الثلاثاء، 24 مايو 2011

الحكومة الخفية للعالم دولة إبليس والشياطين والسحرة والجن - لعنهم الله تعالى ونصرنا عليهم

بسم الله الرحمن الرحيم
{وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}سورة البقرة 282.
الحكومة الخفية للعالم
دولة إبليس والشياطين والسحرة والجن - لعنهم الله تعالى ونصرنا عليهم
أولا: نُريد أن نؤكد أن الإيمان بوجود الشياطين هو من صُلب عقيدتنا الإسلامية، وأن الله -عز وجل- حرص على أن ُيفهمنا من أول القرآن الكريم في سورة البقرة وحتى أخر سورة في القرآن الكريم، وهي سورة الناس بأن إبليس وجنوده - لعنهم الله - هم عدونا الأول والأكثر لدادةً وكيدًا ومكرًا، وأن الحياة في الأرض تدور حول إذن من جلال الله -عز وجل- إلى اللعين إبليس لعنه الله، بالتسلط على الناس لإضلالهم.
إن تكرار الله -عز وجل- لتحذيراته من أوائل آيات القرآن وحتى آخره، وتكرار سرد القصة من أوجه عديدة وتكرار التحذير من الشياطين والحرص على إفهامنا أبعاد المعركة وخطورة العدو وأساليبه وأهدافه، هذا الحرص من الله -عز وجل- لم يكن عبثاً ولا لهواً،.... بل لأنه الأمر الأخطر في الحياة، وأساس كل الحروب التي خاضتها وتخوضها الأمة الإسلامية وأساس كل حروب العالم، وإن هذا الموضوع هو ألف باء الحياة التي يجب فهمها حتى نُسيّر شؤون حياتنا من أبسطها في بيوتنا مع أطفالنا وأزواجنا إلى أعظمها، ولذلك حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على تعليمنا الاستعاذة والتحرز من الشيطان بكل عمل نقوم به في حياتنا، قال تعالى:( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يبَنِي آدَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ الشَّيطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَـذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ * وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُواْ تَعْقِلُونَ ) 60-62 يس.
وجميع جنود إبليس - لعنه الله - هم في الغالب أبناؤه وأحفاده، ويُعتبر القرآن من أهم وسائل قتلهم كما سنشرح لاحقا، فهم لا يمرضون ولا يصابون بحوادث إلا ما ندر، ويُعالجون أجسامهم التي تحترق بالقرآن أو من الحوادث خلال ثلاث أيام والله اعلم، فبعد اليوم الأول يُكملوا علاج نصف حروقهم وفي اليوم الثاني ثلاث أرباع حروقهم وفي الثالث يُشفون تماما، وأعداد الشياطين كثيرةً جدا وتفوق البشر بكثير، لذلك عادةً ما نُصادف من يتلبسه عدة شياطين وأحيانا ملايين الشياطين.
وإبليس - لعنه الله - كان من الجن فسخطه الله تعالى عندما رفض السجود لسيدنا آدم عليه السلام، كما سخطه الله -عز وجل- مرةً ثانية عندما بُعث نور البشر سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم- ومرةً ثالثة عندما نزلت سورة الفاتحة، والسخط كان لإبليس - لعنه الله - ولمن تبعه من قومه، وعليه فإن الشياطين قوم مسخوطون عن الجن.
وقيل أن الجن هم قوم من الملائكة، وقيل أن إبليس – لعنه الله - كان قد رُفع إلى قدر الملائكة بما كان قد توسم بأفعال الملائكة وتشبه بهم من تعبد وتنسك، والدليل على ذلك قوله تعالى: ( وَإِذَا قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ) 50 الكهف، فلقد شمله الله تعالى مع الملائكة بأمر السجود التشريفي لسيدنا ادم عليه السلام، وجاء في تفسير ابن كثير: ( قال الحسن البصري: ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط، وإنه لأصل الجن، كما أن آدم عليه السلام أصل البشر، رواه ابن جرير بإسناد صحيح عنه) والله أعلم.
وإبليس وجنوده - لعنهم الله - لا يزرعون ولا يحصدون ولا يبنون بيوتاُ ولا يشترون طعاماُ ولا يطبخون ولا يحيكون ملابساُ ولا يحتاجون إلى المال، هم يعيشون شبه عالة على بني البشر ومتفرغون لتضليلهم وهدم حياتهم وذلك بنشر الفاحشة والصد عن سبيل الله تعالى، وإفقار البشر والتسبب في الأمراض، حيث الفقر والمرض هو سبيلهم لبيع الأعراض وارتكاب الجرائم ونشر الفاحشة، وأكثر أعداء إبليس وجنوده هم المجاهدون في سبيل الله -عز وجل- ثم الدعاة إلى الله تعالى ثم الأقل فالأقل تقوى من المسلمين.
وتأكل الشياطين العظم وروث الحيوان ويشموا الروائح التي نشمّها ويتمتعوا جداً بالبخور، ويعيشون بالصحاري والجبال والخرب، كما تشارك الشياطين الناس في كل ما لم يذكروا اسم الله عليه من أكل أو لبس أو غيره، ويستمتعوا جدا بالمخدرات والمُسكِرات والدّخان بأنواعه (السجائر والشيشة)، كما ويحب الشياطين الموسيقى والرقص جدا، ويعيش الشياطين في المزابل وبين الناس وفي بيوتهم وخاصة الأماكن النجسة من الحمامات (داخل المراحيض والبلاليع)، وهم قبائل ولهم ملوك، ويتزعم الشياطين إبليس - لعنه الله- ولهم دولة لها تنظيمها المُعقد في التسلسل القيادي، ومن الشياطين من هو طائر، ومنهم الزواحف، والغواص وكلهم يتحرك بسرعة الموجات الكهرومغناطيسية ( الضوء) والله أعلم.
ولقد شرح كتاب ( تلبيس إبليس- لابن الجوزي البغدادي) الكثير عن المهارات الفردية للشياطين في تلبيس الحق بالباطل وجر الناس بخطوات الضلال، ومن أفضل الكتب في شرح الغامض من حياة الجن معتمدا القرآن والسنة كتاب ( أحكام المُرجان في إحكام الجان للشيخ بدر الدين الشبلي )، كما أن كتاب (أحجار على رقعة الشطرنج) لكاتبه الضابط النصراني في البحرية الأمريكية قدم معلومات قيمة عن كيفية تخطيط إبليس والشياطين - لعنهم الله- بالتعاون مع قادة البشر لتحريض الحروب بين الدول وهدم قيم البشرية وأخلاقها وصرفهم عن توحيد الله -عز وجل- ( في الطبعات الأخيرة حُذِف الكثير من أسرار هذا الكتاب).
ومن المعلومات الخاطئة عند كثير من البشر أن الاستعاذة بالله تعالى وذكر اسم الله -عز وجل- والبسملة تصرف الشياطين، بل وأكثر من ذلك فإن الناس تعتقد خطأً أن الذين يُصلون ويقرؤون القرآن، لا تقترب منهم الشياطين ولا يُصيبهم سحر، ويظنون أن الشياطين لا تدخل المساجد وخاصة الحرم المكي، والحقيقة إن الاستعاذة أو البسملة هي فقط تُبعد القرين والشياطين عن العمل الذي نحن بصدده، ولكنهم يبقون على مسافة قريبة منا وقد تكون خارج البيت أو أبعد قليلاً، إلا الذين عليهم حفظة من الله تعالى، أما من يتلبسه الشيطان فان الشيطان يبقى داخل جسده يأكل معه ويلازمه وينكح معه والعياذ بالله من هذا البلاء، قال تعالى (وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ) 64- الإسراء، ويخنُس الشيطان إذا ذُكر الله ً داخل جسد المتلبس به، ويدخل معه المسجد ويبقى معه في صلاته وحتى وهو يقرأ القرآن يسمع ويرى مستخدما الجسد البشري ويحضر الاجتماعات التي يُذكر فيها اسم الله تعالى، فإذا ذُكر الله تعالى قبل الأكل فإن الشيطان يتأذى من الأكل المسمى عليه كما نتأذى من شرب الماء المالح مثلاً، ويبقى داخل الجسد خانساُ، وهنا مكمن الخطر فذكر الله -عز وجل- لا يحمينا إلا من الشياطين المتجولة، وليس كل المتجولة بل فقط الضعيف منها الذي لا يحتمل ذكر الله عز وجل، وإننا نحتاج الكثير لنحمي أنفسنا من الشياطين المردة أو من الشياطين المتلبسة داخل أجسام البشر، وهذا هو جوهر هذا الكتيب وسببه، إن قول الدعاء الوارد بالحديث عن رسولنا الحبيب - صلوات الله وسلامه عليه- عند الخروج من البيت ( بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ) يُبعد الشيطان عنا مسافة تكفي لأمننا، وكذلك دعاء دخول البيت ودعاء الخروج من المسجد، ومع ذلك تبقى الشياطين تسرح في المسجد بين المصلين وأثناء الصلاة وأثناء قراءة القرآن، ويتحملون الحروق التي تصيبهم من نور القرآن، والدليل على ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأمر بسد الفراغات بين المصلين لكي لا يتخللهم الشياطين، كما ورد في الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم صد إبليس الذي هاجمه بالنار وهو في المسجد يصلي.
 أما الشياطين التي تلبست جسد الإنسان فإنها تخنس داخل الجسد عند ذكر الله -عز وجل- ولا تهرب، وتبقى تسمع وترى مسيطرةً على الحواس الخمس لجسد المتلبس به، وذكر الله -عز وجل- يحرقها، ولكنها تتحمل الكثير من الحرق قبل أن تستسلم، كما أن الشياطين الراصدة لشخص ما بعينه تبقى تلاحق الشخص المرصود، والرصد لا يكون إلا بعمل سحر، ويبقى الشيطان ملاحقاُ للمسحور ولو عن بعد حتى تحين له الفرصة فيتلبس المرصود، فعلى سبيل المثال إن تمّ عمل سحر لشخص ما، فإن الشيطان الموكّل بالسحر يبقى يُلاحق الإنسان المراد عن بعد ما دام ذاكراً لله -عز وجل- متحصناً به، ويبقى الشيطان ينتظر الفرصة التي يرتكب بها هذا الشخص أحد الأخطاء التي تسبب كسر الحصن الطبيعي للمرصود ومن ثمّ يدخل الشيطان إلى جسمه ويتلبسه.
مسببات كسر حصن الإنسان الطبيعي الذي خلقه الله -عز وجل- والحافظ من الشياطين:
1-   نواقض الإسلام وهي باختصار ( التعرض بأذى لذات الله أو صفاته أو أسمائه، الشرك الأكبر بالله، التعرض بأذى للقرآن، التعرض بأذى للرسول - صلى الله عليه وسلم- أو لأحد من المُرسلين، نقض معلوم من الدين بالضرورة، تحليل الحرام أو تحريم الحلال، موالاة الذين كفروا، الحكم بغير ما أنزل الله، السحر)، ومن التعرض بأذى لذات الله هو سب الله أو الدين، ومن الشرك بالله الحلف بغير الله أو الذبح لغيره، ومن تحليل الحرام هو اعتبار التعري سلوكاً شخصياً لا علاقة للإسلام به أو اعتبار الربا تجارة وغيره .
2-   ارتكاب أي من الكبائر ولو مرة واحدة وهي ( الشرك بالله، إتيان السحرة، قتل النفس التي حرم الله، قذف المؤمنات المحصنات، أكل مال اليتيم، أكل الربا، التولي يوم الزحف، الزنا، اللواط، أكل أموال الناس بالباطل، شهادة الزور، شرب الخمر، لعب الميسر، عقوق الوالدين، الخيانة، الكذب، نقض العهد ..الخ )، ومن التعامل والتعاطي مع السحر هو إتيان السحرة أو العرافين أو المنجمين أو قارئي الحظ أو الكف أو ما شابه ذلك، ومن الزنا حضور المراقص أو الأفلام الخلاعية أو المسلسلات والبرامج التلفزيونية التي تبدو بها عورات النساء أو الرجال أو إسقاط المرأة لحجابها خاصة إذا زادت من كشف جسدها، وشر من الزنا هو الترويج للزنا مثل بيع الصحف والمجلات الداعية للفجور والزنا، وشر من الربا الترويج للربا وذلك بالعمل في البنوك الربوية، ومن القتل إمداد جنود الكفر ولو بقطرة ماء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من شارك بقتل مسلم ولو بشق كلمة كتب على جبينه آيس من رحمة الله) ولا يخفى على عاقل بأن إمداد جنود الكفر بقطرة ماء هو أمر أكثر من المشاركة بشق كلمة لقتل أكثر من مسلم، وللمزيد نرجو مراجعة كتاب الكبائر.
3-   الغفلة الشديدة عن ذكر الله -عز وجل- وأكثر الغفلة كسرًا لحصن المسلم ترك الصلاة وما فرض الله -عز وجل- من صيام وزكاة، ويبقى الحصن مكسوراً حتى يعود المُسلم إلى الله -عز وجل- ويستغفره بشدة عن غفلته وذنوبه.
4-   الغضب الشديد أو الفزع الشديد أو (النقزة) أو الرعب الشديد أو القنوط أو اليأس من رحمة الله -عز وجل- ويحدث كسر الحصن إذا لم يُذكر اسم الله -عز وجل- فور وقوع هذه الحالات، ويبقى الحصن مكسوراً حتى يعود الإنسان إلى طبيعته، وبالنقزة يدخل الشيطان أجسام معظم الأطفال، ومعظم الأطفال المشاغبين والفاشلين بالدراسة ملبوسون شياطين والله أعلم.
5-   الوقوع تحت تأثير السحر من أسباب كسر الحصن الطبيعي للمسحور، والسحر كالضربة فإذا كان الحصن قوياً بشكل كافٍ، ردّ الضربة، أما إذا كان الحصن ضعيفاً فيتم خرقه، والسحر درجات وأنواع، وليس بالضرورة أن سحر الإنسان يسبب دخول شيطان إلى جسده، ولكن السحر قد يكسر الحصن فإذا كُسر دخله شيطان، والسحر يُسبب توهم الإنسان بغير الحقيقة كما تمّ إيهام سيدنا موسى عليه السلام وخُيل له من السحر بأن الحبال والعصي تسعى قال تعالى: (قَالَ بَلْ أَلْقُواْ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى) 66 طه، والمسحور قد يسمع أو يرى غير الحقيقة، ومن ثم تختلط عليه الأمور ويسيء التصرف، وقد تزداد الحالة سوءً حتى يصل إلى الجنون، فإذا تسبب السحر بدخول الشياطين إلى الجسد، فإن الشياطين تتسبب بالأمراض على اختلاف أنواعها كما سنشرح لاحقاً.
 ما سبق شرحه يوضح سبب كسر الحصن الطبيعي للمسلم والذي يسمح بدخول شيطان إلى الجسد، وتدخل الشياطين إلى جسد الإنسان لسببين:
السبب الأول: ما يُسمى بالمس العارض، حيث يكون شيطان قريب من الإنسان فيرى هذا الشيطان أن الحصن وقد كُسر لإنسان ما فيستغل الأمر ويلبسه.
السبب الثاني: المس بالسحر ويكون نتيجة وجود شيطان يُلاحق إنسان بعينه مرصود بسبب عمل سحر، وفي كل الأحوال لا يدخل الشيطان إلى المُسلم المُحصّن كما أرشدنا الحبيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ولا يعني دخول الشياطين إلى الجسم أنها بدأت فورا بالتحكم في حواسه، ولكن مع توالي الكبائر يستحوذ الشياطين على الجسد والتفكير، وسنشرح لاحقا كيف يُحصن المسلم نفسه فلا يدخل جسده شيطان ولا يتأثر بسحر بعون الله تعالى.
إذن لكل إنسان حصن طبيعي خلقه له الله -عز وجل- يحفظه من الشياطين، إلا أن الإنسان يكسر حصنه بيده وذلك بارتكاب أحد الآثام السابق شرحها ولا يُعاد الحصن إلا بعد التوبة النصوحة وإعادة الحق إلى أهله والاستغفار الشديد.
 إن معظم الكفار وظلمة المسلمين وفساقهم وأصحاب الكبائر تسكن أجسامهم شياطين، وكذلك الكثير ممن يدّعون التعبد، وأنهم من أهل الذكر، وأهل الذكر منهم بريئون، والمشكلة أنه وبعد توبة المسلم وتمسكه بالعبادة لا يخرج الشيطان من جسده بل يخنُس ويختبئ في أماكن في جسده تحميه من الحرق بنور القرآن وعبادة الله -عز وجل-، ويعود الشيطان للتجول في الجسد مع أول غفلة عن ذكر اسم الله -جل جلاله- أي خلال دقائق وأحيانا ثوانٍ، ولكي يتم إخراج الشياطين من جسد الإنسان فأنه يحتاج إلى علاج بتكرار الرقية مئات المرات، وبعض الناس يسكنهم الشياطين منذ طفولتهم وحتى موتهم !!
ثانياً: إن الإيمان بوجود السحر هو من عقيدتنا بنص الآية الكريمة: (وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَآ أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ) البقرة 102.
إذن السحر موجود وهو علم خلقه الله تعالى فتنة، وهو يُفرق بين المرء وزوجه، ويَضرُّ ولا ينفع أبدًا فلا يوجد سحر نافع أبداً بل فقط للأذى، وهذا بنص القرآن المُحكم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه بدليل قوله تعالى: ( وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ).
ولقد سحر يهودي سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم- بعد الهجرة أي بعد نبوته بأكثر من ثلاث عشر عاماً، وبقي الرسول - صلى الله عليه وسلم- يعاني من السحر أشهر، كما ورد عند ابن كثير، على الرغم من كونه رسول نزل عليه القرآن وهو حبيب الله تعالى، وكان ذلك لأنه قدوتنا، ومن ثم علّمنا الله تعالى كيف نُبطل السحر بحول الله وقدرته وذلك بقراءة آيات من كتاب الله تعالى ( مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ) 81- يونس، وسنبين لاحقا بعون الله جل جلاله كيفية عمل ذلك، أَخرج البيهقي في دلائل النبوّة من: طريق الكلبي، عن أَبي صالح، عن ابن عباس قال: مرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مرضاً شديداً فأتاه ملكان، فقعد أَحدهما عند رأَسه والآخر عند رجليه، فقال الذي عند رجليه للذي عند رأْسه: ما ترى؟ قال: طُبَّ، قال: وما طُبَّ؟ قال: سحر، قال: ومن سحره؟ قال: لبيد بن الأَعصم اليهودي، قال: أَين هو؟ قال: في بئر آل فلان تحت صخرة في كرية، فأَتوا الركية فانزحوا ماءها وارفعوا الصخرة ثمَّ خذوا الكرية واحرقوها. فلمَّا أَصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بعث عمار بن ياسر في نفر، فأَتوا الركية فإذا ماؤها مثل ماء الحناء، فنزحوا الماء ثمَّ رفعوا الصخرة، وأخرجوا الكرية وأَحرقوها فإذا فيها وتر فيه إحدى عشرة عقدة، وأُنزلت عليه هاتان السورتان فجعل كلمَّا قرأ آية انحلت عقدة: {قُلْ أَعُوُذُ بِرَبِّ الفَلَقِ}، {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس}..(انتهى)
ولكي نفهم فيزيائية عمل السحر والشياطين فعلينا أن نفهم أن مشاعر الإنسان وأفكاره وطريقة تحكمه بأعضاء جسده والأسلوب الذي يسمع أو يرى به ما هو إلا طاقة تنتج وتنتقل على شكل موجات ومجالات كهرومغناطيسية، وبالتالي فإن التلاعب بهذه الموجات والمجالات الكهرومغناطيسية يُسبب تعطيل بعض أعضاء الجسم، وقد يُسبب هذا العطل قتل جنين أو توقف عضو أو سوء أدائه، وقد يُسبب سوء التقدير أو اختلاط الأفكار أو تداخلها، والأمر يزداد وضوحاً إذا علمنا أن الوظائف اللاإرادية التي يقوم بها جسم الإنسان ليست إلا برامج مخزنة بخلايا ومراكز تحكُّم في العقل، وأن هذه البرامج يستطيع السحر أو الشياطين النيل منها إلا المحصن منها بأمر الله الذي لا يؤودُهُ حفظ السموات والأرض وما بينهما، فالسحر هو مجال طاقة يشابه المجالات الكهرومغناطيسية ويؤثر على مجالات الطاقة للإنسان، وعلى سبيل المثال فإن الحيوانات المنوية للرجل والتي تُفرز من الخصيتين، يمكن التلاعب بإنتاجها أو توقفها نهائياً لو توقفت الأوامر من الدماغ الآمرة بالإنتاج، أو لو تمّ تشويش الأمر، وما قد يحدث مع الخصيتين قد يحدث مع أي غدة أخرى للإنسان سواءً كان على صعيد توقف إنتاج البويضات للمرأة أو خلخلة نظام المناعة للجسم، فيصبح سهل المنال من الميكروبات والفيروسات أو غيره من الأمور التي تسبب السرطان ومعظم أمراض الإنسان، والحقيقة المذهلة هي مدى دقة المعلومات الطبية للشياطين عن جسم الإنسان.
وأعوان الشياطين من البشر هم السحرة والعرافون والمُبصِّرون وقارئو الكف والفنجان لعنهم الله جميعاً، وهؤلاء يتقنون فنون التخفي بأثواب المشايخ وأصحاب الكرامات والّزهاد والذاكرين – والذاكرون منهم بريئون، وما هم إلا كفار أولياء الشياطين وجنودهم، هدفهم تنكيس كلمة الله -عز وجل- وتحقير شعائره، وهم أبعد ما يكون عن أصحاب الكرامات أو عن الذاكرين والذاكرات.
ويقصد الناس السحرة طالبين الخير والشفاء تاركين ما علّمنا الله من الذِكر الذي يجلب الخير والرزق، فمنه للرزق قراءة سورة الواقعة، ولمن فقد شيئاُ تكرار سورة الضُحى ولمن خاف قوماُ تكرار أية (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ) 137 البقرة، و للمظلوم تكرار آية (حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) 173 أل عمران، وتكرار أية ( وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) 44 غافر، وللمجاهدين تكرار أية ( رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) 250 البقرة، وللتخفي من الكفار تكرار آية (وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ ) 9 يس، ولمن أُصيب ببلاء تكرار أية ( لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) 87 الأنبياء، ولمن لا يُنجب تكرار آية ( رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ) 89 الأنبياء، وغير ذلك من الآيات التي فيها ذِكر ودُعاء، بل لم يترك القرآن دعاء نحن بحاجة له إلا علمنا إياه، فالحمد لله القائل ( مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ) 38 الأنعام، وهذا هو سبيل المؤمنين في قضاء حاجاتهم وليس اللجوء إلى السحرة بل اللجوء إلى الله الذي قال: ( وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً ) 27 الكهف، أي أنه لن تجد سوى الله تعالى يحفظك كما يحفظ اللحد جسد الميت.
وقبل مواصلة هذا البحث في صفات السحرة والسحر يجب أن نتوقف هنا لسرد الحديث التالي من صحيح البخاري: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رَهْطاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، انطلقوا في سَفْرةٍ سافروها حتى نزلوا بحي ّمن أحياء العرب فاستضافوهم فَأَبَوّا أن يُضَيْفُوهم، فَلُدِغَ سيد ذلك الحي، فسعوا له بكل شيء؛ ولا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرَّهْط الذين نزلوا بكم لعله أن يكون عند بعضهم شيء، فأتُوْهُم فقالوا: يا أيها الرَّهْطُ إن سَيَدنَا لُدِغ فسعينا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فهل عند أحد منكم شيء؟ فقال بعضهم: نعم والله إني لَراقٍ ولكن والله لقد استضفناكم فلم تُضَيَفُونا فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جُعْلاً، فَصَالحُوهم على قطيع من الغنم، فانطلق فجعل يَتْفُلُ ويقرأُ (الحمد لله رب العالمين) حتى لكأنما نَشَِطَ من عِقَالٍ، فانطلق يمشي ما به قُلْبَهٌ، قال: فأَوْفُهُم جُعْلهم الذي صالحوهم عليه. فقال بعضهم اقسموا، فقال الذي أرقىَ: لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا، فَقَدِمُوا على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- فذكروا له، فقال - صلى الله عليه وسلم-: وما يُدريك أنّها رُقْيَه؟ أَصَبتُم اقْسِمُوا واضربوا لي معكم بِسهمٍ.(انتهى).
وشرح الحديث: أن رهطاً – أي جماعة – من أصحاب الرسول - صلى الله عليه وسلم- انطلقوا بسفرة ونزلوا بحي من أحياء العرب وطلبوا أن يُضافوا، فلم يستضفهم العرب، وقدر الله تعالى ولُدغ سيد ذلك الحي، وحاول قومه إنقاذه، فلمّا عجزوا أتوا الصحابة يسألوهم إن كان عندهم ما ينقذ سيدهم، فأخبرهم أحد الصحابة أنه راقٍ ولكنه لن يرقي لهم حتى يجعلوا له جعلاً – أي عطاءً- لأنهم سبق ورفضوا استضافتهم، فصالحوهم على أن يعطوهم قطيع من الغنم إن شُفي السيد الملدوغ، فذهب له الصحابي - رضي الله عنه- وأخذ يتفل ويقرأ الفاتحة حتى شُفي السيد، وخرج كأنه كان مربوط في عُقال وانطلق يمشي ما به من قُلبة - أي لا يعرج ولا يتقلب وكان يتقلب مما لدغه- ومن ثمّ سددوا لهم ما صالحوهم عليه من قطيع الغنم، ورفض الصحابي الذي أرقى أن يقتسموا الغنم حتى يأتي رسول الله ويسأله إن كان يصح له أن يتقاضى أجرة الرقية، فلما أتى الرسول - صلى الله عليه وسلم- وذكر له ما حدث، فقال صلى الله عليه وسلم: وما يُدريك أنها رقية؟ - أي كيف عرفت أن الفاتحة رُقية رغم أنه - صلى الله عليه وسلم- لم يذكر ذلك، وهو سؤال به التعجب والاستحسان من الرسول - صلى الله عليه وسلم- كيف سلك هذا الصحابي هذا المسلك دون تلميح مُسبق من الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم شرّع الرسول - صلى الله عليه وسلم - بجواز أن يقبضوا أجرة الرُقية، وفي هذا الحديث الذي أكد به الرسول صلى الله عليه وسلم على المفهوم الأساسي للاستحداث والإبداع الذي ورد بالحديث فيما معناه: من سنّ سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص من أجورهم شيء ومن سنّ سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص من أوزارهم شيء.
وحديث أبي سعيد الخذري رضي الله عنه يرُدُّ على الذين يستنكرون العلاج بالقرآن بالكريم ويستنكرون على الذين يتلمسون الآيات التي بها بركة الشفاء ويكرروها مئات المرات، ويدعي المستنكرون قائلين: لما ترقوا وتفعلوا ما لم يفعل الرسول - صلى الله عيه وسلم- متهمين الرقاة بالبدعة، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وعن صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا آوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ثم يمسح بها ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات، وكان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها. (انتهى).
وهناك عشرات الأحاديث التي تؤكد أن الرسول - صلى الله عليه وسلم- أقر أعمال للصحابة رضي الله عنهم لم يأتها هو شخصياً - صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه- وكان هذا السلوك للصحابة - رضوان الله عليهم- من بعده هو صفة عامة لهم، ومنها جمع سيدنا عثمان رضي الله عنه للقرآن الكريم، وكان كثيرون قد أنكروا عليه عمله واتهموه بمخالفة سنة الرسول - صلى الله عيه وسلم- وسنة أبو بكر وعمر بن الخطاب من قبله - رضي الله عنهم أجمعين- ومما قيل له: أن الله تعالى قد تعهد بحفظ القرآن فلماذا يخالف سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم- ويجمع القرآن، والحقيقة أنه لولا موقف سيدنا عثمان بن عفان -رضي الله عنه- لفقدنا القرآن، ولكن من حفظ الله تعالى للقرآن الكريم أنه سخر سيدنا عثمان لجمعه وتوزيعه على الأمصار.
وسار التابعون على نفس الدرب وجمعوا الحديث الشريف على الرغم من وجود نهي عن ذلك من الرسول - صلى الله عيه وسلم- حتى لا يخلط الحديث بالقرآن الكريم، وهكذا تمّ جمع الفقه وتبويبه.
ومبدأ الاستشفاء بالقرآن الكريم قد أقره الله تعالى: { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً }82 الإسراء، وبهذه الآية قد فرق الله بين الشفاء والرحمة، فالقرآن له خاصية الشفاء من الأمراض، وخاصية الرحمة من الضلال، وهما خاصيتان تجريان على المؤمنين، وله خاصية الخسارة التي تجري على الظالمين بالتزامن مع شفاء ورحمة المؤمنين- سبحان الله.
كما قال تعالى: ( وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً لَّقَالُواْ لَوْلاَ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ءَاعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَـئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ) 44 فصلت،
وبهذه الآية فرق الله تعالى بدقة بين الهدى وبين الشفاء، فالهدى للعقول والقلوب والشفاء للأجساد، وبنفس المفهوم أكدت الآية على خاصية خسارة الظالمين (وهو عليهم عمى).
وهناك آلاف الشواهد على أن القرآن هو شفاء ورحمة للمؤمنين، ونكتفي هنا بهذه القصة عن الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى-: ( لقد مرّ بي وقت في مكة سقمت ولم أجد طبيباً ولا دواءً، فكنت أُعالج نفسي بالفاتحة، فأرى لها تأثيراً عجيباً، آخُذ شربة من ماء زمزم وأقرأ عليها مراراُ ثم أشربها، فوجدت بذلك البرء التام، فصرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع فأنتفع به غاية الانتفاع، فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألما فكان كثير منهم يبرأ سريعاً) وهو الذي قال: ( من لم يشفيه القرآن فلا شفاء له ومن لم يكفه القرآن فلا كفاه الله).
 لقد وضعت هذا الأمر نُصب عيني شخصياً وجربته على نفسي وأولادي وإخواني في الله فنفعنا الله به كثيراً.
ومن الأدلة الثابتة في القرآن الكريم عن أن مس الشيطان سبب الأمراض وكثير من البلاء، قصة سيدنا أيوب عليه السلام قال تعالى: (وَاذْكُرْ عَبْدَنَآ أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ) 41 ص، والنَّصَب هو التعب والإعياء وفي تفسير ابن كثير: ( قيل بنصب في بدني وعذاب في مالي وولدي )، وهذه الآية دالة بدلالة قطعية أن سيدنا أيوب قد شكى إلى الله – تعالى - أن ما أصابه في بدنه وماله وعياله كان بمس الشيطان - لعنه الله تعالى.
ونعود إلى السحرة وعلاماتهم تمهيدا لمعرفة العلاقة بينهم وبين الشياطين وأمراض البشر وما يجري على الأرض من أحداث.
 وأهم علامات السحرة أنهم يسألون عن اسم الشخص واسم أمه، فكل من يسأل عن اسم الشخص واسم أمه ساحر مخاوٍ الشياطين، ويدعي السحرة بأنهم مخاوون ملائكة أو جن رحماني وهذا محض افتراء، ذلك لأن السحر قائم على الكفر بالله تعالى.
ويكتب السحرة الحُجب وغير ذلك من طرق السحر كالقراءة بالطلاسم ومُحرفات القرآن على الشراب وغيره ويسحرون الناس بواسطة طلاسم وتلاوة آيات قرآنية يقلبون بعض كلماتها أو يضيفون طلاسم بين كلماتها ويسحرون الماء أو السوائل أو الطعام أو التراب ويسقونه الناس أو يضعوه بطريقهم أو يأخذون من أثرهم ويعقدون سحرهم، كما يطلبون حرق أو تعليق حُجب أو أوراق، والسحر يتسبب برصد شيطان أو أكثر ليمشي وراء الإنسان المسحور ينتظر الفرصة ليدخل إلى جسده، ولا يستطيع الشيطان دخول المسحور إلا إذا كان ممن أرتكب أحد الآثام السابق شرحها ومنها إتيان ساحر أو عرّاف أو قبول التعاطي معهم، قال تعالى ( وما هم بضارّين به من أحدٍ إلا بإذن الله) 102 البقرة، وإذنُ الله -عز وجل- هنا موقوف على ذنوب البشر السابق شرحها والله أعلم.
 وعادةً فإن من يقبل أخذ حجاب به سحر يكون قد لبسه شيطان ودخل جسده يأكل معه ويشرب معه وينكح معه، حتى وإن صلى وتصدق وصام وقرأ القرآن، وكل حجاب يُصر كاتبه على عدم فتحه وعدم قراءته به سحر، ولو تمّ فتحه لوجد به طلاسم أو آيات قرآنية بينها طلاسم أو آيات بها قلب بالكلمات أو أرقام أو جداول أو كلمات غير عربية، وعادةً تكتب بالنجاسة من دم حيض أو تُغسل بالبول أو تُلوث بالبراز أو تُبخر بالنجاسة، كما وأن كل من يقبل أن يشم من بخور ساحر أو محروقه أو يشرب من عنده أو يأكل من عمله فقد وقع في شباكه وأصابه سحر ويدخل جسده شيطان.
والأصل أن إتيان العرافين أو السحرة من الكفر بنص الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم ( من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد) - صلى الله عليه وسلم- وفي حديث أخر ( من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة).
ومن علامات السحرة أنهم فقراء؛ ذلك لأن الشياطين أول ما تدخل فإنها تدخل أجسادهم وتلبسهم ثم تلبس زوجاتهم وأطفالهم، فهم في ضنك وخلاف عائلي شديد ولو حاول الساحر إغضاب أو رفض أوامر الشياطين أو الرجوع عن كفره وضلاله فإن الشياطين يقومون بإيلام جسده؛ وذلك لكونهم يتحكمون في مراكز الإحساس والأعصاب في الجسم، ويتحكمون بزوجته وأولاده؛ لتصبح حياته محض نكد وضنك.
 ويترقّى الساحر بقدر إذلاله لأسماء الله الحسنى وكتابه وشعائره، حتى يصل به الأمر أن يكتب آيات الله -عز وجل- في الحُجب أو السحر بالنجاسات أو دم الحيض أو دم ذبيحة لم يذكر إسم الله تعالى عليها أو ذَكر اسم أحد الشياطين عليها، أو يغسل الحجاب بالنجاسات من البول أو البراز أو الدم أو يضع بين فخذيه القرآن، ومنهم من يكتب القرآن على أسفل قدمه ومنهم من يضع القرآن بالمرحاض، وكلما زاد فسق الساحر زاد عدد خدمه من الشياطين حتى يزني بمحارمه ويدخل المسجد جُنب ويُسلم زوجته للزنا وما إلى ذلك من فسق وضلال وفساد حتى يصل إلى السجود للشيطان.
 ومن أعمال السحرة تجنيد سحرة آخرين، وهؤلاء الذين يقعون بالفخ يكونون مخدوعين بأنهم يخدمون ويبجلون أهل كرامة وأهل الله، بعدها يُقرر الساحر أن يُِعّرف المُريد (التلميذ) إلى جن رحماني – وما هو برحماني بل شيطان رجيم- وربما قال له أنه سيعرفه بملاك وأنه بالتعاون مع الجني أو الملاك المزعوم سيخدم البشر ويُصلح ذات البين، ويُزوج العانس، ويُصلح بين الزوجين وينصر المظلوم ويُخرج الشياطين من الملبوسين، وما إلى ذلك من أعمال خير مزعومة، وعليه يتشجع المُريد(التلميذ) حبا منه بالخير ويبدأ الارتباط بقسم يُسمى ( تعزيم ) به شرك ( والقسم أو التعزيم هو نداء سري يتكون من كلمات وطلاسم ينادي بها الساحر ملك الشياطين المتعاهد معهم الساحر) يؤدي إلى إدخال الشيطان جسد المُريد، ويقوم الشيطان بعدها بحركات تفرحه ومنها تقويته جنسياً، ويؤكد له أنه يحرسه أثناء نومه وترحاله ويجلب له أخبار البعيدين، وعادةً يكون القسم به آيات ليتلبس الحق بالباطل على المبتدأ، ويظن بأنه على الحق، ومن تلبيس الشياطين على المُريد أن الشيطان يوهمه بأنه صلى الفجر بالحرم مثلا، وهو أمر هين على الشياطين التي تستطيع أن تخلق بالمنام زواج ومعاشرة كاملة، ثم يُطلب منه كتابة حجُب بآيات قرآنية مع تغير بسيط بكلمات الآيات مدعين أن ذلك أقوى للخير - سبحان الله ومن هو أبلغ من الله ليقوي آيات الله تعالى- ويتدرج المُريد بالسحر ويتبع خطوات الشياطين إلى الهاوية وينغمس بالشهوات والفسق حتى يُصبح هو وأهل بيته أسرى الشياطين.
ملخص صفات السحرة وأعمالهم
1-         يسأل عن اسم الشخص واسم أمه.
2-         قد يطلب الساحر أثر وذلك لأن الشياطين لهم حاسة شم أكبر من البشر بكثير.
3-    يتمتم بما لا نفهم على الهواء أو المشروبات أو الطعام أو يكتب حروفاً أو أرقاماً أو جداول أو طلاسم أو يكتب القرآن مقطع أو حروفه مقلوبة أو بين آياته رموز وطلاسم أو يدعي بأنه كتب أسماء الله تعالى بغير العربية.
4-         يُحذر بألا لا يتم فتح حجابه ويختلق أسباب شتى لذلك.
5-         يقرأ القرآن وبين آياته يتمتم بما لا نفهم أو يقرأ بين آياته غير القرآن.
6-    يطلب الذبح بصيغ غير شرعية أو ذكر أسماء أخرى مع اسم الله تعالى، وقد يدعي أنها أسماء لله بلغات سابقة.
7-         يطلب تعليق أوراق بها طلاسم أو جداول أو أرقام وأسماء أو يطلب حرقها أو دفنها.
8-         يُحدد أيام معينه مدعيا أن بها سيجاب الدعاء، وهؤلاء أصحاب سحر الكواكب.
9-    تكون ظاهر تصرفاته اليومية بها انحراف عن الشريعة الإسلامية ومخالفات صريحة لأوامر الله -تعالى.
10- قد يُعطيك ورقة وتجد بها آيات قرآنية صحيحة ولا شيء آخر، ولو كان صادقاً لطلب منك أن تكتب أنت بقلمك وبيدك تلك الآيات، أو طلب منك حمل مصحف به كل الآيات، ولكنه نفث أو داس أو بخر الورقة بنجاسة قاصداَ إذلال كلمات الله -عز وجل.
11- يرفض أن يُرقي نفسه كما ورد في هذا الكتاب ويُشكك بها ويحاربها.
12- يدعي السحرة بأنهم مخاوون جن رحماني أو ملاك لعلاج ومساعدة البشر.
13- يقومون بأعمال بها خرق للعادة مثل ضرب الشيش والمشي على النار مدعين الكرامات، ولو كانوا من أهل الحق لكانوا في الثغور مع المجاهدين.
14- يدعي بعض السحرة أنهم من أهل الذكر ويحرصون على مجالس ذكر تبدأ بذكر الله ثم تتحول إلى هز ورقص وانفعالات لا تتناسب مع الخشوع ويذكرون أسماء شياطين مثل ( أه، أوه، إه، هه، لو، له، ..الخ).
15- يدعي السحرة في اللقاءات الأولى أنهم لا يتقاضون مال مقابل أعمالهم، ثم تنهال طلباتهم لاحقا.
الحكم الشرعي في السحرة
 كل من يتعامل بالسحر هو كافر بإجماع العلماء سواء برر عمله بحسن نية أو سوء نية، وذلك بنص القرآن ( إنما نحن فتنة فلا تكفر) 102 البقرة، والشياطين لا تخدم الساحر حتى يقوم بعمل به إهانة لكلمات الله -عز وجل- أو أسمائه الحسنى أو شعائره أو قرآنه، وهذا شر الكفر، وحدّ الساحر القتل بالسيف، والساحر لا يُستتاب على رأي بعض العلماء، وإن كان الساحر بغير أرض يقام عليها الحد الشرعي فلا يجوز للمسلمين التعامل معه أو بيعه أو الشراء منه أو السلام عليه أو ملامسته ذلك لأنه لا يُؤتمن شر السحرة بأن يسحروا الإنسان بمجرد اللمس أو حتى النفث.
ومن المؤكد أنه لا يُعد التحدث مع الجن من السحر كون أنه يجب التحدث معهم أثناء التفاوض لإخراجهم أو دعوتهم للإسلام، ولكن من أكثر الأخطاء التي يقع بها الرقاة بأن يوهمهم أحد الشياطين بأنه أسلم وبأنه سيخدم الراقي في حرب الشياطين المتلبسين في الناس.
والسحرة هم أولياء الشيطان الذين يتعمدون إذلال كلمات الله تعالى، وقتالهم أمر من الله -عز وجل- حيث قال: ( فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا) 76 النساء، والسحرة هم أولياء وجنود الشيطان وأدواته، ويحرُم التودد إليهم، والود هو قليل الحب وذلك بنص الآية ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ) 22 المجادلة، ومعنى الحد هو الوقوف في الحد والجبهة المقابلة لحد وجبهة الله -عز وجل-، ومعنى الآية أنه لا يوجد قوم يؤمنون بالله تعالى واليوم الآخر – وبالتالي فهم كفار - يقبلون التودد إلى من وقف في الحد والجبهة المضادة لجبهة الله -عز وجل- وهل هناك جبهة للكفر أشد ممن يُحقّر قرآن الله تعالى وأسمائه الحسنى وشعائره؟! وبهذا يكون التودد إلى السحرة كفر.
كل العقائد الفاسدة هي أدوات للشياطين تُضل بها البشر.
وكل الموجهين الروحانيين لتلك العقائد متصلون مع الشياطين مباشرة.
 
كيف يتلبس الشيطان جسد الإنسان؟
 يبدأ الساحر ومريدوه (تلاميذه) في الإشاعة بين الناس بأن الساحر هو شيخ دين مُبارك صاحب كرامات، وعادةً ما يدّعي أتّباعه إحدى طرق الذكر، والذاكرون منهم بريئون، وأنه يعمل الحُجب للحاجات ويحل المشاكل ويرُشد إلى المفقود ويعالج المرضى ويُيسر الزواج والنصر، والتفريق والخسارة للعدو وغير ذلك، ومن ثم يتساقط بين يديه المغفلين طالبين المساعدة منه، فيكتب لهم الحُجب أو يعمل لهم سحر أو يسقيهم أو يشممهم بخور أو محروق أو يعقد لهم خيوط وينفث فيها أو غير ذلك من سحرهم، وحيث أنّ القادم إليهم يكون قد ارتكب أحد الكبائر؛ وذلك لأن إتيان السحرة أو العرافين من الكبائر، وبهذا ينكسر حصن الإنسان ويدخل في جسده فوراً شيطان أو أكثر ويخنس بداخله.
 وبهذا يكون زائر السحرة أول المصابين بالسحر، وأهم مراكز يستهدفها الشياطين هي مراكز الإحساس والتخيل والذاكرة ومراكز التحكم بأعضاء الجسم ليتسببوا الأمراض، ويعمل الشياطين مسح كيميائي لجسم الإنسان فيحددون ما يضره وما ينفعه فيصرفونه عما ينفعه ويرغبونه بما يضره، ويحدد الشياطين مراكز التحكم بجسم الإنسان فيؤثرون عليها مستخدمين طاقة أجسادهم، وُملخص أسلوبهم في تسبب الأمراض أنهم مخلوقون من مارج من نار فأصبحوا طاقه ( فوتون) وهذه الطاقة تتسبب في تشويه برمجة مراكز التحكم في جسم الإنسان، فتختل وظائفها فتُسبب الأمراض وتعطيل بعض أجهزة الجسم أو تُسبب سوء أدائها، كما تُخفّض مناعة الجسم فتُسبب التقاط الفيروسات والميكروبات.
وكما خلقنا الله من طين فأصبحنا لحماً ودماً، فلقد خلق الله تعالى الملائكة من نور، وخلق الجن من مارج من نار قال تعالى: ( وَخَلَقَ الْجَآنَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ ) 15 الرحمن، وجاء في تفسير ابن كثير: (وخلقه الجان من مارج من نار، وهو طرف لهيبها، قاله الضحاك عن ابن عباس، وبه يقول عكرمة ومجاهد والحسن وابن زيد، وقال العوفي عن ابن عباس: من مارج من نار من لهب النار من أحسنها، وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: من مارج من نار من خالص النار، وكذلك قال عكرمة ومجاهد والضحاك وغيرهم. وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم» ورواه مسلم عن محمد بن رافع وعبد بن حميد، كلاهما عن عبد الرزاق به.) انتهى.
 
فيزيائية أجساد الشياطين
والنار هي الطاقة، وبالتجارب فإن الشياطين طاقة تشابه الطاقة الكهرومغناطيسية، ويجري عليها قوانين فيزياء الكهرومغناطيسية، ويمكن جمعها ومطها وحبسها، والله أعلم.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الشياطين تشبه الكائنات وحيدة الخلية، فهذه الكائنات لا تحتاج إلى فم لتأكل، بل أن جدارها الذي يُلامس الغذاء يتحول إلى فم، وكلها تتحول إلى جهاز هضمي، وكلها تتحول إلى جهاز توزيع للطاقة، فهي ليست بحاجة لنظام نقل للدم مثلاً، وإذا اقتطع جزء من الخلية تبقى باقي الخلية تُمارس نفس أعمالها ونشاطها، وهكذا الشيطان إذا اقتطع جزء من جسمه فإنه يبقى يُمارس نشاطه بحجم أقل وأضعف، كما أن الشيطان الذي يلبس إنسان لا يكون بداخله بكامل، لذلك أثناء الرُقية يتم اقتطاع أجزاء من أجسام الشياطين وحرقها إلى أن يتم فناؤهم، فعلى الراقي أن يواصل الرقية دون يأس ولا يتخيل أن الأمر يتم فوراً، وبمزيد من التشبيه، فلو أنه تمّ إشعال النار في خزان نفط فهل يحترق خلال لحظة أم يحتاج إلى وقت لينتهي؟ وخلال هذا الوقت إذا أردت أن تتأكد من تمام الحرق يجب أن تحرص على استمرار النار مشتعلة، وهنا يكون استمرار الاشتعال باستمرار الدعاء بالرقية.
ولنفهم أكثر وأعمق فيزيائية الشياطين - لعنهم الله تعالى ونصرنا عليهم - فإنه علينا أن نتذكر أنه قبل أن يخلق لله تعالى أدم عليه السلام لم يكن هناك أسماء للأشياء، وأن الملائكة عجزوا أن يعرفوا أسماء الأشياء، وأن أول من سمى الأشياء هو سيدنا أدم عليه السلام، إذا كيف كان يتفاهم الملائكة فيما بينهم؟ وأيضا كيف كان يتفاهم الجن فيما بينهم؟
فنحن البشر من أجل أن نعبر عن جملة ما فإننا ننطق بكلمات دالة على ما نود وصفه وحيث أننا مخلوقات مادية فإن التواصل فيما بيننا يتم بأسلوب مادي وهو ضخ الهواء من الرئة تم تحريكه بواسطة أحبالنا الصوتية واللسان وبالتالي تنتقل الموجات الهوائية إلى أذان من حولنا وهناك يتم تحويلها إلى موجات كهرومغناطيسية ترسل إلى الدماغ الذي تدرب وخزن كم هائل من المعلومات، وعليه يبدأ الدماغ بتشكل تصور عن الأحداث التي سمعها.
لكن الملائكة والجن ليسوا مخلوقين من مواد بل من طاقة، إذا آلية سمعهم مختلفة عنا ولا بد أن تكون آلية تبادل طاقة تتناسب مع أجسادهم المخلوقة من طاقة، وأكيد نوعية طاقة الملائكة مختلفة عن نوعية طاقة الجن، الخلاصة أنهم لا بد أنهم يتبادلوا المعلومات عبر إرسال موجات طاقة فيها وصف الفلم المراد إرساله والفم لا بد أن يكون سلسلة صور، وفي الحقيقة هذا بالضبط ما يقوم به الشياطين حينما يخاطبوننا نحن البشر، نحن لا نسمع كلامهم بل نشعر بوسواسهم، لذلك قال الله تعالى: من شر الوسواس الخناس، أي أنه يُرسل لنا أفكاره بالوسوسة عبر الإيحاء.
إذا الجن يتبادلوا المعلومات بالإيحاء، والحقيقة أن كل تبادلاتهم هي بالطاقة، وبمعنى أوضح ما يأكله الشياطين هو طاقة سلبية، وكلما زادت الطاقة السلبية المتوفرة زادت ضخامة نمو الشيطان – لعنه الله ونصرنا عليه – وكلمات الله تعالى تنتج طاقة إيجابية تحصن الأِشياء ومنها المأكل والمشرب والملبس وحتى الزواج فلا يتمكن الشيطان من كسب طاقة منها، والأحداث الفاسدة تنتج طاقة سلبية يتغذى عليها الشياطين ومنها الشرك والربا والقتل والزنا ومجمل الفساد.
وبكل تأكيد فإن كل الأعمال الخيرة تنتج طاقة إيجابية لا يستطيع الشيطان أن يأكلها ولا الاقتراب منها، بل لو كانت النية من تلك الأعمال هي حرق الشيطان وحربه لتوجهت الطاقة الإيجابية إليه وحرقته، أما إذا كان لا يوجد نية بهذا الاتجاه فالطاقة الناتجة هي طاقة ايجابية تبقى في الكون والله أعلم.
 وتوسعا في شرح هذا الشأن المهم، فنحن البشر ندفع للحكومات مواد مما نكتسب فبالماضي كان الناس يسددون الضرائب للدولة من محاصيل الأرض والحيوانات، أما الشياطين فإنهم يدفعوا إلى دولتهم طاقة.
دولة إبليس لعنه الله تعالى ونصرنا عليه قائمة على هيكلية بحيث يقوم صغار الشياطين بسداد نسبة من مكتسباتهم للطاقة السلبية إلى من هم أعلى وبالتالي إلى قائدهم الأعلى إبليس لعنه الله تعالى ونصرنا عليه.
وبالمقابل فإنه عندما يتم الهجوم على جنوده من أئمة الكفر من البشر عبر القراءة عليهم آيات الله تعالى وكلماته، فإن إبليس يقوم بإرسال جيوش من الشياطين تتصدى للطاقة القرآنية المهاجمة ويحموا بأجسادهم أئمة الكفر معرضين أنفسهم للحرق بالقرآن الكريم وكلمات الله تعالى، ويقوم إبليس بصفته المخزن الأكبر للطاقة بعملية إمداد للطاقة المفقودة منهم وهكذا تتكون معرفتنا البدائية والأساسية عن الطبيعة الفيزيائية للقتال والجهاد ضد الشياطين وإبليس - لعنهم الله ونصرنا عليهم – وعليه ولكي يتم إيقاف تدفق هذه الطاقة عن جنود إبليس  - لعنهم الله ونصرنا عليهم – لا بد من أن يتم ضرب إبليس نفسه في كل مواجهة حتى يفقد القدرة على تغذية وتعويض جنوده ما يفقدوا من طاقة إثناء القتال.
ويجب أن نوضح هنا أمر هام وهو إننا نحن البشر مخلوقين من مادة، وحسب قانون أينشتاين فإن المادة إذا تحولت إلى طاقة فإنها تكون لا نهائية، وبالتالي فإننا عندما نقرأ على الشياطين وأئمة الكفر من البشر نقوم بتحويل مادة من أجسامنا إلى طاقة قرآنية فتصبح لا نهائية تقريبا لذلك يتمكن فرد واحد من المؤمنين البشر المُخلصين من مواجهة ملاين ومليارات الشياطين بحول الله تعالى وقدرته.
إذا إبليس والشياطين طاقة سلبية فاسدة مفسدة ناتجة عن الأعمال الفاسدة، يشكلون دولة ويتلبسون البشر ويديرون شؤون الأرض من خلال حكومة خفية تتلبس أجساد البشر ولها صلات عبر السحرة لعنهم الله ونصرنا عليهم.
الحرب المقدسة.
مما سبق تدارسنا حرص المولى تعالى أن يفهمنا من أول قرآنه الكريم وحتى آخره، أن قصتنا نحن البشر بدأت عندما خلق الله تعالى أبونا أدم - عليه السلام - وأمر الملائكة أن يسجدوا له فسجدوا إلا إبليس – نصرنا الله عليه – الذي كان من الجن وكان بعبادته قد رفعه الله - تعالى - إلى مرتبة الملائكة.
رفض إبليس – نصرنا الله عليه - السجود رغم تحذير الله - تعالى - له وأصر وأستكبر بل وطلب من الله - تعالى - مقراً بإلوهية الله - تعالى - طلب بأن يُمد بأجله إلى يوم يبعثون، لكن الله – تعالى - لم يُجب طلبه وأجله فقط إلى يومٍ معلوم، يوم يعلمه الله - تعالى - بعيد الأمد، لكنه أتي لا محالة.قال تعالى:-
قال تعالى: { قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (38) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ(39) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (40) قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (41) إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (42) قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (43) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (44) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (45) الحجر}.
وقال تعالى: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلاَئِكَةُ كُـلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73)إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74) قَالَ يإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ( 75) قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78) قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (80) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) ص}
ثم غوى إبليس - نصرنا الله تعالى عليه - أبونا أدم - عليه السلام - متسببا بنزول أدم - عليه السلام - إلى الأرض، وبهذا تمّ قضاء الله تعالى الذي سبق وأن أخبر به - جلاله - الملائكة قبل خلق أدم - عليه السلام - في قوله تعالى: { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ...} سورة البقرة 30.
وبدأت المعركة على الأرض بين أولياء الله – تعالى - بقيادة الرُسل - عليهم السلام - من جهة، وفي الجهة الأخرى أولياء الشيطان بقيادة إبليس- نصرنا الله عليهم - وكان أخر الرسل هو سيدنا وحبيبنا عبد الله ورسوله محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
ومُراد إبليس - نصرنا الله عليه - من هذه المعركة هو الشرك بالله - تعالى - وهذا الشرك مبني على تشويش العقيدة والعبودية لله - تعالى- وإذلال أسمائه وصفاته وكلماته وعلى رأسها القرآن الكريم، وبالمقابل فإن كل حرب الرُسل - صلوات الله عليهم- هي لإعلاء كلمة الله - تعالى - وذلك بنشر التوحيد وتعريف الناس بربهم وفضله عليهم وزرع حب الله وتقديسه في قلوب الناس، فآمن من آمن وكفر من كفر.
ونحن في العصر الذي يسبق ظهور الدجال - ثبتنا الله في مواجهته - تطور علم الشياطين وعلى رأسهم إبليس - نصرنا الله عليه- ومن أهم علومهم هو السحر.
والسحر طاقة سيئة يمكن إنتاجها من علم الحروف والكلمات والأرقام التي فيها تعدي وإذلال لأسماء الله - تعالى - وصفاته وكلماته وأهمها آيات القرآن الكريم، وهذا العلم مجهول لمعظم البشر، كما كان مجهول قبل فترة من الزمن علوم الكهرباء والنووي والليزر والأجنة، كل هذه العلوم كانت موجودة ولكن الإنسان لم يتعرف إليها إلا مؤخراً، وتأخر التعرف عليها لا يُعني عدم وجودها، بل هو مؤشر على مدى صغر مداركنا حتى في استيعاب أنواع العلوم.
إذاً السحر طاقة ضارة سيئة يمكن إنتاجها من علم الحروف والكلمات والأرقام التي فيها تعدي وإذلال لأسماء الله - تعالى - وصفاته وكلماته وعلى رأسها القرآن الكريم، هذه الطاقة تُسلط على الجن الكفرة وهم ما سماهم الله - تعالى - الشياطين، وهذه الطاقة تسخرهم لخدمت أمر مُعين يوكل إليهم، ولا يستطيعوا الفكاك من هذه الطاقة فيتم تسخيرهم مذلولين لها، وكلّما ازدادت معاصيهم زاد تسخيرهم وإذلالهم، فهم في دوامة من الذل والعبودية والتسخير من جهة والتمتع بالرذائل والكبائر والفسق والفجور من جهة أخرى.
وبالمقابل فإن عكس السحر هو إعزاز ونصرة أسماء الله - تعالى - وصفاته وقرأنه الكريم.
ومع زيادة ذنوب البشر وتجرئهم على حدود الله - تعالى - بما لم يسبق للبشرية وأن تدنست بهذا القدر، وذلك بانتشار الربا والسحر والزنا وأكل أموال الناس بالباطل وسفك الدماء ظلماً، هذه الزيادة في ذنوب البشر من جهة و من جهة أخرى التطور في علوم الشياطين، مكنت الشياطين من لبس أجساد معظم البشر، إلا ما رحم الله - تعالى - ولقد أثبتنا ذلك من خلال التجربة السهلة الإعادة وهي بأن قراءة الآيات الحارقات من القرآن الكريم على معظم الناس تُسبب تغيرات في أجسادهم لا تتوقف إلا بتوقف القرآن، وتعود هذه التغيرات بعودة قراءة الآيات الحارقات.
وباستغلال ذنوب البشر وما توصل له الشياطين وعلمائهم من علم مكنهم من التحكم في أجساد معظم البشر، بنى إبليس - نصرنا الله عليه - دولة عظيمة فيها من العلماء والعلوم ما لا يستطيع عقول البشر الوصول له، أو هذا ما يظنه هو على الأقل.
وتحت سلطة دولة إبليس –نصرنا الله عليه- كل دول الكفر ومنها أمريكا وإسرائيل والصين وروسيا وغيرهم - نصرنا الله عليهم أجمعين - وكان من عظيم مكر الشياطين أنهم أقنعوا المسلمين أن معركتهم محصورة مع هؤلاء فقط، وخدعوهم فلم يعد إبليس في الواجهة، والحقيقة أن هؤلاء ليسوا سوى جنود وأولياء إبليس ومعركتنا معهم هي جزء من معركتنا الكبرى مع إبليس - نصرنا الله عليهم أجمعين- بل وأكثر من ذلك فإن لبس الشياطين لأجساد البشر هو سبب معظم أمراضهم، حيث أنهم مخلوقين من طاقة، ودخولهم الجسد البشري يُسبب خلل بالطاقة والأوامر والمعلومات المتبادلة بين أعضاء الجسد وبين الدماغ، وبالتالي فشل أو سوء عمل أجهزة الجسد ومن ثمَّ المرض.
وبحول الله وقوته إذا تم إثبات هذه الحقيقة العلمية وتوصيلها للبشرية، والتي ملخصها أن تلبس الشياطين للجسد البشري يسبب خلل بالطاقة للجسد، فيسبب معظم الأمراض، وأنه يمكن إثبات هذه الحقيقة العلمية بالأجهزة العلمية المتوفرة حالياً، ومن ثم فالبشرية بكل دياناتها ومعتقداتها تواجه نفس العدو، وهو الشياطين وهم الجنس المعادي للبشر، هذه الحقيقة العلمية ستغير مجرى الأحداث على وجه الأرض لحظة إثباتها.
ولقد سبق وقدمت العديد من الشواهد على التنسيق بين إبليس وأئمة الكفر ومنها تصريحات بوش – نصرنا الله عليهم – الذي يقول خاطبت ربي اليوم!! ومنها ما شهد به صاحب كتاب الحكومة الخفية وهو ضابط من البحرية الأمريكية.
وعكس مُراد الشياطين ومُراد إبليس ومراد أوليائه- نصرنا الله عليهم أجمعين - هو التوحيد وعبادة الله - تعالى - والطريق لذلك هو معرفة الله - تعالى - ونصرة أسمائه وصفاته وكلماته وعلى رأسها القرآن الكريم وإعلاء كلمته تمهيداً لتطبيق شريعته على الأرض.
ونصرة أسماء الله تعالى وصفاته وأسمائه وكلماته تكون أولا بفهم طبيعة المعركة وعناصرها وإحصاء جنود العدو وتخصيص رد لكل عدو منهم، هذه المجموعات التي تبدأ من إبليس - نصرنا الله عليه - وتمر بباقي الذي يتعدون على أسماء الله وصفاته وكلماته، إلى أوليائهم من أئمة الكفر زعماء أمريكا وإسرائيل والصين وروسيا وباقي الكفار والفجار والملحدين.
نصرة أسماء الله - تعالى - وصفاته وكلماته ونشر التوحيد تمهيداً لإقامة شريعة الله في الأرض، هي الحرب المقدسة، هي حرب الرسل وعلى رأسهم سيدنا وحبيبنا صلوات الله عليه، هي حرب أولياء الله - تعالى- هي الحرب التي من دخلها نصرةً لله - تعالى - نصره الله في الدنيا والآخرة، ومن تقاعس وتخاذل خذله الله - تعالى - في الدنيا والآخرة، ومن كان من أولياء الشيطان خزاه الله - تعالى - وهزمه في الدنيا والآخرة ثم خُلد في جنهم.
وقوانين المعركة تبدأ بفهم مفتاح النصر، قال تعالى: { يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تَنصُرُواْ اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7)محمد}، وقال تعالى: { وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (10) الأنفال}، وقال تعالى: {إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160) آل عمران}، فالخلاصة، أنه من ينصر الله ينصره الله - تعالى - ويثبت أقدامه، وبمفهوم المخالفة من لا ينصر الله، فالله لا ينصره ولا يثبت أقدامه، وحيث أن النصر من عند الله وأنه لا نصر إلا من الله وحده لا شريك له، إذا الموضوع تم حصره تماماً، كل من يتخاذل عن نصرة الله – تعالى - فلا نصر ولا ناصر له، أبداً ونهائياً.
أما القانون الثاني فهو أن تكون النية مخلصة لله - تعالى - وذلك بأن يكون الجهاد لإعلاء كلمة الله - تعالى - وفي صحيح مسلم، حدثنا أبو موسى الأشعري أن رجلا أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ثم يا رسول الله الرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل ليذكر والرجل يقاتل ليرى مكانه فمن في سبيل الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قاتل لتكون كلمة الله أعلى فهو في سبيل الله).
والقانون الثالث هو الثقة بالله تعالى، وبأن الأمر كله بيده وحده لا شريك له، وبأن القضاء له وحده لا شريك له، لا يقع في ملكه إلا ما أردة حكمته وإذا أرادت حكمته شيء وقع، وبأنه تعهد بنصرة من ينصره، ومن أوفى من الله عهداً؟
إذاً لا نستطيع الفصل بين أعداء الله - تعالى - ويجب أن نتعامل معهم كما هم، ونعرف أنهم جنود في دولة قيادتها إبليس الذي حذرنا الله منه مراراً وتكراراً، قال تعالى: { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يبَنِي آدَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ الشَّيطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} سورة يس 60، هذه الدولة أساسها علم السحر، وأنهم يلبسون أجساد كل الكفار والفساق والغالبية العظمى من المسلمين، وأن هذه الدولة هي الحكومة الخفية التي تُدير باقي دول الكفر التي نتصارع معها، لكن القيادة العليا ليست أمريكا ولا الصهيونية بل إبليس – نصرنا الله عليهم أجمعين – وأننا في حربنا يجب أن لا ننسى أي جبهة منهم، وأن الركون لأي طرف من أئمة الكفر هو السقوط في يد إبليس، وأن طاقة السحر التي هي أساس دولة الشرك قائمة على إذلال والتعدي على أسماء الله وكلماته وصفاته، وأن من يرفض نصرة الله تعالى أو يتقاعس، فإن الله لن ينصره وسيخذله في الدنيا والآخرة، وأننا أيا كانت الجبهة التي نجاهد عليها، علينا متابعة باقي الجبهات في نفس الوقت وتحرى إعلاء كلمة الله تعالى لنقوم به ونتحرى مراد إبليس لنواجهه.
وعليه أصبح على قادة الجهاد خاصة وعلى كل مُجاهد عامة أن يُراجع الكثير من المفاهيم والتحالفات التي يقوم فيها ومنها ما يلي:-
هل نيتنا في الجهاد هي أن تكون كلمة الله هي العليا؟
هل نحن نقاتل الصهاينة لأنهم أعداء الله - تعالى - قبل أن يكونوا أعدائنا، تعدوا على أسماء الله تعالى وصفاته وكلماته وقرآنه وحملة دينه، أم أننا نقاتلهم لأنهم تعدوا علينا وسلبونا ديارنا وكرامتنا؟
هل إعطاء الشرعية وإصباغ صبغت الجهاد على الذين أسسوا دينهم على التعدي على صفات الله تعالى وعلى الطعن في عرض الرسول - صلوات الله عليه- وذلك الطعن في عائشة رضي الله عنها، الذين أسسوا دينهم على شتم مصادر نقل التشريع ابتداء من أبو بكر وعمر وعثمان وأبو هريرة وباقي الصحابة - رضي الله عنهم- فهل هذا التصرف يصب في مصلحة أعلاء كلمة الله - تعالى - أم في مصلحة إبليس الذي يريد نشر الشرك عبر بناء الدولة الشيعية التي أُسست على أساس أعطاء الأئمة الإثنى عشرية صفات الله تعالى؟
هل إعطاء صفة الجهاد وأعداء إسرائيل إلى هؤلاء المشركين تمهيدا لنشر الشرك بين السنة هو عمل يصب في مسار إعلاء كلمة الله تعالى؟
هل تقديم شهادة زور بأن حزب الله - الشيعي - في لبنان قد انتصر على إسرائيل، وهو الذي قام بحرب استعراضية رفض خلالها أن يقصف بصواريخه أي أهداف لها قيمة لإسرائيل ( والتي يعلمها قادة المجاهدين في فلسطين ولبنان ) ورفض الحزب توجيه أي صواريخ إلى الطائرات الإسرائيلية، وقامت بالمقابل القوات الإسرائيلية بضرب البنية التحتية للبنان تمهيدا لإضعاف الدولة وتجهيزها للتقسيم، هل هذه الشهادة المزورة التي تصب في صالح نشر الفكر الشيعي الشركي هي لإعلاء كلمة الله تعالى؟
هل تقديم شهادة زور بأن الشيعة من المسلمين، وبهذا أعطاء التبرير العقائدي بأن التغير من المذهب السني إلى المذهب الشيعي - المنتصر على إسرائيل - هو تغير لا يمس العقيدة، هل هذه الشهادة الكفرية تصب في مسار إعلاء كلمة الله تعالى؟
هل تقسيم لبنان إلى دويلات تسمح ببناء الجزء الجنوبي من الحزام الشيعي لمواجهة السنة، هل هذا التقسيم هو لإعلاء كلمة الله - تعالى - أم هو حجر الأساس لنشر الفكر الشيعي الشركي؟
هل ثمن الشهادة بأن إيران دولة مسلمة تواجه الصهيونية العالمية، هل هذا الثمن يكفي لتمويل النصر ويغني عن الله تعالى؟
بيد من النصر؟
بيد من القضاء والقدر؟
من ذا الذي لديه الجنود يرسلها على من يشاء لينصره؟
هذه الرسالة أمانة بيد من قرأها لتوصلها لأهل الشأن من المجاهدون، وحسبي الله ونعم الوكيل،،
أنت مجاهد شئت أم أبيت.
الحمد لله الذي فضلنا على كثرٍ من عباده، ومنّى علينا إذ جندنا، والصلاة والسلام على حبيب الرحمن سيد الخلق وعلى آله وصحبه وأتباعه.
فلقد منّى الله تعالى علينا وفضلنا على كثيرٍ من عباده عندما عرفنا أن قيادة الشر في الأرض هي إبليس- أعاذنا الله منه- وأن ما سواه من دول الطاغوت ليست سوى جنود عند إبليس، كما وأفاض سبحانه علينا من نعمه علينا إذ عرفنا أن آيات قرائه والتسبيح بأسمائه تفتك بهذا العدو وتمزقه، ومن فيض نعمه أن عرفنا أن قراءة الآيات الحارقات والتسابيح تقتل البشر الملبوسين بالشياطين والذين وصل بهم اللبس إلى درجة أن استحوذ عليهم الشيطان، والحقيقة أن هذا هو سلاح النصر الفتاك بطواغيت الأرض.
وفضلا عن أن الشياطين قد سلطوا علينا أئمة الكفر الذين سفكوا دمائنا وهتكوا أعراضنا واستولوا على أوطاننا وأموالنا وأعاثوا في الأرض الفسق والفساد، فإنهم أيضا سبب معظم الأمراض للبشر وهذا ما سبق وأن شرحناه في كتيب العلاج بالتقوى والقرآن الكريم، وملخصه أن الشياطين مخلوقين من طاقة وأنهم يدخلون الجسم متوجهين إلى مراكز التحكم في الدماغ، ومنها يشوشوا أداء مراكز التحكم وبالتالي يشوشوا أداء وظائف الجسم فيصيب الإنسان ما يصيبه من أمراض.
ولا مخرج لنا من الظلم الذي يصيبنا أو من الأمراض التي سلطت على أجسادنا إلا بقرآن الله تعالى.
وبكلمات أخرى فإن قراءة القرآن تنتج طاقة وهذه الطاقة يجب أن تكون بالقدر اللازم لتتمكن من قتل مردة الشياطين، وطاقة الفرد الواحد القليل الذكر تقتل صغار الشياطين أما كبار مردة الشياطين تحتاج إلى قراءة جماعية من أشخاص يتقون الله، فمستوى الطاقة الناتجة عن قراءة القرآن تتناسب طردياً مع تقوى القارئ وعدد القراء وأمور أخرى مشروحة في كتيب العلاج بالقرآن الكريم.
لقد فهم كثر من الأخوة هذا المنهج وتشجعوا له وعملوا عليه، ولكنهم بعد مدة فترت عزيمة بعضهم، وربما انساق وراء شهواته التي زينها له الشيطان، ومنهم من لم يلتزم بمهج الله تعالى سواء كان من ناحية الحجاب للأخوات، وربما بعض الأخوة تمادى في بعض الكبائر وهو مستصغرا إياها، كالذين يمارسون الغزل عبر الإنترنت، أو مشاهدة ما حرم الله، ومنهم من واصل التدخين، وهو كاسر للحصن كما تفعل الكبائر، الخلاصة أن هؤلاء الأخوة بعد أن هاجموا الشياطين وقتلوا بعضهم وحرقوا البعض وعذبوا آخرين، قاموا بتمزيق الحصن الذي بني حولهم وحول مصالحهم بالرقية، ذلك أن الكبائر تكسر الحصن، وهنا يأتي كبار المردة من الشياطين لينتقموا منهم، والشياطين قوم لا ينسوا ولا يسامحوا بل يمتهنون الإجرام، ومن ثم تحولت حياة هؤلاء الأخوة إلى جحيم وخسارة تتوالى بسرعة لا يحتملها عقل، وهذا ما شرحه الله في كتابه: { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً} الإسراء 82، فالظالمين الذين ظلموا أنفسهم ستتحول الرقية عليهم إلى خسارة تتلوها خسارة تتدفق لحظياً عليهم شرحها الله بلفظ ( خساراً )، وهذا المعنى موجود أيضاً في قوله تعالى: { وَلاَ تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَاراً} نوح 28، وقوله تعالى: {وَلاَ تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ ضَلاَلاً} نوح 24.
أقسم بعظيم جلال ذات الله - تعالى – أنه ما قرأ هذا الكتاب ورفض إتباعه، أو أنه أتبعه ثم تراخى وتقاعس عن الرقية، إلا هاجمه الشياطين بأقوى المردة مسببين له كل ما تمكنوا من أشنع الأمراض وأكبر الخسائر في ماله وتجارته وأعظم الخلافات في أسرته وأحبائه وحيث مصالحه.
وأنني أود أن أفرد كتاب بقصص الذين تركوا الرقية، كيف أصيبوا بأعصى الأمراض التي عجز الطب عنها، منها الدمامل والشلل موت الخصيتين ومنع الحمل، وكم من فتاة أخرجوها من بيتها عارية في الشوارع، وكم من شاب أصيب برغبة جنونية بالشذوذ الجنسي، وإلى أسوء ما يمكنكم أن تتخيلوا.
إنه من بالغ السذاجة أن يظن امرئ أن الشياطين الذين ناضلوا لإخفاء هذه الحقائق سيتهاونون مع من عرف عنهم كل هذا المعلومات، سواء تقدم لقتالهم أو لم يفعل، ويزاد الموقف سوء إذا كنت من أبطال الرقية ثم وليت الأدبار، ويصبح الأمر أكثر سوء إذا استدرجوك للمعاصي والكبائر.
أخي في الله أنت مجاهد شئت أم أبيت لا محالة بالحرب مع الشياطين حتى النفس الأخير من حياتك، ذلك لأنك لو رفضت الدخول في الحرب فالشياطين لن يتركوك أبداً، وما سبق لهم وأن تركوا أحداً قبلك حتى يتركوك أنت، وسيكون موقفك أكثر تعقيداً لو كنت ممن تعرضوا لسحر سابق وتمّ تسليط الشياطين عليك، أو سبق وأن تعرضت لمرض بسبب الشياطين، في هذه الحالة أنت غير مُخير أبداً ذلك أنك مضطر أن تدافع عن نفسك، وبالتالي أنت ستحدث فيهم قتلى وإصابات ومن ثم ستكون محط انتقامهم.
الخبر السيئ هو أن كل الذين مارسوا الرقية ثم تركوها فقد تحولت حياتهم إلى سلسلة من الخسائر، ولم أجد لأحدهم استثناء واحد، سلسلة من الأمراض المستعصية، والخلافات الأسرية والخسائر المادية.
أخي في الله، عندما تتركنا وتنزلق إلى طريق المعاصي، وتبدأ المصائب بالنيل منك تذكر إن الحل بسيط جدا، عد لله واستغفر لذنبك فإنه غفور يفرح بتوبة العبد أكثر من فرحت الضال بالصحراء من غير مشرب ومأكل ثم يجد أمامه روضة من رياض الجنة، وأكثر من العقيم الذي يفاجأ بالحمل.
والله تعالى وعدنا بالنصر في الحياة الدنيا وفي الآخرة في قوله تعالى: { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ} غافر 51، { وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنينَ} الروم 47.
نصر الله لنا أمر ثابت لا جدال فيه، والله لا يخلف وعده قال تعالى: { وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ } الحج 47، وعدونا مهزوم لا محالة وهذا ما حكم الله عليه بحكمه: { إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً} النساء 76.
عفوا ... لا يوجد طريق ثالث
إخواني الذين انظموا لرابطة الرقاة، والذين رقوا معنا، أو قرؤوا كُتيب العلاج بالتقوى والقرآن الكريم، ثم تراخوا وتناسوا الأمر، وكثيرا منهم عادوا لما يغضب الله من متابعة برامج التلفزيون بمفسداتها وانخرطوا بالمعاصي وتركوا صلاة الفجر جماعة وباقي السنن المؤكدة،،
ربما لاحظ هؤلاء الأخوة من بعد ذلك أن المشاكل قد انهمرت عليهم من كل صوب وحدب، من العمل والبيت والأصدقاء والمقربين،،
إخواني وأخواتي الكرام، أرجو أن تتفضلوا بملاحظة أن الشياطين لم ينسوكم، وأنهم لن ينسوكم، وأنه من اللحظة التي انجلت حقيقتهم أمامكم تمّ تصنيفكم إلى مستوى عدائي أعلى، وأنهم لن يتوقفوا عن السعي لتدميركم ولا يوجد طريق للتخلص من شرهم إلا بما يلي:-
1-   يجب أن تحفظ القرآن غيبا بنيت جهاد أعداء الله ونصرة الله تعالى.
2-  يحب أن تنقي حياتك من الكبائر، كالعمل في البنوك الربوبية أو الشركات والمؤسسات القائمة على القروض الربوبية أو المؤسسات القائمة على ترويج الفسق من صور داعية للفجور والفساد، أو المؤسسات القائمة على دعم قتلت المسلمين، ألخ
وأن تنقي حياتك من النظر لعورات الناس في التلفزيون والأغاني الماجنة والمجلات وغيرها، وتنقي حياتك من الكذب ومن كل يغضب الله وأن تلتزم بالفرائض والسنن المؤكدة، وبتعبير أخر يجب أن تحافظ على حصنك من الشيطان، وتعيش حيات الصحابة محصن.
3-  أن تحافظ على قراءة الرقية بحد أدنى مرة بالموعد الجماعي الأٍسبوعي وهو الساعة التاسعة بتوقيت مكة ليلة الجمعة، لتضمن حرق أي شيطان تسول له نفسه التعرض لك أو لمصالحك.
 عفوا ... لا يوجد طريق ثالث، فإما أن تكون من أهل الهوى مستمتعا بالشياطين، وإما أن تكون عدوا لهم، ولا تنسى فالشياطين يعادوك لكونك مسلم، وازداد عدائهم لك عندما كشفت حقيقتهم، وبقراءتك للرقية فأنت قد قتلت وحرقت منهم ما قدر الله، فكيف تتصور أنهم سينسونك؟
هذا جهاد حتى الموت، ويتساءل كثير من الأخوة بأن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم لم يكونوا مواظبين على الرقية لتحصين أنفسهم ولم يكن حربهم للشياطين كما أدعو والجواب هو بما يلي:
1-    لم يمر على المسلمين أن انغمسوا بالموبيقات كما هم الآن، فلم يكن يوما من الأيام الربا ميسر ومتداخل بحياتنا كما هو الآن، حتى أننا لو درسنا الدورة الاقتصادية لأي دولة لوجدنا أننا مهما تحرزنا فنحن لا نستطيع العيش دون المساس بالربا أو المؤسسات الربوبية أو الربويين، ومثل انتشار الربا انتشر الزنا ولم يمر على المسلمين زمن انغمسوا بالزنا كما هم الآن، حتى أصبح التعايش مع مناظر الكاسيات العاريات هو أمر غير مستهجن فضلا عن الأغاني ومشاهد المجون والفجور، وأصبحت أبواب الزنا أسهل من طلب شرب الماء عبر التلفاز والهواتف الإنترنت والصحف وغيره، وهكذا انتشرت باقي الموبيقات كاللواط وإتيان المرأة من دبرها، وعقوق الوالدين، والمشاركة بقتل المسلمين عبر العمل بمؤسسات قائمة على تمويل جيوش القتلة، وانتشر السحر بشكل أنني أجزم بأنه لم يعد هناك مدينة أو قرية أو حي إلا وبه ساحر يمارس السحر ويدنس آيات الله ويهين أسماء الله الحسنى وحبيبه - صلوات الله عليه وسلم، ولم يسبق بتاريخ المسلمين أن انتشر التدخين والشيشة كما هو الآن، والتدخين هو خرق لحصن المسلم فورا، وكل مدخن ملبوس دون أدنى شك، وحاصل ما سبق أصبح المحافظة على حصن المسلم صعب جدا.
2-    وبالمقابل فإن الشياطين يزداد عددهم بشكل مُضاعف عن البشر، فهم ابتداءً أكثر بعدة أضعاف ويعيشوا أعمار أطول من البشر بكثير، وهكذا ازداد عددهم عدة مليارات المرات عن أعداد البشر الذين لا يتجاوزون الستة مليارات بكثير.
3-    كما أن خبرات الشياطين تتراكم نتيجة طول أعمارهم ووجود إبليس لعنه الله من قبل خلق سيدنا أدم، والأكثر من ذلك فإن علمهم أيضا يتطور بشكل أسرع من علم البشر، ولقد طوّر علمائهم الكيميائيين علاج للحروق يشفيهم بأيام من أثار الحروق التي يسببها لهم ذكر الله.
لهذه الأسباب ولأساب أخرى لا أود الإطالة بشرحها فلقد أصبح قتال الشياطين مُعضلة يصعب التغلب عليها بدون أخذ ما أمرنا الله تعالى بقوة.
وكل الذين ينظرون إلى الصراعات الحالية في حياة المسلمين على أنها صراعات بين المسلمين والأمريكان والإسرائيليين متناسين إبليس والشياطين، هم بكل أسف قصيروا النظر لم يستوعبوا حجم المعركة ولن يستطيعوا التقدم خطوة واحدة للأمام، وسيبقون مستنزفين في حرب الشياطين من خلافات بين الأفراد واختراقات وخيانات وقيل وقال وغيره من أساليب الشياطين في دفع الحركات الإسلامية بعيدا عن الجهاد وذكر الله.
وقتال إبليس وأعوانه يكون بقراءة آيات حارقات للشياطين ثمّ جمعها في رقية اسمها (ورد رابطة الرقاة)، وهذه الآيات لها سلطان عليهم وتدمر حصونهم وتكبلهم وتسوقهم وتسجنهم وتحرقهم حتى الموت، والقراءة الجماعية تقوي بعضها البعض.
المسيخ الدجال وإبليس والصهيونية العالمية
وحرب إبادة المسلمين.
   الحمد لله نور السموات والأرض الهادي الناصر المُنتصر العزيز المُعز الذي أحصى كل شيءٍ عددا وأحاط بكل شيء علماً، الواحد الأحد الصمد، له الأمر من قبلُ ومن بعد، وإذا أراد أمراً فإنما يقول له كن فيكون، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وحبيب قلوب المؤمنين محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه عدد علم الله العليم.
أما بعد فلقد أجمع أئمة المسلمين بأن علامات الساعة الصُغرى والوسطى قد ظهرت كلها، وأننا على أبواب ظهور العلامات الكبرى، كما أجمعوا بأن العلامات الكبرى إذا ظهر أولها فإنها ستتوالى توالي انفراط العقد، وعليه فإننا على وشك المواجه مع الدجال لا محالة، ولستُ هنا بموطن تحديد موعد ظهوره، ولكني كما أرى- والله أعلم - أنه أوشك على الظهور، وأن الاستعدادات اللازمة للتهيؤ لظهوره قد أوشكت على الانتهاء، وأنه سيكون أكثر الفتن صعوبة على المسلمين، وسيهلك كل ما لم يستعد لهذا العدو الشرس، ولكي يستطيع أي شخص أن يفهم حجم المؤامرة التي تُحاك، ونحن على وشك السقوط في وسطها، فعليه بقراءة كتاب الخيوط الخفية بين المسيخ الدجال وأسرار مثلث برمودة والأطباق الطائرة للأستاذ/ محمد عيسى داود، وكتاب بروتوكولات حكماء صهيون، وكتاب أحجار على رقعة الشطرنج، فضلاً عن كتاب العلاج بالتقوى والقرآن الكريم للعبد الفقير أبى عمر.
والخلاصة أن إبليس وهو قرين الدجال قد انتهيا من تلبيس معظم الناس بالشياطين وأهلوهم لتقبل فكرة أولوهية الدجال – لعنهم الله أجمعين – وأن كل من لم يُنظف جسمه من الشياطين سيكون فريسة سحرهم ودجلهم، وسينتهي به الأمر إلى الخلود في جهنم والعياذ بالله تعالى.
وإن يدهم في التنفيذ هي الصهيونية ورأسهم للقيادة في أميركا، وهم قادة الحكومة الخفية للعالم التي تحيك كل الشر للبشرية، والله من ورائهم محيط، وما قدروا الله حق قدره، والله أسرع مكراً ولكنهم لا يعلمون، والله غالبٌ على أمره.
إن كل من يقرأ الفاتحة وآية الكرسي والإخلاص والفلق والصمد والناس والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ويشعر بأعراض في جسده تتوقف مع توقف قراءة القرآن وتعود بعودة القراءة للآيات الحارقات يكون ملبوساً وسيكون فريسة سهلة للدجال، والأعراض هي كالتالي: التثاؤب أو النعاس الشديد ورغبه بالنوم -لا تقاوم- أو ثقل أو ألم بالرأس أو بأحد أعضاء الجسم أو رغبه شديدة بالخروج من المكان أو ضيق بالصدر أو اختناق أو اصفرار بالوجه أو دَمَعَت أو شخصت أو احمرت العينان أو أصابهما حكة أو شعرت برغبة حادةث بالبكاء أو نمّلت أو اخضرت كفوف اليدين أو القدمّين جزئيا أو كلياً أو بعض الجسم أو عرق أو برد أو سخن الجسم أو بعضه أو شعرت كأن لهباً يخرج منه، أو بدأت بعض العضلات تنتفض في الجسم أو شعرت بتحرك سوائل أو أجسام غريبة داخل الجسم أو شعرت برغبة مفاجئة بإخراج ضراط (ريح) أو بول أو براز.
أخي في الله سارع في فحصك نفسك إن كنت من الملبوسين وافحص أهلك وأحبائك وتعلم فك اللبس والتحصين بسرعة قبل أن يباغتك الوقت وانظم الآن إلى رابطة الرقاة وسجل اسمك الآن عند الله بالدعاء التالي: ( اللهم يا عالم بمكاني وسامع دعائي وشاهد عليّ ووكيلي، سجل اسمي عندك في رابطة الرقاة ووجه من الآن وحتى مماتي، ذِكري وعبادتي لجلالك، إلى حيث توجه رقية رابطة الرقاة لتحرق السحرة والشياطين وأئمة الكفر والظالمين).
 
 
 
لتحميل هذا البحث نرجو الضغط على  
 www.alroqia.info www.alraqi.info alraqie4u@yahoo.com alraqie4u@hotmail.com
http://group.yahoo.com/group/alraqie
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق