمنين كما قال اللَّه تعالى {وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ المُنكَرِ
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم اللَّه وجهه:أفضل الأعمال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وشنآن الفاسق: يعني بغضه، فمن أمر بالمعروف
فقد شدّ ظهر المؤمن ومن نهى عن المنكر أرغم ألف منافق،
وروى سعيد عن قتادة قال: ذكر لنا "أن رجلاً أتى النبي صلى اللَّه عليه وسلم وهو يومئذ بمكة فقال: أنت الذي تزعم أنك رسول الله؟
قال نعم
قال فأي الأعمال أحب إلى اللَّه تعالى؟ قالالإيمان بالله
قال ثم ماذا؟ قال : صلة الرحم،
قال : ثم ماذا؟ قال : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
قال : فأي الأعمال أبغض إلى اللَّه سبحانه وتعالى؟قال : الشرك بالله
قال : ثم ماذا؟ قال: قطيعة الرحم،
قال : ثم ماذا؟ قال ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"
قال رسول صلى اللَّه عليه وسلم: "ما من قوم يكون فيهم رجل يعمل بالمعاصي ويقدرون أن يغيروه فلا يغيرونه إلا عمهم اللَّه بعذاب قبل أن يموتوا".
لأن اللَّه تعالى مدح هذه الأمة بذلك قال {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ المُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمْ المُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمْ الفَاسِقُونَ}
وقال في آية أخرى{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ المُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ المُفْلِحُونَ} وهذه اللام لام الأمر يعني لتكن منكم جماعة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
وقد ذم اللَّه تعالى أقواماً بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال{كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ}
قال أبو الدرداء رضي اللَّه تعالى عنه: من وعظ أخاه في العلانية فقد شانه، ومن وعظ أخاه في السر فقد زانه، فإن لم تنفعه الموعظة في السر يأمره في العلانية، ويستعين بأهل الصلاح وأهل الخير ليزجروه عن المعصية فإنهم إن لم يفعلوا ذلك غلب عليهم أهل المعصية، فيأتيهم العذاب فيهلكهم جميعاً
عن مجاهد عن الشعبي قال: سمعت النعمان بن بشير رضي اللَّه تعالى عنه يقول سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "مثل المداهن في حقوق اللَّه تعالى والواقع فيها والقائم عليها كمثل ثلاثة رجال كانوا في سفينة فاقتسموا منازلهم وصار لأحدهم أعلاها ولأحدهم أوسطها ولأحدهم أسفلها فبينما هم كذلك إذ أخذ أحدهم القدوم فقالوا له ما تريد؟
قال أخرق في مكاني خرقاً فيكون الماء أقرب إليّ ويكون فيها مخلاتي ومهراق دمائي،
فقال بعضهم اتركوه أبعده اللَّه يخرق في حقه ما شاء،
وقال بعضهم: لا تدعوه يخرقها فيهلكنا ويهلك نفسه فإن هم أخذوا على يديه نجا ونجوا وإن هم لم يأخذوا على يديه هلكوا وهلك"
وروي عن أبي الدرداء رضي اللَّه تعالى عنه قال:"لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليسلطن اللَّه عليكم سلطاناً ظالماً لا يجل كبيركم ولا يرحم صغيركم، وتدعوا خياركم فلا يستجاب لهم ويستنصرون فلا ينصرون ويستغفرون فلا يغفر لهم"
وروي عن حذيفة رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشك أن يبعث اللَّه عليكم عقاباً من عنده ثم تدعونه فلا يستجيب لكم"
وروي عن علي كرم اللَّه وجهه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "إذا هابت أمتي أن يقولوا للظالم أنت ظالم فتودع منهم"
وروى أبو سعيد الخدري رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "إذا رأى أحدكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان"
وينبغي للذي يأمر بالمعروف أن يقصد به وجه اللَّه تعالى وإعزاز الدين ولا يكون لحمية نفسه، فإنه إن قصد به وجه اللَّه تعالى وإعزاز الدين نصره اللَّه تعالى، ووفقه لذلك وإن كان أمره لحمية نفسه خذله اللَّه تعالى فإنه بلغنا عن عكرمة رضي اللَّه تعالى عنه: أن رجلاً مرّ بشجرة تعبد من دون اللَّه تعالىفغضب وقال: هذه الشجرة تعبد من دون اللَّه ثم إنه أخذ فأسه وركب حماره ثم توجه نحو الشجرة ليقطعها
فلقيه إبليس عليه اللعنة في الطريق على صورة إنسان فقال له إلى أين؟
قال : رأيت شجرة تعبد من دون اللَّه عز وجل فأعطيت اللَّه عهداً أن أركب حماري وأخذ فأسي وأتوجه نحوها فأقطعها،
فقال له إبليس مالك ولها دعها ومن يعبدها أبعدهم اللَّه تعالى فتخاصما وتضاربا ثلاث مرات، فلما عجز إبليس لعنه اللَّه تعالى ولم يرجع لقوله
قال له إبليس لعنه اللَّهارجع وأنا أعطيك كل يوم أربعة دراهم فترفع كل يوم طرف فراشك فتأخذها،
فقال: أو تفعل ذلك؟
قال نعم، ضمنت لك ذلك كل يوم فرجع إلى منزله فوجد ذلك يومين أو ثلاثاً أو ما شاء الله
فلما أصبح بعد ذلك طرف فراشه فلم يرى شيئاً ثم يوماً أخر،
فلما رأى أنه لا يجد الدراهم أخذ الفأس وركب الحمار فلقيه إبليس على صورة إنسان فقال له:أين تريد؟
قال شجرة تعبد من دون اللَّه تعالى أريد أن أقطعها،
فقال له إبليس لا تطيق ذلك، أما أول مرة فكان خروجك غضباً لله تعالى فلو اجتمع أهل السماوات والأرض ما ردوك وأما الآن فإنما خروجك لنفسك حيث لم تجد الدراهم فلئن تقدمت لندقن عنقك فرجع إلى بيته وترك الشجرة.
وروى أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "رأيت ليلة أسري بي إلى السماء رجالاً تقرض شفاههم بالمقاريض
فقلت من هؤلاء يا جبريل؟
قال : خطباء أمتك الذين كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون"
وعن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "أنتم على بينة من ربكم" يعني على بيان من ربكم، "قد بين اللَّه تعالى لكم طريقكم ما تظهر فيكم السكرتان سكرة العيش وسكرة الجهل، فأنتم اليوم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتجاهدون في سبيل الله، وستحولون عن ذلك إذا فشى فيكم حب الدنيا فلا تأمرون بالمعروف ولا تنهون عن المنكر وتجاهدون في غير سبيل اللَّه والقائمون يومئذ بالكتاب سراً وعلانيةً كالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار".
وروي عن عبد اللَّه ابن مسعود رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: بحسب امرأ منكم أنه إذا رأى منكراً لا يستطيع له تغييراً أن يعلم اللَّه من قلبه أنه له كاره.
وروى عن عمر بن جابر اللخمي عن أبي أمية قال: سألت أبا ثعلبة الخشني عن هذه الآية{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ}
فقال لقد سألت عنها خبيراً
فقال لقد سألت عنها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقال: "يا أبا ثعلبة ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر، فإذا رأيت دنيا مؤثرة وشحاً مطاعاً وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك نفسك، فإن من بعدكم أيام الصبر وللمتمسك يومئذ بمثل الذي أنتم كأجر خمسين عاملاً
فقالوا يا رسول اللَّه :كأجر خمسين عاملاً منهم أو منا؟
فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم : لا بل كأجر خمسين عاملاً منكم".
وعن قيس بن أبي حازم قال: سمعت أبا بكر الصديق رضي اللَّه تعالى عنه يقول تقرءون هذه الآية وتضعونها في غير موضعها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّه مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً}
وإني سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول "ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي ولا يغيرونها إلا أوشك أن يعمهم اللَّه بعقاب منه"
وعن ابن مسعود رضي اللَّه تعالى عنه أنه سئل عن هذه الآية فقال: ليس ذا زمان ذلك، ولكن إذا كثرت أهواؤهم وألفوا الجدال فعلى كل امرئ نفسه جاء تأويلها.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق