منْ يُرَحِلُ منْ.. الشعب أم المحتلين وعملائه

بقلم: ناجي حسين



إن التظاهرات والأحتجاجات والثورات التي أشرقت على المنطقة العربية بدأت بتونس ولن تنتهي إلا بإنهاء كل الأنظمة الإستبدادية البوليسية الطاغية والتبعية في العالم العربي من شرقه إلى غربه. نعم لقد نهضت الشعوب العربية من غفوتها التي طالت عقود طويلة بعد أن برمجت مهماتها وانطلقت لإسقاط الأنظمة الشمولية المستبدة ، وكانت البداية في تونس ومصر ثم زحفت برياحها نحو اليمن والأردن وليبيا والعراق والسورية ، وإلى آخره... لكن خطأ النظام العربي إنه صدّق كذبته بأن الفكرة العربية ماتت. جاء الجواب المصري الكبير نعم مصر هي تونس، وتونس هي الجزائر، والجزائر هي اليمن ، واليمن هي الأردن ، والأردن هي ليبيا ، وليبيا هي العراق والعراق هي سوريا .. جاء الجواب من عمق الشعور بالمهانة والذلّ والأنحطاط والفساد والتبعية لمشروع الصهيو الأمريكي الغربي الإيراني. كل دكتاتور يريد ان يتحوّل ملكا لا يموت ويورّث أبنه. لكن جميع الملوك ماتوا، أو سيموتون، والحكم الوراثي القائم على النهب والفساد والقمع والسجود أمام إسرائيل، يسقط في الشوارع، ويتداعى، وما على مماليك اللحظة الهاربة سوى الالتحاق ببن علي في جدة، حيث من المنتظر ان تتأسس جامعة القتلة في صمت المنفى الصحراوي.
لقد دأبت إدارة الإحتلال الأمريكي في العراق وأفغانستان على تبرير فشلها وفشل سياساتها التي أتت على هذين البلدان بكل ما هو فاسد وفاشل ومرتزق وعميل. إذ بعد أن وجدت قوات الإحتلال الأمريكي ان هناك من لديه الإستعداد الكامل على أن يقوم عنهم بالتعويض أو المواجهة بالوكالة للوصول إلى الأهداف التي جاؤا من أجلها والنتيجة الدامية أحتلت هذه البلاد دون الولوج في تقديم أية خسائر على أرض الواقع لأنها ستستخدم مرتزقة يعملون على تنفيذ أجنداتها في المنطقة والعالم بشكل عام. وقد لوحظ في الآونة الأخيرة التحول الهائل في سياسة هذه الإدارة الأمريكية الدموية والفاشلة إلى العزوف على التركيز في أستخدام من يعوض عن دورهم في مواجهة ما يحدث في المنطقة من الثورات ومع المجموعات المناوئة لها، فقامت باستبدال سياسة إستحداث مراكز تدريب عسكرية للمليشيات في المعسكرات الشرق أوروبية، مثلما حدث مع مرتزقة العميل المزدوج (أحمد الجلبي) والعميل المزدوج (أياد علاوي) والعميل المزدوج إبراهيم الأشيقر (الجعفري) والعميل المزدوج ( مسعود البر-زاني) والعميل المزدوج (جلال الطلي باني) والعميل المزدوج (حميد مجيد موسى ) وغيرهم تدريبهم في بلغاريا قبيل الهجوم على العراق وإحتلاله من قبلهم، أو دعم الجهات والأحزاب الدينية على وجه الخصوص كالأحزاب الإسلامية والعلمانية الأنتهازية التواقة إلى الجلوس على سدة الحكم، بأي ثمن كان حتى لو كانت الخيانة والتأمر اللتا أمستا وجهات نظر.!؟ وسياق معتمد في نهجهم. فقامت بانشاء مراكز تدريبية تجريبية سايكلوجيكية (نفسية) الغرض منها أعداد مجموعات تستطيع تنفيذ الأجندة الأمريكية في المنطقة أولا وتبرير ما تحاول الوصول إليه في المناطق والبلدان التي أحتلتها بشكل عام. والجدير بالذكر كانت أولى هذه المراكز مركز براغ الدولي الذي استحدث من أجل أعداد وتخريج مجموعات وأفراد تعمل على تنفيذ الأجندة الأمريكية والصهيونية في المنطقة التي تحاول تحويل فشلها فيها إلى نصر عن طريق أولئك المرتزقة والجواسيس وكذلك تنفيذ خطط ومناهج اللوبي الصهيوني في العالم في تحويل الدول إلى أقاليم ودويلات لكي تستطيع سيطرتها وأضعاف فكرة وحدة الأمة العربية . ولعل ما حدث في العراق على مدى السنوات الثمانية الأخيرة خير دليل على ما يحدث خصوصا بعد ان أيقنت الإدارة الأمريكية فشلها العسكري بالكامل في هذا البلد، فبدأت باعداد من ينوب عنها في تحمل المضي في تطبيق مشاريعها الأستعمارية التوسعية في العراق بشكل خاص. هذه المراكز وبتعبير أدق أحد أهم اللذين تخرجوا منها تركز عدة نقاط رئيسية تتمحور حولها الأجندة الأمريكية المطلوب تطبيقها في تلك المنطقة أوالدولة التي تريد أن تطبق فيها أجندتها الماكرة والخبيثة والهيمنة على آبار الذهب الأسود :
أولا: التأكيد على العميل والحكم التي تنشأها ضمن نطاق الدولة أو المنطقة .. والأمثلة على ذلك كثيرة وعديدة وكل مواطن عربي يستطيع أن يفهم تلك الأجندة الأستعمارية الجديدة في المنطقة ولعلها فكرة الأقاليم والفدرالية في العراق ، التي تم بت بها كافة المؤتمرات عقدت بإشراف ممثلي الويلات المتحدة الأمريكية لعملائها العراقيين في فينيا ولندن وبيروت واشنطن وصلاح الدين ، التي قسمتم فيها البلاد ، وخدعتم العالم بإن الشعب العراقي طوائف ومكونات ، إن القوات الغازية، عندما إحتلت العراق، بالتعاون مع النظام الصفوي في إيران وما يطلق عليها المرجعيات الدينية البوشية في النجف ، وبما أن الإدارة الأمريكية باعتبارها قوة محتلة على الأطلاق وتركت العنان لمن تخرجوا من تلك الأوكار المشبوه على تبني الفكرة والمضي بها، فتجد العميل المزدوج الوائلي (أحد خريجي مركز براغ) يظهر فجاءا ليطالب بأقليم البصرة وأنفصاله عن جسد الدولة العراقية، وآخرين في الغرب العراقي في محافظة الأنبار ممن يطالبون بأقيلم الأنبار مثل حميد أبو ريشة من الصحوات. وآخرين مطالبين بأقليم الجنوب بضمنها البصرة كمحافظة مركزية على غرار مطالبات الجيب الصهيوني العميل في الشمال العراقي بنفس المطالب، وأولئك هم من يدعمون الأتفاق الأمريكي الإيراني في العراق !!.
ثانياً : مبدأ حقوق الإنسان بشكل عام، ويأتي هذا البند ضمن الإصرار على أحقية اليهود العراقيين بالعودة والتعويض لهم عن هجرتهم من العراق وتحميل
الحكومات العراقية المتعاقبة مسؤولية ذلك. رغم أنهم خرجوا ضمن مجموعات وأفراد تم أستغلاهم وتروعيهم بواسطة العصابات الإسرائيلية التي أشرفت بشكل كامل على هجرتهم من العراق بعد أن تم تصفية كامل حقوقهم التي يملكونها في العراق وبحسب من بقى منهم من الطائفة الموسوية في العراق وأقرارهم بذلك.
والدليل على ذلك وجود العديد من هؤلاء العملاء والمرتزقة والجواسيس يطالبون بحقوق الجالية اليهودية في العراق وسبل تعويضهم جراء ما حدث لهم وأصرارهم على أن هذه الحالة هي حالة إنسانية بحتة وفي صلب حقوق الإنسان رغم كل الأدلة التي تعرض أمامهم حول ما اذا كان لهذه الطائفة حق أم لا.!؟. فالمهم هو أحداث الشرارة ومن بعدها تبني المضي في تكريس الموضوع وتطبيق الخطة على الأمد البعيد أسوة بما حدث مع المانيا والمحرقة اليهودية والتي لا زالت تدفع ثمنها إلى يومنا هذا .
ثالثاً : وفق آلية العمل على تحريف التوجهات العقائدية والإيديولوجية للأفراد والمجموعات عن الهدف الرئيس لها بعد أستخدام سياسة التشتيت والأنخراط ضمن هذه
المجموعات والأفراد وبأسلوب أستعماري قديم جديد يعمل على مداعبة العواطف والمشاعر عند لدى الضعفاء والأميين والجهلة والتابعين للهوى الأمريكي - الإيراني من حملة تلك التوجهات وبالتالي أدلجتها بحسب الخطة والهدف المنشود . ولعل ما حدث مع المظاهرات العراقية .. خير مثال على ذلك فنرى أن التظاهرات التي خرجت من أجل تحقيق أبسط الحقوق الإنسانية وأسقاط الأنظمة العميلة مثل عصابة العميل المالكي لأن في العراق لا يوجد نظام أو حكومة بمعنى القانوني والشرعي بل عصابة قتلة من مجرمين ولصوص هي التي قد تحولت شيئاً فشيئا إلى مطالب آخرى بعيدة كل البعد عن الهدف الأصلي والمنشود من ورائها..
بقي أن نذكر ان جميع المطالبين أو المشجعين للإنفصال هم من خريجي هذه المراكز وهذه الدورات الصهيونية الأمريكية الإيرانية الخبيثة والحاقدة التي تسعى وتدعم وتعمل على ترسيخ فكرة تقسيم العراق، ولعل من الأسماء اللامعة التي برزت من هذه الدورات. المحصلة بناء فكرينتمي للعمالة والتجسس تختلط فيه الأوراق وتتشتت فيه الحقوق المشروعة والعدالة ، بعد نشره وسط المجتمع العراقي والتجمعات سواء على أرض الوطن أو خارجه ومن ضمنها التجمعات الوطنية أو القوى الشبابية سواء على \ الفيس البوك أو على مواقع التي تدعي الوطنية، والولوج وسطها ظناً أن الواجهة والباطن على النهج، الذي يحمل صوتاً يداعب المشاعر الوطنية تارة ويدسّ السم بالدسم تارة أخرى، بهدف تشتيت الهدف المنشود، فيما المخطط التآمري المرسوم صهيونيا وإيرانياً لا ينفذ على أرض العراق فحسب، بل يلج وسط التجمعات التي تتحرّك ضمن مجاميع يمكن توجيهها بطرق خبيثة، تجعل من الوطني الحقيقي بموطيء الشك، فيما تتحرك تلك الأذرع الخبيثة والمسمومة التي تجد الذرائع والمبررات لإبعاد كافة التهم عن العدو الحقيقي، وخنق الأصوات المنادية بمشروع عراقي وطني حر، يتخلص من كافة مستنقعات الإحتلال الإيراني – الأمريكي، وسعي تلك القوى المتآمرة الحثيث لإبقاء سقف مطاليب الشعب بما تتماشى مع الأجندة العصابة العميلة..! وأرساء سياسة يتمّ عبرها غسل أدمغة الشباب المنتفض، وحرف مسار الخط الوطني المرسوم.. والنتيجة البقاء ضمن دائرة مغلقة مع البقاء ضمن النهج الإحتلالي المرسوم الذي يجعل سقف المطالب الشعبية محددة وبما تنسجم مع مصالحه وإبقاء عصابة القتلة كما هي .!؟
رغم كل هذه المؤامرات على أجهاض الثورة العراق الكبرى ستواصل التظاهرات والأحتجاجات القادمة يومي الثامن والتاسع من نيسان الجاري .. أطلق الشباب الثائر كلكم راحلون إلى مزبلة التاريخ ، نعم أنهم راحلون كما رحل كل الطغاة والغزاة الذين حكموا وإحتلوا العراق .. كما سيرحل آخر جندي من قوات المحتلين عن أرض العراق المقدسة .. نعم سترحلون وسيسقطكم الشعب العراقي في برلمانه المفتوح والدائم بساحة التحرير وتحت نصب الحرية الخالد في ذاكرة العراقيين ..
لن يغفر لكم هذا الشعب أيها العملاء والجواسيس والمرتزقة واللصوص الذي تم على أيدكم الخراب وادمار والمآسي والمحاصصة الطائفية والأثنية القذرة المقيتة ، بل نسيتم وتناسيتم إن هذا الوطن بنهرين عظيمين وأرض خصبة معطاءة يعيش من خيراتها ويستظل تحت سمائها وأمتزج بتربتها منذ آلاف السنين شعب سومر وآكد وبابل وآشور وعاش فيها مسيحيون وعرب ومسلمون وأقوام عديدة آخرى عمروا وبنوا هذه الأرض بسواعدهم ورووها بدمائهم الزكية لا فرق بين جنوبه وشماله ووسطه وشرقه وغربه حتى جئتم إلينا بحقدكم الأسود ودخلتم علينا بخبثكم ومكركم المسموم وأخترقتم وحدتنا ببدعة الطوائف والمكونات وكأننا شعوبا متناثرة وطوائف متحاربة ومناطق متنازع عليها ولسنا شعبا واحدا عانق هذه الأرض وأحتضنته ، روته بمائها ورواها بدمه ..
لن ينسى ويغفر لكم هذا الشعب يا عصابة الحرب والإجرام ويا عصابة المليشيات ويا ملوك الطوائف ما صنعت أياديكم القذرة والنتنة وما أقترفته من جرائهم بحق العراق وأهله من قتل وتهجير وتمييز بين هذه الطائفة وتلك وبين هذه المنطقة وآخرى حتى وصلت قذارتكم إلى التمييز بين هذا الشارع وذاك .. جعلتم من بلادنا فريسة تقاسمتموها كأنكم وحوشا كاسرة وأنتم لكذلك ، بقلوبكم السوداء الحاقدة وبنزعتكم الشريرة وبطائفيتكم وعرقيتكم المقيتة جلسكم فوق رقاب هذه البلاد بعد أن سلمها لكم غزاة ومحتلين المجرمين ..
لن ينسى ويغفر لكم هذا الشعب نهب ثروات وتغلغل الفساد الذي نخر البلاد .. لن ينسى كافة السرقات وعمولات وصفقات المشبوهة وغير شرعية .. لن ينسى تلك المجازر والتفجيرات ، وحملات الأعتقالات العشوائية طالت مئات الآلوف من الأبرياء ، وكدستم في السجون العلنية والسرية ، وآختراع أنواع الأساليب التعذيب الوحشي للمعتقلين والتي لم تجده حتى في قرون الوسطى .. كما لن ينسى هذا الشعب قضائه الذي تأسس على أيدي المحتلين وغير نزيهة ، الذي أضحى الدمى بيد المجرم العميل المزدوج المالكي وزمرته الجبناء .. كما لن ينسى ويغفر لقضاته الذين أستخدمهم العميل نوري كامل العلي القريضي (المالكي) ضد كل من يكشف فساد دكان عصابته .. وضد كل من يفضح أنتهاكات أجهزته الأمنية التي تتدربت على أيدي المحتلين وغير الدستورية بحق العراقيين ... كل هذا وغيره من الإجرام والإبادة الجماعية ضد الإنسانية لن ينساه هذا الشعب العراقي ويغفره لكم ..
سيقولها علنا شعبنا العراقي الشجاع ، كما قالها مرات ومرات في ساحة التحرير وفي كل ساحات الوطن من شماله حتى جنوبه المحتل بقوة الكراهية على هذا الوطن الحضارات من قبلكم ، أنكم وجميعكم عملاء وجواسيس ومرتزقة ومجرمين ولصوص وفاسدون ، المفسدين .. منحطون ، دجالين ، حتى بلغت الوضاعة بكم كذبكم الصريح : أننا البلد الأول في الأستقرار والأمان في المنطقة ! ..
سيقولها بصوت واحد مدوي شباب ثائر ومعهم كل العراق وقوى الوطنية ومقاومته الباسلة من أقصى شماله إلى اقصى جنوبه في يومي الثامن والتاسع من الشهر نيسان أنكم : راحلون .. راحلون .. "الشعب يريد إسقاط عصابة العميلة" .. سيكون القصاص منكم على يد الشعب العراقي .. راحلون ..راحلون إلى مزبلة التاريخ ..
برحيلكم المخزي والعار على جبينكم سيولد عراق جديد نحن نصنعه .. عراق خال من الطائفية والمحاصصة وكل التقسيمات القذرة التي أتيتم بها .
إنها ثورة شعبية سلمية تتناغم وتتلاحم بالمقاصد والأهداف مع طموحات القوى الوطنية المناهضة للأحتلالين الأمريكي والإيراني والمقاومة الوطنية الباسلة في تحقيق التحرير الكامل والخلاص الدائم من مكائد الإحتلال ومخططاته وجميع أذنابه من العملاء والجواسيس والخونة وصفحة بيضاء ناصعة لشعب يعاني معاناة لا مثيل لعمق مأساتها وحجم كارثتها .
ومن أجل تحقيق هذا الحلم نحن على موعد في يومي 8 \ 9 نيسان ، وكل جمعة تحت فضاء نصب الحرية .
وسنهتف جميعا عاليا: بصوت جهوري" إيران بره بره.. بغداد تبقى حرة" و" كذاب نوري المالكي كذاب" و" نفط الشعب للشعب مو للحرامية " "الشعب يريد إسقاط عصابة العميلة" و"البقاء للعراقيين وللوطن ".

بقلم: ناجي حسين

--
قاطعوا شركة فيسبوك facebook الصهيونية
شركة فيسبوك facebook = تجسس + تحقير + ملهاة للشعوب العربية
====
إتحاد المدونين العرب - Arab Bloggers Union